جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@08:14:30 GMT

سوء التغذية.. القاتل البطيء للأطفال

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

سوء التغذية.. القاتل البطيء للأطفال

 

طبيبة تغذية لـ"الرؤية": جهل الأسرة بمفهوم "التغذية السليمة" يعرض الأطفال للأمراض المعدية

الرؤية - سارة العبرية

تؤكد الدكتورة آمنة بنت إبراهيم العجمية طبيبة عامة بدائرة التغذية في وزارة الصحة، أن سوء التغذية مشكلة صحية عامة تُصيب الأطفال في البلدان النامية بشكل أساسي وكذلك في بعض المجتمعات في الدول المتقدمة، وأن هذا المصطلح يشير بشكل عام إلى وجود نقص أو زيادة أو عدم توازن في تناول العناصر الغذائية، لافتة إلى أن من بين أسباب سوء التغذية عدم حصول الطفل على الكميات الكافية من الغذاء، واتباع نظام غير صحيح مثل العزوف عن الرضاعة الطبيعية الخالصة وكثرة استخدام بدائل حليب الأم الصناعية، وتناول الأطعمة غير الصحية مثل الحلويات والأكلات السريعة في عمر مبكر للطفل.

وأضافت العجمية أن هذه الممارسات غير الصحية تعرّض الطفل إلى الإصابة بالالتهابات المُعدية بشكل متكرر مثل التهابات الصدر والإسهال خلال السنوات الأولى من عمره، وذلك نتيجة لسوء التغذية، مبينة: "قد يظن البعض بأن دور التغذية السليمة يقتصر فقط على النمو الجسدي للطفل، بحيث يكون طول الطفل ووزنه ملائماً وضمن المعدل الطبيعي، ولكنها أكبر من ذلك بكثير حيث للتغذية السليمة دور كبير في التطور الذهني والعقلي للطفل، وكذلك في المستوى الصحي والتطور المناعي للطفل".

وأوضحت أنَّ الدراسات أثبتت أن الأطفال المُصابين بسوء التغذية أكثر عرضة لعدد من المضاعفات على المديين القريب والبعيد إذا ما لم يتم علاجها، ومنها تدني التطور الجسدي والذهني وبالتالي انخفاض الإنتاجية، وكذلك يُنتج عنها ضعف الصحة العامة وزيادة التعرض للالتهابات المعدية، وكذلك زيادة في معدل الأمراض والوفيات لدى الأطفال.

وبينت الدكتورة آمنة أن هناك ثلاثة تصنيفات أساسية لسوء التغذية، الأول نقص التغذية والتي تشمل على التقزم "نقص الطول بالنسبة للعمر" والهزال "نقص الوزن بالنسبة للطول" ونقص الوزن "نقص الوزن بالنسبة للعمر"، كذلك زيادة الوزن والسمنة، إضافة إلى نقص المغذيات الدقيقة مثل الفيتامينات واليود والحديد.

وبيّنت العجمية أن بعض العلامات الجسمانية تبدو على الأطفال المصابين بنقص التغذية وزيادة الوزن والسمنة؛ حيث يبدو الطفل المصاب هزيلا أو قصيرا أو بدينا مقارنة بالأطفال الآخرين في نفس عمره.

وأشارت إلى أنه حتى يتم تشخيص الطفل بأي من نوع من أنواع سوء التغذية، لابد من أخذ القياسات الجسمانية للطول والوزن ثم يتم رسم هذه القياسات على منحنى النمو لمعرفة إذا ما كان نموه طبيعيا أم لا، لأن بعض الآباء والأمهات يرجعون أسباب بعض الأعراض إلى أسباب وراثية مثل اعتبار أن القصر أو الهزال سبب وراثي مثل بعض أفراد الأسرة.

وتابعت قائلة: "بالنسبة لنقص المغذيات الدقيقة فتظهر بعض الأعراض المختلفة حسب نوع النقص، فمثلا ممكن أن يعاني الطفل المصاب بنقص الدم من الخمول والتعب أو شحوب لون البشرة، ولا يمكن تشخيص نقص المغذيات الدقيقة إلا بالفحص المختبري لعينة من الدم وإجراء الفحص اللازم".

