إصداران للمؤسسة العربية للدراسات والنشر لسلمان زين الدين بين الروايتين العربية والعالمية
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
صدر عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت كتابان جديدان في النقد الروائي للشاعر والكاتب اللبناني سلمان زين الدين؛ الأوّل بعنوان "على ذمّة الراوي العربي" ويشتمل على قراءة في خمسين رواية عربية، من مختلف أقطار العالم العربي، ويجمع، على سبيل المثال لا الحصر، بين روايات لـ: أحمد المديني المغربي، أمير تاج السر السوداني، أمين الزاوي الجزائري، باسم خندقجي الفلسطيني، جبور الدويهي اللبناني، جلال برجس الأردني، رشا عدلي المصرية، شكري المبخوت التونسي، منى التميمي الإماراتية، نبيل سليمان السوري، وغيرهم.
في كتابيه الجديدين، لا يشذّ زين الدين عن المنهجية التي اعتمدها في كتبه السابقة، فهو ينطلق من الرواية، يرصد تمظهرات الحكاية والخطاب فيها، يحلّل الشخوص، يراقب استثمار تقنيات السرد الروائي، ويخرج بنتائج معيّنة. بمعنى آخر، يتناول ماهية المحكي وكيفية حكايته في الرواية. وهو، في هذه العمليات التي يمارسها باحتراف واضح، ينطلق من النص، ممّا يقول وكيف يقول، ولا يُسقطعليه مناهج النقد الغربية، أو يحمّله أكثر ممّا يحتمل. وبذلك، يتجنّب السقوط في التقعّر النقدي والصرامة الأكاديمية، من جهة، ولا يقع في فخّ الانطباعات العابرة، من جهة ثانية، ويبقى في منزلة بين المنزلتين، تقرّب النص من المتلقّي ولا تبعده عنه، وتصالح هذا الأخير مع النقد الروائي ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.
ولعلّ النتيجة الأهم التي يخلص إليها الكاتب في كتابيه الجديدين، بنتيجة المقارنة بين الروايتين العربية والعالمية، هي أنّ الفارق بينهما ليس في الدرجة، بحيث تكون إحداهما أهمّ من الأخرى، بل في المضمون والأسئلة التي تطرحها كلٌّ منهما. وبالتالي، الرواية العربية لا تقلّ روائيةً عن تلك العالمية، فكلتاهما تستخدم تقنيّات السرد نفسها، وهي إرثٌ عالمي بامتياز، لكنّ كلًّا منهما تتناول واقعًامختلفًا عن الأخرى؛ وهكذا، نرى أنّه في حين تطرح الروايات المدروسة في "على ذمّة الراوي العربي" أسئلة: الزلزلة السورية، الحرب اللبنانية، التحوّلاتالجزائرية، المقاومة الفلسطينية، الانتداب الفرنسي، الربيع العربي، الصراع السوداني، الحلم الأفريقي، الهجرة غير الشرعية، الأقليّات الدينية، الاستبداد السياسي، وغيرها من الأسئلة التي يزخر بها الواقع العربي، نرى أنّ الروايات المدروسة في "على ذمّة الراوي الأجنبي" تطرح أسئلة من نوع آخر، من قبيل: الحرب العالمية الثانية، الجريمةالمنظّمة، الجريمة البوليسية، الأوبئة الفتّاكة، القوّة الخارقة، الحياة الاستهلاكية، الحياة البرّية، وغيرها، وقد تشترك الروايتان العربية والمعرّبة في طرح الأسئلة نفسها في بعض الأحيان. وبمعزل عن اختلاف الأسئلة المطروحة، فإنّ "على ذمّة الراوي العربي" و"على ذمّة الراوي الأجنبي" كتابان توأمان يشكّلان إضافة كمية ونوعية إلى مكتبة النقد الروائي العربية. ولا تغني قراءة الخبر عن قراءة المُخْبَر عنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المؤسسة العربية للدراسات العالم العربى
إقرأ أيضاً:
السوداني يدعو صندوق النقد العربي إلى دعم العراق
آخر تحديث: 23 يناير 2025 - 2:14 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- عبر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الخميس، عن تطلع حكومته نحو مزيد من التعاون مع صندوق النقد العربي من خلال مساهمته في تمويل حملة الإعمار والتنمية لاسيما في مجال البُنى التحتية.جاء ذلك خلال استقباله رئيس صندوق النقد العربي، فهد بن محمد التركي، مقدماً له التهنئة بمناسبة تسنّمه منصب رئاسة الصندوق، متمنياً له النجاح في مهامّه.وأكد السوداني، في بيان لمكتبه الإعلامي ، دعم الحكومة لمهام صندوق النقد العربي، الذي يعد العراق من المؤسسين له، وثاني أكبر المساهمين فيه، بعد المملكة العربية السعودية.وأشار السوداني إلى تطلع العراق نحو مزيد من التعاون مع الصندوق، وأن تنعكس آثار عمله على الساحة العراقية، من خلال مساهمته في تمويل حملة الإعمار والتنمية التي شرعت بها الحكومة، لاسيما في مجال البُنى التحتية، وكذلك الرغبة في أن يعمل الصندوق على توسيع مساهمة الكوادر العراقية في عمله، وبناء الجسور مع المؤسسات المالية العراقية.كما أكد رئيس الوزراء أهمية أن يساهم الصندوق في تعزيز الأواصر العربية، عبر تنظيم العلاقات المالية والنقدية والتجارية، بما يعزز المصالح المشتركة بينها.من جانبه، عبر رئيس مجلس صندوق النقد العربي عن شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال، مؤكداً حرص الصندوق على دعم العراق، والمشاركة ببرامجه التنموية، وبما يسهم في تعزيز التعاون البناء في مجال القطاعات المالية والتمويل، بحسب البيان.