منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري تكشف عن رصد اعدامات ميدانية لمدنيين من قبل الحوثيين
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
كشفت منظمة "إرادة " لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري عن رصدها خلال العام 2023 م إعدام عدد من المدنيين في النقاط الأمنية بين المحافظات اليمنية، حيث تعرض عدد 24 مسافرا في كلاً من الجوف وصعدة والبيضاء وعمران وتعز لإطلاق نار مباشر عند تلك الحواجز، احتلت محافظة الجوف النصيب الأكبر من عمليات القتل تلتها محافظة صعدة.
واكدت منظمة "إرادة " لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري أن يجب على السلطات الحكومية والجماعات في كل بلدان العالم تمكين الفرد احترم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأسس ومواثيق الأمم المتحدة والتي هي أساساً مكفولة في جميع الأديان والدساتير والتشريعات الإنسانية.
وأشارت المنظمة الى أن الى طبيعة العقبات التي تواجه أنشطتها في رصد وتوثيق انتهاكات التعذيب والاخفاء القسري سواء مايتعلق بصعوبة العمل أو المخاطر المحدقة به، إضافة إلى المصاعب والأعباء الخاصة باحتياجات الوقوف مع ضحايا التعذيب والاختفاء القسري و المصاعب المالية التي تواجه المنظمة حيث إنها لا تتلقى أي دعم مالي من أي جهة حكومية، أو مدنية، أو محلية، أو دولية. وكل ما تقوم به المنظمة من عمل هو نتاج جهود فردية يقدمها الضحايا الناجين من التعذيب والناجين من الاختطاف والاختفاء القسري الذي كان من واجب الجهات المحلية والدولية أن تقوم برعايتهم لا العكس.
ولفتت المنظمة الى أنها تعمل فبفريق رصد متكامل في كثير من المحافظات وعلى رأسها (صعدة - صنعاء _ حجة _ عمران _ المحويت _ ذمار _الحديدة _تعز _ لحج _عدن _شبوة _البيضاء _ حضرموت) وتعتمد كليا على التواصل بالناجين أو ذويهم من المقربين ورصد وتسجيل الشهادات والعمل بمهنية وسرية تامة حتى لا يتعرض أحد منهم للخطر الى جانب التزامها بالآلية الدولية ومعايير مفوضية الأمم المتحدة في الرصد والتوثيق.
وأكدت منظمة "إرادة " انه ومع مرور كل هذه السنوات من عمر الحرب في اليمن فما زالت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مستمرة مع انخفاض نسبي بسيط نتيجةً للهدن المتعاقبة بين أطراف الصراع حيث تتنوع هذه الانتهاكات بين الاختطاف والإخفاء القسري وجرائم التعذيب والاعتقال التعسفي ومصادرة الحقوق والحريات، ومصادرة أملاك المدنيين وتجنيد الأطفال وعمليات القتل الممنهج وحصار المدن وقطع الطرقات وعرقلة تنقلات المدنيين بين المحافظات.
واشارت المنظمة الى أن المادة (8) من قانون السلطة القضائية اليمني تؤكد بأنه "لا يجوز إنشاء محاكم استثنائية و على ضوء ما سبق فإن المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء مخالفة لجميع القوانين واللوائح في الدستور اليمني وقانون السلطة القضائية وتعارض القوانين والمعاهدات الدولية..وتقوم المحكمة الجزائية المتخصصة لدى الحوثيين بإجراءات المحاكمة دون توفير أي مقومات للمحاكمة ودون تمكين المعتقل من الاتصال بأسرته أو إيجاد محام للقيام بالمرافعة والدفاع عن المعتقل.
ولفتت المنظمة الى أن "المحكمة الجزائية المتخصصة قد تم تعطيلها وإلغائها بقرار جمهوري من الرئيس اليمني المعترف به دوليا الرئيس عبدربه منصور هادي وكذلك أصدرت الحكومة اليمنية الشرعية قرارا بتعطيلها إبان الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة اليمنية ووضحت الحكومة الشرعية بأن أي قرارات أو أحكام تصدر عما يسمى بالمحكمة الجزائية بصنعاء فإنها احكام باطلة بنص الدستور والقانون اليمني"
وأوضحت المنظمة أن المحكمة الجزائية التابعة لمليشيات الحوثي اصدرت ما مجموعه 17 حكما بالإعدام بمعتقل الأمن والمخابرات توزعت على المختطفين من محافظات صنعاء وحضرموت والحديدة وحجة والبيضاء حيث تقوم المليشيا الحوثية بين الحين والآخر بإصدار أحكام باطلة على المختطفين كونها تفتقر لأبسط أساسيات العدالة، وأبسط مقومات المحاكمة حيث إن الأحكام تأتي مكتوبة من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الحوثية ويقوم رئيس المحكمة الجزائية بقراءة ما يملى عليه فقط بالإضافة إلى أن القضاة يتبعون مليشيا الحوثي بشكل مباشر كون القضاة الأساسيين قد تم تغييرهم من قبل قيادة المليشيا الحوثية.
