الجيش الأمريكي: إسقاط 15 طائرة مسيرة أحادية الاتجاه بالبحر الأحمر وخليج عدن
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم السبت، أن قواته تمكنت من إسقاط 15 طائرة مسيرة أحادية الاتجاه، أطلقها الحوثيون في هجوم واسع النطاق في البحر الأحمر وخليج عدن.
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة حربية أمريكية في خليج عدن عاجل.. سفينة تتعرض لهجوم شرق عدن اليمنيةوذكرت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) - في بيان نقلته قناة (الحرة) الأمريكية اليوم - أن الحوثيين نفذوا بين الساعة (4 صباحا و6:30 صباحا بتوقيت صنعاء) هجوما واسع النطاق بمركبات جوية غير مأهولة في البحر الأحمر وخليج عدن، وحددت القيادة، وقوات التحالف، الطائرات بدون طيار ذات الاتجاه الواحد (OWA)، وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية والتحالف في المنطقة وتمكنت من إسقاط 15 طائرة بدون طيار أحادية الاتجاه.
وأوضح البيان أن هذه الإجراءات يتم اتخاذها لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانا في منطقة البحر الأحمر التي يعبر من خلالها 12 % من حركة التجارة العالمية.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت (سنتكوم) في وقت سابق اليوم أن القوات الأمريكية نفذت ضربة دفاعا عن النفس استهدفت صاروخين مضادين للسفن في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، مشيرة إلى أن الصاروخين كانا محمولين على شاحنة تابعة للحوثيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي خليج عدن طائرة مسيرة
إقرأ أيضاً:
اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
عبدالوهاب حفكوف
من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.
منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.
كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:
• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.
• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.
• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.
وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.
لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.
ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.
في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.
هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.
أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!
* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير