سودانايل:
2025-02-22@22:36:47 GMT

المجاعة تدق الابواب

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

الرأى اليوم
صلاح جلال
(١)
???? الزملاء والأصدقاء فى منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعاً لدعوتى للمشاركة فى هذا المنبر الحيوى والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التى ترفض الحرب وتعمل على وقفها ، وأشكر لكم جمعى وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان ، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لإستنهاض همتكم لنعمل سويا فى التعبئة والحشد والإستنفار الحميد ، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التى أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين وأستباحت أعراضهم ، لايجب علينا إستغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من إجل التحشيد لمزيد من الحرب ، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذى ينتج الإنتهاكات ،و بحشد كل الناس فى صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه ، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لابد أن تنتهى على طاولة مفاوضات هذه سُنة الحياة وتجارب التاريخ.



???? الزملا الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول أنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة لاتشبة آخر مجاعة ونقص حاد فى الطعام كالتي حدثت فى العام ١٩٨٣م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التى أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى ، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدى لوجود شعب السودان على قيد الحياة ، كلام جد ليست تهويل وخطر حقيقى لايحتمل الإستخفاف أو التأجيل ، لايمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدنى كبير لمواجهة السبب الذى قادنا للمجاعة وهى الحرب الراهنة وتحلل الدولة .

????لابد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدنى جاد للضغط على طرفى الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فوراً ، بالإصطفاف المدنى فى كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب ، لابد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج فى كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفورى للحرب ، لابد من العمل المنظم فى الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامن مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام ، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج ، الصمت ليس خيار وهو الدفع نحو الهاوية ، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت ، الحياة أصبحت مستحيلة ، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥% من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء و حوالى ٢٥ مليون نسمة لايملكون وجبة يومية بانتظام ، منهم الآن ٥ مليون فى حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ مليون طفل ، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافى والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة ، و إنقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل
مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال فى معسكرات النزوح يموتون يومياً بالعشرات ، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موت مجانى فى معسكرات اللجؤ والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لايحتمل السكوت أو الإبطاء .

???? بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم مازالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية
وقيادات الدعم السريع كذلك ، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادى صاحب المصلحة الحقيقية فى وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوت من لاصوت لهم ، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات ، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم فى تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم فى المدارس والمشافى الخاصة جاهزة لإستقبالهم فى أى طوارئ صحية .

????????ختامة
الزملاء،والزميلات يجب علينا الآن النهوض والإستنفار فى الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المُر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فوراً بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجل ما تيسر ، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا ، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل ، ومن ثم الشروع فى عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدنى الديمقراطى الذى تقوده القوى المدنية ، ويجبر طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسى والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية ، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة ، لتبدأ بلادنا سطر جديد فى مسار التقدم والإستقرار والإزدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة فى الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال ، وهو مطلب الشعب
لقد قال الخليفة العادل عمر ابن الخطاب لاخير فى أمر جلل أبرم من غير شورى ، لقد وجدنا أنفسنا فى حرب لم نستشار فى إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فوراً نقطة سطر جديد.

#لاللحرب
#لالتجييش_المواطنين
#التفاوض_الحل

صلاح جلال
٢٤فبراير ٢٠٢٤م  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ظواهر من الحياة

سؤال يدور في ذهني ويعصف بفكري: هل الزمن تغير أم البشر تغيروا؟ سأكتب في مقالي عن بعض الظواهر المعينة والمهمة، وسأتحدث أولًا عن «صلة الأرحام»: صلة الأرحام واجبة، لقوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...﴾ «سورة البقرة: الآية 83».

صلة الرحم هي أقرب إليك في إهداء الكلمة الطيبة، وفي الإنفاق، وفي التصدق، وفي زيارة المريض، وفي نواحٍ كثيرة تستطيع أن تقوم بها، ولكن -للأسف- في هذا الوقت أصبحت قلوب البعض مشحونة بالحقد والحسد والغضب لأقرب الناس، وانقطعت الزيارات بحجة «الظروف»، أيُّ ظرفٍ هذا الذي تستسلم إليه؟ أيُّ ظرفٍ هذا يجعلك قاسي القلب على أخيك أو أختك أو حتى والديك؟

خصص لهم وقتًا واترك الزعل بعيدًا، فإذا كنت قد زعلت منهم لموقفٍ ما، أو سمعت خبرًا لست متأكدًا من صحته، فلا تجعل ذلك حاجزًا بينك وبينهم، امشِ بين الناس محبوبًا، وقدم الخير دائمًا، وواجبك تجاه أهلك أن تصلهم، وتجالسهم، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.

في السابق، كان الناس يهتمون بصلة الرحم، ويكثرون من الزيارات في كل وقت، ولم يكن هناك موعدٌ محددٌ لزيارة والديك، أو عمك، أو خالتك، أما الآن، فأصبحت الزيارات تتم بمواعيد مسبقة، وقلت اللقاءات بحجة «الظروف».

الظاهرة الثانية هي: العادات والتقاليد من ناحية «اللباس»، للأسف أشاهد تغيرًا كبيرًا بين عاداتنا وتقاليدنا سابقًا وبين وقتنا الحاضر، لباس الرجال هو الدشداشة العُمانية ذات اللون الأبيض الناصع، وغطاء الرأس هو الكمة أو المِصر، وهنا أتحدث عن أن البعض أصبح يواكب الموضة، ويا لها من موضة غريبة دخيلة سيطرت على عقول شبابنا، أنا شخصيًا أسميه «التقليد الأعمى»، حيث يرتدي كلا الجنسين، الولد والبنت، الملابس الضيقة، والألوان المخلوطة، والرسومات الغريبة، ناهيكم عن تسريحات الشعر.

ومن ناحية أخرى، نجد أن البعض يذهب لتأدية الصلاة بملابس النوم «البجامة»، كيف ذلك؟! لو أتينا وقارنا ذهابك إلى مناسبة مهمة، هل سترتدي هذا اللباس؟ لا، بالطبع ستلبس وتختار أجمل الثياب، وتضع أحلى العطور، للأسف الشديد، هذا هو حال البعض، كان اللباس أو الزي التقليدي مصدر فخر لنا، لا سيما في أيام المناسبات.

الظاهرة الثالثة: «جلوس الأبناء خلف الشاشات الإلكترونية لساعات طويلة»، لا رقيب ولا حسيب! وهذا واقع للأسف يجب الحد منه، والتنويه بخطورته، والانتباه والحذر الحذر، أكيد سمعت، عزيزي القارئ، عن أضرار هذه الظاهرة، وما يعاني منه أبناؤنا من مضار صحية واجتماعية -وخاصة الأطفال- تخيل طفلًا في عمر الأربع سنوات يمسك جوال أحد والديه بحجة أن يصمت ويلهو مع هذا الجهاز السام، بدلًا من صراخه وإزعاجه! أيهما أفضل: إزعاجه وصراخه أم انعزاله بعيدًا عنك، أيها المربي، حتى يصاب بعدة أمراض تفقده للأبد؟!

أطفالكم أمانة، كونوا معهم، وراقبوهم، كانت الأسرة في السابق تجتمع في مكان واحد في البيت، بحب وود وترابط أسري، يستمعون لبعضهم البعض، ويتشاركون أحزانهم وأفراحهم في قالب ممزوج بالتعاطف الأسري، كانوا يتشاركون الأكل في صحن واحد، أما وقت اللعب فكانوا يمارسون الألعاب الشعبية التي تتطلب الحركة والنشاط البدني، يا لها من أيام لن تعود، أما الآن، فقد حلَّت محلها الألعاب الإلكترونية، والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، مما تسبب في أمراض العصر المزمنة، وقلة الحركة، واضطراب النوم، حتى ضعفت أجسادهم ومرضت.

وكثيرة هي الظواهر والسلوكيات التي يمارسها البشر في مختلف مجالات الحياة، ولكن يبقى الفكر والتطور هما ما يحددان للإنسان الصواب، ويجعلانه يبتعد عما يسمى بـ«التقليد الأعمى»، ويمارس متطلبات الحياة وفقًا للصواب، سعيًا نحو الأفضل والأحسن.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدين رواندا ويطالبها بسحب قواتها من الكونغو فورا
  • القضاء يوجه دائرة السجون بتنفيذ قانون العفو العام واطلاق سراح المشمولين فوراً
  • 3 أسباب أغضبت ترامب من زيلينسكي .. ومسئولون ينصحون الرئيس الأوكراني بالفرار فورا
  • بوتين: لابد من امتلاك مفاتيح التكنولوجيا الخاصة لتصدير منتجات عالية الجودة
  • وضوح الرؤية
  • مقربون من ترامب ينصحون زيلينسكي بمغادرة أوكرانيا فوراً
  • مقربون من ترامب ينصحون زيلينسكي بالفرار إلى فرنسا فوراً
  • ظواهر من الحياة
  • السودان: إبادة جماعية، مجاعة، وجرائم حرب… والمأساة المستمرة في ظل صمت عالمي مخزٍ
  • الأمم المتحدة: “وضع مروع ومحزن”، 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان .. هناك أدلة معقولة على ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان