رمضان وسلاح المقاطعة وأطفال غزة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
مسعود الحمداني
samawat2004@live.com
(1)
شهر رمضان يطرُق الأبواب، يعلن عن قدومٍ جديد، ولكنه مختلف هذه المرة، حيث الأمة الإسلامية ممزقة شر ممزق، وحيث بدت سوءة كثير من وجوه المسلمين؛ بل وانكشف اللثام عن دول إسلامية وعربية كانت تتدثر بعباءة الإسلام، وتعلن ثبوت هلال الشهر، وتصوم، وتقوم، وتدعو من على منابر الجوامع لنصرة المسجد الأقصى، ولكن ها هي اليوم دون زيف، أو خجل، تُظهر جاهليتها الأولى، وتتبرأ من المجاهدين، وتعين المحتلين، وتناصر الغاصبين، وتساعد على إبادة الفلسطينيين، تُبدي الخوف على المدنيين، وفي نفس الوقت تضيِّق الخناق على المقاومين، وتكيد لهم المكائد، وتنصب لهم المصائد، وتعين عليهم عدوهم، فأيّ بلاء حلّ بهذه الأمة، وأي فتنة تعيش فيها، وأّي وهن وذل وانكسار وصلت إليه بعض الأنظمة العربية؟!
(2)
يأتي شهر رمضان وفي يده ألف عتاب، وفي عينيه ألف سؤال، وفوق رأسه ألف دهشة، وهو يرى قمة الذل العربي والإسلامي، ويراقب مشاهد الأطفال، والنساء والشيوخ في فلسطين وهم يقتلون، ويبادون، ويموتون جوعًا، وعطشًا، ومرضًا، والعالم يتفرج عليهم، والعرب يطلبون العون من عدوهم، ويستغيثون بالقتلة، ويرفعون رايات الاستسلام المقيت، وكأنهم أعجاز نخل خاوية، لا حراك فيها، ولا عِزة لها، فأي صوم لمن يساند القاتل، وأي قيام لمن يعين الغاصب، وأي دعوة تجاب لمن هو خانع، عاجز، ينافق الصهاينة، ويطلب من الولايات المتحدة- التي لا بصر لها ولا بصيرة- النصرة على حليفتها المارقة؟!
أي رمضان هذا الذي يمكن أن نبتهج فيه هذا العام، وإخوتنا في فلسطين على باب الجزّار ينتظرون دورهم واحدًا واحدًا، ونحن ننظر إليهم على استحياء ونساعد في ذبحهم بصمتنا المريب؟!
(3)
"سلاح المقاطعة"، سلاح من لا سلاح له، وهو أضعف الإيمان، يحمله حتى غير المسلمين، ممن اقتنعوا أن إسرائيل كيان غاصب، محتل، مجرم، غير مُتحضِّر بالمَرّة، حتى هذا السلاح البسيط تخلّت عنه بعض الدول الإسلامية، وتخلّى عنه أفرادها بفعل إعلام هابط، وعلماء لم يُجيزوه، والتفوا عليه، وحرّمه بعضهم، لكن ظل سلاح النبلاء من الدول- ومنهم هذا البلد الطيب- وظل سلاح المؤمنين بالقضية الفلسطينية، فهو ليس مجرد واجب ديني؛ بل هو واجب أخلاقي، وإنساني، يجب أن يظل مرفوعًا، لأنه يحارب تلك الشركات الصهيونية وأشياعها، الذين يدعمون كيانًا مهزوزًا، ومجرمًا.
فلا تجعل مائدة إفطارك ممزوجة بدم طفل فلسطيني، ولا تجعل صيامك مجرد جوع وعطش في النهار، وهرولة لمطاهم وشركات تعين عدوك على قتل أخيك في فلسطين في الليل، وتذكر أنه "ليس من المسلمين من لا يهمه أمرهم".
قل "لا" للمنتجات الداعمة لإسرائيل، وذلك أضعف الإيمان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ضيوف خادم الحرمين للعمرة من “الجبل الأسود”: يشيدون بجهود المملكة في خدمة الإسلام المسلمين
أشاد عدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة من جمهورية الجبل الأسود ضمن الدفعة الثانية لهذا العام 1446هـ, بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي البداية قدم الاستاذ الجامعي في التربية وعلم الاجتماع ارناد رجبوويتش, شكره وامتنانه للقيادة الرشيدة – أيدها الله- على ما تقوم به من جهود جليلة وعظيمة للإسلام والمسلمين, مؤكدًا أن جهود المملكة واضحة وجلية في تلمس احتياجات المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأعرب المدرس في المرحلة الثانوية ناصر جلو شويتش, عن سعادته وفرحته باستضافته لزيارة الحرمين الشريفين من خلال البرنامج، الذي يحمل رسالة عظيمة وهي اجتماع المستضافين في الحرمين الشريفين موطن الأمن والإيمان.