الأمان الزلزالي للأبنية والمنشآت في سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
د. حافظ الصادق *
تشير الدراسات والأبحاث حول النشاط الزلزالي في سلطنة عُمان إلى أن زلزالية سلطنة عُمان يمكن تقسيمها إلى منطقتين رئيسيتين. المنطقة 1(zone 1)) وهي منطقة ذات شدة لزلزالية متوسطة وتشمل عدة مدناً مثل مسقط وصحار وخصب والمنطقة 2 (zone 2) وهي منطقة ذات شدة زلزالية منخفضة نسبيًا وتشمل عدة مدن مثل نزوى وصور وصلالة.
وبناء على هذه الدراسات التي يقوم بها مركز الرصد الزلزالي في جامعة السلطان قابوس فقد صدر الكود الزلزالي العُماني في مايو عام 2013 وقد عمم على جهات حكومية وخاصة ليتم العمل بموجبه في كافة مجالات القطاعات الهندسية. يعطي الكود الهندسي المذكور القواعد والإرشادات المتعلقة بتصميم أبنية جديدة مقاومة للزلازل؛ حيث يتم أخذ القوى الزلزالية بالحسبان عند التصميم الإنشائي لهذه الأبنية.
هذا بالنسبة للأبنية الجديدة، لكن ماذا عن المنشآت والأبنية القائمة والتي صممت وبنيت دون مراعاة الأحمال والشروط الزلزالية في التصميم. من حيث المبدأ فإن هذه الأبنية والمنشآت تعتبر غير مقاومة للزلازل وتقع في المنطقة الزلزالية الأولى وهي الأشد خطورة. على سبيل المثال، تعتبر المدراس هامة جدا، حيث يرتادها ما يزيد عن مليون طفل وإذا حصل الزلزال فإن هذه المدارس سوف تتعرض إلى درجات مختلفة من الأضرار ويمكن أن تصل لدرجة الانهيار الكامل وإذا تصادف حصول الزلزال خلال تواجد الطلاب في مداسهم فإن الوضع سيكون أقرب إلى الكارثة الإنسانية من حيث عدد الوفيات والإصابات بين الطلاب وأساتذتهم.
إن دراسة الأمان الزلزالي لهذه الأبنية والمنشآت يعتبر أمرا ذا أهمية بالغة للوقوف على حجم الأضرار التي يمكن أن تقع في حال لا قدر الله حصول زلزال في هذه المناطق كما هو متوقع. يمكن البدأ بإجراء تقييم الأمان الزلزالي للأبنية الهامة أولا مثل الأبنية الحكومية بما فيها الوزارات وأبنية التعليم والمستشفيات ودور العبادة. إذا تبين أن هذه الأبنية غير مقاومة للزلازل فإن الخطوة الهامة التي يجب اتخاذها هي إجراء عملية تدعيم وتقوية لهذه المباني.
إن الكثير من الدول المعرضة للخطر الزلزالي شرعت منذ وقت تطويل بتقييم الخطر الزلزالي على المباني والمنشآت والبنية التحتية وتتخذ الإجراءات والتدابير الهندسية اللازمة لجعل هذه المنشآت آمنة؛ وذلك بحسب الأولويات والإمكانيات المتوفرة. نعني بالأمان هنا أن هذه الأبنية سوف تتعرض لأضرار لكن لن تنهار بفعل الزلازل المتوقعة لأن الانهيار يعني فقدان الأرواح فضلا عن العامل الاقتصادي أما الوصول إلى الأمان الكامل لهذه الأبنية فهو غير اقتصادي وغير مبرر. بالنسبة للمشافي وبعض المنشآت الحكومية فيجب العمل على رفع أمان هذه المنشآت بحيث يمكن أن تبقى قابلة للاستثمار مباشرة بعد الزلزال لأهمية دورها في مرحلة ما بعد حدوث الزلزال. في الواقع ستشكل كثير من المباني الحكومية مراكز لإدارة الكارثة حال حصول الزلزال، كما إن المشافي سوف تصل إلى طاقة استيعابها القصوى نظرًا لكثرة عدد الجرحى والمصابين بفعل الكارثة الزلزالية لا قدر الله. إن أبنية القطاع الخاص لابد من الاهتمام بها أيضا ويمكن للبنوك أن تلعب دورا هاما في تمويل تدعيم المنشآت الخاصة بقروض ميسرة. إننا هنا ندق ناقوس الخطر ونعتقد أن الجهات المعنية من وزارة الإسكان والبلديات وجمعية المهندسين العُمانيين يمكنها المبادرة والبدء بالخطوات العملية بهذا الشأن.
Oman Seismic Design Code for Buildings (2013), Earthquake Monitoring Center, Sultan Qaboos University, Sultanate of Oman.
** رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية
كلية الهندسة - الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كل شيء يمكن فعله على هاتفك.. خدمة جديدة من إنستجرام لمنافسة تيك توك
#سواليف
أطلقت #منصة #التراسل_المصور #إنستجرام ؛ التابعة لشركة “ميتا” الأمريكية، خدمة جديدة وُصفت بأنها موجهة بشكلٍ خاص لمنافسة تطبيق الفيديوهات القصيرة الأشهر عالمياً “تيك توك”.
وأوضحت التقارير أن خدمة “التحرير” أو “Edits” الجديدة على إنستجرام ستُتيح لهم لأول مرة، إنشاء وتحرير مقاطع الفيديو الخاصّة بهم بالكامل وبسهولة فائقة على هواتفهم الذكية قبل نشرها على المنصة.
يأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه “تيك توك” حظراً وشيكاً في الولايات المتحدة لأسبابٍ تتعلق بالأمن القومي، ما لم توافق الشركة الأم الصينية “بايت دانس”، على بيعه لمشترين غير صينيين.
ومنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ تمديداً للموعد النهائي لإبرام صفقة في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، مانحاً تيك توك 75 يوماً إضافياً لإيجاد مشترٍ لأعمالها في الولايات المتحدة، وإلا ستُغلق أبوابها في البلاد، حيث تضم أكثر من 170 مليون مستخدم.
مقالات ذات صلةولا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت الصين أو “بايت دانس” ستوافقان على البيع، وقد أُفيد بأن اقتراحاً سابقاً قد فشل بعد إعلان ترامب رسوماً جمركية عالمية شاملة، بما في ذلك ضرائب باهظة على الصين.
في المقابل، تستغل “ميتا” الآن حالة عدم اليقين السائدة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن إطلاق تطبيق Edits عالمياً.
وأفاد مالكو “إنستجرام” أن التطبيقات ستُمكّن المستخدمين من “إنشاء مقاطع فيديو رائعة مباشرةً على هواتفهم” مع توفير أدوات تحرير “فعّالة” و”رؤى مُستندة إلى البيانات”.
ولن يُقدّم تطبيق Edits موجزاً لوسائل التواصل الاجتماعي لمنافسة “تيك توك” بهذه الطريقة، بل سيعمل كاستوديو لالتقاط وتحرير المحتوى عبر الهاتف المحمول لمُنشئي المحتوى، الذين سيتمكنون بعد ذلك من النشر مباشرةً على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وإنستجرام التابعين لميتا.
ويتضمن “إنستجرام” بالفعل موجزاً للفيديوهات القصيرة، يُعرف باسم “رييلز”، وهو أحد أكبر منافسي “تيك توك”.
وستتضمن التعديلات أيضاً “علامة تبويب للإلهام”، تعرض للمستخدمين المحتوى والمقاطع الصوتية الرائجة، إضافة إلى مساحة “للأفكار”.
وورد في منشور على مدونة عملاق التكنولوجيا: “هدفنا هو بناء أدوات إبداعية فعّالة لمساعدة المبدعين على التعبير عن أنفسهم بحرية وبكل الطرق التي يتخيلونها، ليس فقط على إنستجرام وفيسبوك؛ بل على أي منصة متاحة”.