كشفت تقارير إعلامية أن موسكو استطاعت، عبر "الإغراء بعقود عمل وهمية وبأجور جيدة"، أن تستقطب هنودا للعمل لديها، قبل أن يجدوا أنفسهم يقاتلون مع الجيش الروسي في الخطوط الأمامية بأوكرانيا، وذلك دون رغبة منهم، وفقا لما ذكر موقع "صوت أميركا".

ومن الذين جرى خداعهم، بحسب أسرته، محمد عسفان، الذي كان قد غادر منزله بمدينة حيدر أباد بولاية تيلانغانا، جنوبي الهند، ليتوجه إلى للعمل في روسيا، على أمل أن يكسب أضعاف ما كان يجنيه كبائع في متجر للملابس.

وأضاف الموقع أنه "بعد إغرائه بمقطع فيديو على موقع يوتيوب نشرته وكالة توظيف، مقرها دبي، وعدت فيه براتب مرتفع وإقامة دائمة في روسيا بعد 6 أشهر، اعتقد عسفان أنه وجد طريقة لتأمين مستقبل عائلته".

أوكرانيا تعتزم تسريح عدد من المجندين في الجيش وقع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، مرسوما يسمح بتسريح مجندين انضموا إلى الجيش قبل بدء الغزو الروسي، في فبراير 2022، وأكملوا خدمتهم، في وقت تواجه كييف صعوبة في التجنيد. 

وقد أكدت له وكالة التوظيف وقتها أنه لن يتم إرساله إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، لكن في أواخر ديسمبر، أخبر  عسفان عائلته عبر الهاتف من مدينة روستوف نا دون الروسية، أنه "أُجبر على الخضوع لأسابيع من التدريب العسكري، وأنه سيتم إرساله إلى الخطوط الأمامية".

والأربعاء الماضي، تم إخطار عائلة عسفان بوفاته. وقال شقيقه: "عندما تحدث إلينا في ديسمبر، أعلمنا بمصادرة جواز سفره ونقله قسراً إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.. ومنذ ذلك الحين لم نتلق أية مكالمة منه أو نسمع أي خبر عنه لأكثر من شهرين".

وأضاف: "أبلغنا قبل بضعة أسابيع شاب هندي آخر انضم إلى الجيش الروسي، لكنه تمكن بعد ذلك من الفرار، أن شقيقي أصيب برصاصة، وبعد ذلك سمعنا الخبر المأساوي بموته".

وشدد الأخ المكلوم على أن شقيقه لم يكن ليذهب أبداً إلى روسيا لو كان يعلم أنه سيُطلب منه القتال، مضيفا: "لقد خدعت وكالة التوظيف شقيقي.. وهي المسؤولة عن موته".

وكان عسفان ثاني مواطن هندي يتم التأكد من وفاته أثناء إجباره على القتال في صفوف الجيش الروسي.

وأكدت عائلة هاميل مانغوكيا (23 عاماً)، من ولاية غوجارات بغرب الهند، أن ابنها قتل في 21 فبراير الماضي في منطقة دونيتسك المحاصرة بأوكرانيا.

تحقيق ألماني بعد تسريب تسجيل لمسؤولين عسكريين بشأن أوكرانيا أكد مسؤول ألماني، السبت، أن السلطات ستحقق بشأن ما يبدو أنه تنصت على اتصال هاتفي، بعد أن ذكرت تقارير روسية أن تسجيلا لمسؤولين عسكريين ألمان كشف أنهم كانوا يناقشون تقديم أسلحة لأوكرانيا وضربة محتملة من كييف لجسر في القرم.

وذكرت العائلة أن مانغوكيا سافر إلى روسيا بعد أن عُرضت عليه وظيفة حارس أمن، لكن تم نقله إلى الخطوط الأمامية وأجبر على المشاركة في الحرب.

وقد ناشد أقارب الهنود المتواجدين في روسيا حكومة بلادهم في الأسبوعين الماضيين، لمساعدة أحبائهم بالعودة إلى ديارهم.

وتشير تقديرات بأن عدد الهنود المحاصرين في الجبهات الأمامية بأوكرانيا، رغما عنهم، يصل إلى 100 شخص، وفق "صوت أميركا".

"أنقذوني يا أخي"

ومن الذين تم خداعهم أيضا، بحسب أسرته، رجل يدعى آزاد يوسف كومار (31 عاماً)، والذي كان قد سافر إلى دبي في ديسمبر الماضي قادماً من مسقط رأسه في ولاية جامو وكشمير، بعد أن حصل على وعود بـ "وظيفة عامل تنظيف بفندق".

وكومار، الذي أنجب أول أطفاله مؤخرا، كان يعيش حياة فقيرة للغاية في بلاده، لذلك قرر السفر  على أمل توفير معيشة أفضل لابنه.

وتقول عائلة كومار إنه بعد أن دفع لسمسار حوالي 3600 دولار، تم نقله إلى مكان مجهول في روسيا للقيام "بأعمال في المطبخ"، ثم أُجبر على تلقي تدريب عسكري لمدة أسبوعين إلى جانب هنود آخرين.

