لبنان ٢٤:
2025-05-01@09:09:01 GMT

درهم اندماج خير من قنطار افلاس

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

درهم اندماج خير من قنطار افلاس

لطالما كان الاقتصاد اللبنانيّ يعتمد على القطاع المصرفيّ بوجهٍ كبير، خصوصًا وأنّه عَمِد إلى جعله ملاذًا آمنا للأموال المحلّيّة والإقليميّة، إلّا أنّ هذا القطاع أُصيب بضربة في العقد الأخير، جعلته منهكًا، وهو الآن يبحث عن وسائل للتعافي، قبل أن يصل إلى مرحلة يكون بتر الكثير من المصارف أمرًا محتّمًا.
إنّ إحدى وسائل التعافي المصرفيّ عادةً تتمثّل بإعادة الهيكلة عن طريق تخفيض عدد المصارف التي أصبحت عبئًا على الحياة الاقتصاديّة والماليّة، وتُعيق إمكانيّة تعافي القطاع المصرفيّ والنهوض به عمومًا في لبنان.

فقبل استفحال الأمور والوصول إلى حتميّة البتر بإلغاء بعض المصارف المتعثّرة، قد تشكّل عملية اندماجها عن طريق استحواذ المصارف الأكبر عليها، وسيلة وقائيّة استراتيجيّة تُتّبع في كثير من الأماكن، كي لا يستشري سرطان الإفلاس في جسم القطاع المصرفيّ.
تبرز أهمّيّة خطوات الاندماج والاستحواذ في أثناء عدم وضوح الرؤية الاقتصاديّة، والأزمة الماليّة الحادّة المشابهة. وقد ترى المؤسّسات المتعثّرة إمكانيّة النجاة في حال اندماجها مع مؤسسات أُخرى تستطيع التأقلم مع الصعوبات ومواجهتها. فهي بذلك، تساهم في الاستقرار العامّ للنظام الماليّ، وتنفيذ الإجراءات الوقائيّة التي تنخر في النظام المصرفيّ، وضمان استمراريّة الخدمات الماليّة.
إنّ أهمّ ما تهدف إليه هذه العمليّات، هو تخفيف التكاليف، وتحسين معدّل الأرباح، وهذا ما تصبو إليه المصارف عادةً. كذلك، فهي تقلّل من المخاطر العامّة عن طريق تنويع المحافظ الماليّة، وضمان توريد لمصادر أكثر توازنًا، وبالتالي تصبح أكثر مرونة في مواجهة تقلّبات السوق، واتّساع تواجدها فيه. كما تجد المصارف المندمجة القدرة في عمليات التفاوض بوجهٍ أوسع.
من ناحية أُخرى، نجد أنّ الاندماج مع البنوك المتقدّمة تقنيًّا، أو الاستحواذ عليها، يسمح للمؤسّسات بمواكبة التغيّرات التكنولوجيّة السريعة، ممّا يضمن تقديم الخدمات المبتكرة، وبقاء تلك المصارف في مقدّمة الخدمات المعروضة. وعلاوة على ما ذُكر، نرى أنّ المصارف المتعثّرة تستطيع في حال اندماجها الوصول إلى رؤوس الأموال المطلوبة، ممّا يضمن استمراريّتها.
في العقد المنصرم، فقدت سوق عمليات الاندماج والاستحواذ العالميّة ما يقرب من ثلثي قيمتها بسبب الأزمة الماليّة العالميّة والركود الاقتصاديّ. لكن، سرعان ما عاد التفاؤل إلى البنوك الاستثماريّة، فعرف هذا السوق حجم تداولات بتريليونات الدولارات.
في لبنان، واجه القطاع المصرفيّ عددًا كبيرًا من التحديّات في السنوات الأخيرة، كما ذكرنا. واستجابة لهذه التحديّات، يمكن أن تظهر عمليات الاندماج كوسيلة علاج للمصارف اللبنانيّة لتعزيز استقرارها، وتحسين مرونتها، وتكيّفها مع تطوّرات القطاع المصرفيّ. ولعلّ أهمّ مميّزات عمليات الاندماج والاستحواذ، تمكين المصارف اللبنانيّة في مواجهة الاضطرابات الاقتصاديّة، وخصوصًا انخفاض قيمة العملة المحلّيّة.
كما تُؤهِّل عمليات الاندماج البنوك على التكيّف مع تغيّرات الأطر التنظيميّة، والامتثال للتوجيهات الصادرة عن مصرف لبنان. إذ أنّ التعاميم الصادرة من مصرف لبنان قد تناولت مسألة اندماج المصارف. فتعامل تعميم مصرف لبنان رقم ١٤٣/٢٠١٧، مع مسألة إعادة هيكلة المصارف والمؤسّسات الماليّة، واعتمد عمليات الاندماج كوسيلة لإعادة الهيكلة، وتقديمه إطارًا تنظيميًّا للمصارف التي تسعى لتطبيق هذه التحرّكات العمليّة. كذلك يحدِّد التعميم ١٥١/٢٠١٩ المبادئ التوجيهيّة للمصارف من أجل مواجهة التحديّات المتعلّقة بالسيولة، والتعامل بالعملات الأجنبيّة. أمّا التعميم ١٥٤/٢٠١٩ فيشدِّد على ضرورة قيام المصارف اللبنانيّة بتعزيز حجم رؤوس أموالها.
من المتوقّع أن تستمر البنوك اللبنانيّة في خطّتها الّتي تهدف إلى خفض الالتزامات، والحفاظ على ميزانيّة عمومية إيجابيّة استعدادًا لإعادة الهيكلة المحتملة للقطاع المصرفيّ بما فيها عمليات الاندماج بين البنوك، أو استحواذ البنوك الكبيرة على البنوك الصغيرة والمتوسّطة. ولا بدّ من إصدار قانون خاصّ، يتخطّى الخلافات السياسيّة، ويتناول بعمقٍ هذه العمليات لتسهيلها، وجعلها أكثر جدوى، وفعاليّة من حيث التكلفة، ممّا يشجِّع مشاركة المستثمرين في جهود إعادة الهيكلة.
ختامًا، نلتمس رغبة قويّة داخل القطاع الخاصّ للنهوض من الأزمة الاقتصاديّة، وذلك باعتماده على تصميم اللبنانيّين واللبنانيّات ذوي الخبرة ومقدرتهم، وميل المستثمرين لِضخّ رؤوس الأموال في بلدٍ لا يعرف اليأس. وأكثر من ذلك، الاستفادة من الفرص الجديدة، وتعافي المصارف والمودعين الذين استُنزفوا ماليًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، فيكون "كَيّ" الاندماج، خير من "بَترِ" المصارف وإفلاسها. وتعود إليها مقدرتها الجوهريّة في إقراض المؤسّسات الاستثماريّة، والأفراد من أجل إنعاش الاقتصاد اللبنانيّ... ويبقى السؤال، هل تعود الثقة في قطاع مصرفيّ منهك مريض؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع المصرفی الاقتصادی ة اللبنانی ة المالی ة

إقرأ أيضاً:

«كاك بنك» يشارك في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2025 بالقاهرة

شمسان بوست / القاهرة، اعلام كاك بنك:

شارك بنك التسليف التعاوني والزراعي (كاك بنك)، ممثلاً بالقائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي الأستاذ/ حاشد الهمداني، في فعاليات المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2025، والذي يقام في العاصمة المصرية القاهرة خلال يومي 28 و29 من شهر إبريل الجاري، تحت عنوان: “الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل الاقتصاد”.

ويُنظَّم المؤتمر من قبل اتحاد المصارف العربية، برعاية محافظ البنك المركزي المصري السيد حسن عبد الله، وبالتعاون مع البنك المركزي المصري، واتحاد بنوك مصر، والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب.

ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة تضم أكثر من 600 شخصية قيادية مصرفية ومالية، من بينهم محافظو بنوك مركزية، ووزراء مالية واقتصاد، وممثلون عن القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز التعاون المشترك لتحفيز النمو الاقتصادي في العالم العربي.

وخلال مشاركته في المؤتمر، أكد الأستاذ/ حاشد الهمداني على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن: “المرحلة الراهنة تتطلب تكاتف الجهود بين مختلف القطاعات لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وقال : نحن في كاك بنك نؤمن بأن التعاون البنّاء بين القطاعين العام والخاص يمثل حجر الزاوية لتحقيق استقرار اقتصادي شامل ومستدام في منطقتنا العربية”.

وأضاف: “مشاركتنا في هذا المؤتمر تأتي تأكيداً لالتزامنا المستمر بدعم المبادرات الاقتصادية والمصرفية التي تسهم في بناء مستقبل أفضل”

كما أشار الهمداني إلى متانة العلاقة التي تربط كاك بنك بالقطاع المصرفي المصري، حيث يرتبط البنك بشراكات استراتيجية وتعاون وثيق مع عدد من البنوك المصرية الرائدة، سواء في مجالات التمويل المشترك أو الخدمات المصرفية المتبادلة، مما يسهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين اليمن ومصر، ويدعم توجهات البنك نحو الانفتاح على الأسواق الإقليمية والعربية.

ويناقش المؤتمر عدداً من القضايا الحيوية، أبرزها: دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تمويل النمو الاقتصادي، ومساهمة الصيرفة الإسلامية في تمويل الاقتصاد والتنمية المستدامة، وآليات التمويل المبتكرة لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودور البنوك الإنمائية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية في دعم هذه المشاريع، والإطار التنظيمي والسياسي لتفعيل الشراكات الفعالة.

ويحظى مؤتمر القاهرة لهذا العام بمشاركة بارزة من مؤسسات مالية عربية ودولية تمثل 23 دولة من العالم العربي وأوروبا، في تأكيد على أهمية هذا الحدث ودوره المحوري في تطوير القطاع المصرفي العربي.

يُذكر أن المؤتمر المصرفي العربي السنوي يُعقد منذ أكثر من 25 عاماً في عدد من العواصم العربية، حيث استضافته الدوحة في عام 2024، والرياض في عام 2023، ويُعد من أبرز الفعاليات المصرفية العربية لما يطرحه من موضوعات استراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • تصنيف دولي يضع النظام المصرفي العراقي بخانة عالي المخاطر وخبير يحذر
  • “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص
  • عشية عيد الشغل.. حكومة أخنوش تعلن موعد صرف الدفعة الثانية من الزيادة العامة في الأجور
  • الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور القطاع العام إلى 10100 درهما بحلول سنة 2026
  • زيادة الأجور/الحماية الإجتماعية/مراجعة الأنظمة الأساسية/التقاعد/ الحكومة تعلن حسم ملفات اجتماعية عالقة منذ سنوات عشية فاتح ماي
  • الاحتلال يواصل عمليات الإبادة في غزة.. والأمم المتحدة: الوضع تجاوز حدود التصور
  • اتحاد المصارف العربية يكرم أشرف القاضي تقديرًا لجهوده في القطاع المالي والمصرفي
  • اتحاد مصارف الإمارات:534.7 مليار درهم إجمالي رأسمال واحتياطيات البنوك
  • «المالية» تنظم «ملتقى الإعلام المالي» مايو المقبل
  • «كاك بنك» يشارك في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2025 بالقاهرة