الخط الآمن للسفن الدولية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
وفي هذا السياق تم الإعلان عن إنشاء مركز تنسيق العمليات الإنسانية التابع لمكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي محمد المشاط بهدف المساهمة في التخفيف من الآثار والتداعيات الإنسانية على "المدنيين والأعيان المدنية" في مسرح العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية من خلال الالتزام بالتعاليم الإسلامية، والامتثال للقانون الدولي الإنساني والقوانين والمواثيق الدولية الأخرى ذات العلاقة، وبما لا يتعارض مع مصالح الجمهورية اليمنية أو الإضرار بها.
وللتوضيح أكثر حول هذا المركز يقول الإعلامي مازن هبة إنه تم إنشاء مركز العمليات الإنسانية من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية في مسرح العمليات العسكرية من خلال التواصل مع ملاك ومشغلي ومديري شركات سفن الشحن الدولية والعالمية، والجهات الحكومية وغير الحكومية، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، وتوضيح معايير الحظر على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وتعزيز أمن وسلامة الملاحة للسفن التي تعتبر خارج نطاق الحظر.
ويضيف أن المركز على استعداد للمشاركة ضمن فريق مشترك للقيام بالتنسيق والتواصل، لضمان عدم استهداف السفن التي تعتبر خارج نطاق الحظر من قبل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن، رغم أن كل العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في موانئ فلسطين المحتلة، أو في البحر تؤكد على الالتزام بالتعاليم الإسلامية، والامتثال للقانون الدولي الإنساني.
ويوضح هبة أن المركز يتم من خلاله التنسيق والتواصل مع شركات الشحن الدولية والعالمية، مثل شركة الشحن الصينية “كوسكو” وإبلاغ القائمين عليها بأنه إذا لديهم سفن فيها ملكية جزئية مع أمريكا، أو بريطانيا، أو الاحتلال، أو تتجه الى موانئ فلسطين المحتلة، فأننا غير مسؤولين عن سلامتها إذا مرت عبر البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي وخليج عدن، وكذلك مع السفن المارة في البحرين الأحمر والعربي بهدف تخفيف الأضرار المحتملة على البحارة المدنيين، وعلى السفن المدنية التي ليس لها علاقة بالعدو الصهيوني، ولا بالدول المعادية لليمن مثل أمريكا وبريطانيا.
ووفق الإعلامي هبه، فإن المركز يكون الجهة المسؤولة عن التواصل مع كل السفن المارة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، التي بدورها تثبت، وتؤكد أنها غير مرتبطة بالعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، وأن ملكيتها لا تعود للدول المعادية لليمن، حتى يكون مرورها بسلام آمنين.
فصل وتحييد
من جهته يقول رئيس دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الجمهورية، زيد الغرسي: "كوننا في معركة مع أمريكا وبريطانيا وهما دولتان معاديتان لليمن بحسب القرار الصادر من رئيس الجمهورية، ومع كيان العدو الإسرائيلي، فان مركز تنسيق العمليات الإنسانية، لديه وظيفة أساسية وهي التنسيق في حماية الأعيان المدنية وتحذيرها من الاقتراب نحو الأهداف المشروعة للدول المعادية لليمن، وفصل وتحييد الأهداف العسكرية عن الأعيان المدنية.
ويضيف الغرسي: " إن من وظيفة المركز التواصلَ والتنسيقَ داخلياً وخارجياً مع جميع الأطراف والجهات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية ذات العلاقة، وكذلك ضم ممثلين من الجهات المختصة ذات العلاقة حسب الحاجة.
ويبين أن ما يقوم به المركز حالياً في إطار المعركة بمسرح العمليات في المياه الإقليمية اليمنية هو تحذير لشركات الملاحة من أن ترتبط مع أمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل، وكذلك تحذير السفن التي تسعى إلى أن تنقل البضائع، أو المواد الأساسية لكيان العدو الإسرائيلي، ولا تلتزم بقرار اليمن بوقف إدخال السفن الأمريكية والبريطانية كون الدولتين معاديتين لليمن.
