المكتب الثقافي المصري بلندن ينظم احتفالية بالدراما المصرية وصالون ثقافي حول مسلسل "جولة أخيرة"
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تحت رعاية السفير المصري في المملكة المتحدة، قام المكتب الثقافي المصري في لندن، بتنظيم احتفالية بالدراما المصرية وصالون ثقافي حول مسلسل " جولة أخيرة" والذي تم عرضه مؤخرًا على إحدى المنصات الشهيرة، واستضاف الصالون الثقافي كلًا من النجم الفنان أشرف عبدالباقى والمخرجة المصرية مريم احمدى
وذلك بحضور السفير محمد أبو الخير القنصل العام، والملحق العسكري المصري بالمملكة المتحدة عصام عثمان وحرمة ونائب السفير احمد عزت وحرمه، والقنصل / جومانا نجم الدين، والملحق الثقافي الكويتي ، و أحمد المقدم رجل الأعمال المصرى المعروف ، والدكتور مجدي إسحق رئيس الجمعية المصرية البريطانية، و مصطفى رجب رئيس اتحاد الكيانات المصرية فى أوروبا و نويل راندز سكرتير الجمعية المصرية البريطانية، بالإضافة إلى سيدرز آرت برودكشن.
وبدأت الاحتفالية بكلمة للدكتورة رشا كمال الملحق الثقافي المصري ورئيس المكتب الثقافي المصري بلندن، حول الدراما المصرية ودورها في تجسيد الشخصية المصرية، مشيرة إلى أن الدراما تمثل انعكاسا لواقع المجتمع وحل مشاكله، وتعد كذلك قوة ثقافية مؤثرة في المجتمع لا يستهان بها وذلك بسبب انتشارها الواسع وقدرتها على الابهار، لافته إلى أن الرسالة الدرامية لها قدرة كبيرة على تخطى الحواجز وصولا إلى الجماهير وإثارة فكر المتلقي حيث تنفذ الرسالة الدرامية إلى جماهيرها وتؤثر فيهم بأسلوب غير مباشر.
كما أكدت د. رشا كمال على دور المكتب الثقافي المصري في الترويج ودعم رسالة الدراما المصرية، مقدمة الشكر للفنانين المشاركين بهذا الاحتفالية وعبرت كذلك عن سعادتها بالسادة الحضور من أعضاء الجالية المصرية والعربية والأصدقاء البريطانيين.
وتم خلال الاحتفالية عرض حلقة كاملة من المسلسل، تلاها فقرة "سؤال وجواب" مع مخرجة العمل مريم احمدى والنجم أشرف عبدالباقي، ادار الفقره الناقد السينمائي و مؤسس مهرجان
Medfest Egypt
للطب في السينما د. خالد علي، الذي قام بطرح عدد من الأسئلة على ضيفي اللقاء ، كما تخلل تلك الفقرة عرض فيديو مصور للنجم الفنان أحمد السقا أحد أبطال المسلسل الذي رحب بالحضور متنميًا أن ينال العمل الدرامي رضا المشاهدين.
كما تضمن اللقاء الحديث حول عملية كتابة وتطوير السيناريو بين مخرجة العمل مريم أحمدي، والمؤلف أحمد ندا، و د.سلمى حبيب، استشاري الطب النفسي، للوصول إلى أفضل صيغة لوصف وتجسيد حياة الأشخاص الذين يعيشون بمرض الـ Dementia، الذي يعد أحد المواضيع التي ألقى المسلسل الضوء عليها.
وتحدثت مخرجة المسلسل حول عملية بناء الشخصيات وكتابة السناريو والحوار، كما تحدث الفنان أشرف عبد الباقي عن الكيفية التي تمكن بها من جعل دوره في تجسيد شخصية "تامبي" صادقة ومحببة للجمهور لكي يتعاطفوا معه، وقد ظهر من خلال مسلسل "الجولة الأخيرة" ما قام به النجمان الفنان أشرف عبدالباقي والفنان أحمد السقا من الخروج عن قوالب الأدوار المعتادة، في تحدى لتوقعات الجمهور، إلى أدوار مختلفة وجديدة.
ولم يخلوا النقاش من روح الدعابة حين قص النجم أشرف عبدالباقي على الحضور ما جرى وراء كواليس المسلسل عن قيامه بتقديم وجبات طعام شهية ومبتكرة ل طاقم العمل أثناء التصوير.
وعبر السادة الحضور عن سعادتهم وتقديرهم للمسلسل والجهد المبذول لخروجه بشكل يليق بالدراما المصرية، مشيدين في نفس الوقت بالاداء الفني لنجوم العمل، خاصة أنه يعد أول مسلسل مصري يعرض حصرياً على منصة Amazon Prime الشهيرة.
وشارك بالحضور مصطفى رجب رئيس بيت العائلة المصرى ،و سارة مِستري المديرة التنفيذية لـBritish Geriatrics Society ، و حمزة نوري رئيس المؤسسة الأردنية للزهايمر، و بندر رضا الأمين العام لـArab British Chamber of Commerce، بجانب جمع غفير من المصريين والعرب والبريطانيين من عشاق ومتابعى الدراما المصرية، وعدد من الأكاديميين وصناع السينما والصحفيين، منهم قناة BBC العربية التي قامت بإجراء حوار مع النجم الفنان أشرف عبد الباقي ومخرجة المسلسل مريم أحمدى، كما تخلل اللقاء قيام رجل الأعمال المصري المقيم في بريطانيا أحمد المقدم بإلقاء قصيدة من تأليفه في حب الوطن.
وقد اختتمت الفعالية بقيام كل من نائب السفير المصري والملحق الثقافي المصري بتقديم درع الملحقية الثقافية بلندن هدية لكل من النجم أشرف عبدالباقي والمخرجة مريم أحمدي.
جدير بالذكر أن مسلسل "جولة أخيرة" هو مسلسل من إنتاج شركة "”Cedars Art Production(Sabbah Brothers) سيدرز آرت برودكشن (صباح إخوان)، ومن تأليف أحمد ندا، وسيناريو وحوار محمد الشخيبي، وإنتاج صادق الصباح، ومنتج تنفيذي أنور صادق صباح، ومدير التصوير بيشوي روزفلت، ومن إخراج مريم أحمدي.
والمسلسل من بطولة أحمد السقا، أشرف عبدالباقي، أسماء أبواليزيد، رشدي الشامي، علي صبحي، والوجه الجديد ملك فهمي، بالإضافة إلى ضيفة الشرف الفنانة حنان مطاوع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لندن جولة أخيرة المکتب الثقافی المصری الدراما المصریة أشرف عبدالباقی الفنان أشرف
إقرأ أيضاً:
مسلسل البطريق يقدم درسا في تعاطف المشاهد مع الشرير
أتى مسلسل "البطريق" (The Penguin) نتيجة طبيعية لنجاح الشخصية خلال فيلم "باتمان" الذي عُرض عام 2022 ليصل المسلسل إلى جمهور لم ينس بعد تألق الممثل كولن فاريل، أو العالم الفيلمي شديد القتامة التي ظهر في سياقه.
"البطريق" مسلسل جريمة، يمثل عمل فرعي وفي ذات الوقت مكمل لأحداث فيلم "باتمان"، من بطولة كولن فاريل في دور البطولة، وكريستين ميلوتي، وعُرض على 8 حلقات، لقت كلها نجاحا نقديا وجماهيريا، ومن المنتظر ظهور الشخصية مرة أخرى في "باتمان 2" وموسم ثاني.
البطريق بين النسوية والاشتراكيةتعقب أحداث مسلسل "البطريق" نهاية فيلم "باتمان" مباشرة، بل وتترتب عليها كذلك، فبعد الانفجارات المتعددة في جوثام على يد ذا ريدلر بنهاية الفيلم، سقطت المدينة في هوة اليأس والفوضى، وهو وقت سيئ بالتأكيد للسكان والمهمشين والفقراء منهم خصوصا، غير أنه الوقت الأمثل لصعود أقطاب جدد للجريمة بعد مقتل الزعيم فالكون خلال صراعه مع باتمان.
في الفيلم ظهر أوزوالد كوب أو البطريق كمعاون متوسط الشأن لفالكون، غير أن الفرصة اتيحت له الآن لنهب ثروة الأخير، لكن عندما تتقاطع طرقه مع ابن فالكون الذي يمعن في إهانته يقتله، بعدما يعرف سر مخدر جديد يعد له فالكون الابن مع أخته صوفيا.
وهي المعلومة التي يقرر عبرها أوزوالد أو البطريق التحول من مجرد معاون إلى الزعيم الجديد للجانب الأسود من جوثام سيتي.
تظهر على الخط سريعا صوفيا فالكون، الشابة صاحبة السمعة السيئة للغاية، بعدما تم اتهامها في جرائم متعددة لخنق فتيات المدينة، غير أن العلاقة بين صوفيا وأوزوالد أكثر تعقيدا من مجرد ابنة مجرم ومساعد والدها، بل ساهم البطريق في دمار حياة صوفيا بطرق متعددة أكبر حتى من قتل أخوها، ليتحول الصراع في النهاية بينهما ويحولان المدينة البائسة إلى ساحة حرب.
صوفيا وأوز وجهان لعملة واحدة، كلاهما وجد الجريمة الوسيلة الأمثل لإثبات وجودهما في الحياة، قاسيان ظالمان ومظلومان في الوقت ذاته، عانيا من علاقات أسرية معقدة للغاية، دفعتهما لجرائم تجاه أقرب الناس إليها. بينما تفرق بينهما الأيديولوجيا، فبينما تتحرك صوفيا لدوافع نِسوية، تحكم أوز أفكار اشتراكية وإن لم يعيها بشكل تام.
