الفريق أول أحمد حسني يروي قصته مع زوجته رغم فقدان قدميه أثناء خطبتهما
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
بدأت فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 بمناسبة الاحتفال بـ يوم الشهيد والمحارب القديم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بآيات من الذكر الحكيم.
وقال الفنان محمد رياض في تقديمه إن الثمن الذي دفعه الشهداء غالٍ، ولكن مهما كان الثمن فهو ضروري حتى تعيش مصر.
فيما روى الفريق أول أحمد حسني أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي صمود زوجته بجانبه بعد فقدان قدميه، وكانت ارتبطت به رغم كل ما مر به فى الحرب والمناورات فى ميدان العمل.
ويشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، السبت، فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 بمناسبة الاحتفال بـ يوم الشهيد والمحارب القديم، تخليدًا لأرواح الشهداء والتذكير بالتضحيات التي قاموا بها في سبيل الحفاظ على الوطن.
وتحتفل مصر والقوات المسلحة في الـ9 من مارس من كل عام بـ"يوم الشهيد"، الذي يوافق ذكرى استشهاد رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فعاليات الندوة التثقيفية السيسي يوم الشهيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور: ابن الشهيد، رمز الانضباط، والأسير الذي أرادوه شاهد زور
تردّدت كثيراً قبل أن أكتب عن الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور، إذ لا يزال في الأسر، ومصيره بين الحياة والموت مجهول. لكنّ صدى حضوره، وصموده، ومكانته في وجدان رفاقه، يدفعنا للكتابة عنه بما يليق. استودعناه، ومعه رفاقه الأسرى، عند الرب الحفيظ الودود، الذي لا تضيع عنده الودائع، ولا تغيب عنه الخفايا، ولا يُجهل عنده المصير.
ينحدر الفريق مبارك من منطقة هيبان ذات الطبيعة الآسرة في جنوب كردفان، لكنه نشأ في مدينة الأبيض، حيث كان والده، الشهيد النقيب كوتي كجو كمتور، يعمل ضمن قوات الهجانة. وهناك، في تلك البيئة العسكرية المشبعة بالقيم والانضباط، تشكل وعيه الأول.
ورث مبارك مجد والده الذي سطّر ملحمة بطولية نادرة في مطلع السبعينات، عندما تصدى لهجوم عنيف من تمرد حركة “أناينا” قبل اتفاقية السلام مع الرئيس الراحل جعفر نميري. كان النقيب كوتي قائداً لإحدى القوات، فثبت وقاتل مع رفاقه حتى نفدت ذخيرتهم. حينها، لم يرفع الراية البيضاء، بل قاوم بما بيده — بالحجارة، وبساعته التي كانت في معصمه، حتى وصلوا إليه وقتلوه وهو في موضعه، متمسكاً بشرف الجندية.
أطلق لها السيف لا خوفٌ ولا وجلُ
أطلق لها السيف وليشهد لها زُحلُ
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقلُ البطلُ
في سيرة الفريق مبارك كوتي، يبدو كأن هذه الأبيات قد كُتبت له وله وحده؛ ولأبيه الذي غرس فيه بذور الفروسية ورفض الانكسار. فقد جمع بين أصالة النشأة العسكرية، وسمو الأخلاق، وأناقة الحضور. مهندماً، أنيقاً، مكتمل الزي، يحمل عصاه وحليته، ويُعرف بحبه للجندية والانضباط. لا يتساهل في النظام، ولا يتنازل عن الوقار العسكري.
ينتمي للدفعة (٣٥) بالكلية الحربية، التي تُعد من أبرز الدفعات في تاريخ القوات المسلحة السودانية، حيث ضمت نخبة من القادة الذين تميزوا بالانضباط العسكري، والاحترافية العالية، والتفاني في خدمة الوطن، وكان لهم دور بارز في مختلف ميادين القتال والقيادة.
تنقّل في وحدات كثيرة ومهمة منها: اللواء العاشر شندي، الشرطة العسكرية، الفرقة الرابعة الدمازين، ثم في هيئة التفتيش العسكري. وأقدميته العسكرية لا تسمح له بأن يكون عضواً في رئاسة هيئة الأركان، في ظل التراتيبية ومن هو أقدم منه دفعة. غير أن القائد العام للقوات المسلحة اختاره بنفسه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، وهو منصب يتبع مباشرة للقائد العام، ويُمنح فقط لمن يحظى بثقة كاملة وشخصية مؤسسية رصينة.
نال تأهيلاً عسكرياً رفيعاً داخلياً وخارجياً، في صنف المشاة، حتى درجة الماجستير، وزمالة الأكاديمية العليا للحرب، وزمالة الدفاع الوطني. كما يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير، إضافة إلى الدكتوراه.
ينتمي إلى أسرة عريقة، تمثل مثالاً حياً لتمازج النسيج السوداني، فزوجته من أصولٍ حلفاوية ونوباوية، في انسجام يعكس وحدة الأرض والتاريخ. وهو والدٌ ومربٍّ، عرف عنه التواضع في المنزل، والصلابة في المؤسسة، وحرصه على أن يخرج من بيته إلى عمله كما يخرج الجندي إلى الميدان.
في فجر الحرب الأخيرة، اختُطف الفريق مبارك كوتي من منزله القريب من القيادة العامة، ولم يكن في موقع عسكري، بل كان في طريقه إلى أداء واجبه. وقع في الأسر منذ اليوم الأول، واستُخدم كورقة سياسية، حيث أُجبر تحت الإكراه على تسجيل صوتي بثّته قوات التمرد، زعمت فيه انضمامه إليها. لكن كل من يعرفه، ويعرف ولاءه العميق للمؤسسة العسكرية، يدرك أن ذلك محض كذب، فالفريق مبارك رجل لا يُباع ولا يُشترى.
شهادات كثيرة أشارت إلى تدهور حالته الصحية، خاصة مع إصابته بمرض السكري، وترددت أنباء عن حرمانه من الدواء، بل عن وفاته لاحقاً، دون أن يصدر نفيٌ أو تأكيد رسمي. لكننا لا نكتب اليوم وداعاً، بل دعاءً وأملاً، وثقة بأن الوفاء لا يُؤسر، وأن الشرفاء لا يُنسَون.
العميد م.د. محمد الزين محمد — 21/4/2025
إنضم لقناة النيلين على واتساب