غفت عيون الحمراء (3)
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
سالم بن محمد العبري
ذكرى وفاة العلَّامة المفتي الأول لسلطنة عُمان الشيخ إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري؛ كانت في يوم الجمعة 14 مارس 1975؛ إذ كان إمام الجمعة في (مسجد الخور/ الشهداء) بمسقط في حِلَّتها الشهيرة بـ"الرقعة"، وكان العلّامة قد صلَّى بأول جمعة، وبحضور السلطان قابوس بن سعيد- طيَّبَ الله ثراهما- بعد أن أفتي بإقامتها في مسقط وبتعدد إقامتها في سائر أراضي عُمان.
هو الذى طلب مع أستاذه الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري في مطلع الأربعينيات من القرن الهجري الماضي؛ أي قبل قرن من الآن وقبل خمسين عامًا، بجواز إقامتها منذ استقر رأيه على جواز إقامتها مع الحاكم العادل؛ وإن لم يكن مُبايَعًا بالإمامة، كما استُقَرَّ عليه فقهاء القرون الغابرة، ثم كان أن ختم الله حياته بُعيد صلاة الجمعة، ولعلَّ في وفاته يوم الجمعة تأكيد على صوابية رأيه الذى تبناه، وهو في سن الكهولة والنبوغ والكمال البشري، وشاء القدر أن يُغتال الملك فيصل بن عبدالعزيز في الجمعة التالية من الشهر نفسه بعد أن عزَّى فيه السطان قابوس- رحمهم الله جميعًا وأفسح لهم في مُستقر رحمته وفسيح جنته.
وكان الملك فيصل قد التقاه في موسم الحج عام 1973 – 1329هـ وتعانقا عِناقًا حارًا يدلل على الاحترام المتبادل ببنهما وعلى ما أراه من الملك فيصل بن عبدالعزيز يتميز بصفات وأخلاق الملوك الصالحين العظام.
وندلل على ذلك ببعض ما أُشيع عن تصرفاته؛ فهو الذى لم ينشرح صدره وقد خسر الزعيم جمال عبدالناصر جولة الحرب في 1967، ويتشفى منه- كما فعل كثيرون؛ بل وقف موقف الكبار تقديرًا للزعيم جمال عبدالناصر وتحقيقًا لمواقفه ورؤاه، فأُقرت بنود الدعم لدول المواجهة والطوق مع إسرائيل.
لقد أدرك الملك فيصل بنظرته الثاقبة أن الكيان الصهيوني الغاصب عدو الأمة والإسلام وإن اختلف العرب وتخاصموا فهو عدو لهم وللإسلام، وأخبرنا ذلك القرآن في سائر العديد من آياته.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أخنوش أمام القادة العرب في قمة الرياض : جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية
زنقة 20 | الرباط
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، مشيرا الى أن جلالته خصص مساحة مهمة للقضية الفلسطينية، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، حيث جدد فيه، حفظه الله، التأكيد على مواصلة “دعم المبادرات البناءة، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني”.
وأوضح أخنوش الذي يمثل جلالة الملك في أشغال هذه القمة أن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اعتبر “أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع”.
وأضاف رئيس الحكومة في كلمة خلال القمة ،أن جلالة الملك اعتبر أنه إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة فإنه يجب أن يتم بموازاة مع فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، مضيفا أن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا.
وأكد رئيس الحكومة أن جلالة الملك يرى أن “إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.”
وقال إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وانطلاقا من واجبه السياسي والإنساني، بصفته رئيسا للجنة القدس، “أعطى تعليماته النيرة لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، لإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشريف، وهو ما تحقق بعون الله وتوفيقه من خلال إيصال تلك المساعدات عبر طريق بري غير مسبوق”.
وأضاف السيد أخنوش أنه بالموازاة مع الدعم الإنساني، تحرص المملكة المغربية، من منطلق تشبثها بالسلام كخيار استراتيجي، على التأكيد، في مختلف المحافل الدولية، على أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في ظل حل الدولتين.
كما تدين المملكة المغربية ،يقول السيد أخنوش، قرار إنهاء عمل وكالة “الأونروا ويعتبر ذلك تهديدا مباشرا لوجود الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن توسيع إسرائيل لدائرة التصعيد العسكري إلى الأراضي اللبنانية لدليل واضح على أن المنطقة برمتها أضحت تتجه إلى مرحلة يصعب التكهن بملامحها وبمآلاتها،” مما يدفعنا إلى التساؤل عن الأهداف الحقيقية من وراء هذا التصعيد وعن المستفيد من هذا الوضع المأساوي، لا سيما وأن المجهودات لا زالت مستمرة على أكثر من صعيد لنزع فتيل الحرب المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من سنة”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الحكومة أن المملكة المغربية تضم صوتها إلى بقية الدول العربية والإسلامية لتعبر عن تضامنها مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته على كامل أراضيه، ودعم مؤسساته الدستورية في ممارسة سلطتها بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ أمن واستقرار البلاد.
وبالاضافة الى رئيس الحكومة ،الذي رافقه في هذه القمة ، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ضم الوفد المغربي، على الخصوص، السادة محمد أيت وعلي سفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية ومصطفى المنصوري سفير المغرب بالمملكة العربية السعودية ، ومندوبه الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي، وعدد من الأطر الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
و تأتي هذه القمة ، وفق مصدر رسمي سعودي ، امتدادا للقمة العربية الاسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض بتاريخ 11 نونبر 2023، استشعارا من قادة الدول العربية والإسلامية بأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد، يُعبر عن الإرادة العربية – الإسلامية المُشتركة بشأن ما شهدته غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.