لبنان ٢٤:
2024-07-04@01:37:15 GMT

درهم اندماج خير من قنطار افلاس

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

درهم اندماج خير من قنطار افلاس

لطالما كان الاقتصاد اللبنانيّ يعتمد على القطاع المصرفيّ بوجهٍ كبير، خصوصًا وأنّه عَمِد إلى جعله ملاذًا آمنا للأموال المحلّيّة والإقليميّة، إلّا أنّ هذا القطاع أُصيب بضربة في العقد الأخير، جعلته منهكًا، وهو الآن يبحث عن وسائل للتعافي، قبل أن يصل إلى مرحلة يكون بتر الكثير من المصارف أمرًا محتّمًا.
إنّ إحدى وسائل التعافي المصرفيّ عادةً تتمثّل بإعادة الهيكلة عن طريق تخفيض عدد المصارف التي أصبحت عبئًا على الحياة الاقتصاديّة والماليّة، وتُعيق إمكانيّة تعافي القطاع المصرفيّ والنهوض به عمومًا في لبنان.

فقبل استفحال الأمور والوصول إلى حتميّة البتر بإلغاء بعض المصارف المتعثّرة، قد تشكّل عملية اندماجها عن طريق استحواذ المصارف الأكبر عليها، وسيلة وقائيّة استراتيجيّة تُتّبع في كثير من الأماكن، كي لا يستشري سرطان الإفلاس في جسم القطاع المصرفيّ.
تبرز أهمّيّة خطوات الاندماج والاستحواذ في أثناء عدم وضوح الرؤية الاقتصاديّة، والأزمة الماليّة الحادّة المشابهة. وقد ترى المؤسّسات المتعثّرة إمكانيّة النجاة في حال اندماجها مع مؤسسات أُخرى تستطيع التأقلم مع الصعوبات ومواجهتها. فهي بذلك، تساهم في الاستقرار العامّ للنظام الماليّ، وتنفيذ الإجراءات الوقائيّة التي تنخر في النظام المصرفيّ، وضمان استمراريّة الخدمات الماليّة.
إنّ أهمّ ما تهدف إليه هذه العمليّات، هو تخفيف التكاليف، وتحسين معدّل الأرباح، وهذا ما تصبو إليه المصارف عادةً. كذلك، فهي تقلّل من المخاطر العامّة عن طريق تنويع المحافظ الماليّة، وضمان توريد لمصادر أكثر توازنًا، وبالتالي تصبح أكثر مرونة في مواجهة تقلّبات السوق، واتّساع تواجدها فيه. كما تجد المصارف المندمجة القدرة في عمليات التفاوض بوجهٍ أوسع.
من ناحية أُخرى، نجد أنّ الاندماج مع البنوك المتقدّمة تقنيًّا، أو الاستحواذ عليها، يسمح للمؤسّسات بمواكبة التغيّرات التكنولوجيّة السريعة، ممّا يضمن تقديم الخدمات المبتكرة، وبقاء تلك المصارف في مقدّمة الخدمات المعروضة. وعلاوة على ما ذُكر، نرى أنّ المصارف المتعثّرة تستطيع في حال اندماجها الوصول إلى رؤوس الأموال المطلوبة، ممّا يضمن استمراريّتها.
في العقد المنصرم، فقدت سوق عمليات الاندماج والاستحواذ العالميّة ما يقرب من ثلثي قيمتها بسبب الأزمة الماليّة العالميّة والركود الاقتصاديّ. لكن، سرعان ما عاد التفاؤل إلى البنوك الاستثماريّة، فعرف هذا السوق حجم تداولات بتريليونات الدولارات.
