نيوزويك: ما أسباب التصعيد الخطير في الأزمة بين روسيا وبولندا؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وبولندا مؤخرا إثر نشر وارسو عددا من قواتها على حدودها مع بيلاروسيا، وسط مخاوف بشأن وجود مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة في المنطقة.
وقد أثار تمركز مجموعة فاغنر في بيلاروسيا -بعد التمرد الذي قاده زعيمها يفغيني بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية الشهر الماضي- مخاوف بشأن استقرار بلدان عديدة في أوروبا الشرقية.
ووفق تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية أمس السبت فقد نقلت بولندا، التي تشترك في حدود شمالية شرقية مهمة إستراتيجيا مع بيلاروسيا، ألف جندي من جيشها بالقرب من حدودها مع بيلاروسيا في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب المخاوف المتعلقة بوجود فاغنر في أراضي جارتها الشرقية.
وكان النائب الروسي أندريه كارتابولوف قد رجح -في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي- وجود تحضيرات روسية لشن هجوم على بولندا تقوم به مجموعة من مقاتلي فاغنر، وسط تأكيدات بولندية أوكرانية عن وجود مقاتلين من تلك المجموعة في بيلاروسيا.
تحضير لهجوم
ونقلت مجلة "نيوزويك" حينها عن كارتابولوف -الذي سبق أن شغل منصب نائب وزير الدفاع الروسي قبل أن يصبح نائبا في البرلمان الروسي- قوله "أعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين طرد مجموعة فاغنر إلى بيلاروسيا للتحضير لهجوم على بولندا"، مشيرة إلى أن القيادي العسكري الروسي السابق أدلى بهذا الرأي خلال ظهوره على التلفزيون الرسمي الروسي مع الإعلامي فلاديمير سولوفيوف.
وقال كارتابولوف إن "من الواضح أن شركة فاغنر العسكرية الخاصة ذهبت إلى بيلاروسيا لتدريب القوات المسلحة البيلاروسية، لكن ليس لهذا فقط هناك شيء مثل ممر سوالكي، وأنت تعرف جيدا ما هو، إذا حدث أي شيء فنحن بحاجة إلى هذا الممر".
وبحسب "نيوزويك" فإن ممر سوالكي -وهو شريط صغير في الأراضي البولندية قرب كالينينغراد الروسية لكنه يكتسي أهمية إستراتيجية خاصة- طالما مثّل نقطة شائكة بالنسبة لموسكو.
وقد أدت هذه المخاوف إلى تدهور العلاقات بين وارسو وموسكو مؤخرا، بعد أن كانت متوترة أصلا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
بوتين يحذر
وردا على خطوة بولندا، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وارسو من شن هجوم على بيلاروسيا خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن القومي الروسي. وقال إن المناطق الغربية في بولندا الحالية كانت "هدية من ستالين" للبولنديين في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأكد بوتين أن "العدوان على بيلاروسيا يعني العدوان على الاتحاد الروسي، وسنرد عليه بكل الوسائل المتاحة لنا".
وأبرز تقرير "نيوزويك" نقلا عن صحيفة بوليتيكو (Politico) أن بوتين ادعى أن بولندا تريد السيطرة على ما تزعم أنها "أراضيها التاريخية"، متهما إياها بالسعي للحصول على جزء كبير من أوكرانيا وتحلم بالحصول على الأراضي البيلاروسية.
وردّ رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي على بوتين عبر تويتر، مكررا أن "ستالين كان مجرم حرب، ومسؤولا عن مقتل مئات الآلاف من البولنديين" خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
محاولة تلميع
وأضاف مورافيتسكي أن تصريح الرئيس الروسي "محاولة لتلميع (سمعة) مجرم الحرب ستالين من قبل مجرم حرب آخر هو بوتين اليوم".
وتطبيقا لقرارات اتخذتها القوى العظمى عام 1945 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، توسعت حدود بولندا بنحو 300 كيلومتر في اتجاه الغرب، مقارنة بخريطة ما قبل الحرب.
وعليه احتفظ الاتحاد السوفياتي بالأراضي التي ضمها عام 1939 في شرق بولندا، بينما أُلحقت بعض المناطق التي كانت تابعة لألمانيا ببولندا.
وقد استدعت وزارة الخارجية البولندية -أمس السبت- السفير الروسي لدى وارسو عقب تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتهم فيها بولندا بالسعي للتدخل المباشر في حرب أوكرانيا، بهدف ضم أجزاء من أراضيها.
وقال باول جابلونسكي نائب وزير الخارجية البولندي -في تصريحات صحفية- إن استدعاء السفير الروسي يأتي في أعقاب "تصريحات استفزازية لرئيس روسيا، بالإضافة إلى تهديدات وإجراءات غير ودية أخرى من جانب الاتحاد الروسي تجاه بولندا وحلفائنا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب: يجب أن يتواصل بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين يجب أن "يتواصلا" من أجل إنهاء الحرب الدائرة بين موسكو وكييف.
وفي تصريح لصحفيين في البيت الأبيض قال ترامب "أعتقد أن الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي يجب أن يتواصلا"، مضيفا "نريد وقف (حرب) تقتل ملايين الأشخاص".
ويوم الجمعة، قال ترامب أيضا إن القادة الأوكرانيين "ليست لديهم أي أوراق" في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا، كما اعتبر أن الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني لم يفعلا شيئا للتوصل إلى السلام.
وصرّح ترامب خلال حدث يجمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض قائلا: "لقد أجريت محادثات جيدة للغاية مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".
وكان الجمهوري قد صرّح قبل ذلك أن مشاركة نظيره الأوكراني زيلينسكي في المحادثات ليست "ذات أهمية كبيرة".
وهاجم ترامب زيلينسكي مرارا هذا الأسبوع، وقد أثار تقاربه مع بوتين مخاوف من حدوث قطيعة بين واشنطن وأوكرانيا التي تعتمد بشكل حاسم على المساعدة الأميركية لصد الهجوم الروسي.
وبعد أن وصف الرئيس الأوكراني بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، اعتبر ترامب الأربعاء أن الروس "سيطروا على الكثير من الأراضي" في أوكرانيا وبالتالي فإنهم "في موقع قوة".
ورفض ترامب الجمعة مجددا تحميل روسيا مباشرة المسؤولية عن إطلاق عملية عسكرية على أوكرانيا في فبراير 2022، وقال في تصريح لمحطة فوكس راديو إن "روسيا هاجمت"، لكن القادة الغربيين "لم يكن ينبغي أن يسمحوا لها بالهجوم".
وفي ما يتّصل بزيلينسكي قال "أراقب هذا الرجل منذ سنوات وحتى الآن، في حين تُقصف مدنه أراه يتفاوض بلا أوراق، ليس لديه أي ورقة".
واعتبر أيضا أن بوتين لم يتعرّض لأي ضغط لصنع السلام، وقال "إنه لا يحتاج إلى صفقة، لأنه إذا أراد سيأخذ البلاد (أوكرانيا) بأسرها".
واتّهم ترامب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنهما لم يفعلا شيئا لإنهاء الحرب.