فيلسوفة يهودية ترى 7 أكتوبر فعل مقاومة (بورتريه)
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تعرف على نفسها بأنها يهودية مناهضة للصهيونية وناقدة للسياسة الإسرائيلية
تحظى أفكارها وأعمالها بقيمة فلسفية كبرى، وتعد أبرز زعماء النظرية النقدية المعاصرة (الجيل الثالث)
اهتمت بالفلسفة السياسية والاجتماعية ونظرية الأدب والدراسات الثقافية والجِنسانية والنوع الاجتماعي والهوية.
علاقتها بالفلسفة بدأت من قبو منزلها العائلي، حيث وضع والداها كتابات فلسفية مختلفة شكلت شغفها الأول بالفلسفة.
جوديث بتلر ولدت بكليفلاند بولاية أوهايو عام 1956، لعائلة يهودية من أصول مجرية وروسية.
كانت والدتها قد نشأت على اليهودية الأرثوذكسية، وتحولت فيما بعد إلى اليهودية المحافظة، وفي النهاية إلى اليهودية الإصلاحية، ويتبع والدها كنيس الإصلاح منذ طفولته.
التحقت بكلية "بنينكتون" حيث درست الفلسفة، وحصلت عام 1984 على أطروحة الدكتوراه من جامعة "يال"، ونشرت رسالتها عام 1987 تحت عنوان: "ذوات راغبة: تأملات هيغيلية حول فرنسا القرن العشرين".
قامت بتلر بالتدريس في جامعة "وسليان"، وجامعة "جورج واشنطن"، وجامعة "جونز هوبكينز" قبل انتقالها لجامعة "كاليفورنيا" عام 1993 حيث انضمت لقسم الأدب الإنكليزي والأدب المقارن كأستاذة زائرة. وهي السنة التي أصدرت فيها دراستها الشهيرة "هذه الأجساد التي يجب اعتبارها". كما حصلت عام 2006 على "كرسي حنة آرنت للفلسفة" في "كلية الدراسات الأوروبية العليا" بسويسرا.
وانتخبت عام 2009 رئيسة "محكمة هوسرل" حول فلسطين، والتي تجمع المثقفين الأمريكيين حول القضية الفلسطينية لـ"حشد شروط سلام دائم وعادل بين إسرائيل وفلسطين" وذلك بفضل موقفها الثابت من رفض وشجب عنف دولة الاحتلال.
حصلت في عام 2008 على جائزة الإنجاز المتميز من مؤسسة "أندرو دبليو ملون" لإسهاماتها في التحقق الإنساني.
ولقي منحها جائزة "تيودور أدورنو" في عام 2012، استهجانا كبيرا بين أوساط الأكاديميين الألمان ومجلس اليهود الألمان الذي وصف بتلر بـ"الفاسدة أخلاقيا"، وذلك لمواقفها المعادية لدولة الاحتلال ودعواتها لمقاطعتها أكاديميا وثقافيا ووصفها دولة الاحتلال بـ"دولة العنف"، وبعد أن لعبت دورا بارزا في "أسبوع أپارتهايد إسرائيل" الذي أقيم بتورنتو بكندا عام 2011. مما دعا أكاديميون ألمان يهود إلي سحب الجائزة منها، ونقلت صحيفة "ذا جيويش كرونيكل" عنهم قولهم إن شخصا يدعو إلي مقاطعة إسرائيل لا يمكن أن يحصل أبدا علي جائزة ثيودور أدورنو".
وتشكل جودي مثالا ﻟ "المثقفة الجريئة المتعاطفة"، كما وصفها البيان التضامني للمثقفين الفلسطينيين بعد الهجوم الذي تعرضت إبان ترشيحها في ألمانيا، فهي عضو في الهيئة الاستشارية ﻟ "الصوت اليهودي من أجل السلام"، وممثلة في اللجنة التنفيذية ﻟ "أساتذة من أجل السلام الفلسطيني- الإسرائيلي" في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي "مؤسسة مسرح الحرية في جنين".
وكانت بتلر قد دافعت أيضا عن حق الفلسطينيين واللبنانيين في الدفاع عن أرضهم، بل أكثر من ذلك فهي وصفت كلا من حزب الله اللبناني وحركة حماس بأنهما حركات مركبة اجتماعية تؤدي ما تؤديه الدول من خدمات للمواطنين في ظل غياب الدور الفاعل للدولة في تلك المناطق.
وترى بتلر أنه "لابد من التفريق بين الدولة العبرية من جهة واليهودية كثقافة وديانة من جهة أخرى"، وهو ما يؤكد أن " التيار المحافظ الأمريكي بالولايات المتحدة هو الذي دمج بين الاثنين، فأصبح الفهم العام هو أن كل من ينتقد الممارسات الإسرائيلية مع العرب فهو ضد اليهود".
وفي مقال نشرتها "لندن رڤيو أو بوكس" في عام 2003، انتقدت بتلر تصريحات رئيس جامعة هارڤارد لورنس سمرز التي اقترح فيها "أن الصيغ المؤكدة لنقد السياسات الإسرائيلية هي أحد أشكال معاداة السامية". وردت بإعلانها أنه "لن يتم مساواة اليهود مع الصهاينة أو اليهودية مع الصهيونية" وعارضت فكرة تسمية اليهود أمثالها الذين كانوا ناقدين للسياسات الإسرائيلية بأنهم "يكرهون أنفسهم".
تعتبر جودي من دعاة الحل الثالث للقضية الفلسطينية حيث تقول: "من وجهة نظري أن شعوب هذه الأراضي، يهودا وفلسطينيين، يجب أن يجدوا طريقة للعيش سوية على أساس المساواة. وأمنيتي، كما هي أمنية عدد متزايد من اليهود وغير اليهود، أن ينتهي الاحتلال، ويتوقف العنف بكافة أشكاله".
جوديث بتلر، كانت ضمن المنخرطين باكرا في نقاشات الحرب على غزة، إذ نشرت، بعد أسبوع من بدء العدوان الإسرائيلي، مقالا مطولا بعنوان "بوصلة الحداد: عن العنف وإدانة العنف" في "لندن ريفيو أوف بوكس"، تحدثت فيه عن أهمية وضع سياق تاريخي للأحداث الأخيرة، ورأت أن "عنف حماس ضد إسرائيل غير مبرر".
ومع ذلك دعت إلى فهم السياق التاريخي الذي جاء فيه "عنف حماس ضد إسرائيل"، كرد على العنف الإسرائيلي المسلط على الفلسطينيين وقطاع غزة بالأخص على مدار سنوات من الاستعمار والحصار والغارات الجوية المستمرة والتحكم بتحركات الفلسطينيين عبر نقاط التفتيش والمعابر والسجن التعسفي وتعذيب الأسرى والاغتيالات.
كما كان متوقعا، لم يتأخر الجدل في أعقاب نشر المقال وترجمته إلى أكثر من لغة، فأثار موجة من ردود الأفعال الغاضبة في الجانبين، المناصر لفلسطين ولدولة الاحتلال على حد سواء.
كما وقعت على رسالة مفتوحة من "المجتمع الفني إلى المنظمات الثقافية" لوقف الحرب على غزة وإدانة الجرائم الإسرائيلية و"كسر الصمت المؤسسي فورا بشأن الأزمة الإنسانية التي يواجهها 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر". وهو على ما يبدو تصويب لموقفها السابق الذي أدانت فيه حماس.
وسرعان ما عادت الفيلسوفة الأميركية وعبرت في مقابلة تلفزيونية بكلمات واضحة عن موقفها مما يحدث في غزة، واصفة إياه "بالإبادة الجماعية التي بات مهما أخذها على محمل الجد"، لأن "الهجمات لا تستهدف المقاتلين فقط، وإنما تستهدف أيضا السكان والمدنيين في غزة، الذين يتعرضون للقصف والتهجير".
ووصفت حركة حماس بأنها "فعل مقاومة مسلحة ضد القهر الذي يعيشه الفلسطينيون لعقود."
وأوضحت بتلر "يمكن أن يكون لدينا وجهات نظر مختلفة حول حركة حماس كحزب سياسي، أو حول المقاومة المسلحة، ولكني أعتقد أن الأكثر صدقا والأدق تاريخيا أن أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر هي فعل مقاومة مسلحة، وليست هجوما إرهابيا أو معاديا للسامية".
ومع تأكيد الفيلسوفة الأميركية أن الهجوم ضد الإسرائيليين كان "مؤلما لها" فقد قالت "سأكون غبية إذا قررت أن العنف الوحيد في المشهد هو العنف الممارس ضد الإسرائيليين.. فالعنف ضد الفلسطينيين كان مستمرا لعقود".
وتبدو جوديث بتلر صوتا نقديا صريحا لا يجامل أحدا ولا تتنكر لقناعاتها وما نشرته في كبتها ومقالاتها وكغيرها من الأكاديميين اليهود المناهضين للمشروع الصهيوني أمثال نعوم تشومسكي وتوني كوشنر ونعومي كلاين ونورمان فلكنستاين وإيلان بابيه وآفي شلايم، تعتبر صوتا مهما وضروريا ومؤثرا في معركة تحطيم الأساطير وإعادة كتابة السرد حول القضية الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه فلسطين الصهيونية فلسطين الصهيونية بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الثلاثاء، إن المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات «حماس» في غزة، مبررًا بذلك قرار بلاده تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع المحاصر.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي في القدس: «المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات (حماس) في غزة، وأن مثل هذه الأموال تستخدم من قبل (حماس) لتمويل الإرهاب وإعادة بناء قدراتها،» مؤكدًا «هذا لا يمكن أن يستمر، ولن يستمر».
وأشار إلى أن وجود ما سماه «جماعات متطرفة» على الحدود سيكون أمرًا بالغ الخطورة لإسرائيل، مؤكدًا «لن نسمح بهجوم 7 أكتوبر آخر من أي جبهة».
وتابع، ساعر أن بلاده تطال بـ«نزع كامل للسلاح» من قطاع غزة وبتنحي حركة «حماس» كشرط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف، «ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا»، وتابع «إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا».
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت السبت، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد توعد أمس حركة «حماس» بـ«عواقب لا يمكن أن تتصورها» إذا لم تُفرج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.