يعمل إسرائيليون غاضبون بشكل متواصل، على عرقلة وصول المساعدات، التي تشمل إمدادات المواد الغذائية، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، وذلك في الوقت الذي تتسارع فيه الخطوات الدولية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر.

وذكرت "سي إن إن" أنه "على مدى أسابيع، سمح ضباط الحدود الإسرائيليون للمتظاهرين بتعطيل قوافل المساعدات الحيوية في كرم أبو سالم"، المعبر الحدودي الوحيد الذي يعمل حاليا بين إسرائيل وغزة.

لكن في نهاية الشهر الماضي، ومع تصاعد الضغوط والإدانات الدولية، أعلنت السلطات أنها ستنقل ضباطا إضافيين إلى المعبر لاستعادة السيطرة. لكن حتى مع إعلان أنها منطقة عسكرية مغلقة، يستمر المتظاهرون في التوافد نحو المعبر، ومحاولة "التغلب" على رجال الشرطة، بحسب "سي إن إن".

وتقود الاحتجاجات حركة "تساف 9"، وهي تجمع من جنود الاحتياط المسرحين وعائلات الرهائن والمستوطنين. ويعني اسمها "الأمر 9"، في إشارة إلى إشعارات التعبئة الطارئة التي تستدعي جنود الاحتياط في البلاد.

ويقول المتظاهرون إنهم يخشون أن المساعدات "تساعد المسلحين" الذين ما زالوا يحتجزون أصدقاءهم وأقاربهم كرهائن، بعد 5 أشهر من الهجمات التي نفذتها حماس وأشعلت شرارة الحرب المدمرة.

ويعتقد المتظاهرون الغاضبون أن منع دخول المواد الغذائية والإمدادات للقطاعـ سيؤدي إلى "إجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن".

"سيستغرق تحضيره عدة أسابيع ليوفر مليوني وجبة يوميا".. البنتاغون يكشف تفاصيل ميناء غزة المؤقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أنها تحضّر لتأسيس ميناء مؤقت من أجل إيصال المساعدات عبر البحر لقطاع غزة المحاصر، وذكرت أن العملية "ستستغرق عدة أسابيع". 

والخميس، ضمنت شرطة الحدود الإسرائيلية مرور شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، لكن فقط بعد أن صدت عدة محاولات من قبل المتظاهرين على مدار ساعات، لمنعها. ومع مرور الوقت، اتخذ الضباط موقفا أكثر صرامة ضد المتظاهرين.

وأدى الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

في المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وتقول منظمات الإغاثة إن إسرائيل تسمح بدخول "قسم محدود فقط" من الإمدادات اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة منذ 9 أكتوبر، عندما فرضت الدولة "حصارا كاملا" على القطاع الذي تحكمه حماس، ردا على هجوم الحركة الذي أدى إلى نشوب الحرب.

وبدأ نقل المساعدات عبر معبر رفح على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر في 21 أكتوبر. كما تم فتح معبر كرم أبو سالم الواقع في جنوب شرق غزة في 17 ديسمبر، مما سمح بإدخال شاحنات المساعدة من إسرائيل.

وتشترط السلطات الإسرائيلية تفتيش جميع الشحنات قبل السماح بدخولها إلى غزة.

وحتى الأربعاء، سمحت إسرائيل لما مجموعه 14477 شاحنة بالمرور من كلا المعبرين منذ بداية الحرب، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

من جانبها، تقول إسرائيل إن 16093 شاحنة دخلت القطاع، أي بمعدل 105 شاحنات يوميا تقريبا، وهو مستوى أدنى بكثير من متوسط 500 شاحنة تجارية كانت تدخل غزة يوميا قبل بدء الحرب.

وفي مواجهة عجزها عن إيصال مساعدات كافية إلى غزة من طريق البر، لجأت بعض الدول، أبرزها الأردن والولايات المتحدة، إلى إنزال إمدادات إغاثية بالمظلات في القطاع. 

والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة، لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر، تتضمن وفق مسؤولين في إدارته، بناء "رصيف مؤقت" في غزة لإدخال "مساعدات ضخمة"، لكن إنجازه قد يتطلب عدة أسابيع.

وأعلن البنتاغون، الجمعة، أن الميناء العائم المؤقت الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاؤه قبالة غزة لإيصال المساعدات، سيستغرق بناؤه ما يصل إلى 60 يوما، وسيشارك في العملية على الأرجح أكثر من ألف جندي. لكن لن يكون هناك جنود على الأرض.

و"رحبت" إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومترا من غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ليئور حياة، عبر منصة "إكس" إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقا للمعايير الإسرائيلية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: کرم أبو سالم

إقرأ أيضاً:

حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء

نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، دخول بيوت متنقلة إلى القطاع بغرض الإيواء، وأكد أن ما دخل منها عدد محدود جدا ومُخصص للمؤسسات الدولية أو المستشفيات الميدانية.

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة -في بيان- إن البيوت المتنقلة (الكرفانات) للإيواء لم تدخل مطلقا.

وتابع أن الكرفانات التي تدخل عددها محدود جدا وهي مُخصصة للمؤسسات الدولية أو لمستشفيات ميدانية، كما دخل سابقاً للمستشفى الميداني لجمعية الهلال الأحمر قبل أيام.

وفي السياق، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن إسرائيل سمحت الخميس بدخول 15 بيتا متنقلا إلى القطاع عبر معبر رفح البري، حيث تم توجيهها إلى مؤسسات دولية وأممية لاتخاذها مقار لها.

وطالب الصوفي، الدول الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بممارسة ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام ومواد الإعمار لإيواء الفلسطينيين.

وقال: نحن بحاجة إلى فتح معبر رفح على مدار الساعة وإدخال مئات الآلاف من الوحدات السكنية المؤقتة ومواد البناء، فضلًا عن السماح بدخول الشركات المتخصصة لبدء عمليات إزالة الركام وإعادة تدويره.

وأشار الصوفي إلى أن تأخير عملية إعادة الإعمار يفاقم من معاناة فلسطينيي غزة، مؤكدا أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تبدأ فورا عبر توفير سكن مناسب للمتضررين، وإدخال المعدات والشركات اللازمة لرفع الأنقاض وبناء المرافق الحيوية من جديد.

إعلان تنصل إسرائيلي

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقسم إلى 3 مراحل، كل منها تستمر 42 يوما، مع شرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص من عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية وانعدام البنى التحتية.

وتتنصل إسرائيل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب المكتب الحكومي.

وأكثر من مرة طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء بالضغط على إسرائيل للسماح بإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام وانتشال جثث الشهداء الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح (صور)
  • إسرائيل تمنع بعثات تقضي الحقائق الدولية من دخول الأراضي المحتلة.. بيان
  • الجرافات المصرية تدخل قطاع غزة لإزالة الأنقاض (صور)
  • لقاء بين قائد القطاع الغربي في اليونيفيل وقائد الفوج الثاني للتدخل السريع في الجيش
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • الكرفانات المصرية في غزة.. تجهيز دفعة جديدة لأهالي فلسطين
  • باحث بالمركز المصري للفكر: جهود مصرية في حل ملف دخول المنازل المتنقلة لغزة
  • الإمارات تدعو إلى تعزيز الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني في السودان
  • عضو بالتحالف الوطني يعلن دخول قافلة المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الشوا: مصر مارست ضغطًا كبيرًا على إسرائيل لإدخال المنازل المتنقلة إلى غزة