كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن عملية دولية لتبادل سجناء، كانت ستفضي لإطلاح سراح المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، لافتة إلى أنها كانت قيد المناقشة قبل وفاته في السجن خلال الشهر الماضي.

وبحسب مصادر شبكة "سي إن إن"، فإن العمل على تلك الصفقة جرى منذ عام 2022، بمشاركة رجل الأعمال الروسي الشهير، رومان أبراموفيتش، وهيلاري كيلنتون، التي سبق لها أن شغلت منصب وزيرة الخارجية الأميركية خلال ولاية الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الأولى بين عامي 2009 و 2013.

وتوفي نافالني، أحد أشرس المعارضين للرئيس الروسي، فلاديمير بويتن، يوم 16 فبراير الماضي، عن عمر ناهز 47 عاما، في مجمع سجون بالقطب الشمالي، حيث كان يمضي عقوبة لمدة 19 عاما، بعد إدانته بتهمة "التطرف".

وتعود الفكرة إلى صيف عام 2022 عندما التقى، كريستو غروزيف، الذي عمل مع فريق نافالني لعدة سنوات، مع كلينتون، في إحدى الفعاليات بالولايات المتحدة.

ووفقا لشخص مطلع على الاجتماع، "أخبرت كلينتون غروزيف أنها تابعت عمله مع نافالني، الذي تضمن الكشف عن هويات فريق جهاز الأمن الفدرالي الروسي الذي قام بتسميم نافالني".

ووقع المحامي السابق والناشط في مجال مكافحة الفساد، ضحية عملية تسميم عام 2020 نسبها إلى الكرملين، الذي نفى من جهته ضلوعه فيها.

ولدى عودته إلى روسيا في  يناير 2021 بعد فترة نقاهة في ألمانيا، أوقف وتم سجنه، فيما أُغلقت منظمته لمكافحة الفساد لاتهامها بـ "التطرف".

وقال غروزيف لشبكة "سي إن إن"، إن كلينتون "وافقت على التواصل مع المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن فكرة مبادلة نافالني بروسي مرتبط بجهاز الأمن الفدرالي، أدين بارتكاب جريمة قتل في برلين".

وأضاف غروزيف أن كلينتون "نقلت الرسالة في البداية" إلى مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان. وذكرت "سي إن إن" أن مجلس الأمن القومي رفض التعليق.

من جانبها، قالت ماريا بيفتشيخ، إحدى المساعدين الرئيسيين لنافالني، إنه "في أوائل فبراير الماضي، عُرض على بوتين تبادل فاديم كراسيكوف، القاتل وضابط جهاز الأمن الفدرالي الذي يقضي عقوبة بالسجن بتهمة القتل في برلين، بمواطنين أميركيين ونافالني".

وكان بويتن قد طرح الشهر الماضي، فكرة تأمين إطلاق سراح شخص روسي "محب لوطنه"، قال إنه يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة "تصفية قاطع طريق" في أوروبا.

وفي حديثه مع المذيع الأميركي، تاكر كارلسون، في موسكو الشهر الماضي، أشار بوتين إلى أن الصفقة ستكون مقابل الإفراج عن مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، إيفان غيرشكوفيتش، المتهم بالتجسس في روسيا.

ولم يكن الإطار النهائي للصفقة المقترحة واضحا، لكن أحد الأشخاص المقربين من فريق نافالني قال إن الاقتراح الموسع كان يشمل "احتمال إطلاق سراح كل من غيرشكوفيتش وأميركي آخر مسجون في روسيا، هو بول ويلان، بالإضافة إلى نافالني".

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين لـ"سي إن إن"، الأسبوع الماضي، إنه على مقياس من 1 إلى 10، فإن احتمالات نجاح الصفقة "وصلت إلى 7 أو 8" بحلول الوقت الذي توفي فيه نافالني.

وكان الروس قد اقترحوا في البداية تبادل مواطن ألماني روسي محتجز في روسيا بتهمة التجسس بكراسيكوف، وهو العرض الذي رفضه الألمان بشكل قاطع.

وقال دبلوماسي غربي للشبكة الإخبارية الأميركية، دون الكشف عن هويته، الأسبوع الماضي: "كانت الحكومة الألمانية جادة للغاية بشأن هذا الأمر".

لكن الدبلوماسي أضاف أنه من غير المرجح أن يوافق الروس على مبادلة 3 سجناء مهمين - نافالني وغيرشكوفيتش وويلان - مقابل واحد - كراسيكوف - وكانوا يريدون توسيع الصفقة.

ومن ضمن الأفكار التي كانت مقترحة للصفقة، أن تدرج سيرغي فلاديميروفيتش تشيركاسوف، وهو جاسوس روسي مزعوم اتهمته وزارة العدل الأميركية بالاحتيال وجرائم أخرى، وهو محتجز في البرازيل. ورفضت السلطات البرازيلية طلبات التسليم الروسية والأميركية.

وقال الشخص المقرب من فريق نافالني لـ"سي إن إن"، إن "إيصال الرسالة إلى بوتين كان أحد أكبر التحديات". لكن هذه العملية المعقدة شارك فيها الملياردير الروسي، أبراموفيتش، الخاضع لعقوبات غربية، كما ذكرت الشبكة.

والتقى أبراموفيتش، الذي يقضي معظم وقته في الإمارات، وفق سي إن إن، بمسؤول أميركي في الوقت الذي تبلورت فيه أفكار لتبادل معقد، يشمل ما يصل إلى 7 أشخاص، وفقا لمصدر قريب من العملية.

وحافظ أبراموفيتش على اتصال مع الكرملين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان له دور فعال في الجهود المبكرة للتفاوض على إنهاء الصراع.

وقال مصدر مطلع على تحركات أبراموفيتش، إنه "سافر إلى موسكو للقاء مسؤولين في الكرملين، حيث تلقى فريق نافالني رسالة تفيد بتسليم المقترح لبوتين يوم 15 فبراير، أي قبل يوم واحد من الوفاة"، مضيفا أن الملياردير "شعر بالدهشة" عندما سمع أن نافالني توفي حتى أثناء متابعته لعملية التبادل.

ومع ذلك، فإن الاقتراح كان لا يزال في مرحلة غير رسمية، وفقا لعدة مصادر مطلعة على العملية، و"لا يبدو أن الصفقة كانت وشيكة"، حسب "سي إن إن".

لكن الدبلوماسي الغربي قال  إنه على مقياس من 1 إلى 10، فإن احتمالات التبادل "وصلت إلى 7 أو 8" بحلول الوقت الذي توفي فيه نافالني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فریق نافالنی سی إن إن

إقرأ أيضاً:

هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ "سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أدَّى إلى إضعاف الموقف الإقليمي لحزب الله في لبنان وبالتالي إحداث تغييرات في ميزان القوى تجعله أكثر عرضة للخطر.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه خلال الحرب التي اندلعت في غزة يوم 7 تشرين الأول 2023، راهنت إيران على "استراتيجية وحدة الساحات"، إذ امتد الصراع إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وحتى داخل إيران، لكن إسرائيل ردّت باستراتيجية مضادة تسمى "وحدة النتائج العسكرية".   ووفقاً للتقرير، فإن العديد من المعلقين الاستراتيجيين يُجمعون على أن ما سقط لم يكن فقط تنظيمات محلية مثل "حماس" أو "حزب الله" أو نظام الأسد، بل إنّ الهزيمة الكبرى أثرت على النظام الإيراني برمته، وانعكست نتائجها في توازن القوى الجديد الذي خلقته الحرب خصوصاً على صعيد إعادة تشكيل السلطة السياسية في غزة ولبنان وسوريا.   وذكر التقرير أن قدرة "حزب الله" على تقديم مساعدات واسعة واجهت ضغوطاً مالية كبيرة نتيجة العقوبات على إيران وقطع خطوط الإمداد عبر سوريا، فضلاً عن تدمير مؤسساته الاقتصادية، ما أدى إلى انخفاض قدرته على إدارة شؤونه والشبكات والخدمات الاقتصادية التي شكلت الأساس للحفاظ على بيئة متماسكة.   إلى ذلك، يقول تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنَّ "حزب الله بدأ باستعادة قدراته، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نوايا الحزب في التمسك باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني الماضي".   ووفقاً لتقرير "تايمز أوف إسرائيل"، فقد أكد بعض الخبراء العسكريين أنَّ "حزب الله" يعتقد أن تفكيك هيكله العسكري يؤدي إلى تراجع نفوذه ودوره السياسي في لبنان، زاعماً أن "الحزب، ورغم ما حصل معه مؤخراً، ما زال يعمل ككيان خارج إطار القانون اللبناني، سواء من خلال تمويله أو هيكله أو شبكاته الاقتصادية غير القانونية".   ويُكمل: "في هذا الوقت، ترى قيادات داخل حزب الله أن المنظمة اتخذت قراراً حازماً بإنهاء الحرب مع إسرائيل، وهو ما ترجم إلى عدم الرد على ما تعتبره خروقات إسرائيلية مستمرة، في حين أنَّ هناك تنسيقاً مع الجيش اللبناني بشأن الانسحاب من جنوب نهر الليطاني لكن الأسلحة في منطقة شمال الليطاني لن تكون مطروحة على الطاولة في المرحلة الحالية". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • فريق الضرائب بطلا لدوري المصالح الحكومية في لعبة تنس الطاولة بكفر الشيخ
  • باحث: تقرير أمريكي يشير إلى صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل
  • باحث سياسي: تقرير أمريكي يشير إلى صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل
  • بوتين يكشف إن كان أجرى محادثات مع ترامب منذ 4 سنوات واستعداده لذلك
  • عودة الجثث مقابل الأسرى.. إعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل مفاوضات هدنة غزة| عاجل
  • تقرير: 66 مليون عربي عانوا من الجوع العام الماضي
  • رئيس الأركان الروسي: الحد من التسلح أصبح من الماضي بسبب انعدام الثقة بين روسيا والغرب
  • تحقيق يكشف خفايا شركة حقائب فاخرة تستثمر فيها ميغان ماركل
  • جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعتقل مواطناً أوزبكياً لاغتياله جنرال روسي كبير