وصف تقرير داخلي للأمم المتحدة اطلعت عليه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الانتهاكات واسعة النطاق بحق الفلسطينيين الذين تم أسرهم واستجوابهم في مراكز اعتقال إسرائيلية مؤقتة خلال الحرب المستمرة في غزة.

وتتضمن مسودة الوثيقة التي أعدتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية التي تدعم الفلسطينيين، شهادات مفصلة من المحتجزين الذين وصفوا مجموعة واسعة من سوء المعاملة.

ويشمل ذلك تجريدهم من ملابسهم وضربهم، وإجبارهم على البقاء في أقفاص ومهاجمتهم من قبل الكلاب، وإجبارهم على البقاء في أوضاع مجهدة لفترات طويلة، وإخضاعهم "لصدمات قوية حادة" بما في ذلك بأعقاب البنادق والأحذية، مما يؤدي في بعض الحالات إلى "كسور في الأضلاع، وانفصال الكتفين والإصابات الدائمة".

وقالت إن الرجال والنساء أبلغوا عن "تهديدات وحوادث عنف وتحرش جنسي" بما في ذلك اللمس غير اللائق للنساء وضرب الأعضاء التناسلية للرجال.

وفي بيان قُدم إلى هيئة الإذاعة البريطانية، قال جيش الدفاع الإسرائيلي: "إن سوء معاملة المعتقلين أثناء فترة احتجازهم أو أثناء الاستجواب ينتهك قيم جيش الدفاع الإسرائيلي ويتعارض مع جيش الدفاع الإسرائيلي، وبالتالي فهو محظور تمامًا".

ورفضت ادعاءات محددة، بما في ذلك الحرمان من الحصول على المياه والرعاية الطبية والفراش، وقال الجيش الإسرائيلي أيضًا إن الادعاءات المتعلقة بالاعتداء الجنسي كانت "محاولة ساخرة أخرى لخلق تكافؤ زائف مع الاستخدام المنهجي للاغتصاب كسلاح حرب من قبل حماس".

وفي تصريحات سابقة لصحيفتي نيويورك تايمز وجارديان، قال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بالوفيات أثناء الاحتجاز، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من أمراض وجروح موجودة مسبقًا، وقال إنه يتم التحقيق في كل حالة وفاة.

وتتوافق روايات الأونروا مع تقارير أخرى عن الانتهاكات في مراكز الاعتقال الإسرائيلية نشرتها مؤخرًا جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية بالإضافة إلى تحقيقات منفصلة للأمم المتحدة.

ويستند تقرير الأمم المتحدة الأخير، والذي لم يُنشر بعد، إلى مقابلات مع أكثر من 100 معتقل، وهم جزء من مجموعة تضم حوالي 1000 معتقل تمكنت الأونروا من توثيقهم منذ ديسمبر بعد إطلاق سراحهم من ثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية.

وكان من بينهم أشخاص - ذكور وإناث - تتراوح أعمارهم بين ستة و82 عاما، بينهم 29 طفلا.

وتوضح الوكالة أنه تم الحصول على هذه المعلومات أثناء دورها في تنسيق المساعدات الإنسانية عند معبر كرم أبو سالم بين غزة وإسرائيل، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق سراح المعتقلين.

 

وقيل أيضًا إن المعلومات تم تقديمها "بشكل مستقل وطوعي" من قبل الفلسطينيين المفرج عنهم من الاعتقال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفلسطينيين غزة الانتهاكات بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟

شكّل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة، "حبة النشوة" التي لم يكن اليمين الإسرائيلي يعرف أنه يحتاج إليها، والجرعة التي كان يريد أن يتناولها، وفيما ركض بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة لمدح صديقه الحقيقي في البيت الأبيض، فقد أعلن رئيس الكنيست أمير أوحانا أننا أمام "فجر يوم جديد"، أما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش فسارعا لإحضار الشمبانيا والكؤوس لشرب نخب الانتصار.

وأكد دان بار-نير، المستشار السياسي السابق، والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط، أن "ردود الفعل في صفوف المعارضة على خطة ترامب تراوحت بين التلعثم والصمت، وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على فيسبوك أن "هذا كان مؤتمرا صحفيا جيدا لإسرائيل"، أما وزير الحرب ورئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فكتب أن الفكرة "ستصمد أمام اختبار الواقع".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "رئيس الحزب الديمقراطي يائير غولان أعلن أنه فهم من تصريحات ترامب أن "جميع المختطفين يجب أن يعودوا الآن، فيما غضبت زهافا غالئون رئيسة حزب ميرتس السابقة عندما سمعت أن معارضة الترحيل تنبع من حقيقة أنه غير عملي، وليس أنه غير أخلاقي".


وأوضح أنه "عندما ننظر للابتهاج بين الائتلاف وأنصاره مقابل التذبذب بين ممثلي المعارضة التي تدّعي خلق بديل للحكومة، فربما يكون هناك سبب وراء نشر أن 70% من الجمهور يؤيد فكرة ترامب، ودعم شبه توافقي له، صحيح أنه تم انتخاب الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة بأغلبية أصوات الأمريكيين، لكنه في واقع الأمر يتمتع بشعبية أكبر بكثير بين الإسرائيليين، وفي استطلاعات مختلفة أجريت بينهم، أعرب 60-70% منهم عن تأييدهم له، مقارنة بـ53% من الأمريكيين، ويشعرون بأنه "جيد لإسرائيل".

وأوضح أن "هذا التأييد الاسرائيلي الجارف لترامب يعود للدعم الشعبي الذي يقدمه لمصلحتهم، والخط العدواني الذي يتخذه ضد إيران ووكلائها، وفي عالم يشعرون فيه بأن دولتهم معزولة في الساحة الدولية، لا يُنظر لتصريحات ترامب على أنها منارة ضوء في نهاية النفق، بل قوس قزح في يوم شتوي كئيب ممطر".

واستدرك بالقول أنه "رغم كل ذلك، فإن فكرة ترامب بتفريق الفلسطينيين في دول العالم العربي ليست فكرة سيئة من الناحية النظرية فحسب، بل فاشلة تاريخياً، لأن الملايين منهم فرّوا بالفعل لبلدان أخرى بعد حرب النكبة، خاصة سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية الخاضعة آنذاك لسيطرة الاحتلال".

وأكد أنه "في ظل الفقر والإهمال والشعور بالانتقام من الاحتلال، أصبحت مخيمات اللاجئين حاضنة للمقاومة، وهو عانى منه الاحتلال على مدى عقود من الزمن بسبب هجماتها المنطلقة من لبنان والأردن".


وأشار أننا "اليوم نشهد التأثير المتطرف المناهض للاحتلال القادم من مسلمي أوروبا، كما أن المظاهرات الضخمة المؤيدة لغزة وحماس، والعنف المنظم ضد الإسرائيليين، ومطاردة الجنود المسرّحين في الخارج، كلها أسباب تثير تساؤلات حول جدوى خطة تهجير ملايين الفلسطينيين في الشرق الأوسط ودول العالم، حتى قبل المناقشة الوهمية حول قضية طردهم من ديارهم دون أن يتحول ذلك لمذبحة جماعية".

وخلص الى القول أن "أي زعيم إسرائيل مهتم بتشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يفهم أمراً واحداً، أن كل ما يتصل بمستقبل غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لن يناقش الجمهور الإسرائيلي القضايا الأخلاقية، لأنه غير مبالٍ بالمعاناة في غزة، لأنه يبحث عن الحلّ الأمني فقط، وسيتبع من يقدّمه، بغض النظر عن مدى أخلاقيته".

مقالات مشابهة

  • كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟
  • الإمارات تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية
  • تحذير أممي من تداعيات العملية الإسرائيلية في الضفة ومنع وصول المساعدات لغزة
  • دعوات لمنع الانتهاكات أثناء ملاحقة فلول الأسد.. والشرع يمنع التجاوزات
  • «الوزاري الخليجي» يرفض الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان غزة
  • حماس: الاعتداءات الإسرائيلية على المساجد تصعيد خطير وحرب دينية
  • حماس تدعو ترامب إلى لقاء الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية
  • تقرير أممي يوثق انتهاكات واسعة النطاق بحق آلاف المحتجزين من قبل قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في ولاية الخرطوم
  • لبنان: الاعتداءات الإسرائيلية تهدد الاستقرار في المنطقة
  • جنوب أفريقيا.. الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي سوريا انتهاك لسيادتها