سالم بن نجيم البادي
"بيبي" هو لقب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي ولد في العام 1949 لأب من أصل بولندي وأم أمريكية يهودية تدعى زيلا سيجال، ووالده هو المؤرخ اليهودي بنتسيون نتنياهو، ويقال إنَّ نتنياهو الابن ورث العقيدة اليهودية المتشددة من والده، وكذلك ورث منه الكُره الشديد للعرب والمُسلمين.
وفي العام 1967، التحق نتنياهو بجيش الاحتلال مقاتلًا وضابطًا في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية (سايرت ما تكال)، والتي تعد من أبرز وحدات المهمات الخاصة في الجيش الإسرائيلي. وفي عام 1973 وعندما كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية أخذ إجازة لمدة شهرين وعاد إلى إسرائيل ليشارك في حرب أكتوبر، والتي يسميها اليهود "حرب يوم الغفران".
وقد اشترك نتنياهو في عمليات عسكرية كثيرة ضد الفلسطنيين، ونتنياهو حكم إسرائيل خمس مرات، وقد أوغل خلالها في دماء الفلسطنيين وفي بناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية، وهو من أشد المشجعين لهجرة اليهود الروس وغيرهم من اليهود من شتى أصقاع العالم إلى فلسطين. وفي عهده زادت الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل غلاة اليهود تحت حماية الشرطة وزاد التضييق على الفلسطنيين في القدس ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى؛ تمهيدًا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم في مكانه. كما عمِلَ نتنياهو على تهجير الفلسطنيين من القدس ومحاولة تهويدها والقضاء على هويتها العربية والإسلامية، وهو صاحب قانون "يهودية إسرائيل" وجعلها دولة خالصة لليهود، وهذا يعني طرد العرب منها، وهو بذلك يتبع سياسة عنصرية واضحة ضد العرب في فلسطين، وقد شن نتنياهو 6 حروب على قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة.
نتنياهو لا يعترف بالقرارات الصادرة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، ويتجاهل القانون الدولي الإنساني، ويفعل ما يشاء، ويعربد بكل غرور وتكبر وغطرسة، وتُصنَّف أفعاله بحق الفلسطينيين على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما يحدث الآن في غزة من إبادة جماعية وحصار الناس في مساحة مكانية ضيقة دون السماح لهم بالفرار؛ بعيدًا عن القصف، وقتل المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والصحفيين والأطباء وطواقم الإسعاف ومنع دخول الغذاء والدواء؛ وذلك بغلق كل المعابر حول غزة، وتعذيب الأسرى الفلسطنيين والتنكيل بهم وإهانتهم، واستخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب، والتهجير القسري، وهدم المساجد والكنائس والمستشفيات والمؤسسات المدنية، وقتل الناس وهم ينتظرون المعونات الإنسانية في طوابير طويلة بغية الحصول على الطعام، ثم يدّعي أن سبب موتهم التدافع والتزاحم، ولا عجب في ذلك فإن كل تاريخ إسرائيل قائم على الكذب والتزوير والزيف.
نتنياهو مُخادع وكاذب ومُتطرِّف وتتملكه شهوات الدم والسلطة وتحيط به مجموعة من الشخصيات الإرهابية التي تنكر وجود الشعب الفلسطيني وتدعو إلى تهجير وقتل العرب واستخدام السلاح الكيماوي لإبادة الفلسطينيين، هؤلاء هم عصابة نتنياهو وسنده في الحكم.
نتنياهو مُلاحَق من المحاكم في بلده بتهم تلقي الرشاوي والاحتيال وخيانة الأمانة وإنفاق الأموال العامة على مشترياته الخاصة، لذا نعتقد أنَّ سبب إصراره على مواصلة الحرب في غزة الآن، خدمة مصلحته الشخصية من أجل البقاء في السلطة والرغبة في تأخير محاكمته.
ما ذكرته هنا من جرائم ارتكبها نتنياهو غيض من فيض؛ فجرائم نتنياهو لا تُعد ولا تُحصى.
وبعد كل هذا التاريخ الأسود لنتنياهو هل من شك في أن نتنياهو مجرم كبير غارق في الدماء من رأسه إلى أخمص قدميه؟ وإنه ينبغي أن يُحاكم ويلقى الجزاء الأوفى عقابًا له على كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: نتنياهو لن يغادر قبل تدمير إسرائيل
هاجم الكاتب الإسرائيلي ليئور أكرمان -وهو أيضا رئيس مجال الصمود الوطني في معهد السياسات والإستراتيجية بجامعة رايخمان- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد أنه لن يغادر السلطة حتى يدمر إسرائيل.
