وصلت اليوم السبت وزيرة التعاون الدولي القطرية لولوة الخاطر إلى مطار بورتسودان، لتأمين المساعدات الإنسانية والغذائية، وكان في استقبالها وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم.

وستلتقي الوزيرة القطرية، عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، كما ستشهد تدشين توزيع 50 ألف من السلال الغذائية لولايات السودان المتضررة من الحرب والمنفذة عبر جمعية قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية.

وستجري زيارة لعدد من المؤسسات الصحية بمدينة بورتسودان، مثل مستشفى بورتسودان ومستشفى الكلى وصندوق الإمدادات الطبية، وستلتقي عددا من المنظمات الدولية.

وكانت الأمم المتحدة قالت إن أكثر من نصف السودانيين -البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة- باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشارت إلى أن قرابة 5 ملايين سوداني على شفا كارثة بسبب نقص الغذاء، وهو ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة.

وتحذّر منظمات حقوقية منذ أشهر من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق بالسودان نتيجة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في التمويل، لكن العراقيل نفسها التي تعترض توصيل المساعدات تعيق القدرة على تحديد حجم الكارثة.

وأسفرت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نقل العاصمة من بورتسودان لعطبرة العودة لتحالفات الولاء والمناصرة

تحليل الخبر الذي يفيد بنقل العاصمة المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة في ظل غياب مؤسسات دستورية في السودان يبرز عددًا من التداعيات التي تؤثر على البلاد، خصوصًا في ظل الصراع الحالي وغياب مؤسسات الدولة الفعالة. إليك أهم النقاط التي يمكن تحليلها وتأثيراتها المحتملة على السودانيين-
استمرار غياب المؤسسات الدستورية وغياب الحوكمة الشاملة:
أثر غياب المؤسسات الدستورية: في ظل غياب حكومة دستورية منتخبة، تبدو قرارات الجيش مهيمنة على المسار السياسي، وهذا يزيد من الشكوك حول استقرار النظام السياسي وفعاليته. القرار بنقل العاصمة المؤقتة هو خطوة هامة تتخذها سلطة غير منتخبة أو شرعية ديمقراطيًا، مما قد يعزز الاتهامات بأن النظام العسكري يسعى لترسيخ حكمه دون رقابة دستورية أو شعبية.
الأثر على الديمقراطية: مثل هذه التحركات قد تزيد من تعميق أزمة الثقة بين الشعب والجيش، خصوصًا في ظل غياب عملية سياسية واضحة وشفافة. تعزيز مواقع الجيش في شمال السودان عبر نقل العاصمة المؤقتة إلى عطبرة يمكن أن يُفهم كتحرك استراتيجي لتعزيز السيطرة العسكرية على الدولة.
النقل إلى عطبرة: معقل الجيش والرمزية السياسية:
اختيار عطبرة: عطبرة تمثل رمزًا تاريخيًا للحركة العمالية والنضال السياسي في السودان، وهي أيضًا معقل للجيش وكثير من ضباطه. نقل المؤسسات إلى هذه المنطقة يمكن تفسيره كخطوة لتقوية قبضة الجيش على السلطة وتجنب المعارضة المباشرة في المناطق ذات الطابع المدني.
التداعيات على السلطة المركزية: نقل العاصمة المؤقتة بعيدًا عن الموانئ الرئيسية في بورتسودان يخفف من أي تأثير سياسي أو اقتصادي للمجموعات المعارضة التي قد تكون متواجدة في البحر الأحمر. مع ذلك، يثير هذا الأمر تساؤلات حول المركزية في الحكم، حيث تتركز السلطة الآن في منطقة يعتبرها البعض تحت سيطرة الجيش، مما يمكن أن يثير حفيظة بعض المناطق الأخرى التي قد ترى في ذلك تهميشًا لها.