وشددت العجمية على ضرورة إمداد الأطفال بالغذاء المتنوع والمتنساب، موضحة: "يعد الوقت الأكثر أهمية للتغذية هو الفترة الأولية 1000 يوم من عمر الطفل، والتي تبدأ من أول يوم للحمل حتى يكمل الطفل العامين من عمره، كما يجب على الأم أن تدرك أن تغذية طفلها تبدأ من فترة الحمل؛ لذلك عليها أن تهتم بتغذية نفسها وأن تتناول الطعام الصحي المتوازن وأن تبادر لعلاج أي نقص للمغذيات الدقيقة، ثم بعد الولادة تقوم بإرضاع طفلها رضاعة طبيعية خالصة لمدة ستة أشهر، ونعني بالخالصة أن الطفل يأخذ فقط حليب الأم من غير إضافة الماء أو الحليب الصناعي أو الأطعمة الأخرى، ثم بعد ذلك تبدأ الأم بإدخال الأطعمة التكميلية نهاية الشهر السادس وأن تحرص على تقديم الغذاء الصحي المتنوع وأن يحصل الطفل على كميات كافية من الطعام وبعدد كافي من الوجبات المناسبة له خلال مراحل عمره المختلفة".

وذكرت العجمية: "قد يحدث أن لا يحصل الطفل على الكميات والتنوع اللازم من خلال تغذيته، فقد أوضح المسح الوطني للتغذية عام 2017 أن فقط 64% من الأطفال في سلطنة عُمان يحصلون على عدد الوجبات الكافي بالنسبة لعمرهم".

وأولت وزارة الصحة اهتماما كبيرا بالأطفال كونهم اللبنة الأساسية للمجتمع؛ لذلك قامت بجهود حثيثة للحد من هذه المشكلة، وذلك من خلال توفير عيادات تغذية مكتملة التجهيز، وتوفير فنيي تغذية مدربين ومؤهلين لمتابعة الحالات المصابة بسوء التغذية بشكل دوري إلى تحسن الحالة.

كما تحرص الوزارة على تنظيم دورات تدريبية للعاملين الصحيين لتدريبهم على تقديم المشورة لتغذية الرضع وصغار الأطفال وكذلك تدريبهم على القياسات الجسمانية والتعامل مع حالات سوء التغذية، كما قامت بإعادة تفعيل مُبادرة المستشفيات الصديقة للطفل واستحداث عيادات للرضاعة الطبيعية لتوفير الرعاية الصحية للأمهات المرضعات وتدريب عدد 59 ممرضة من مختلف مناطق السلطنة على برنامج دولي للرضاعة الطبيعية.

وقامت دائرة التغذية بوزارة الصحة بوضع استراتيجية للتغذية في سلطنة عُمان للفترة من 2020-2030 وتضمنت هذه الاستراتيجية عددا من الأهداف والأنشطة لمكافحة سوء التغذية لدى الأطفال.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

متخصصات في أدب الطفل: الجيل الجديد يحتاج أن نرافقه

الشارقة (الاتحاد)
أكدت كاتبات ومتخصصات في أدب الطفل أن الجيل الجديد يتطلب أساليب جديدة في التعليم والتواصل، تقوم على التفاعل والمرافقة المستمرة، لا الاكتفاء بتقديم الإجابات الجاهزة، كما أشرن إلى ضرورة إعادة النظر في منهجيات الخطاب التربوي بما يتناسب مع تطلعات الأطفال وفضولهم المتنامي نحو المعرفة.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية بعنوان «عقول صغيرة... أحلام كبيرة»، استضافتها فعاليات الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، شارك فيها كلٌّ من الكاتبة والقاصة الإماراتية إيمان اليوسف، والباحثة الأكاديمية ورائدة حقوق الطفل والإبداع الطفولي في ليبيا، آمال محمد إبراهيم الهنقاري، والكاتبة والرسامة الصينية شين لي، الحاصل كتابها «عشتُ في بطن الحوت» على جائزة «بارنز آند نوبل» لأفضل كتاب مصور للأطفال والشباب لعام 2024.
هوية متجددة
استهلت الباحثة آمال محمد إبراهيم الهنقاري الجلسة بحديثها حول أهمية الفضول الفكري لدى الأطفال، بوصفه أساساً في بناء المهارات الإبداعية والتفكيرية، لا مجرد سلوك عابر. وأكدت أن الطفل يولد بفضول فطري، وأن دور الكبار لا يتمثل في الإجابة عن الأسئلة فحسب، بل في توجيهها وصقلها، وتحفيز الطفل على الاستمرار في البحث.
في هذا السياق قالت: «الفضول لا يُزرع... بل يُروى، لأن الطفل فضولي بطبعه، ونحن إما أن نغذيه أو نطفئه». وتطرقت الهنقاري للحديث عن كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال في عالم بات مفتوحاً على مصراعيه بفعل الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، حيث يمكن للطفل أن يحصل على إجابات مشوهة أو منافية لقيمه، وأوضحت أن السؤال ليس هل نسمح له بالبحث أم لا؟ بل كيف نرافقه في رحلته، ونحميه من دون أن نكسر دهشته.
أب وأم 
من جانبها، تطرقت الكاتبة والروائية الإماراتية إيمان اليوسف للحديث عن العلاقة بين الأطفال ومقدمي الرعاية كالآباء والمعلمين في المدرسة، حيث ترى اليوسف أنه من الضروري ألا تكون علاقة تلقين جافة، بل شراكة معرفية. وقالت: «أهم ما يمكن منحه للطفل ليس الجواب بل القدرة على التفكير، وعندما يشعر الطفل بالأمان، يبدأ بالأسئلة، والطفل الذي يسأل يفكر، والطفل الذي يفكر يتغير».
وتحدثت اليوسف عن إصدارها الأخير «خيوط تربطنا»، وهو سلسلة موجهة لليافعين تسلط الضوء على الدبلوماسية الثقافية، وتُعيد الناشئة إلى جذورهم الثقافية واللغوية من خلال قصص تربط الهوية بالواقع. وأضافت «في عالم تتغير فيه الرموز، لم يعد الدبلوماسي الرسمي وحده من يمثل وطنه، بل حتى لاعب كرة أو مؤثر على وسائل التواصل... لذا، نحن بحاجة لمحتوى ناعم، يُربي، ويُصادق، لا يُلقن ولا يُخيف».
الإعلام الجديد 
أما الكاتبة والرسامة الصينية شين لي، فتطرقت في ورقتها التي قدمتها للحديث عن التحول الحاصل في الإعلام، وتأثير التكنولوجيا على طريقة استكشاف الأطفال للعالم من حولهم، مشيرة إلى أن الوسيلة لم تختفِ، بل تطورت، وبشكل لا يمكن تخيله، مشيرة إلى أنه لا بد أن يعي القائمون على صناعة المحتوى الإعلامي للطفل هذا التطور جيداً، ويعملوا على إنتاج إعلام صديق للطفل، يحاكي أسئلته، ويفتح ذهنه بشكل آمن وصحي.
وفي هذا السياق، تُحذر شين لي من أن تحجيم الطفل وحصره في قالب الكبار يؤدي إلى تلاشي خياله، وتوقفت عند مسألة المحتوى الرقمي وتطوره المستمر، لكنها رأت أنه لا يمكن أن يحل محل التجارب الواقعية.
وقالت «هناك فرق هائل بين أن يُقال لك إن الرمل ناعم، وأن تشعر به فعلاً بين أصابع قدميك»، محذرة من مخاطر العزلة الرقمية.
في نهاية الجلسة، فتحتْ المتحدثات المجال أمام الحضور من المختصين والمربين والآباء لتلقي الأسئلة ومناقشة القضايا حول التربية الحديثة وأهمية الأسئلة وكيف يجيب الآباء عنها بطريقة ذكية لا تخيب أمل الطفل في انتظار إجابة شافية.

أخبار ذات صلة «جانكلانديا».. عرض مسرحي بـ «الشارقة القرائي للطفل» شراكات استراتيجية تبرز أهمية «الشارقة القرائي للطفل»

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر .. معاجين الأسنان تحتوي على خطر للأطفال والكبار
  • متخصصات في أدب الطفل: الجيل الجديد يحتاج أن نرافقه
  • لجنة العلاقات الثقافية بـ ألسن عين شمس تطلق أسبوعًا عن أدب الطفل
  • الإمساك عند الأطفال..أسبابه وعلاجه وأنواع الملينات الطبيعية
  • مسؤول طبي في غزة: أطفال القطاع في أشد مراحل سوء التغذية
  • مسؤول طبي يحذر: أطفال غزة في أشد مراحل سوء التغذية
  • مجمع ناصر: أطفال غزة يمرون في أشد مرحلة من سوء التغذية
  • تشغيل مركز رعاية للأطفال ذوي الإعاقة والأمهات البديلة
  • بمناسبة يوم الأرض… أنشطة تفاعلية للأطفال للحفاظ على البيئة بثقافي حمص
  • "سناب شات" في ورطة.. دعوى واتهام بـ"إدمان الأطفال والتضليل"