في لبنان، واجه القطاع المصرفيّ عددًا كبيرًا من التحديّات في السنوات الأخيرة، كما ذكرنا. واستجابة لهذه التحديّات، يمكن أن تظهر عمليات الاندماج كوسيلة علاج للمصارف اللبنانيّة لتعزيز استقرارها، وتحسين مرونتها، وتكيّفها مع تطوّرات القطاع المصرفيّ. ولعلّ أهمّ مميّزات عمليات الاندماج والاستحواذ، تمكين المصارف اللبنانيّة في مواجهة الاضطرابات الاقتصاديّة، وخصوصًا انخفاض قيمة العملة المحلّيّة.
كما تُؤهِّل عمليات الاندماج البنوك على التكيّف مع تغيّرات الأطر التنظيميّة، والامتثال للتوجيهات الصادرة عن مصرف لبنان. إذ أنّ التعاميم الصادرة من مصرف لبنان قد تناولت مسألة اندماج المصارف. فتعامل تعميم مصرف لبنان رقم ١٤٣/٢٠١٧، مع مسألة إعادة هيكلة المصارف والمؤسّسات الماليّة، واعتمد عمليات الاندماج كوسيلة لإعادة الهيكلة، وتقديمه إطارًا تنظيميًّا للمصارف التي تسعى لتطبيق هذه التحرّكات العمليّة. كذلك يحدِّد التعميم ١٥١/٢٠١٩ المبادئ التوجيهيّة للمصارف من أجل مواجهة التحديّات المتعلّقة بالسيولة، والتعامل بالعملات الأجنبيّة. أمّا التعميم ١٥٤/٢٠١٩ فيشدِّد على ضرورة قيام المصارف اللبنانيّة بتعزيز حجم رؤوس أموالها.
من المتوقّع أن تستمر البنوك اللبنانيّة في خطّتها الّتي تهدف إلى خفض الالتزامات، والحفاظ على ميزانيّة عمومية إيجابيّة استعدادًا لإعادة الهيكلة المحتملة للقطاع المصرفيّ بما فيها عمليات الاندماج بين البنوك، أو استحواذ البنوك الكبيرة على البنوك الصغيرة والمتوسّطة. ولا بدّ من إصدار قانون خاصّ، يتخطّى الخلافات السياسيّة، ويتناول بعمقٍ هذه العمليات لتسهيلها، وجعلها أكثر جدوى، وفعاليّة من حيث التكلفة، ممّا يشجِّع مشاركة المستثمرين في جهود إعادة الهيكلة.
ختامًا، نلتمس رغبة قويّة داخل القطاع الخاصّ للنهوض من الأزمة الاقتصاديّة، وذلك باعتماده على تصميم اللبنانيّين واللبنانيّات ذوي الخبرة ومقدرتهم، وميل المستثمرين لِضخّ رؤوس الأموال في بلدٍ لا يعرف اليأس. وأكثر من ذلك، الاستفادة من الفرص الجديدة، وتعافي المصارف والمودعين الذين استُنزفوا ماليًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، فيكون "كَيّ" الاندماج، خير من "بَترِ" المصارف وإفلاسها. وتعود إليها مقدرتها الجوهريّة في إقراض المؤسّسات الاستثماريّة، والأفراد من أجل إنعاش الاقتصاد اللبنانيّ... ويبقى السؤال، هل تعود الثقة في قطاع مصرفيّ منهك مريض؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع المصرفی الاقتصادی ة اللبنانی ة المالی ة