التأثير الاقتصادي
نقل الوزارات والمؤسسات: تكاليف نقل الوزارات والمؤسسات الحكومية من بورتسودان إلى عطبرة، بالإضافة إلى عمليات الصيانة والتطوير في البنية التحتية، ستتطلب ميزانية ضخمة في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية حادة. هل السودان قادر على تحمل مثل هذه الأعباء الاقتصادية في ظل الحرب والانهيار الاقتصادي؟
التأثير على المناطق الأخرى: نقل المؤسسات الحكومية من بورتسودان قد يترك تأثيرًا سلبيًا على اقتصاد البحر الأحمر، خاصة مع وجود اعتراضات من قادة محليين مثل شيبة ضرار. الاعتراضات المحلية قد تؤدي إلى مزيد من التوترات الأمنية وربما تصعيد من جماعات مسلحة في البحر الأحمر، مما يضعف الأمن والاستقرار.

التداعيات الأمنية والسياسية:
استقطاب سياسي وإثني: هذه الخطوة قد تثير توترات بين المناطق المختلفة. نقل العاصمة إلى عطبرة قد يُنظر إليه من قبل المكونات الإثنية في شرق السودان كتهميش أو تقليل من أهميتهم في المشهد السياسي. هذا قد يؤدي إلى توترات بين مكونات الدولة المختلفة، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
ردود فعل محلية: مع رفض بعض القادة في البحر الأحمر، مثل شيبة ضرار، لاستمرار المؤسسات في بورتسودان، يمكن أن يؤدي هذا إلى تصاعد التوترات بين القوات المسلحة والجماعات المحلية. إذا لم تتم معالجة هذه التوترات، فإن العواقب قد تشمل تزايد الصراعات المسلحة أو الاحتجاجات في المنطقة.

التحديات اللوجستية والبنية التحتية
البنية التحتية في عطبرة: عملية صيانة وترميم مقار سكك حديد السودان ومطار عطبرة تعكس الجهود العسكرية لتحويل المدينة إلى مركز إداري وعسكري جديد. لكن من غير الواضح ما إذا كانت البنية التحتية هناك مؤهلة لاستيعاب الوزارات والمؤسسات الكبيرة. هذا التحرك قد يواجه تحديات لوجستية في توفير الخدمات والنقل والمواصلات المطلوبة للكوادر العاملة.

التأثير على السودانيين
التأثير على المواطنين , و هذه التحركات قد تعزز الإحساس بالانقسام بين النخب الحاكمة والمواطنين العاديين. نقل العاصمة المؤقتة قد يعمق الفجوة بين المناطق الريفية والمدن الكبيرة ويزيد من مشاعر التهميش لدى بعض المواطنين الذين يشعرون بأن قرارات الدولة تخدم مصالح النخب العسكرية على حساب الشعب.
مستقبل السودان و في ظل غياب مؤسسات دستورية، يستمر اتخاذ قرارات جوهرية تؤثر على مستقبل البلاد دون مشاركة حقيقية من الشعب أو المجتمع المدني. هذا قد يؤدي إلى تعميق أزمة الشرعية السياسية ويزيد من احتمالات انزلاق السودان إلى مزيد من الصراع.
أن نقل العاصمة المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة يعكس تحركًا سياسيًا واستراتيجيًا من قبل القيادة العسكرية السودانية لتعزيز نفوذها في منطقة تعتبر معقلًا للجيش. ومع غياب المؤسسات الدستورية، تظل هذه القرارات بدون دعم أو شرعية شعبية، مما يعزز مخاوف حول تركز السلطة في يد الجيش وتهميش المناطق الأخرى. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات الإثنية والسياسية، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد، في وقت يحتاج فيه السودان إلى تضافر الجهود لتحقيق السلام والاستقرار.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • وفد من مجلس الأمن و السلم الأفريقي يصل بورتسودان اليوم
  • الخارجية السودانية: وفد من مجلس الأمن والسلم الافريقي يزور البلاد غدا
  • سفينة مساعدات إنسانية تركية كويتية تصل السودان
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • لولوة الخاطر: إذا لم نتوحد اليوم فستطال الحرب غداً كل مدينة عربية
  • شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ستساعد على تحسين الوصول إلى الشرب الآمن في السودان
  • لولوة الخاطر تقدم نصيحة للدول العربية قبل غرق السفينة
  • المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن ارتياحه لتحسن إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين  
  • نقل العاصمة من بورتسودان لعطبرة العودة لتحالفات الولاء والمناصرة
  • أردوغان: أوصلنا 30 طنا من المساعدات الإنسانية إلى بيروت وسنواصل مساعداتنا