الخدمات الإضافية المدفوعة تعد مصدراً أساسياً لربحية شركات الطيران
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
باريس"أ ف ب": من الحقائب إلى الطعام مروراً باختيار المقاعد أو العروض الترفيهية، خدمات عدة كانت تُدرج عادة في أسعار تذاكر السفر أصبحت متاحة في أحيان كثيرة مقابل بدل مالي إضافي، وبعض شركات الطيران باتت تعتمد بدرجة كبيرة في ربحيتها على مثل هذه الإضافات.
ويشكّل إعلان شركة "ترانسافيا" للرحلات المنخفضة التكلفة، التابعة لمجموعة "إير فرانس - كي ال ام"، الأسبوع الماضي عن فرض بدل مالي على الحقائب الصغيرة التي ينقلها الركاب مجاناً في العادة معهم في داخل المقصورة، تذكيراً بأن مصادر "الدخل الإضافي" هذه باتت في صلب النموذج الاقتصادي المتّبع من شركات الرحلات المنخفضة التكلفة، وبصورة متزايدة أيضاً لدى الشركات الأخرى المصنّفة تقليدية.
وقال المدير العام لمجموعة "أير فرانس - كي ال ام" بنجامن سميث الأسبوع الماضي إن هذا التدبير "معتمد في الأساس لدى جميع منافسي ترانسافيا" (بما يشمل خصوصاً "راين اير" و"إيزي جت" و"ويز إير"). وكشفت المجموعة عن أسعار متفاوتة تبدأ بـ15 يورو للحقيبة الصغيرة التي توضع فوق المقاعد، مع "تعرفات دينامية" أخرى.
"أير فرانس - كي ال ام"، الساعية لتحقيق هامش تشغيلي يراوح بين 7% و8% في الفترة بين 2024 و2026 في مقابل 5,7% سنة 2023 بعدما سجلت خسائر متراكمة بلغت 10,4 مليارات يورو في 2020 و2021، أشادت بالازدياد بنسبة 53% عن كل راكب في مصادر الدخل الإضافي منذ 2019.
وفي المحصلة، هذه الملحقات التي تشمل أيضاً ترقيات الركاب بين الفئات المختلفة للمقاعد وبيع المنتجات خلال الرحلات والشراكات مع جهات التأجير والفنادق، وفّرت للمجموعة الفرنسية الهولندية إيرادات بلغت 90 مليون يورو العام الماضي، أي ما يقرب من 4% من قيمة أنشطتها الدورية لنقل الركاب.
على النطاق العالمي، بحسب شركة "او ايه جي" OAG، تضاعفت حصة الدخل الإضافي في إجمالي مبيعات الشركة بين عامي 2013 و2022 لتصل إلى حوالي 15%، أو أكثر من 102 مليار دولار.
وأشارت هذه الشركة المتخصصة في قطاع الطيران إلى أنه "في العقد الماضي، أصبحت الخيارات الإضافية حجر الزاوية في الصحة المالية للشركات"، لافتة إلى أنها "تمثل مصدرا حاسما للدخل في قطاع ذي هوامش منخفضة وحيث المنافسة شرسة".
ويمكن أن يتسارع هذا الاتجاه مع نمو سنوي مزدوج الرقم في هذه الإيرادات بحلول عام 2030، بحسب توقعات محللين جمعتها "او ايه جي" في يونيو 2023.
ويوضح الخبير في قطاع الطيران بول شيامباريتو، وهو أستاذ في الاستراتيجية والتسويق في كلية الأعمال في مونبلييه، لوكالة فرانس برس "بالنسبة لبعض شركات الطيران، يمكن أن يمثل هذا ما يراوح بين 45% إلى 50% من مبيعاتها، وهذه الحال بالنسبة لشركة راين إير على سبيل المثال".
وتستغل شركات الرحلات المنخفضة العامل النفسي المرتبط بعرض سعر أساسي جذّاب لتذاكر السفر على الخدمات الإلكترونية، بينما في كثير من الأحيان، "عندما نضيف الخيارات جميعهن، سيكون سعر التذكرة عبر الشركات منخفضة التكلفة قريباً نسبياً من سعرها على الشركات التقليدية"، بحسب شيامباريتو.
من جانبها، تقدم شركات النقل هيكلة الأسعار هذه على أنها فرصة للركاب الراغبين في تعديل تذاكر السفر تبعاً لحاجاتهم الخاصة.
وفضلاً عن الدور على صعيد حجم التداول، فإن مساهمة الخيارات الإضافية في ربحية شركات الطيران أمر بالغ الأهمية. وفي مذكرة مؤرخة في يونيو 2022، أشارت شركة "ماكينزي" إلى أن "هوامش الخدمات الإضافية مرتفعة بشكل عام"، وأنه بدونها "لن تتمكن شركات طيران عدة من استرداد تكاليفها".
ويوضح شيامباريتو "التكاليف الإضافية التي تمثلها الخيارات بالنسبة لشركة الطيران منخفضة للغاية"، متحدثاً عن إيرادات معينة "بهامش 100% تقريباً"، بينها خصوصاً أولوية الصعود إلى الطائرة.
في حالة أمتعة المقصورة، فإن أسباب شركات الطيران منخفضة التكلفة ليست مالية فقط، إذ إنها تربط فرض بدل مالي إضافياً مقابل هذه الحقائب الصغيرة بالسعي إلى تقليل أوقات الصعود والنزول والقدرة تالياً على جدولة المزيد من الرحلات اليومية، نظراً للوقت الذي يستهلكه الركاب في وضع أمتعتهم فوق المقاعد، والذي يؤخر في أحيان كثيرة إقلاع الطائرة.
وعلى سبيل التقليد، تبنت شركات طيران تقليدية عدة هذه الاستراتيجية، حتى على الرحلات الجوية الطويلة.
ولا تزال هناك مشكلة تتمثل في مدى قبول بعض التدابير، واحتمال حدوث رد فعل سلبي عليها. فعلى سبيل المثال، مايكل أوليري، رئيس شركة "راين اير"، المتخصص في "الخبطات الإعلامية"، طرح ذات مرة فكرة فرض رسوم على الركاب الراغبين في استخدام المراحيض، ما أثار دهشة المتابعين وسخريتهم عبر الشبكات الاجتماعية.
هل سنصل إلى هذا الحد يوماً؟ يجيب شيامباراتو أنه للرحلات القصيرة، التي لا تتخطى مدتها ساعة ونصف ساعة، "نحن على استعداد لتحمل أي شيء تقريباً".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منخفضة التکلفة شرکات الطیران
إقرأ أيضاً:
انطلاق رحلات عمرة رمضان.. وارتفاع أسعار الطيران والسكن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور إبراهيم عليوة عضو غرفة شركات السياحة، إن رحلات العمرة الخاصة بشهر رمضان انطلقت في اليوم الأول من الشهر الكريم وتستمر حتى منتصف الشهر، ثم تسافر رحلات العشر الأواخر، مؤكدا عدم حدوث أية مشكلات في تسفير المعتمرين وتحويل الأموال، حيث تم إنهاء الإجراءات بسهولة ويسر.
وأضاف عليوة، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن ضوابط العمرة للموسم الحالي 1446 هـ، ألغت نظام كوتة التأشيرات، وسمحت بنظام السقف المفتوح أي غير محدد العدد، ما ساهم في زيادة الإقبال بشكل كبير على العمرة، مشيرا إلى أن الضغط على الرحلات تسبب في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران التي تخضع لسياسة العرض والطلب، ولذلك مثلت نحو 40% من قيمة برنامج العمرة الإجمالية.
وتابع بأن برامج العمرة الاقتصادية تبدأ من 70 ألف جنيه لشهر كامل، وذلك نظرا لارتفاع أسعار الطيران، والسكن خاصة بالمدينة المنورة، والتي وصل سعر الليلة في الغرفة الفندقية بها إلى 500 ريال، أي ضعف سعر الموسم الماضي، وهذا بداعي نقص المعروض من أماكن الاقامة، موضحا أن أزمة سكن المدينة بدأت منذ مطلع شهر شعبان، ومستمرة حتى نهاية رمضان.
وكشف عليوة، عن أن أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الغرف السياحية، عن غرفة شركات السياحة، تقدموا بطلب للغرفة بتحديد سقف لتأشيرات العمرة ولو كانت 800 ألف تأشيرة -العام الماضي كان 600 ألف-، وذلك لمواجهة ظاهر استغلال الأعداد في رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، لافتا إلى أن أزمة تخلف المعتمرين حتى موعد الحج وارد الحدوث لعام الجاري أيضا، ولكن السعودية اتخذت إجراءات لتشديد الرقابة على نوعية التأشيرة ومواعيد القدوم والمغادرة، كما أن شركات السياحة تستخدم خبرتها لفرز العملاء واختيار المعتمرين الجادين الملتزمين فقط.