وعبرت عن خشيتها من إقدام المليشيا الحوثية بخطوة مماثلة لتلك المذبحة التي نفذتها بحق إعدام تسعة من المختطفين في سبتمبر عام 2021 دون اكتراث المليشيا الحوثية بالقوانين المحلية والدولية كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بالضغط على المليشيا الحوثية وايقاف أحكام الإعدام بحق المختطفين اليمنيين في سجون المليشيا الحوثية، ونطالب بوقف المحاكمات السياسية، وإسقاط ما يترتب عليها من أحكام الإعدام التي تم إصدارها بحق المختطفين بعد اختطافهم وإخفائهم وتعرضهم للتعذيب لإكراههم على الاعتراف ضد أنفسهم، ثم تقديمهم لمحاكمات لا تلتزم بمبادئ المحاكمة العادلة.
واشارت الى أن المليشيا الحوثية قضت في أحكامها بالاستخفاف والتلاعب بالقضاء لأغراض سياسية كما أنها أيضا تستخدم هذه الأحكام في التدمير النفسي للمختطفين وأهاليهم وفي بعض الأحيان تقوم بابتزازهم مالياً بمبالغ كبيرة، وهو ما حصل مع المختطف (أ . ع . ش) والذي قام الحوثيون باستلام مبلغ عشرين مليون ريال أي ما يعادل 38000$ دولار، وخوفا من قرار المحكمة بالحكم بإعدام، سلم المختطف المبلغ المذكور إلى يد المدعو مطلق المراني وكيل جهاز الامن والمخابرات الحوثي، ثم قاموا بالإفراج عنه.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المحکمة الجزائیة الملیشیا الحوثیة المنظمة الى أن
إقرأ أيضاً:
توقعات بارتفاع أسعار الغذاء في اليمن وسط انهيار العملة وتشديد القيود الحوثية
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في تقرير حديث من ارتفاع متوقع في أسعار المواد الغذائية في اليمن خلال الأشهر المقبلة، بسبب استمرار انهيار العملة، وارتفاع أسعار الوقود، وتداعيات تصنيف جماعة الحوثي كـ"منظمة إرهابية"، بالإضافة إلى القيود المفروضة على استيراد دقيق القمح عبر الموانئ الغربية للبلاد.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه معاناة المواطنين مع تفشي الفقر واتساع رقعة الجوع، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي عادة ما يشهد ارتفاعًا في الطلب على المواد الغذائية.
وأشارت النشرة التحليلية للأسواق والتجارة الصادرة عن المنظمة إلى أن هذه العوامل ستؤثر بشكل مباشر على قدرة الأسر اليمنية على تحمل تكاليف الغذاء والوصول إليه، متوقعة أن يواجه نحو 17.1 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان، انعدام الأمن الغذائي خلال فبراير الجاري.
كما حذر التقرير من تداعيات قرار الحوثيين بحظر استيراد دقيق القمح عبر مينائي الحديدة والصليف، والذي تم تطبيقه قبل شهر رمضان، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الغذائية، وارتفاع الأسعار، وانتعاش السوق السوداء، خاصة مع توقف المساعدات الإنسانية الغذائية.
وتأتي هذه الأزمة في ظل سيطرة الحوثيين على المساعدات الإنسانية ومنع التجار والمبادرات المحلية من توزيع الصدقات والإعانات بشكل مباشر للمحتاجين، حيث فرضت الجماعة قيودًا صارمة على توزيع المساعدات، مما يفاقم معاناة الفقراء الذين يعتمدون على الإغاثة لسد احتياجاتهم اليومية. ويضاف إلى ذلك قرار الحوثيين بحظر استيراد دقيق القمح عبر مينائي الحديدة والصليف، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره، وانتعاش السوق السوداء، واحتكار المساعدات الغذائية لصالح الجهات الموالية للجماعة، ما يزيد من الضغوط المعيشية قبيل رمضان.
ويتزامن هذا التدهور الاقتصادي والاجتماعي مع استمرار المليشيا في رفض صرف رواتب الموظفين رغم تحصيلها مليارات الريالات من إيرادات النفط والموانئ والجمارك، وهو ما يضع ملايين اليمنيين في مواجهة خطر الجوع الحاد، في ظل ندرة فرص العمل، وغياب أي حلول ملموسة تخفف من الأزمة الاقتصادية التي تشتد يوماً بعد يوم.
مع قرب حلول شهر رمضان، الذي يعد موسمًا للصدقات والتكافل الاجتماعي، يجد ملايين اليمنيين أنفسهم في أوضاع أشد قسوة، حيث تتحكم المليشيا في تدفق المساعدات، وتفرض قيودًا على التجار والمتبرعين، ما يحرم آلاف الأسر من الحصول على الدعم الذي كانت تعتمد عليه في مثل هذه المواسم، ويزيد من تفشي الفقر والجوع في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.