مرشح رسمي بانتخابات الرئاسة.. لتلك الأسباب أصبح نائب ترامب ملفا ساخنا بأمريكا وداخل الحزب الجمهوري| من يقود حركة MAGA؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
والآن بعد أن أصبح المرشح المفترض، يستعد ترامب لحملته المقبلة، ولكن السؤال الذي يشغل كافة المراقبين هو من سيكون نائب الرئيس، وقد أصبح هذا المنصب ذي أهمية كبرى لظروف خاصة تحيط بالانتخابات الحالية لرئاسة أكبر دولة في العالم، فالولايات المتحدة الأمريكية، أصبح في حكم المؤكد أن رئيسها القادم سوف يكون متخطى سن الثمانين، وهنا تبرز أهمية منصب نائب الرئيس، سواء كان لترامب، أو منافسه جون بايدن الرئيس الحالي في البيت الأبيض عن الحزب الديمقراطي.
ويبدوا أن أنصار ترامب متحمسون، وفضوليون، ومستعدون لدعم اختيار مرشحهم النهائي - كما هو الحال مع الحزبيين في أي عام انتخابي - ولكن هذه الحياة الطبيعية تكذب حقيقة مفادها أنه بغض النظر عمن سيختاره ترامب، فإن ظروفا فريدة - بل وغير مسبوقة - تحيط باختياره لمنصب نائب الرئيس، فهم يدركون أهمية المنصب وتأثيره في التصويت بتلك الانتخابات، بل وهناك بعد آخر في تلك المسألة، وهو من يكمل مسيرة ترامب داخل الحزب الجمهوري ذاته، وهنا نرصد ما جاء بتقر ير صحيفة NPR الأمريكية، والتي رصدت تفاصيل تلك الخطوة الهامة في عودة ترامب لزعامة أمريكا والعالم في انتخابات نهاية العام المرتقبة.
أربع سنوات فقط .. ثم يخلفه في زعامة MAGA
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ترامب يبلغ من العمر 77 عاما، وقد يجعل العمر خليفته أكثر أهمية بالنسبة للناخبين، وهناك أيضًا حقيقة أن ترامب لا يمكنه أن يخدم سوى فترة ولاية واحدة أخرى، وقالت أحد أكبر مؤيدى ترامب أندريا تايلور إنها تضع ذلك في الاعتبار عندما تفكر في من سيكون نائبها، وقالت: "أمامه أربع سنوات فقط؟ لذا مهما كان ما يختاره، نأمل أن يفعله خلال الأربع سنوات المقبلة وربما يواصل ما يحاول إصلاحه هنا".
وهذا يؤدي إلى شيء آخر: يفكر بعض الناخبين في الكيفية التي ستستمر بها الترامبية بعد ترامب، وبقدر ما يختار ترامب وريثًا واضحًا، فإن الأمر لا يقتصر على قيادة الحزب الجمهوري فحسب، بل من المحتمل أن يقود حركة MAGA، وهي شعار سياسي للحملة التي استخدمت في السياسة الأمريكية، وظهرت بشكل بارز في حملة الانتخابات الرئاسية 2016 لدونالد ترامب، وقد أنشئت في عام 1979، عندما كانت الولايات المتحدة تعاني من تدهور اقتصادي تميز بالركود، وقد استخدم الشعار لأول مرة في حملة الانتخابات الرئاسية في عهد رونالد ريغان عام 1980، وتم استخدام الشعار أيضا في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، على الرغم من أنه أشار لاحقا إلى البيان بوصفه صافرة الكلب عنصرية خلال الانتخابات 2016، قم أصبحت رمزا للحركة الداعمة لترامب، وهي اختصار لجملة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وتعتقد الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية المخضرمة أليس ستيوارت أن هذا يدور في ذهن ترامب أيضًا، وقالت: "دونالد ترامب يشعر بالقلق بشأن إرثه وإرث MAGA، وبالتأكيد، من الناحية المثالية، فإنه يفضل أن يكون لديه شخص لا يلتقط العصا ويحملها كنائب للرئيس فحسب، بل سيستمر في قيادة عصا MAGA في المستقبل، خصوصا وأنها أصبحت حركة ذات خصوصية منفصلة عن الحزب الجمهوري ذاته.
ما يفعله رفاق التنافس على تمثيل الحزب
ومن السهل المبالغة في تقدير تأثيرات المرشح لمنصب نائب الرئيس، وفقًا لكريستوفر ديفين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دايتون ومؤلف كتاب " هل يهم رفاق الترشح؟"، وقال إن اختيار زميله في الترشح لا يؤدي بشكل عام إلى تحسين فرص المرشح أو كسرها، وأوضح أن "المرشحين لمنصب نائب الرئيس لهم هذا التأثير غير المباشر وما أعنيه بذلك هو أنهم يشكلون تصورات المرشح الرئاسي"، وغالبًا ما يختار المرشحون زملائهم في الترشح كوسيلة لإثبات نقطة ما أو طمأنة الناخبين بشأن الضعف الملحوظ، فعلى سبيل المثال، عندما اختار باراك أوباما جو بايدن في عام 2008، كان يُنظر إلى ذلك على أنه وسيلة لإظهار أن السيناتور الشاب كان يحيط نفسه بأشخاص أكثر خبرة.
وعلى نحو مماثل، عندما اختار ترامب حاكم ولاية إنديانا السابق مايك بنس في عام 2016، كان يُنظر إلى ذلك على نطاق واسع على أنه وسيلة لجذب الناخبين الإنجيليين ووضع الخبرة السياسية على القائمة، وقال ديفاين: "غالباً ما يشار إليه على أنه أول عمل رئاسي، والذي تختاره لمنصب نائب الرئيس، ويخبر الناخبين الكثير عن هويتك، ولكن مرة أخرى، ترامب فريد من نوعه هنا: فالناخبون يعرفون جيدًا من هو ترامب وأي نوع من الرئيس سيكون، وهذا يعني أن ترامب يستطيع التركيز على الجودة التي يقدرها ربما أكثر من أي شيء آخر".
البحث عن الولاء .. أو ربما أكثر من الولاء
وفقا للخبير الاستراتيجي أليس ستيوارت، فإن تركيز ترامب على الولاء أمر لا جدال فيه، وتوقعت: "نعلم جميعًا أن اعتبارات دونالد ترامب للمناصب الرئيسية في إدارته تعتمد بشكل أساسي على الولاء على القيادة، وسيكون هذا عاملاً كبيرًا يدخل في عملية صنع القرار، وربما يكون هذا هو السبب وراء تأكيد المتنافسين المحتملين لمنصب نائب الرئيس بشدة على دعمهم لترامب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الشهر الماضي، وكانت حاكمة داكوتا الجنوبية كريستي نويم واحدة منهم".
وقالت للحشد: "كنت من أوائل الأشخاص الذين أيدوا أن يكون دونالد جيه ترامب رئيسنا المقبل، وفي العام الماضي، عندما سألني الجميع عما إذا كنت سأفكر في الترشح للرئاسة، قلت لا. لماذا قد تترشح للرئاسة إذا لم تتمكن من الفوز؟"
وهنا أيضا نعود بالذاكرة لتفاصيل علاقة ترامب بنائبه، وكيف أطلق ترامب تحذيراته لنائبه الأخير في السادس من يناير، عندما صدق بنس على فوز جو بايدن بانتخابات عام 2020، وقال ترامب لحشده قبل أعمال العنف في الكابيتول هيل في ذلك اليوم: "ومايك بنس، آمل أن تقفوا من أجل مصلحة دستورنا ومن أجل مصلحة بلادنا، وإذا لم تكن كذلك، فسأشعر بخيبة أمل كبيرة فيك، وسأخبرك بذلك الآن"، في ذلك اليوم، هتف أفراد من حشد ترامب "اشنقوا مايك بنس".
وهنا يقول عالم السياسة كريستوفر ديفين إنه إذا كان ترامب يفكر في اختياره السابق أثناء اختياره الحالي، فإن ذلك سيجعل هذا أيضًا خيارًا رئاسيًا غير عادي حقًا، وأضاف: "في هذه الحالة، لا أعتقد أن كلمة الولاء كافية حقًا للتعبير عما يبحث عنه دونالد ترامب، فأعتقد أننا ننظر إلى شيء مثل الولاء أو الخنوع"، وفي نهاية هذا الأسبوع، سيعقد ترامب اجتماعًا حاشدًا في روما، جورجيا، موطن النائبة مارجوري تايلور جرين، إنها من كبار بدائل ترامب، لذا ربما تكون أيضًا منافسة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الالتزام قبل الرئيس.. وإلا!
كتب نبيل بو منصف في" النهار": ها هو حزب الله بمجمل خطابه لا يزال يقف عند سرديته المنافية لجوهر الالتزامات العلنية الرسمية الموثقة في اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. لا يقف الأمر في معضلة الإنكار عند هذا المفترق المفصلي وحده بل يتسع لكل واقع الحزب وعلاقاته بطائفته وبيئته الخارجتين من أسوأ ما أصاب فئة لبنانية في زلازل الحروب.
ما نقاربه هنا يتصل بإمعان لا يصدّق للحزب على حصر تفسيره وسرديته لاتفاق عقد مع "دولة إسرائيل"، التي اعترف بها ضمناً للمرة الثانية بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية معها، بجنوبي الليطاني فقط بما يوحيه من تصميمه على المضيّ في الإنكار إلى ذراه بعد كلّ هذا المآل الكارثي الذي أصابه وكأنه واثق من قدرته على البقاء متفلتاً من التزامات نزع سلاحه بالكامل في شمالي الليطاني مراهناً ربما على تراخي الشركاء "الآخرين" في السلطة والبلد كله. هذا الاتفاق ليس شبيهاً بأيّ من الاتفاقات التي أثارت وتثير تفسيرات على هوى كلّ طرف لبناني، بما فيها الطائف نفسه، لأن نصّه قاطع في وضوحه لجهة تبنّي القرارات الدولية كافة التي تلزم الجانب اللبناني بنزع السلاح غير الشرعي لكلّ المجموعات المسلحة وأولاها "حزب الله" في كل لبنان.
ولكن التوجّه إلى "حزب الله" الذي كان ولا يزال فعلاً عبثياً، لا يعني السكوت عن التوجّه إلى فئتين حصريتين من المعنيين اللبنانيين بمسار تجنيب لبنان إهمال تفجر هذه القنبلة الموقوتة في وقت ما بعدما ظن اللبنانيون أن كل ما يمت إلى الحرب الإسرائيلية التي استدرجها "حزب الله" على لبنان قد ولى وطويت الصفحة هكذا بكلّ بساطة. التوجّه الأول يعني المسؤولين الرسميين جميعاً الذين فاوضوا ووافقوا وأبرموا الاتفاق وضعوا تواقيعهم الرسمية عليه بحيث يتعيّن عليهم وضع حدّ حاسم علني لمزاعم الحزب في تنصّله من موجبات نزع السلاح في شمالي الليطاني. وهذه مسؤولية لا مهرب منها أمام المجتمع الدولي كما في الواقع الوطني الناشئ بعد حرب مدمرة تسبّب بها الحزب للبنان. أما الفئة الثانية المعنية بهذا الأمر المصيري فتشمل حصراً المرشحين لرئاسة الجمهورية، ولا سيما منهم قائد الجيش الذي يبدو واضحاً أن أسهمه ترتفع باضطراد كلما اقتربنا من التاسع من كانون الثاني.
ما يعني اللبنانيين أن من سينتخب رئيساً للجمهورية للسنوات الست المقبلة يتعيّن عليه الدخول إلى واقع لبنان الخارج من الكوارث، بأقصى الجرأة والشجاعة والشفافية في كسر استسلام الدولة للاستئثار والتبعية والتفرّد والعبث بالتزامات الدولة.. وبداية من شمالي الليطاني لا من جنوبيه!