احتفالية كبرى بالمرأة المغربية في فضاء المديرية الجهوية للثقافة بطنجة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أخبارنا المغربية ـــ الرباط
أقامت المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة احتفالية خاصة باليوم العالمي للمرأة تحت شعار "نساء بنكهة التميز"، مساء يوم الخميس 7 مارس الجاري، بفضاء المديرية الجهوية بمدينة طنجة. وشهدت الاحتفالية تكريم الكاتبة والمخرجة نعيمة زيطان والإعلامية حنان التسولي والفنانة التشكيلية لمياء نهاري والشاعرة جليلة الخليع والحقوقيتين ليلى أوهارون وخديجة جنان والفنانتين فاطمة حداد وسامية أحمد.
وافتتحت السيدة زهور أمهاوش، المديرة الجهوية للثقافة، هذا اللقاء، وهي تؤكد أن المديرية ارتأت أن تكون سباقة إلى الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة "مثلما كانت المرأة المغربية سباقة إلى المبادرة عبر التاريخ، من السيدة الحرة إلى خناثة بنت بكار إلى زينب النفزاوية، ومن ثريا الشاوي إلى ثريا جبران، ومن عائشة الشنا إلى فاطمة المرنيسي... إلى كل امرأة وفتاة مغربية تكابر في مغرب اليوم".
واعتبرت المديرة الجهوية أت اليوم العالمي للمرأة يحل اليوم بالمغرب "ليجدنا وسط ورش مفتوح من أجل إصلاح مدونة الأسرة، كما أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وهو الورش الذي سينتهي إلى صيغة جديدة ومتقدمة من هذه المدونة، التي نعلق عليها آمالا عريضة في ضمان حقوق النساء، وإقرار المساواة بين النساء والرجال، وتمكين النساء من الولوج إلى مختلف المجالات، مع الاحترام المطلق لاختياراتهن وكرامتهن". وأضافت المتحدثة أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل "لا تزال حريصة على احترام حقوق النساء، وضمان حضورهن في مختلف المؤسسات والتظاهرات والمبادرات الثقافية، وهو حضور لا يتوقف عند حدود ضمان تمثيلية أو "كوطا" للمرأة، في منظومة الوزارة ومشاريعها، بل يتجاوز ذلك إلى مستوى إشراك المرأة في اتخاذ القرارات والمبادرات، ورسم البرامج والمخططات، والإشراف على الكثير من المديريات المركزية والجهوية والإقليمية، وتسيير عدد من المراكز والمؤسسات والبنيات الثقافية في بلادنا".
من جهتها، أبرزت الإعلامية المغربية حنان التسولي أن "المرأة المغربية كانت ولا تزال رمزا للكفاح والنضال عبر التاريخ. والفرق هو أنها كانت تناضل فغي البداية في الخفاء، وهي تقف وراء الرجال الناجحين والأبناء الناجحين، حتى صارت اليوم تنجح وتحقق ذاتها وطموحاتها وأحلامها". ودعت الإعلامية المغربية سائر الشابات المغربيات إلى "عدم التحلق بالأحلام فقط، بل تحويل هذه الأحلام إلى أهداف والسعي نحو تحقيقها على أرض الواقع".
وذهبت الكاتبة والمخرجة المسرحية نعيمة زيطان إلى أن المرأة "كائن إنساني له هويته ووجوده وكرامته وآفاقه. وانطلاقا من تجارب النساء المغربيات عبر التاريخ، وعلينا أن نقتدي بهن ونسير نحو الأمام، دون أن نعطي اعتبارا كبيرا للأصوات التي تريد أن تتركنا في مكاننا جامدات غير قادرات على الحركة وعلى التفكير".
كما أكدت المكرمات في هذا اللقاء أن على المرأة المغربية مواصلة رحلتها نحو تحقيق أحلامها وطموحاتها، وضمان حريتها وكرماتها، لتعيش في هذا المجتمع على قدم المساواة مع الرجل، وهما يتوجهان معا نحو مغرب المستقبل.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المرأة المغربیة
إقرأ أيضاً:
حق المرأة العُمانية محفوظ
د. أحمد بن علي العمري
المرأة هي نصف المجتمع وهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وحقها مشروع في كل مناحي الحياة، ودورها ومكانتها معروفان ومقدران وهي معززة مُكرَّمة وعلى الرأس والعين، وإذا بحثنا في كل حضارات العالم أجمع منذ أن أنشأ الله الأرض ومن عليها وحتى اليوم، فلن نجد أعدل ولا أنبل ولا أفضل حضارة اهتمت بالمرأة أكثر من الحضارة الإسلامية.
