ابنة مصطفى محمود بعد افتتاح مسجده الجديد: وصية والدي تتحقق بعد ربع قرن
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أعربت أمل، ابنة الدكتور مصطفى محمود، عن سعادتها بافتتاح مسجد الدكتور مصطفى محمود الجديد الكائن بالمجمع الطبي للراحل، بمدينة السادس من أكتوبر، والذي يأتي امتدادا لجمعية مصطفى محمود بالمهندسين، واستكمال المشروع الخيري الذي أوصى به الدكتور مصطفى محمود.
وأضافت أمل مصطفى محمود، لـ«الوطن»: سعدت بافتتاح مسجد مصطفى محمود، والذي يأتي أول جزء في الجمعية الخيرية للراحل في منطقة السادس من أكتوبر، مشيرة إلى المسجد هو البذرة الأولى للمؤسسة الخيرية في المنطقة، وخاصة مع افتتاح المسجد تزامنا مع استقبال شهر رمضان المبارك لاستقبال المصلين في الشهر الفضيل.
وكشفت: «والدي اشتري الأرض من أكثر ما يزيد على 25 سنة، من أجل إقامة مؤسسة خيرية متكاملة لتقديم الخدمات الإنسانية والطبية للناس إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، في منطقة السادس من أكتوبر على غرار جمعية المهندسين».
ولفتت إلى أن الدكتور مصطفى محمود اختار منطقة أكتوبر في هذه الفترة بسبب إنها كانت منظقة ناشئة في ذلك الوقت ولم يكن بها الخدمات الكافية، كما كانت بعيدة عن الزحام في العاصمة، وكان من طموحاته أن تكون المؤسسة في هذا المنطقة مكانا ملائما للاستشفاء بعد إلحاق حزام أخضر مزروع بالنباتات والزهور.
وتابعت: والدى كان يتمنى أن يرى مؤسسة السادس من أكتوبر على مستوى لا يقل عن جمعية المهندسين، موضحة أن العمل يجري حاليا في المستشفى ويتبقى التشطيبات النهائية والتجهيزات الطبية.
وقالت إن مصطفى محمود لم يترك ثروة مادية لكنه ترك ثروة علمية وأدبية وإنسانية «صدقة جارية»، تجعل العديد من الفئات يدعون له باستمرار لما تقدمه الجمعية من خدمة للناس.
جمعية مصطفى محمودوتقدم جمعية الدكتور مصطفى محمود الخيرية عددا من المشروعات والخدمات منها مثلا مشروع سكن كريم وتعمير المساجد وصرف منح مادية وإطلاق القوافل الطبية ومساعدات المواد الغذائية للأسر الأولى بالرعاية.
يشار إلى اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة قد افتتح أمس مسجد الدكتور مصطفى محمود الجديد بالمجمع الطبي للراحل، بمدينة السادس من أكتوبر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصطفى محمود ابنة مصطفى محمود مسجد مصطفى محمود الدکتور مصطفى محمود السادس من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
وصية الوليد بن محمد بن مصعب في القرن الثالث الهجري
حفظ لنا كتاب (بيان الشرع) لأبي عبدالله محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي (ت:508هـ) جملة من وثائق الحجج الشرعية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في عُمان، ولعل بعض الوثائق لم تبقَ نصوصها الكاملة على هيئتها التي كُتِبت بها، لكن بقي شيء من مضمونها مبثوثًا في النوازل الفقهية التي وُجِّهت إلى الفقهاء سؤالًا، ومن أمثلة ذلك جواب أبي الحواري محمد بن الحواري بن عثمان القرّي (ق3-4هـ) إلى عمر بن محمد في وصية رجل اسمه الوليد بن محمد بن مصعب. وأبو الحواري من كبار العلماء العمانيين الذين انتشرت جواباتهم في كتب الفقه القديمة، وهو من أهل القرن الثالث الهجري وربما أدرك أول القرن الرابع، وقد أخذ العلم عن محمد بن محبوب (ت:260هـ) وأبي جابر محمد بن جعفر الإزكوي (ق3هـ) ونبهان بن عثمان، وأبي المؤثر الصلت بن خميس.