وقال في مقال له بصحيفة معاريف إن نتنياهو وحكومته "أمضيا العامين الماضيين في محاولة لتدمير وتفكيك وتدمير كل نظام قانوني في البلاد، وقد بدأ ذلك باستيلاء بن غفير على الشرطة الإسرائيلية وتشغيله المباشر لضباطها في انتهاك لجميع الأوامر الإدارية المناسبة، وانخرط في قتال متواصل ضد النائب العام، وضد رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار ومحققي الشرطة الإسرائيلية الذين تجرؤوا على استجواب المتحدثين باسمه"!
ومضى الكاتب قائلا "رئيس الوزراء هذا -الذي من المفترض أن يكون رمزا ومثالا للدولة- يتصرف طوال فترة ولايته بأكثر الطرق غير الرسمية التي يمكن تخيلها. يسمح لجميع وزرائه بمهاجمة رئيس الشاباك ورئيس الأركان ومفوض الشرطة السابق والنائب العام وقضاة المحكمة العليا، بل إنه يطرد وزير دفاعه (يوآف غالانت)، ليستبدله بدمية تفتقر إلى الفهم والمعرفة في هذا المجال".
وأشار إلى الأساليب الملتوية التي يمارسها نتنياهو برفض تشكيل لجنة تحقيق حكومية ومحاولة إنشاء لجنة تحقيق سياسية تجد الجميع مذنبين باستثنائه! ويذهب إلى حد القول "لقد جلب لنفسه، وعلى ما يبدو أيضا لمئات من ضباط الجيش والشاباك، خطر إصدار أوامر اعتقال لهم من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي".
كما يتهم أكرمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بقمع وسائل الإعلام، وتوسيع الانقسامات والاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي من خلال الاستمرار في سن وتمويل قوانين التهرب من الخدمة للطائفة الحريدية، ويصفه بأنه "يمارس التحريض ضد أي شخص لا يدين له بالولاء".
حرب على الأجهزة الأمنية والقضاءثم ينتقل الكاتب لمهاجمة سلوك نتنياهو مع أجهزة الأمن، ويقول إنه "ذهب هذه المرة بخطاب مجنون وسخيف مدته 9 دقائق هاجم فيه مباشرة الشاباك ورؤساءه ومحققي الشرطة الإسرائيلية المشاركين في التحقيق واتهمهم بممارسة ضغوط غير قانونية في ’أقبية الشاباك‘ على المتحدث باسم مكتبه للشؤون الأمنية، إيلي فيلدشتاين، والتي يعرف أنها غير موجودة على الإطلاق".
وأضاف أن "كل هذا من أجل حماية مجتمعه من الموالين والمتحدثين الرسميين الذين أنشؤوا آلة السم الشهيرة باسمه".
ولفت أكرمان إلى أن الهدف التالي لنتنياهو بعد إقالة وزير الدفاع هو المدعي العام للحكومة، ورئيس الموساد، وذلك بهدف "الاستيلاء على جميع أجهزة إنفاذ القانون والنظام في البلاد".
وخلص إلى القول إن "سلوك الحكومة وقائدها يؤدي مباشرة إلى تدمير الديمقراطية الإسرائيلية ومجتمعها، مع تجاهل تام لاحتياجات الدولة ومصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مشيرا إلى أنه بعد ذلك "لن تكون هناك دولة ولن يكون هناك جمهور إسرائيلي موحد، ولا تكنولوجيا فائقة، ولا أطباء وعلماء ورأسماليون".
ويضيف "لم يتبق الكثير لهذه الحكومة لتدميره. بعد النظام القضائي، وبعد وسائل الإعلام، وبعد الاقتصاد، وبعد أنظمة التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وبعد فشل البنية التحتية للنقل، وبعد الأسوأ من ذلك كله، وهو فشل الأمن في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وأضاف "لم يتبق سوى بضع خطوات صغيرة لإكمال المهمة، لتدمير الديمقراطية وتأسيس البيبية (نسبة إلى بيبي نتنياهو) كنوع جديد من الأنظمة في إسرائيل".
وختم مقاله بالقول: "أخبرني عضو بارز في مركز الليكود ذات مرة أن بيبي لن يغادر حتى يدمر الحزب بالكامل. من الواضح اليوم أنه لا ينوي المغادرة حتى قبل أن يدمر أركان البلد بأكمله".