نشرت وكالة "بلومبيرغ" تحت عنوان "أموال ساخنة تتدفق على مصر"، تقريرا قالت فيه إن مصر تقدم  حاليا ثالث أعلى عائد على السندات بالعملة المحلية، وهو ما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين الذين كانوا سابقا يتجنبون الاستثمار فيها بسبب الدين المحلي المصري في السابق.

مؤخرا، ارتفع متوسط العائد على السندات بالعملة المحلية إلى مستوى يقترب من 30٪، وشهد الجنيه المصري، يوم الخميس، ارتفاعا يعادل 1.

5٪ تقريبا مقابل الدولار.

وكان المستثمرون يبتعدون عن مصر، بسبب انخفاض قيمة الجنيه، الذي أصبحت قيمته "مبالغا فيها في نظر التجار الأجانب"، مما أدى إلى نقص العملة الصعبة وتسارع التضخم، وفق التقرير.

وأفادت الوكالة أن دعما من صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار وتعهد الإمارات بأكثر من أربعة أضعاف ذلك المبلغ، قد قلب السيناريو لبعض أكبر أسماء الأسواق المالية مثل Aviva Investors و Vanguard Asset Services.


وكانت مصر قد خسرت السندات المحلية أكثر من 10٪ خلال العام الماضي، في حين ارتفعت الديون المحلية في الأسواق الناشئة بنسبة 6٪، وفقا لمؤشر بلومبيرغ.

إضافة إلى تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022 في ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى زيادة أسعار واردات القمح والوقود إلى مصر.

وذكر التقرير أن مصر الآن تعتبر "جاذبة للمستثمرين من خلال فتح الباب لعوائد أعلى من خلال رفع أسعار الفائدة وإزالة القيود على العملة".

وتوقعت الوكالة أن "تتضح حالة الاستثمار في مصر في الأسبوع المقبل مع استقرار السوق وتجديد احتياطيات مصر وتحقيق الاستقرار في مواردها المالية".

من حافة الكارثة لإطلاق استثمارات


وخلال عشرة أيام فقط، شهدت مصر تحولا كبيرا من حافة الكارثة الاقتصادية إلى إطلاق استثمارات وقروض تجاوزت 40 مليار دولار، هذا ما قالته وكالة بلومبيرغ الأمريكية في تقريرها قبل يومين بعنوان: “بمليارات الدولارات، ‘لعبة القوى الخليجية’ تركز على مصر، مع احتدام حرب الشرق الأوسط".

وأرجعت الوكالة هذه الطفرة، إلى تعاون مصر مع دولة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أنه تظهر الإشارات إلى إمكانية حصول المزيد من التمويل من المملكة العربية السعودية وغيرها.

في السادس من آذار / مارس 2024، قررت مصر زيادة أسعار الفائدة بشكل غير مسبوق وخضعت عملتها المحلية، الجنيه المصري، لعملية تعويم بنسبة تجاوزت 38%.

وذكرت الوكالة أن المستثمرين الأجانب أشادوا بتحول مصر وتوقعوا جذب مليارات الدولارات من تجار السندات في الأشهر المقبلة.

وتابعت: يبدو أن الخطوة التالية للبلاد قد تكون استثمار الأراضي بمليارات الدولارات من المملكة العربية السعودية، حيث تجري المحادثات حاليا بين السلطات المصرية والسعودية بشأن تطوير منطقة ساحل شمال البحر الأحمر، المعروفة باسم "رأس جميلة".

نفوذ جيوسياسي 

من جهتها، تستمر الإمارات في استخدام ثروتها لتعزيز نفوذها الجيوسياسي، وهذه المرة تركز على دعم مصر نحو الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة، وفقا للوكالة.

ولفتت إلى أن الآمال تتجه الآن بأن تسفر هذه التحركات عن استقرار لمصر، التي تشكل جزءا حيويا في حل المشاكل العربية، خاصة في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، بحسب بلومبيرغ.


وبهذا السياق، قررت الإمارات تقديم دعم مالي بقيمة 35 مليار دولار إلى مصر، وذلك لتمويل مشروع تطوير رأس الحكمة، الشبه الجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، والتي تمتد مساحتها لثلاثة أضعاف مساحة ولاية مانهاتن.

كانت هذه الصفقة هي الدافع وراء إطلاق سلسلة من التحركات في السياسة النقدية المصرية في السابع من آذار/ مارس الجاري، في البلد الذي يفوق سكانه الـ 100 مليون ويعاني تضخما مرتفعا.

وقالت الوكالة إن المملكة العربية السعودية تعمل على خطوات مشابهة لتقديم الدعم، متبعة بذلك خُطى الإمارات.

وتتجلى دور "لعبة القوى الإقليمية" في هذا السياق، حيث تسعى الإمارات إلى تعزيز نفوذها في مصر على مدى العقود القادمة، بينما تتطلع المملكة العربية السعودية إلى تطوير أراضٍ ضمن إطار صفقة خاصة بها عبر البحر الأحمر، بحسب الوكالة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصر صندوق النقد الدولي الإمارات السعودية مصر السعودية الإمارات صندوق النقد الدولي المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة العربیة السعودیة

إقرأ أيضاً:

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال بسبب هدايا استلمها من السعودية

يوليو 6, 2024آخر تحديث: يوليو 6, 2024

المستقلة/- أفادت وسائل إعلام محلية أن الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال و الاختلاس و الارتباط الإجرامي فيما يتعلق بألماس غير المعلن الذي تلقاه الزعيم اليميني المتطرف من المملكة العربية السعودية خلال فترة وجوده في منصبه.