وقال سجاد أحمد كومار، الأخ الأكبر لآزاد كومار، لإذاعة "صوت أميركا"، إن شقيقه دخل المستشفى لمدة 3 أسابيع بعد إصابته برصاصة أثناء التدريب.

وتابع: "بعد أن تعافى من الإصابة، تم إرساله إلى ساحة المعركة، وعندما تحدثت معه في 14 يناير، قال إنه سيتم إرساله إلى خط المواجهة في غضون يوم أو يومين".

وزاد: "في ذلك اليوم كان أخي يبكي بشدة عبر الهاتف، وأخبرني أنه يريد ترك عمله المحفوف بالمخاطر الكبرى".

وتابع: "لقد طلب مني أيضًا أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدته من أجل العودة إلى البلاد. لقد مر ما يقرب من 8 أسابيع دون أن نسمع أي شيء عنه.. نحن قلقون للغاية".

وأصدرت الحكومة الهندية بيانا، الجمعة، قالت فيه إنها على علم ببعض الهنود الذين "تم خداعهم" للانضمام إلى الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية للحرب، وأنها ناقشت الأمر مع موسكو "سعيا لتسريحهم مبكرا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال، أيضًا إنه تم اتخاذ "إجراءات قوية" ضد السماسرة الذين استغلوا اؤلئك الرجال، وقدموا "وعودا كاذبة".

وتابع: "تم تسجيل قضية إتجار بالبشر ضد عدة سماسرة، ونحن نناشد مرة أخرى المواطنين الهنود ألا يتأثروا بالعروض المقدمة لوظائف دعم ومساعدة في الجيش الروسي.. فهذا أمر محفوف بالمخاطر".

وأضاف جايسوال أن عائلات حوالي 20 رجلاً طلبت المساعدة من الحكومة الهندية، التي تبذل قصارى جهدها لتحديد مكانهم وإعادتهم إلى منازلهم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى الخطوط الأمامیة الجیش الروسی فی روسیا بعد أن

إقرأ أيضاً:

هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف الحرب في أوكرانيا مع روسيا، مع دخول الحرب في عامها الرابع، وذلك من خلال ضمان موافقة الطرفين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث استطاع "ترامب" كسب دعم أوكرانيا الأسبوع الماضي بعد لقاءه مع زيلينسكي في واشنطن، وينتظر العالم محادثات ترامب مع الرئيس الروسي بوتين غدًا الثلاثاء لمناقشة الأوضاع، لإعلان كيفية وقف الحرب في أوكرانيا، وبسط شروط الأطراف ومناقشتها.

محاولات "ترامب" حقيقة أم سخرية

موقف ترامب تجاه وقف الحرب في أوكرانيا واضح قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنه في لقاء تليفزيوني عام 2023، حيث طالب كلا الطرفين الروس والأوكرانيين بالتوقف عن الحرب والتي يجنى منها سوى الموت، وصرح حينذاك بقدرته على وقف الحرب خلال 24 ساعة.

الرئيس الأمريكي مع الرئيس الروسي

محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا تشوبها شكوك كثيرة، خاصة بعد استمرار الدولتين إطلاق الضربات الجوية المكثفة خلال عطلة الأسبوع الماضي.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه كان "ساخرا بعض الشيء" عندما تفاخر مرارا عن قدرته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال جولاته الانتخابية عام 2024، وعلى الرغم من ذلك ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية تصريحاته المثيرة للجدل خلال مناظرته مع "هاريس" حول قدرته على انهاء الحرب من خلال محادثة الطرفين.

شروط روسيا

وكان ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية قد زار روسيا الأسبوع الجاري؛ لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار المؤقت الذي اقترحه "ترامب"، والذي قبلته أوكرانيا.

وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو في الصحف الروسية بعد لقاءات مبعوث أمريكا توضح اتجاه روسيا حول اقتراح أمريكا بوقف إطلاق النار بانها يجب أن تلبي متطلبات روسيا لكي يوافق "بوتين" على أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن الحرب في أوكرانيا من ضمنها رفض دول الناتو انضمام أوكرانيا لها، وضمانات أمنية صارمة بشأن قوات الاتحاد الأوروبي وعدم نشر قواته في أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن

مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتعلق بشروط روسيا، حيث يخشى توسع الناتو المتسارع في أوكرانيا والذي يهدد أمن روسيا، كما أن محاولات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو تهدد الأمن الروسي وفرض سيطرتها على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، لذلك يطالب بتقليص حجم الجيش الأوكراني.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: روسيا تقبلت عرض الهدنة مع أوكرانيا بحذر
  • هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي
  • الجيش الروسي يعلن إسقاط 72 طائرة مسيّرة أوكرانية
  • قبل أي معاهدة سلام مع أوكرانيا.. روسيا تطالب بضمانات "صارمة"
  • نائب وزير الخارجية الروسي يوضح الهدف من الشائعات حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا
  • الجيش الروسي يُدمر 31 مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • أوكرانيا تسجل 81 اشتباكا قتاليا على طول الخطوط الأمامية مع الجيش الروسي
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب على روسيا دعم وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • الجيش الروسي يحرر بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا في مقاطعة كورسك
  • ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي للغاية