استمر الطابع البصري القاتم في المسلسل الذي يحمل أفكارا أكثر قتامة حتى من الفيلم السينمائي (مواقع التواصل الاجتماعي)عاشت صوفيا كابنة أبيها المدللة لسنوات، بل أوشك على توريثها حكم مملكته الإجرامية، حتى قررت الاستماع إلى حدسها حول جرائم القتل المنتشرة في المدينة وتقع ضحيتها الفتيات الفقيرات وتتمحور حول النادي الليلي لوالدها، وتتشابه إلى حد بعيد مع الظروف الغامضة المحيطة بوفاة والدتها، وعندما تقترب من حل اللغز، يلقيها والدها في مصحة آركام النفسية متهما إياها بما قام به من جرائم، لتجد نفسها ضحية رغم ثروتها، لأنها امرأة مستضعفة، فتخلت عن اسم والدها فالكون واعتنقت اسم الأم جيغانتي، ليصبح عنوانها كمجرمة مختلفة في جوثام.
على الجانب الآخر عانى أوز من الفاقة خلال طفولته، وعندما قادته الطرق إلى العيش في أحد أفقر أحياء المدينة المحرومة حتى من الكهرباء التي يحتكرها الأغنياء قرر توجيه جهوده إلى الإعلاء من شأن صغار المجرمين، والمهمشين، ليصنع طبقة جديدة حاكمة منهم، طبقة تعتني ببعضها البعض، ولا تتجمع كل ثرواتها في يد قلة بينما يعاني البقية بصمت.
كيف تتعاطف مع الشرير؟مسلسل البطريق بطله مجرم، تبدأ أولى حلقاته بارتكابه جريمة قتل، وخلال الأحداث نتعرف على الكثير من جرائمه الأخرى، غير أنه كشخصية رئيسة عليه أن يستقطب بعضا من اهتمام وتعاطف المشاهد، وهي المعضلة التي وقعت على عاتق كتّاب المسلسل بتحويل شخصية توضع صراحة تحت قائمة الأشرار، إلى بطل يتماهى معه المشاهد ذو القيم الأخلاقية المختلفة.
ومن هنا أتت أهمية التركيز على دوافعه للقيام بهذه الجرائم، بداية من إحساسه بالظلم لسجنه الجسدي وعاهته المستديمة، ثم بقلة الحيلة أمام حاجته المستمرة لاهتمام والدته، التي يدخل حياة الجريمة فقط لإثارة إعجابها، وشعوره بالضعة في عينيها مهما حقق لها من أحلام، وكلها تفاصيل يستطيع أن يتماهى معها المتفرج ويتعاطف مع صاحبها.
قدم كولن فاريل أداء ممتازا للمرة الثانية في شخصية البطريق (مواقع التواصل)ويقوم بناء المسلسل برحلة عكسية مع شخصية صوفيا، فهي تبدأ بكونها مظلومة نتيجة لأفعال والدها، وينتهي الحال بها في شخصية المرأة التي لا تبالي بحياة المقهورين في مدينتها في سبيل القضاء على عدوها الأكبر أوز.
وخلال الأحداث تبدأ الأدوار في الانقلاب المرة تلو الأخرى، فيصل المسلسل في النهاية لنقطة لا جدوى فيها من تحديد من المخطئ ومن الذي على حق، ففي كل الأحوال تتغير القيادات، ويتسلم الدفة هذا أو ذاك، ولكن الأمر لا يهم في نتيجته السكانَ العاديين والفقراء والمهشمين، فهم خارج دائرة الضوء والاهتمام من حكومتهم ومجرميهم على حد سواء.
تميز فيلم باتمان بصورته السينمائية التي توضح مدى ظلم المدينة على سكانها، فسادت الظلمة، وأتى الضوء بألوان النار التي انفجرت والمشاعل التي يحاول بها فارس الظلام قيادة سكان المدينة من قلب الظلمات إلى النور، واستمر هذا الطابع البصري في المسلسل الذي يحمل أفكارا أكثر قتامة حتى من الفيلم السينمائي، وإن أتت صورته سينمائية بامتياز، ومبهرة في كل لقطة.
قدم كولن فاريل أداء ممتازا للمرة الثانية في شخصية البطريق، وبالتأكيد أفضل كذلك من الفيلم للمساحة الواسعة التي حصلت عليها الشخصية، إنما تمثلت المفاجأة الحقيقية في أداء كريستين ميلوتي في دور صوفيا، ليطلق موهبة الممثلة التي تستطيع التعبير بعينيها فقط عن صراعها النفسي المستمر، ما يجعل موسما ثانيا يجمع بين الشخصيتين منتظرا بشدة.