ممرّ بحري إلى غزة.. خرق للحصار أم مزيد من إحكامه؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
#سواليف
مع تزايد الحديث عن توجه الإدارة الأمريكية لإنشاء #ميناء على #ساحل_غزة، بهدف تسهيل إدخال #المساعدات الإنسانية، خلال الأسابيع المقبلة، وإسهام بعض الدول في هذا المشروع، لاحت في الأفق تساؤلات وتخوفات حول المشروع وأهدافه وما تنطوي عليه من نوايا أمريكية – إسرائيلية، خاصة في ظل تعثر المفاوضات الجارية بين #المقاومة الفلسطينية و #الاحتلال الإسرائيلي، حول وقف العدوان على غزة.
وتوقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن يبدء تشغيل ممر المساعدات البحرية بين #قبرص وقطاع غزة الأسبوع القادم، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أصدر أوامره للجيش بالبدء بتنفيذ هذا المشروع الذي وافقت عليه إسرائيل، مضيفة أن أول مساعدات غذائية عبر هذا الممر قد تغادر قبرص اليوم الجمعة من ميناء لارنكا في تجربة للأمر.
فكرة المشروع
مقالات ذات صلة هنية يدعو إلى سرعة إغاثة غزة وعزل إسرائيل 2024/03/09الخبير الأردني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية هشام خريسات صرّح بأن التكلفة الأولية للمشروع تقدر بـ35 مليون دولار ستدفعها الولايات المتحدة، وعمق الغاطس للسفن بالرصيف لن يقل عن 17 مترًا، لاستيعاب جميع سفن المساعدات.
وذكر خريسات أن مساحة الميناء ستكون 6 كيلومترات مربعة لأنه سيضم مشافي عائمة تعالج نحو 2.3 مليون فلسطيني مدني في غزة، بالإضافة لبيوت إيواء عائمة بسفن جنبًا إلى جنب مع المشافي.
وأوضح خريسات أنه سيتم تخصيص ميناء بقبرص مدفوع الأجر من الولايات المتحدة، بحيث تصل #السفن إلى موقع الميناء على شاطئ مدينة خان يونس على سواحل غزة، مشيرًا إلى أن المسافة من ميناء قبرص إلى الميناء الأمريكي في غزة تقدر بـ387 كيلومترًا.
ولفت إلى أن السفن ستذهب أولا إلى ميناء إسدود الإسرائيلي ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحرية الإسرائيلية والمسيرات إلى القطاع.
طرح قديم
الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 17 عامًا كان يدفع دائمًا إلى فكرة أحقية الفلسطينيين في إيجاد ممرات ومعابر آمنة في البر والبحر، إلا أن الأطروحات جميعها كانت تتعثر برفض إسرائيلي، يحول دون المضي في تنفيذها.
وقبل 10 أعوام طرحت فكرة إنشاء ميناء على شاطئ غزة، لكنها كيان الاحتلال أوقف إتمامها، وفور بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي تم إعادة طرح الموضوع؛ حيث تحرك في هذا الإطار وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، وتوصل إلى اتفاق ومباركة من قبرص واليونان على هذه الخطوة.
تخوفات مراقبين
المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري أعرب عن استنكاره الاقتراح الأمريكي معتبرًا أنه “خبيث”؛ حيث إن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعمًا ماليًّا لإسرائيل!.
وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف “للمرة الأولى أسمع أحدًا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفًا بحريًّا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني”.
وطالب المسؤول الأممي بفتح المعابر الحدودية بشكل كامل واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الحركة الحرة والآمنة لقوافل المساعدات إلى المدنيين أينما كانوا.
أما الصحفي الفلسطيني عماد الزقوت فكتب عبر حسابه على منصة x إن هناك تخوفات من التحركات الأمريكية على شاطئ غزة وحول ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون أن قوات من الجيش الأمريكي ستأتي بمعدات خاصة لإنشاء ميناء مؤقت، مبينًا أن هذا يعني أن الحرب على غزة ستطول لأشهر قادمة وربما سنوات على اعتبار أن انشاء الميناء سيستمر تشييده أسابيع.
ورأى زقوت أن الميناء سيعزز فصل شمال القطاع عن جنوبه بشكل كبير، متسائلًا: هل الميناء الأمريكي في شاطئ غزة سيكون بديلا عن معبر رفح؟ وما هو موقف مصر من ذلك؟.
ورأى الصحفي الفلسطيني أن الولايات المتحدة الأمريكية تستغل الوضع الإنساني في شمال غزة لفرض واقع جديد لا نعرف ملامحه حتى الآن.
بديلاً عن #معبر_رفح؟
الصحفي المصري مصطفى بكري اعتبر أن إنشاء هذا الميناء يستهدف النيل من الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، ويحاول “شيطنته”، مؤكدًا أن فيه رساله “إساءة لمصر والزعم أنها هي المسئوله عن عدم دخول المساعدات إلي غزه وليس إسرائيل، ألم يقل بايدن هذا الكلام قبل ذلك؟”، حسب ما قال.
وأكد بكري أن إسرائيل كانت ولا زالت تقف عقبه أمام مئات السيارات المحمله بالمساعدات والتي تقف في رفح المصريه.
ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، وخاصة في مسألة دخول المساعدات الإنسانية إليه خلال هذه الحرب التي قيدت فيها إسرائيل دخول المساعدات للقطاع، وهو ما يهدد بحدوث مجاعة خاصة في مناطق الشمال.
وبعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ عام 2007، أغلقت جميع معابر قطاع غزة، ما عدا معبري رفح وبيت حانون اللذين خصصا لتنقل الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم الذي خصص لنقل البضائع.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تتكدس شاحنات المساعدات عند معبر رفح البري، في ظل اتهامات متبادلة بين السلطات المصرية والاحتلال الإسرائيلي؛ حيث تعلن مصر دائمًا بأن المعبر مفتوح، وأن دخول المساعدات يتطلب تنسيقًا بينها وبين إسرائيل تجنبًا لقصفها، بينما أعلن مسؤولون إسرائيليون في عدة تصريحات، كان أبرزها ما صرح به الممثل القانوني لكيان الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هي المسؤولة الوحيدة عن معبر رفح، وأن إسرائيل لم تتدخل بهذا الشأن.
وإذ أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدء تنفيذ مشروع الممر البحري، طُرحت تساؤلات عن انعكاس هذه الخطوة على دور معبر رفح البري؛ حيث يرى مراقبون أنها تنطوي على إقصاء معبر رفح بشكل كامل، في ظل مزاعم إسرائيلية دائمة بأنه منفذ لإدخال السلاح إلى المقاومة!.
أحقية فلسطينية
تخترق هذه المخاوف من المشروع، فكرة الأحقية الفلسطينية في وجود معابر برية وبحرية آمنة لا تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث يعاني سكان قطاع غزة من حصار مستمر منذ عام 2007 لا يجدون -بسببه- سبيلا إلى حرية التنقل والتجارة والصيد، ما حوّل القطاع إلى بقعة متكدسة مختنقة، لا يراها العالم، ولا يُسمح لها أن تراه.
وعلى الرغم من الحاجة المًلحّة لأهالي قطاع غزة إلى اختراق هذا الحصار بكافة الطرق المشروعة، ومن بينها فتح معبر رفح وحتى إنشاء ممر بحري يسهم في إعادة مظاهر الحياة في القطاع، إلا أن مصدر التخوفات يأتي من أن الفكرة أمريكية في الأساس، وهي بالتنسيق أيضًا مع كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث إنهما شريكان في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ ما يزيد على 5 أشهر، وهو ما يلقي بظلاله على دوافع فكرة المشروع في ظل هذا العداء الشديد الذي يعلنه الشريكان (أمريكا وإسرائيل) تجاه غزة وأهلها!.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ميناء ساحل غزة المساعدات المقاومة الاحتلال قبرص السفن معبر رفح الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة دخول المساعدات قطاع غزة معبر رفح على غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
الأونروا: قيود إسرائيل تعرقل الاستجابة الإنسانية في غزة
أفادت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، أن القيود التي تفرضها إسرائيل تعيق بشكل كبير الاستجابة الإنسانية لاحتياجات سكان القطاع، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضح أبو حسنة أن القيود الإسرائيلية تعقد عمليات الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية وتتبعها، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يجعل من الصعب إيصال المساعدات بشكل كافٍ وفعال إلى السكان المحتاجين.
وفيما يتعلق بالوضع التعليمي، أكد أبو حسنة أن أكثر من 100 مدرسة تابعة للأونروا من أصل 183 في القطاع أصبحت ملاجئ للنازحين، ما تسبب في ترك عدد لا يُحصى من الأطفال دون تعليم، وأضاف: "هذه الأزمة لا تهدد فقط التعليم بل مستقبل الأطفال بأكمله، حيث باتوا محرومين من بيئة تعليمية مستقرة بسبب النزوح المستمر".
ودعا أبو حسنة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على القطاع، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتوفير الدعم اللازم لإعادة الأطفال إلى مدارسهم.
تشهد غزة تصعيدًا مستمرًا في الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار والقيود، حيث يتزايد اعتماد السكان على المساعدات الدولية في ظل انهيار الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.
المبعوث الأمريكي: فرصة حقيقية لإنهاء الحرب خلال الأيام المقبلة
أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، آموس هوكستين، عن وجود فرصة جادة لإنهاء الحرب خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن المباحثات التي أجراها مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في بيروت، كانت بناءة وتُبشر بإمكانية التوصل إلى حلول.
وفي تصريح أدلى به عقب اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قال هوكستين: "منذ زيارتي الأخيرة إلى بيروت، أجرينا نقاشات جدية في لبنان وإسرائيل، واليوم كان لدينا لقاء مثمر للغاية مع الرئيس بري، حيث عملنا على تضييق الفجوات التي كانت موجودة منذ أسابيع".
وأضاف المبعوث الأمريكي: "عدت إلى بيروت لأننا أمام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية هذا النزاع، هذه لحظة اتخاذ القرارات، وأنا هنا لتسهيل هذه العملية، لكن الأمر في النهاية يعتمد على الأفرقاء المعنيين"، وأكد أن الحل قريب وأن "النافذة مفتوحة الآن لتحقيق ذلك".
وأشار هوكستين إلى التزامه الكامل ببذل كل الجهود الممكنة مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا لهذا الصراع، وأكد أن الأجواء إيجابية وأن هذه اللحظة تمثل فرصة تاريخية للسلام.
تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد التوترات في المنطقة، حيث تسعى الأطراف الدولية لتجنب تفاقم الأوضاع والعمل على إنهاء النزاع بما يضمن الاستقرار في المنطقة.