وباعتبار أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب أصبح مسرح عمليات يؤكد الغرسي أن المركز ينسق مع كل السفن الدولية كي تدخل تلك السفن المياه اليمنية بأمان، وتعبر بسلام، ويوضح للشركات أو المنظمات أو الجهات المرتبطة، ما يجري في مسرح العمليات، ويصدر التحذيرات لها، ويعمل على تحييد وحماية الأعيان المدنية في مسرح العمليات العسكرية البحرية والبرية.
ويواصل : "مركز تنسيق العمليات الإنسانية مرتبط ارتباطاً كاملاً بقرار تصنيف الدول المعادية لليمن، بمعنى أنه عندما ندخل في حرب برية أو بحرية، مع أي دولة معادية لليمن، فوظيفة المركز هو العمل على تحييد الأعيان المدنية، والتنسيق لعدم استهدافها وإبعادها من أماكن الاستهداف العسكرية حتى يضمن المركز حماية المدنيين والأعيان المدنية بشكل كبير، وبهذا تكون الاستفادة أكبر".
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العملیات الإنسانیة العملیات العسکریة فی مسرح العملیات الأعیان المدنیة المعادیة للیمن البحر الأحمر ذات العلاقة وخلیج عدن فی البحر
إقرأ أيضاً:
خط فاصل في عرض البحر
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يرتبط هذا الخط بعلم الجغرافيا الحيوية التي تعنى بالتوزيع البيئي للنباتات والحيوانات وأشكال الحياة الأخرى والعوامل المسؤولة عن الاختلافات في ذلك التوزيع. .
اما اول من اقترح هذا الخط الفاصل فهو العالم البريطاني (ألفريد راسل والاس) فأطلقوا عليه: خط والاس (Wallace Line) وهو يمتد من المحيط الهندي عبر مضيق لومبوك (بين جزيرتي بالي ولومبوك)، شمالاً عبر مضيق ماكاسار (بين بورنيو وسيليبس)، وشرقاً، جنوب مينداناو، إلى بحر الفلبين. وهو بطبيعة الحال ليس خطا حدوديا ولا علاقة له بالملاحة البحرية، إلا أنه يمثل حدا فاصلاً لتوزيع العديد من المجموعات الحيوانية الرئيسية كالأسماك والطيور والثدييات على جانبي ذلك الخط. .
لقد أمضى والاس 8 سنوات في أرخبيل الملايو، من عام 1854 إلى عام 1862، متنقلاً بين الخلجان والجزر، فجمع العينات البيولوجية لأبحاثه الخاصة، وكتب عشرات المقالات العلمية عن علم الحيوان. ويعود له الفضل في رسم هذا الخط الذي يعكس وجود حياة برية وبحرية مختلفة تماما بين جزيرتين متجاورتين، تقعان على جانبي الخط. حيث يمكنك مشاهدة وحيد القرن والنمور والأفيال ونقّار الخشب على أحد الجانبين، بينما ترى الكنغر والسحالي والكوالا والببغاوات الاسترالية على الجانب الآخر. حتى الطيور، التي تستطيع التنقل جوا لمسافات بعيدة، تميل إلى البقاء داخل مواطنها المألوفة بسبب الاختلافات في المناخ وتوافر الغذاء في هذا الجانب أو ذاك. .
وبالتالي فان خط والاس يعمل في كثير من النواحي، مثل سياج غير مرئي فرضته الظروف الطبيعية. وقد ساعد هذا التقسيم الفريد في تشكيل بعض الأفكار المبكرة حول كيفية تغير الأنواع بمرور الوقت. كما أثار أفكاراً حول خرائط الجغرافيا الحيوية. وهناك نقاشات حول مدى دقة الخطوط الجغرافية. الأمر الذي اضطرّهم إلى تعديل الخطوط الحيوية الفاصلة. .
اللافت للنظر إن فكرة الحدود تمتد إلى البشر وليس فقط إلى الحياة البرية. وقد تمت دراسة التأثيرات العرقية والسياسية للخط بالتفصيل. .
ختاماً: يوضح خط والاس كيف يمكن للقوى الجغرافية الدقيقة أن تخلق تناقضات صارخة في الكائنات الحية. كما يذكرنا بأن المسافة المادية ليست العامل الرئيسي دائما – فالتاريخ التطوري والصدفة يلعبان دورا رئيسيا في هذا المضمار. .