وقد ورد نص جواب أبي الحواري معلِّقًا على الوصية في الجزء التاسع والخمسين من كتاب (بيان الشرع) وهو جزء في الوصايا. والنص وإن لم يتضمن نقل الوصية كاملة غير أن العبارات التي نقلها أبو الحواري في سياق جوابه يجتمع منها قسم وافر من الوصية، وقد جاء في أول النص: « ومن جواب أبي الحواري إلى عمر بن محمّد من أخيه أبي الحواري، وبعد فإنّا قد نظرنا في هذه الوصيّة، فهذا ما أشهدنا به الوليد بن محمّد بن مصعب، أنّ عليه في ماله (وفي نسخة) أنّ عليّ في مالي للفقراء جريين ذرة، فهذا ثابت وهو من رأس المال، وللأيمان جريين ذرة، فهذا لا نراه ثابتًا؛ لأنّه لم يَقُل: لأيماني، ولا سمّى لمن تلك الأيمان»، ونرى هنا أن أبا الحواري ينقل العبارة من الوصية ثم يعلق بالحكم بثباتها أو عدمه مع بيان العِلّة، وهكذا مضى في الجواب معلقًا على ما ورد في الوصية.
وتأتي عقب تعليقات أبي الحواري في نص المسألة أقوال أخرى مغايرة لرأيه، وهي مُصَدّرة بعبارة: «قال غيره». ومن بين العبارات المنقولة من نص الوصية: «وأشهدنا الوليد بن محمّد بن مصعب أنّ لأقربيه في ماله جريين ذرة»، «وأشهدنا الوليد بن محمّد بن مصعب، أنّ عليّ في مالي ثمانية عشر دينارًا حجّة يحجّ بها عنّي بيت الله الحرام»، «ولزوجتي أم الأحوص ابنة وهب ثمانين نخلة بأرضها وشربها صداقًا لها على إقرار منّي به»، «ولزوجتي أم الأحوص منزلي هذا بجميع ما فيه من حبّ وتمر وآنية ولها سكناه إلى أن تموت»، «إنّ لزوجتي مخموري الكبير الذي في المرجان إقرارا منّي لها به»، « إنّ للفضل بن محمّد صرفانتي الكريمة التي في المرجان إقرارا منّي له» «إنّ للمسجد المعروف ببني محمّد بن الوليد عشرة دراهم في مالي»، «إنّ بلعقتي التي في القطعة في عاضد بني عمرو هي لمحمّد بن النعمان بن أخي»، «إنّ مغيرة وكيلي ووصيّي في حياتي، وبعد وفاتي، ليس عليه حجّة لأحد من ورثتي حتّى يقضي عنّي جميع ما أقررت به في هذا الكتاب»، «إنّ عليّ لمحمّد بن نمير، أربعة أجرية ومكوكين برًّا إلى القيض إقرارًا منّي له بها».
والحق أن هذه العبارات تكتنز جملة من الدلالات والإشارات، منها مثلًا بعض الأسماء التي تسمّى بها أهل عمان حينذاك مثل: الوليد، ومصعب، والأحوص، وعمرو، والنعمان، ووهب، ومغيرة، ونمير. ومنها بعض أسماء النخل مثل البلعق في قوله: «وبلعقتي»، وهذا يذكّرنا بمقولات لعدد من المؤرخين والبلدانيين منها قول ابن الفقيه (ت:365هـ) في كتاب البلدان: «قالوا: أجود تمر عمان: الفرض، والبلعق، والخبوت»، ولعل قوله: «مخموري» و«صرفانتي» بصيغة المتكلم هما أيضًا من أصناف النخل، و«المرجان» الذي أشار إليه لعله اسم موضع أو بستان نخل.
زد على ذلك بعض ما ورد من ألفاظ مثل المكاييل والموازين المستعملة: الجري والمكوك، وبعض المحاصيل مثل: الذُّرَة والبُرّ.