فبعد النصوص القرآنية الواضحة للجميع، نقرأ حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، ويقصد السيدة عائشة رضي الله عنها، كما قال عليه الصلاة والسلام "الجنة تحت أقدام الأمهات". كما ورد في الحديث: "من أحق ببرك؟ أمك ثم أمك ثم أمك"، فهل بعد هذا أرقى وأعظم مكانة للمرأة.
ولننظر إلى حالة الخنساء التي رثت أخاها صخرًا بشعرٍ لم يسبقه شعر في العرب، وقد كان أبلغها وأشهرها:
قذى بالعين أم بالعين عوار // أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت // فيض يسيل على الخدين مدرار
ولكن عندما أسلمت وتحولت حياتها من الجاهلية للإسلام وآمنت بمبادئه وقيمه واستشهد أبناؤها فلذات كبدها لم تذرف عليهم ولا دمعة واعتبرتهم شهداء، واحتسبتهم عند رب العالمين من قوة الإيمان.
هكذا الإسلام أعطى المرأة مكانتها واحترامها وتقديرها وتوقيرها، لكن يحز في نفسي أن هناك من نسائنا من يميل كل الميل للتوجه الغربي، ولهؤلاء الأخوات الكريمات أقول خذن من الغرب ما هو مفيد وهو قليل جدًا، وتمسكن بما أتاح لكن دينكن وحفظ لكن حقوقكن، وما سمح لكن به مجتمعكن، من أعراف وتقاليد تسجل بكل فخر واعتزاز لكن.
إذن ماذا عمل الغرب بالمرأة؟ لقد عراها تمامًا وباعها رخيصة في سوق النخاسة بمجالات الدعاية والإعلانات، وهي مكشوفة الجسد مثل أي سلعة تجارية أخرى أو مادة استهلاكية! حتى في حلبات المصارعة نراها ترفع رقم الجولة وهي شبه عارية! هل هذا حق المرأة الحقيقي؟
في الوقت الذي نرى المرأة سلعة في الغرب، نراها في أوطاننا وقد أخذت كل حقوقها؛ بل إنَّ الرجال باتوا يتمنون أن يكون لهم حقوق خاصة بهم، مثل حقوق المرأة، وأن يكون لنا "يوم الرجل" مثل يوم المرأة.
ورغم ذلك، يأتي بعض المغرضين المضللين ويقولون لماذا لا يُسمَح للمرأة بأن تتزوج أكثر من زوج في وقت واحد، بينما يُسمَح للرجل بأن يتزوج حتى أربع نساء! وهؤلاء الذين على وجوههم غشاوة نرد عليهم ونقول إنَّ النسب مرتبط بالرجل، وليس المرأة؛ فالرجل هو المُرسل والمرأة هي الحاضنة.
ثم يأتي آخر ويقول لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟ ولماذا للرجال عليهن درجة؟ وهؤلاء لم يفهموا الدين على حقيقته ولم يستوعبوا فقه المنظومة الاجتماعية في الإسلام.
فأما للذكر مثل حظ الأنثيين، فذلك منبعه أن الواجبات الاجتماعية كانت ولا زالت إلى يومنا هذا يلتزم بها الرجل وتعفى منها المرأة. ولو ضاق الحال بالرجل بعد تقسيم الميراث، وأراد أن يلجأ لأخته، فلن يستطيع لأنها بعصمة رجل آخر، لكن لو ضاق الحال بالمرأة بعد تقسيم الإرث من الممكن أن تلجأ لأخيها وهو صاحب القرار.
أما أنه للرجال عليهن درجه فهذا لاعتبارات إنسانية بحتة فطبيعة الله في خلقه وفي كل المجتمعات أن الرجل هو الذي يختار زوجته كما أنه ملزم بدفع المهر وهذه هي الدرجة.
أحمدُ الله وأشكره أن في بلادي سلطنة عُمان تأخذ المرأة حقها كاملا دون أي نقصان، فلدينا الموظفة والممرضة والطبيبة والمهندسة والمحامية والمديرة والمديرة العامة والوكيلة وعضوة مجلس الشورى وعضوة مجلس الدولة والسفيرة وحتى الوزيرة؛ فالمرأة في بلادي تعمل جنبًا إلى جنب مع شقيقها الرجل في التنمية والبناء والتضحية والفداء. وقد تم تخصيص يوم للمرأة العُمانية وهو السابع عشر من أكتوبر من كل عام تحتفل به السلطنة بشكل عام.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصر