سودانايل:
2024-07-02@09:02:02 GMT

عندما ازدهرت حديقة مسرح الفنون الشعبية

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
*حالت ظروف مختلفة دون تلبيتي دعوات رئيس اتحاد فرق الموسيقى الحديثة صلاح بروان للمشاركة في المنتدي الموسيق الذي درجوا على تنظيمه دورياً، لكنني حرصت على حضور المنتدى الخاص بالفنان الشامل الدكتور شرحبيل قبل سنوات.
*هذه هي المرة الاولى التي يستضبف مسرح الفنون الشعبية بامدرمان هذا المنتدى بعد توجيه وزير الثقافة الاتحادي احمد الطيب البدوي، فاستحق الشكر من رئيس اتحاد الفرق الموسيقية الحديثة الذي حيا ايضا مدير مسرح الفنون الشعبية عبد الله حسب الرسول، ولم يقصر فيصل الصادق في تقديم الدكتور شرحبيل وفرقته والترحيب بالحضور والإعلان عن مفاجات مقبلة بتكريم عدد من رواد الموسيقى الحديثة.


*لم يكن غريباً كل هذا التجاوب والمشاركة الحية من الحضور النوعي من كل ألوان الطيف السوداني جغرافياً ونوعياً وعمرياً مع إبداعات شرحبيل وفرقته العريقة المتجددة التي جعلت حديقة مسرح الفنون الشعبية تزدهر بالإنفعال الجميل مع الاغنيات المتميزة التي أداها شرحبيل في هذه الامسية نذكر منها "الليل الهادي"و "خطوة وخطوة" و"يا تايه في ظلام الليل" و"حلوة العينين".
*الفنان شرحبيل استحق لقب الفنان الشامل بابداعاته المختلفة الثرة في مجالات الفنون الجميلة فهو رسام وخطاط وشاعر و ملحن وعازف ومغني،وهب حيلاته للعطاء الفني البديع دون إدعاء أو من أو أذى.
*الذين حضروا (مجلة الصبيان ) في عهدها الذهبي لايذكرون شخصية "عمك تقو" إلا ويذكرون شرحبيل، رغم أنه قد شارك في رسمها كوكبة من التشكليين نذكر منهم سر الختم عبد الكريم وود الشيخ والصلحي ، إلا أن شخصية عمك تنقو التي رسخت في أذهان أطفال ذلك الزمان في(الصبيان) كانت من رسم شرحبيل.
*تعاون شرحبيل مع جريدة (الصحافة) عندما كنت سكرتيرا لتحريرها،كان يعد نصف صفحة باسم "أولادنا"وكنت أساهم فيها بكتابة"حكايات قدورة" وقد رسم شرحبيل شخصية قدورة، وكان في ذات الوقت يعد "مسلسل جلجل"،ولا أنسى إسهامه المقدر في مجلة "مريود"التي كانت تصدر من دار الصحافة ، وكانت الصحفية المخضرمة الدكتورة بخيته امين ترأس تحريرها.
*لاأنسى ايضاً مشهد الفنان الشامل شرحبيل احمد وهو يغني مع الفنان العالمي هاري بالافونت الذي كان قدجاء الى السودان ضخن فرقة عالمية للمشاركة في الحملة الدولية لمساعدة المتضررين من الجفاف والتصحر الي ضرب جزءاً كبيراً من أفرقيا في ذلك الوقت، وقد اشتهرت حينها أغنية جماعية وضعت خصيصا لهذه الحملة اسمها"WE ARE THE WORLD" التي حفظ بعض مقاطعها حتي بعض اطفال بلادنا في تلك الايام.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مسرح الفنون الشعبیة

إقرأ أيضاً:

إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه

ترجمة ـ أحمد شافعي -

«يجدر بالمسرحية أن تكون فعلا أخلاقيا من أفعال الخيال». هكذا قال الكاتب المسرحي البريطاني إدوارد بوند الذي وافته المنية قبل ثلاثة أشهر، والذي كان على مدى عمره أحد دعاة حق المسرح المطلق في معالجة أصعب قضايا زمنه.

ولعل إعادة عرض المسرحيات أيضا جديرة بأن تعد عملا أخلاقيا من أعمال الخيال. وذلك ما وجدت نفسي أفكر فيه خلال الأسبوع الحالي حينما شاهدت عرضا مسرحيا تسجيليا يرجع إلى عام 2005 في مسرح (ذي أولد ريد ليون) بشمالي لندن وسط جمهور حاشد. يتناول عرض (اسمي راشيل كوري) حياة فتاة أمريكية تبلغ من العمر 23 عاما إذ تسافر إلى قطاع غزة في عام 2003 للإسهام في إغاثة الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال ثم لقيت مصرعها أمام جرافة إسرائيلية.

شارك في كتابة العرض المسرحي كل من آلن ريكمان وكاثرين فاينر التي تشغل حاليا منصب رئيس تحرير صحيفة جارديان، وقد قاما بجمع مادتها من يوميات ورسائل إلكترونية، ويمثل العرض المسرحي لقاء بالحاضر بقدر ما هو لقاء بالماضي. لقد سرت القشعريرة في أوصالي وأنا أستمع إلى ما كتبته من يوميات عن الدبابات، والأطفال الموتى، والأهوال اليومية للعيش في رفح وخان يونس، وكلتاهما من المدن التي نراها الآن في الأخبار وقد انتهت إلى ركام.

تكتب أن «هؤلاء بشر يواجهون الزوال» فتبدو إذ تتكلم عن العقاب الجماعي، وتدمير مصادر المياه، وإطلاق الرصاص على مدنيين غير مسلحين، وضرورة سحب الاستثمارات، وكأنها الكاهنة والعرافة كاسندرا. بمشاهدة هذا العرض بعد قرابة عقدين من تقديمه الأصلي أجد نفسي أفكر في قيمة مسرحيات الماضي السياسية، وبخاصة تلك المسرحيات التسجيلية التي تحتل مكانة لا يشاركها فيها غيرها، فهي وثائق تاريخية تصاغ في قالب فني.

كيف سنشاهد على سبيل المثال مسرحية نيكولاس كينت التسجيلية (فشل النظام) على سبيل المثال في غضون أجيال قليلة؟ وما معنى أن ننصت إلى كلمات امرأة أمريكية، شديدة التحديد والخصوصية، عن صراع تحول على مدار عقدين من الزمن ليصبح عنفا وضيعا نراه يجري أمام أعيننا الآن في غزة؟ قد يعده البعض، نظرا لتوقيته، فعلا من أفعال النشاط السياسي، أو إنسانيا، في ضوء أن مبيعات التذاكر سوف تخصص لمساعدة أسرة فلسطينية منكوبة بسبب القصف الإسرائيلي.

ثمة فارق محدد في هذه الإعادة له تأثير على المعنى، ويتمثل الفارق في أن فريق العرض من اليهود، ومنهم المنتجة والممثلة ساشا شيندر، والمنتجة والمخرجة صوفي روزن فلولادي، وهي من أصول يهودية إسلامية إيرانية مختلطة. وتضمن الجمهور فلسطينيين جالسين مع يهود.

ومع ذلك، فقد قيل لي إن بعض الفنانين عزفوا عن المشاركة في العرض خوفا من أن يشوه ذلك سمعتهم ويقلل فرصهم في العمل بعد ذلك. تقول روزن فولادي إن العمل برمته اتسم بالقلق، فالوقت عصيب، والتمويل شحيح، وثمة خطر في المسرحيات السياسية القوية المماثلة لهذه في ما يبدو.

ولكن عرض مسرحية سياسية يمثل في نظري مقياسا لمدى حرية مجتمع في واقع الأمر، و(مسرح بيلاروسيا الحر) مثال لذلك، فقد منع من العرض في وطنه، لكن هناك حملات قمع للمسرح والفنون في أماكن كثيرة أخرى تمضي نحو الاستبدادية.

بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر من العام الماضي، تحدثت إلى مصطفى شتا، مدير عام مسرح الحرية في الضفة الغربية، عن شخصيات ثقافية في المنطقة تم وضعها رهن «الاعتقال الإداري» دونما توجيه تهمة، ومن أولئك بلال السعدي رئيس مجلس إدارة مسرح الحرية، وفنان السيرك محمد أبوشقة. ولم يمض وقت طويل على حديثنا حتى اعتقل شتا، ولا يزال مسجونا إلى الآن دونما توجيه تهمة إليه. قال لي «نحن نخشى أن نتحدث بحرية لكننا سنظل فنانين».

بصفة أعم، لا أعرف ما الذي كان يمكن أن يقوله إدوارد بوند عن شجاراتنا الأخيرة المتعلقة بالغرض من الفن في أعقاب قيام بايلي جيفورد ـ وهو من رعاة الفنون ـ بسحب استثماراته من صناعة الوقود الحفري إثر حملة ضغط من فنانين. لا شك في أن بوند كان ليرى أنه لا وجود لشيء اسمه المسرح الخالي من السياسة، وذلك كان رأي جورج أورويل، وهو من آباء الكتابة السياسية الروحيين. كتب يقول إن «القول بأن الفن لا ينبغي أن تكون له علاقة بالسياسة هو في ذاته موقف سياسي». ومن يظن أن الثقافة يمكن أن توجد بمفردها في فقاعة غير مسيسة هو في نظري ساذج إلى أبعد الحدود، فتلك مفارقة رومنطيقية مفرطة العاطفية.

إن منطلق أي مشروع إبداعي، بالنسبة لأورويل، هو دائما الإحساس بالظلم. فالمسرحيات السياسية تمثل سجلا للنضال والتفاوت في المجتمع: ومسرح الاستجابة السريعة للعنصرية خلال حركة «أهمية حياة السود» سنة 2019 مثال لذلك، وكذلك مسرحيات حملة «وأنا أيضا» أي حملة MeToo الخاصة بفضح التحرش بعد إدانة هارفي وينشتين مثال آخر. وإني أتفق مع الكاتبة المسرحية جوربريت كاور بهاتي التي أثارت مسرحيتها (بيزيتي) شغبا في بريمنجهم سنة 2014 حينما تقول إن المسرح الذي لا يحرض هو مسرح لا يقوم بعمله: «فالكتابة فعل خطير، وتحريضي».

في عام 2006، وبعد أن قوبل بنجاح كبير في لندن، تهيأ عرض «اسمي راشيل كوري» المسرحي للانتقال إلى نيويورك قبل أن تؤجل الفرقة المسرحية المستضيفة له عرضه إلى أجل غير مسمى. كان العرض وثيق الصلة باللحظة أكثر مما ينبغي. لكن أليست هذه هي الغاية من المسرح، أن يعرض أشد المواضيع الآنية سخونة، وأن يتيح فرصة للاستماع لـ«الأشياء»، بحسب تعبير أورويل، في وقت حدوثها في العالم؟ إن من يعيدون إحياء هذا العرض يرجون أن تسنح لهم فرصة عرضه في مسارح أخرى، وأن يحملوا الناس على مناقضة مواضيع باتت مرة أخرى مواضيعنا الخاصة.

يسمح الحكي للجمهور برؤية التناقضات، وبالتعاطف، بل وبتغيير الرأي في بعض الأحيان. وهو وسيلة مهمة لتناول الحياة الواقعية. تقول شيندر إن أباها مثال لذلك، فقد شعر أن المسرحية معادية للسامية حينما قرأها للمرة الأولى، ولكن معانيها وصلته حينما شاهدها. وإذن فقد تحققت المهمة.

تقول كوري إن «القادة هم الذين يصنعون الحروب، وإن الفن هو الذي يوثق ويكشف ويأسى لآثارها على البشر».

عارفة أكبر كبيرة نقاد المسرح في صحيفة جارديان.

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • ملخص تصريحات محسن محي الدين في "واحد من الناس"
  • أول تعليق من قطاع الفنون التشكيلية حول تلف لوحات معرض محمود سعيد
  • المعرض العام الـ44.. الفنون التشكيلية ينظم "لقاء مع فنان" على هامش الفعاليات
  • الوالد/ عماش بن غازي الصالحي رحمه الله تعالى
  • عُمان تحرضُ فضول الكوريين!
  • الناقد صلاح بيصار: من المسئول عن إتلاف أعمال الرائد محمود سعيد؟
  • إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه
  • كاظم الساهر يزور العاصمة الإدارية: لم أتوقع كل هذا الإبهار والإنجازات
  • «الجناح الإماراتي».. أيقونة تراثية بـ«موسم طانطان الثقافي 2024»
  • راغب علامة يشعل قرطاج بأجمل أغانيه.. صور