غلاء فاحش ونقص في المساعدات.. تحديات مؤلمة تواجه السوريين في رمضان
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
يحل شهر رمضان على السوريين في ظل تحديات اقتصادية غير مسبوقة، يفرضها الغلاء واستمرار تدهور قيمة الليرة السورية، يفاقمها هذا العام انخفاض حجم المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتواجه الشريحة الواسعة من السوريين ضغوطات كبيرة، ناجمة عن ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في الأسواق، وسط انخفاض القدرة الشرائية، بفعل عدم تناسب معدل الإنفاق مع مستويات الدخل التي لا تتجاوز 300 ألف ليرة سورية (الدولار عند 14 ألف ليرة).
وتقدر مصادر اقتصادية محلية تكلفة وجبة إفطار بما لا يقل عن 120 ألف ليرة سورية، ما يجعل العائلات دائمة البحث عن وجبات رخيصة، تتناسب مع مستوى الدخل.
وبحسب مرصد "قاسيون" الاقتصادي، فإن الحد الأدنى الرسمي للأجور في سوريا البالغ 278,910 ليرة سورية، لا يغطي سوى 6.1 في المئة من تكلفة إفطار العائلة المكونة من 5 أشخاص على مدار شهر رمضان.
وقارن المرصد بين أسعار بعض السلع الأساسية في رمضان الماضي، وفي الوقت الحالي، مبيناً أن سعر كيلو البطاطا ارتفع من 2,500 ليرة إلى 8,000، والبندورة من 2,500 إلى 8,000، والكوسا من 4,500 إلى 14,000، والبرغل من 8,000 إلى 10,000، والأرز المصري من 8,500 إلى 17,000، والبصل من 6,000 إلى 8,500، والتمر (نوع متوسط) من 22,000 إلى 45,000، والفروج الحي من 18,000 إلى 40,000، وصحن البيض من 23,000 إلى 40,000، ولحم العجل من 59,000 إلى 170,000، ولحم الغنم من 80,000 إلى 250,000.
ويؤكد جمال أحد باعة الخضار في مدينة حلب لـ"عربي21" أن حركة الشراء أقل من الحد الأدنى، ويقول: "الله يكون بعون الناس، رمضان على الأبواب، والأسعار نار"، ويضيف أن "الأسواق لا تبدو عليها بهجة رمضان بسبب الغلاء، وزيادة الفقر".
وليس من المبالغة في شيء القول إن "رمضان هذا هو الأصعب على السوريين"، كما يرى المنسق الطبي والإغاثي في الشمال السوري الدكتور مأمون سيد عيسى.
ويلفت في حديثه لـ"عربي21" إلى تخفض برنامج الأغذية العالمي محتويات السلة الغذائية المقدمة للنازحين السوريين، مبيناً أن "النصف الأول من عام 2023 كان هناك 2 مليون شخص يحصلون على المساعدات الغذائية شهريا في شمال غرب سوريا، لكن منذ شهر تموز/ يوليو 2023 انخفض هذا العدد الشهري إلى ما يزيد عن مليون شخص، حسب كتلة الأمن الغذائي وسبل العيش".
ويتابع سيد عيسى بالإشارة إلى إعلان برنامج الأغذية العالمي في أواخر 2023، عن انتهاء مساعداته الغذائية العامة في سوريا في كانون الثاني/يناير 2024 بسبب نقص التمويل، حيث توقف توزيع ما يقارب 250 ألف سلة كانت توزع شهريا خاصة في منطقة المخيمات.
من جانب آخر، يشير إلى ارتفاع نسبة الفقر ومعدلات البطالة بين السكان في المنطقة، ويقول: "الظروف السابقة سوف تنعكس حكماً على نوعية ومستوى المعيشة وعلى الأوضاع الصحية للسوريين، ويأتي رمضان هذا العام في ظل الظروف السابقة ليجد السوريون أنفسهم بمواجهة ظروف يصعب التعايش معها".
أما الخبير الاقتصادي سمير الطويل فيقول لـ"عربي21" إن الظروف الاقتصادية الصعبة غير عادات غالبية السوريين في شهر رمضان، فلم تعد الموائد المعروفة حاضرة وتحديداً اللحوم، وخاصة في هذا الشهر الذي يأتي على وقع مختلف نتيجة التضخم.
ويؤكد أن اللحوم ارتفعت بما يتجاوز 5 أضعاف مقارنة برمضان الماضي، مضيفاً: "لذلك ستغيب اللحوم عن موائد رمضان في سوريا، والمؤكد أن العائلات تحاول الاقتصاد في كل شيء، وخاصة المأكولات الرمضانية مثل المعروك والمشروبات الرمضانية، بحيث ينصرف اهتمام الأهالي إلى الأساسيات".
وفي محاولة "عديمة الأثر" أعلنت "السورية للتجارة" التابعة للنظام عن تجهيز سلتين غذائيتين لشهر رمضان، إحداهما بقيمة تبلغ 195 ألف ليرة، والأخرى بقيمة 125 ألف ليرة، ما يعادل نصف راتب شهر.
واللافت أن مواد السلة لا تكفي العائلة إلا ليومين، حيث تحتوي على كيلو سكر وكيلو رز وكيلو سمن وكيلو تمر وكيلو عدس وعلبة حلاوة أو مربيات، وعبوة شاي ظروف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية رمضان الليرة سوريا اللحوم سوريا الأسد الليرة اللحوم رمضان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ألف لیرة
إقرأ أيضاً:
شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين لإنكارها الجرائم الأسدية
أصدرت نقابة الفنانين السوريين قرارًا بشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، وذلك بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها في الآونة الأخيرة. في هذه التصريحات، عبّرت فواخرجي عن دعمها العلني للرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث اعتبرت أنه كان "صمام أمان" للبلاد طيلة فترة حكمه، مشيدة بأسلوب إدارته للبلاد رغم الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا.
وحسب ما ورد عبر الصفحة الرسمية لنقابة الفنانين السوريين على موقع فيسبوك، فقد صدر القرار بتوقيع نقيب الفنانين مازن الناطور، الذي أكد أن القرار استند إلى القانون الذي يتيح شطب الأعضاء من سجلات النقابة في حال "الخروج عن أهداف النقابة". وقد أشار البيان إلى أن سلاف فواخرجي ارتكبت مخالفات تتعلق بما وصفه البيان بـ "إنكار الجرائم الأسدية" و"التنكر لآلام الشعب السوري"، في إشارة إلى تصريحاتها الأخيرة التي تناولت العديد من المواضيع الحساسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرةlist 2 of 2إيريك دان يكشف عن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموريend of listمن أبرز التصريحات التي أثارت الجدل هي تلك التي أدلت بها فواخرجي في مقابلة مع الإعلامي محمد قيس في بودكاست "عندي سؤال" في فبراير/شباط الماضي، حيث وصفت بشار الأسد بـ"الشريف"، مشيرة إلى أنها لا تزال تراه كذلك "إلى أن يتبين العكس".
إعلانورغم إقرارها بوجود "مجازر وأخطاء" في سوريا، فإنها اعتبرت أن الأسد نفسه لم يتحمل المسؤولية الشخصية عن هذه الأحداث، مبدية شكوكا حول مدى معرفته بتفاصيل ما جرى، وقالت إن كان يعلم بالجرائم، فذلك "مصيبة"، وإذا لم يكن يعلم بها، فإن "المصيبة أكبر".
وفيما يتعلق بمحاكمة الأسد، صرحت فواخرجي بأنه إذا كان يستحق المحاكمة، فيجب أن يتم محاكمته في إطار "قضاء وقانون"، مؤكدة أن كل الحُكام لديهم أخطاء في حكمهم.
كما صرّحت فواخرجي في عدة مناسبات بأن بشار الأسد حكم البلاد بطريقة "دولة ومؤسسات"، أشارت إلى أن "المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم".
وفي تصريحات أخرى في برنامج "أسرار" مع الإعلامية المصرية أميرة بدر، التي ظهرت فيها في شهر رمضان الماضي، كررت فواخرجي وصف بشار الأسد بـ"الإنسان المحترم"، وقالت إن النظام السوري كان بمثابة "صمام الأمان" للبلاد طوال فترة حكمه، رغم ما وصفته بـ "الربيع العربي" الذي اعتبرته "كذبة". وأوضحت أن الوضع في سوريا كان معقدًا، مؤكدة على وجود مؤيدين للأسد بالملايين سواء داخل سوريا أو خارجها، رغم المعارضة الواسعة التي واجهها.
أما عن مشاهد سجن صيدنايا، التي تم تداولها على نطاق واسع، فقد قالت فواخرجي إن "هناك مشاهد فبركت وأضيفت"، معتبرة أن ذلك أدى إلى طمس الحقيقة وزيادة الجدل حول ما يحدث داخل السجون السورية. وعلى الرغم من ذلك، أعربت عن أسفها لما تعرض له المعتقلون السوريون، مؤكدة أنها تفرح لخروج "معتقلي الرأي"، ولكنها شككت بوجود أطفال في السجون السورية، مما أضاف مزيدًا من التعقيد لهذا الملف.
الجدير بالذكر أن نقابة الفنانين السوريين قد اعتبرت تصريحات فواخرجي بمثابة خروج عن الموقف الرسمي للنقابة، التي تلتزم ببيان المواقف الرسمية للدولة السورية، وهو ما أدى إلى قرار شطب قيدها من سجلات النقابة وفقًا لما جاء في البيان الذي نشرته النقابة على وسائل الإعلام الرسمية.
إعلان