إقرأ أيضاً:

الجمعية العامة للشركة القابضة لكهرباء مصر تناقش موازنة 2024/2025 وخطط تطوير القطاع الكهربائي

انعقدت الجمعية العامة للشركة القابضة لكهرباء مصر برئاسة الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، لمناقشة وإقرار مشروع الموازنة التخطيطية للشركة للعام المالي 2024/2025.

أهداف واستراتيجيات الشركة القابضة لكهرباء مصر

أكد المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، أن القطاع يهدف، بدعم القيادة السياسية، إلى التغلب على التحديات وتحقيق الاستقرار للشبكة القومية للكهرباء من خلال مجموعة من الإجراءات والخطط الطموحة. 

وفيما يلي أبرز النقاط التي جاءت في الاجتماع:

زيادة الطاقة المولدة

تهدف الموازنة التخطيطية للعام المالي 2024/2025 إلى زيادة الطاقة المولدة إلى 234 مليار كيلوواط ساعة، مما يمثل زيادة بنسبة 3.1% مقارنة بالعام المالي المتوقع 2023/2024. كما يُتوقع أن يصل الحمل الأقصى إلى 37400 ميجاواط بزيادة 5.4% عن العام السابق.

مراجعة كفاءة المحطات

ستستمر الشركة في مراجعة كفاءة محطات توليد الكهرباء القائمة وإجراء الصيانة اللازمة لضمان جاهزيتها دون التأثير على استمرارية التغذية الكهربائية.

تعزيز شبكة الكهرباء

تركز الشركة على استكمال تنفيذ خطة تدعيم الشبكة الكهربائية لتكون قادرة على استيعاب الأحمال المتوقعة، بالإضافة إلى التنسيق المستمر مع قطاع البترول لتوفير الوقود اللازم للمحطات.

ترشيد وكفاءة استخدام الطاقة

تستمر الشركة في تنفيذ خطط لترشيد استخدام الطاقة وزيادة الوعي بثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء، وتعظيم الاستفادة من الطاقة المتجددة ومشروعات الهيدروجين، بما يتماشى مع التوجه العالمي والمصري.

التحول الرقمي وتحسين الخدماتالعدادات الذكية

ضمن المشروع التجريبي لتوريد وتركيب وتشغيل العدادات الذكية، تم تركيب 213 ألف عداد في نطاق 6 شركات، مع طرح مناقصة لتركيب 270 ألف عداد ذكي إضافي، مستهدفين الانتهاء من المشروع بحلول نهاية 2025/2026.

التحول الرقمي

تم تنفيذ مشروع توحيد قواعد بيانات المشتركين وربطهم مكانيًا على خرائط المناطق، حيث تم الانتهاء من الربط المكاني لنحو 19.2 مليون مشترك في 21 محافظة، بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كجزء من التحول الرقمي.

مراقبة الأنظمة الرقمية

تم تجهيز وتشغيل مركز لمراقبة الأنظمة الرقمية في مبنى العاصمة الإدارية الجديدة لمتابعة تشغيل أنظمة شركات توزيع الكهرباء، مع إضافة نظام للتعاقد على تركيب الخلايا الشمسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتطوير خدمات تحسين كفاءة الطاقة.

الاستثمارات المستقبلية

تستهدف الشركة تنفيذ استثمارات تقدر بنحو 63 مليار جنيه، مع توقع زيادة عدد المشتركين إلى 43.7 مليون مشترك بنسبة تطور 3.8% عن العام المالي السابق.

دعم القطاع البترولي

في إطار حرص الشركة على توفير السيولة النقدية لقطاع البترول، حصلت الشركة على قرض بقيمة 51 مليار جنيه لسداد جزء من مستحقات الهيئة المصرية العامة للبترول.

تطوير الكوادر البشرية

أكد الدكتور محمد شاكر على أهمية رفع كفاءة الكوادر البشرية والتدريب على أحدث التكنولوجيات العالمية في مجالات الكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى نقل هذه الخبرات على المستويين الإقليمي والإفريقي.

وأشاد الدكتور محمد شاكر بجهود الشركة القابضة لكهرباء مصر في توفير التغذية الكهربائية طبقًا لمعايير الجودة، وأكد على أهمية الاستمرار في تطوير القطاع لتلبية احتياجات كافة قطاعات الدولة بكفاءة عالية.

 

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الصيني يضخ سيولة في النظام المصرفي عبر عمليات إعادة شراء عكسية
  • الودائع في البنوك في ارتفاع مع بلوغها 1172 مليار درهم في نهاية ماي
  • الحكومة تصرف 500 درهم لموظفي القطاع العام في الأول من يوليوز
  • الجمعية العامة للشركة القابضة لكهرباء مصر تناقش موازنة 2024/2025 وخطط تطوير القطاع الكهربائي
  • حكومة أخنوش تفي بوعودها.. صرف 500 درهم لموظفي القطاع العام
  • «الكبير» يشارك في اجتماع محافظي البنوك المركزية الأفريقية
  • “الكبير” يشارك في اجتماع محافظي البنوك المركزية الأفريقية
  • شقير: القطاع الخاص اللبناني جاهز للإنخراط بشكل أكبر في تحقيق رؤية السعودية 2030
  • المركزي اليمني يستعد لسحب "السويفت" من البنوك المخالفة لقراراته وإلغاء تراخيص عملها
  • البنك المركزي الصيني يضخ سيولة في النظام المصرفي