قال الدكتور أحمد علي، الكاتب والمؤرخ العسكري، إن الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كان يجيد عددًا من اللغات الأخرى.

وأضاف المؤرخ العسكري، خلال الفيلم الوثائقي "عبدالمنعم رياض.. سيرة المقاتل الشهيد"، الذي عرضه قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر شاشة «الوثائقية»، ويعرض على قناة «إكسترا نيوز»، أن الفريق أول عبدالمنعم رياض أجاد اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ما أتاح له الاطلاع على الأبحاث والدراسات العسكرية.

"لم يكن الضابط عبدالمنعم رياض مجرد مقاتل.. لذا سعى للجمع بين العلوم الاقتصادية واستراتيجيات الحرب.. فدرس الاقتصاد منتسبًا إلى كلية التجارة رغم كونه برتبة لواء".

يُوثّق الفيلم حياة الفريق أول عبدالمنعم رياض، منذ ميلاده، مرورًا بدوره في حرب الاستنزاف، وصولًا إلى لحظة استشهاده على جبهة القتال ربيع عام 1969.
يتضمن الفيلم شهادات للأبطال بحرب أكتوبر المجيدة، وكيف كان للراحل الفريق عبدالمنعم رياض دور كبير في تحقيق النصر، ورفع اسم مصر عاليًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتفال بيوم الشهيد عبدالمنعم ریاض

إقرأ أيضاً:

ثمن التخاذل

 

إن اللحظات التاريخية الفارقة تضع الأمم والشعوب أمام اختبار حقيقي لقيمها ومبادئها. وفي خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقتنا، وتحديدًا في ظل العدوان الغاشم على أهلنا في فلسطين، يبرز سؤال وجودي يفرض نفسه بقوة: ما هو الثمن الحقيقي الذي سندفعه جراء صمتنا وتخاذلنا؟

إن القول بأن تبعات التقاعس عن نصرة المظلومين ستكون باهظة هو قول موجز لحقيقة دامغة ، فالأمر لا يتعلق بخسائر مادية أو تداعيات سياسية عابرة، بل يمتد ليشمل جوهر وجودنا الإنساني والأخلاقي، ويترتب عليه مصيرنا في الدنيا والآخرة.

إن اليمن، رغم ما يعانيه من أوجاع وتحديات، يقدم اليوم نموذجًا فريدًا في التضحية ونصرة الحق. إنه يدرك تمام الإدراك أن الدفاع عن المستضعفين في فلسطين ليس مجرد واجب ديني أو قومي، بل هو صمام أمان لقيم العدل والإنسانية التي بدونها تفقد الحياة معناها. إن الضريبة التي يدفعها اليمنيون اليوم، من تضحيات في الأرواح والموارد، هي ثمن غالٍ لكنه يبقى أقل وطأة وأكثر شرفًا من الخزي والعار الذي سيلاحقنا إن اخترنا طريق التخاذل.

لنتخيل للحظة حجم العار الذي سيلحق بأجيالنا القادمة حين تتذكر كيف وقفنا صامتين أمام صور القتل والدمار، وكيف آثرنا مصالحنا الضيقة على نصرة إخواننا الذين يستغيثون. إن وصمة التخاذل ستلتصق بنا كظل لا يزول، تحرمنا من أي مكانة أخلاقية أو احترام دولي. سنصبح في نظر التاريخ مجرد أرقام هامشية، أمة فقدت بوصلتها وضيعت فرصتها في الوقوف بجانب الحق.

أما على الصعيد الديني والأخروي، فإن الأمر أشد وأخطر. لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من مغبة التولي عن نصرة الحق والمظلومين. قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]. إن هذا النداء القرآني الصريح يحمل في طياته مسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل مسلم قادر على نصرة الحق.

إن التخاذل ليس مجرد تقاعس عن الفعل، بل هو تواطؤ ضمني مع الظالم، وهو اختيار للراحة والسلامة الشخصية على حساب أرواح ودماء الأبرياء. وهذا الاختيار يحمل في طياته بذور الهوان والذل في الدنيا، ويستحق أشد العذاب في الآخرة. فكيف لنا أن نلقى الله ونحن نشهد على الظلم الصارخ ولم نحرك ساكنًا؟ كيف لنا أن نتوقع رحمته ونحن لم نرحم إخواننا المستضعفين؟

إن اليمن اليوم، بوقوفه الشجاع والمبدئي، يذكرنا بواجبنا ويحثنا على مراجعة حساباتنا، إنه يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والفداء، ويثبت أن هناك من لا يزال يؤمن بقوة الحق وضرورة نصرته مهما كانت التحديات. إن تضحياتهم ليست مجرد أرقام في سجل الأحداث، بل هي مشاعل نور تضيء لنا الطريق نحو العزة والكرامة في الدنيا، والنجاة والفوز في الآخرة.

فلنتعظ من التاريخ، ولنستلهم من مواقف الشرف، ولنتذكر دائمًا أن ثمن التخاذل والخنوع سيكون دائمًا أضعافًا مضاعفة من ثمن التضحية والوقوف مع الحق. إنها دعوة إلى صحوة الضمير، وإلى تحمل المسؤولية، وإلى اختيار الطريق الذي يقودنا إلى العزة في الدنيا ورضا الله في الآخرة. فالخيار لنا، والتاريخ سيسجل مواقفنا.

 

مقالات مشابهة

  • تامر عبدالمنعم يهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي بذكرى تحرير سيناء الـ 43
  • لتوعية الحجاج.. تدشين مبادرة "كتاب المناسك الذكي” بست لغات
  • المدير العام لقوات الشرطة بالنيابة يلتقى مدير عام بنك امدرمان الوطني
  • معلومات مهمة عن متحرك الشهيد الصيَّاد بأجنحته المتعددة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي ليس قائدًا عسكريًا فقط بل مفاوض بارع بكل ملفات الدولة
  • الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور: ابن الشهيد، رمز الانضباط، والأسير الذي أرادوه شاهد زور
  • الجمعة.. تامر عبدالمنعم يشرف على الاستعدادات النهائية لحفل عيد الربيع
  • مقاتل بن سليمان يعظ المنصور (الإرث الباقي)
  • عاجل:- الأزهر الشريف يشارك في جنازة البابا فرنسيس.. وشيخ الأزهر ينعيه بـ 4 لغات
  • ثمن التخاذل