و لم تتلق المحكمة العليا في البرازيل بعد تقرير الشرطة مع لائحة الاتهام. و بمجرد القيام بذلك، سيقوم المدعي العام في البلاد، باولو جونيت، بتحليل الوثيقة و يقرر ما إذا كان سيتم توجيه اتهامات و إجبار بولسونارو على المثول للمحاكمة.

و هذه هي لائحة الاتهام الثانية لبولسونارو منذ ترك منصبه، بعد أخرى في مايو بزعم تزوير شهادة التطعيم ضد كوفيد. لكن لائحة الاتهام هذه تثير بشكل كبير التهديدات القانونية التي تواجه الزعيم السابق المثير للانقسام و التي أشاد بها خصومه و لكن يدينها أنصاره باعتبارها اضطهاد سياسي.

و لم يعلق بولسونارو على الفور، لكنه و محاموه نفوا في السابق ارتكاب أي مخالفات في القضيتين، بالإضافة إلى تحقيقات أخرى مع الرئيس السابق. أحدهما يحقق في تورطه المحتمل في التحريض على انتفاضة في العاصمة برازيليا، في 8 يناير/كانون الثاني 2023، و التي سعت إلى الإطاحة بخليفته من السلطة.

و في العام الماضي، اتهمت الشرطة الفيدرالية بولسونارو بمحاولة أخفاء مجوهرات ماسية يقال إنها تبلغ قيمتها 3 ملايين دولار و بيع ساعتين فاخرتين.

و قالت الشرطة في أغسطس/آب إن بولسونارو حصل على أموال نقدية من بيع ساعتين فاخرتين بقيمة 70 ألف دولار حصل عليها كهدايا من المملكة العربية السعودية. تشترط البرازيل على مواطنيها الذين يصلون بالطائرة من الخارج التصريح عن البضائع التي تزيد قيمتها عن 1000 دولار، و على أي مبلغ يتجاوز هذا الإعفاء، دفع ضريبة تعادل 50% من قيمتها.

و كان من الممكن إعفاء المجوهرات من الضرائب لو كانت هدية من السعودية إلى البرازيل، و لكن ليس لبولسونارو ليحتفظ بها لنفسه. بل كان من الممكن إضافتها إلى المجموعة الرئاسية.

أظهر التحقيق أن ماورو سيد، المساعد السابق لبولسونارو الذي زُعم أنه زور سجلات كوفيد الخاصة به، باع في يونيو 2022 ساعة رولكس و ساعة باتيك فيليب إلى متجر في الولايات المتحدة بمبلغ إجمالي قدره 68 ألف دولار. لقد تم منحهم من قبل حكومة المملكة العربية السعودية في عام 2019. و وقعت إدارة البحث الجنائي لاحقًا على صفقة إقرار بالذنب مع السلطات وأكدت هذه المزاعم.

قال فلافيو بولسونارو، الابن الأكبر للرئيس السابق و عضو مجلس الشيوخ، على قناة X بعد لائحة الاتهام يوم الخميس إن محاكمة والده كانت “صارخة و وقحة”.

و بالإضافة إلى بولسونارو، وجهت الشرطة الاتهام إلى 10 آخرين، بحسب التقارير.

بدأ الكابتن السابق بالجيش البالغ من العمر 69 عامًا حياته السياسية كمدافع قوي عن الدكتاتورية العسكرية في البرازيل، و كان نائبًا في البرلمان لما يقرب من ثلاثة عقود. عندما ترشح للرئاسة لأول مرة، في عام 2018، تم رفضه على نطاق واسع باعتباره دخيل و محافظ بشكل جذري للغاية. لكنه فاجأ المحللين بانتصار حاسم، و يرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تصويره لنفسه كمواطن مستقيم في السنوات التي أعقبت تحقيقات فساد واسعة النطاق أوقعت مئات السياسيين و المديرين التنفيذيين.

و في العام الماضي، قضت المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل بأن بولسونارو أساء استخدام سلطاته الرئاسية خلال محاولته إعادة انتخابه عام 2022، مما جعله غير مؤهل لأي انتخابات حتى عام 2030. و ركزت القضية على اجتماع استخدم خلاله بولسونارو موظفين حكوميين و القناة التلفزيونية الحكومية و مسؤولين حكوميين في القصر الرئاسي في برازيليا لإبلاغ السفراء الأجانب بأن نظام التصويت الإلكتروني في البلاد تم تزويره.

و من المتوقع أن يلتقي بولسونارو بالرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، نهاية هذا الأسبوع، في مؤتمر للمحافظين في بالنيريو كامبوريو، جنوب البرازيل.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • المملكة العربية السعودية تمنح الجنسية لعدد من الرياضيين المتميزين..(الأسماء)
  • اختتام فعاليات الدورة الـ13 لملتقى الشعر الخليجي في السعودية
  • بينها السعودية.. ”طقس العرب” يكشف عن موجة حر ”لاهبة” قادمة تجتاح 3 دول عربية ويحدد موعدها
  • الحواط: جلسة صباحية مع سعادة سفير المملكة العربية السعودية
  • ريادة ومواقف مشرّفة
  • تعرف على تفاصيل نظام التأمينات الجديد في المملكة العربية السعودية
  • «قبلت التحدي».. عالمة حاصلة على جنسية المملكة تروي قصتها مع جامعة سعودية
  • ملخص نهائي مباراة السعودية 1 – 0 الإمارات – بطولة الديار العربية غرب آسيا
  • الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال بسبب هدايا استلمها من السعودية
  • النائب العام يلتقي رئيس اللجنة المركزية للشؤون السياسية والقانونية في الصين