تدشين برنامج مدونة السلوك الوظيفي في رئاسة الوزراء
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
وفي التدشين أشار وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال أحمد العليي إلى أهمية البرنامج على مستوى قطاعات ودوائر وإدارات رئاسة الوزراء، ما يستدعي تفاعل الجميع مع أهداف وغايات المدونة والالتفاف حولها والعمل بما اشتملت عليه من قيم وأخلاقية.
وأكد أن الجميع معني بتطبيق مدونة السلوك في عملهم الوظيفي وكل مناحي الحياة اليومية .
ولفت الوزير العليي إلى ضرورة تجسيد الشخصية الإيمانية وتلافي الوقوع في هفوات تسيء إلى قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وقال " إننا في مجتمع مسلم لدينا من القيم والأخلاق الدينية ما يكفي لنكون رقباء على أنفسنا ومتقين الله في أعمالنا اليومية".
وأضاف "نستقبل شهر رمضان وأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة يتعرضون لهجمة شرسة من قبل العدو الصهيوني بدعم من صانعة وراعية الإرهاب في العالم أمريكا وصمت وتخاذل معيب من قبل الأغلبية الساحقة في الأنظمة العربية والإسلامية".
وأشاد وزير الدولة بحكومة تصريف الأعمال العليي، بنهج الشعب اليمني وقواته المسلحة في تصدر المشهد لنصرة المظلومين في غزة.
فيما ثمن وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد الحماطي، مواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أولى القضية الفلسطينية عناية كبيرة وحشد الطاقات الرسمية والمجتمعية لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم أبناء غزة.
ونوه بتدشين البرنامج وأهمية تكريس السلوك القويم في جميع الأعمال والأداء الوظيفي العام.
وكان الأمين العام المساعد لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية يحيى محمد الهادي، أشار إلى أهمية تدشين برنامج المدونة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك.
واستعرض أبرز الخطوات العملية التي نفذتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء فيما يخص مدونة السلوك وصولاً إلى تدشين برنامجها التنفيذي .. موضحاً أنه سيكون هناك تقيم شهري ونصف سنوي وسنوي لما يتم تطبيقه من خطوات.
ولفت الهادي إلى أهمية التقيد بالمدونة التي جاءت لتحقق البُعدين الأخلاقي والإنساني في الوظيفة العامة على كافة المستويات الإدارية .. مشيراً إلى ما يمثله شهر رمضان من مناسبة سنوية لتهذيب النفس والارتقاء بها من كافة الجوانب الدينية والأخلاقية والإنسانية.
وتطرق إلى العدوان الإجرامي الذي يتعرض له أبناء غزة منذ أكثر من خمسة أشهر .. داعيا الجميع إلى استمرار الجهود في نصرة الفلسطينيين بمختلف الوسائل المتاحة.
حضر التدشين رؤساء الدوائر التخصصية ومدراء عموم الإدارات في مكتب رئيس الوزراء والأمانة العامة وموظفو المكتب والأمانة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
أهمية تفسير القرآن الكريم في حياتنا اليومية
يتبوأ تفسير القرآن الكريم مكانةً عظيمةً في الفكر الإسلامي؛ فهو من أهم العلوم الإسلامية التي تسهم في فهم النصوص القرآنية فهمًا صحيحًا ودقيقًا، ويمنح المسلم فوائد عظيمة في حياته الدينية والدنيوية. إذ يعد أداة أساسية تعين على إدراك المعاني العميقة والرسائل الخفية في آيات القرآن، وجسرًا يربط بين هذه الآيات والعقل البشري، بما يُرشد إلى تطبيق المبادئ الإسلامية في الحياة اليومية، وصولًا إلى بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة والرحمة.
والقرآن الكريم يزخر بالمعاني العميقة والرسائل الخفية، التي قد تَخفى -ولا ريب- على كثير من الناس دون تفسير. وهنا يبرز دور التفسير في إزالة اللبس والغموض عن الآيات وشرح مضامينها ومعانيها وإيضاحها؛ حتى يتجنب القارئ الفهم الخاطئ لها.
فعلى سبيل المثال، يساعد تفسير آيات الأحكام على فهم تفاصيل العبادات والمعاملات، مما يؤدي إلى فهم أعمق وأشمل لتطبيق رسالة الإسلام. ذلك لأن التاريخ شهد ظهور العديد من الفرق والطوائف التي اعتمدت على تفسيرات مغلوطة للقرآن، مما أدى إلى انحرافات فكرية ودينية وتطبيق غير سليم لتعاليم الدين الإسلامي. لذا، يُعَدُّ التفسير العلمي المبني على قواعد اللغة العربية وأصول الشريعة هو السبيل الأمثل لضمان الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وتعزيز الوحدة الفكرية بين المسلمين، والإسهام في تقليل الاختلافات الفقهية والفكرية، وتأكيد روح الأخوة والتعاون بينهم.
وكذلك، فإن للتفسير أثرًا كبيرًا في تعزيز الإيمان بالقيم الإنسانية والروحية من خلال فهم معاني الآيات المتعلقة بالعدل والمساواة والرحمة. على سبيل المثال، فإن الذي يترتب على فهم قول الله تعالى في سورة النساء: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» هو التزام المسلم بإقامة العدل والشهادة بالحق، حتى لو كان ذلك ضد مصالحه الشخصية أو مصالح أقربائه، وجعل العدل قيمة أساسية في جميع أحواله، مع السعي لتحقيقه في كافة تعاملاته الاجتماعية والاقتصادية.
إضافة إلى ذلك، يساعدنا التفسير في مواجهة تحديات العصر الحديث، من خلال تقديم تفسيرات عصرية تتماشى مع التطورات العلمية والنوازل الاجتماعية. فالآية الكريمة من سورة البقرة: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» يمكن تفسيرها في سياق العصر الحديث على أنها دعوة لمحاربة الفساد البيئي والتلوث. ويمكن للتفسير العصري لهذه الآية أن يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وتشجيع المسلمين على تبني ممارسات مستدامة تحمي الأرض للأجيال القادمة، مثل: إعادة التدوير، وتقليل استخدام البلاستيك، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
إنَّ القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو دليل شامل لحياة إنسانية كريمة، صالح لكل زمان ومكان. وإن تفسيره بأسلوب يتناسب مع العصر يعزز من قدرته على توجيه المسلمين في حياتهم اليومية، ويرفعهم عما تردّت إليه الحياة المادية، مجددًا نظرتهم إلى كتاب الله الخالد بوصفه مصدرًا حيًّا ودائمًا للهداية والسعادة والطمأنينة في الحياة.