في ذكرى يوم الشهيد.. تضحيات القوات المسلحة تروي رمال شمال سيناء
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تحيي مصر والقوات المسلحة في التاسع من مارس من كل عام ذكرى يوم الشهيد، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذي استشهد عام 1969 على الجبهة وسط جنوده، حينما ضرب أروع الأمثال في الفداء والتضحية من أجل حماية الوطن.
وعلى مدار التاريخ، قدم الجيش المصري بعطاء أبنائه وتضحياتهم جيلًا بعد جيل، نماذج فريدة للعمل والعطاء بكل الصدق والشرف، حافظوا فيها على أمن الوطن وحماية ثوابته واستقراره، في إيمان كامل بأنه لا تفريط في أمن مصر القومي مهما كانت التضحيات.
ولأن القوات المسلحة الدرع الواقية لمصر والحصن المنيع لأمنها واستقرارها وسلامة شعبها، كانت لسيناء على موعد مع ملحمة جديدة من ملاحم الجيش المصري في الدفاع عن تراب الوطن المقدس، حيث ارتوت الأرض المباركة بدماء الشهدائها أمام جماعات الظلام والإرهاب والتكفير على مدار أكثر من عشرة سنوات، واجه فيها الجندي المصري بشجاعة وبسالة كل من أراد الشر لهذا الوطن الآبي.
ففي أعقاب أحداث عام 2011، وما صاحبها من مظاهر الفوضى المدمرة، التي طالت العديد من دول المنطقة، وتنامي ظاهرة الإرهاب، وانتشار التنظيمات المسلحة، كان للقوات المسلحة بتماسكها وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ على بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، وما لبث أن استتبعها ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، استطاع خلالها الشعب المصري، بدعم من القوات المسلحة، فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري، من جماعات الإرهاب، التي استطاعت خلال عام واحد أن تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية.
لذلك، كانت القوات المسلحة مُدركة لحجم التحديات والتهديدات المحيطة، ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها، تعرف تعلم أن الهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل والكتلة البشرية الصلبة وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هي مصر.
وقد واجهت مصر تحديات لم تمُر بها من قبل من الفترة عام 2011 حتى عام 2022، لذلك، كان لزاما على الدولة المصرية بأن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب، لمواجهة تلك التحديات، وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وكان على رأس تلك التحديات، هو تحدي مواجهة الإرهاب في مصر خاصة في سيناء.
تطهير سيناء من الإرهابوضعت القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة في تخطيطها لمكافحة الإرهاب الذي شهدته أرض الفيروز من الفترة 2011 حتى عام 2022 العديد من الاعتبارات، منها تنفيذ المهام العسكرية بالتوازي مع إعادة الحياة لطبيعتها، خاصة القرى المتاخمة لمناطق العمليات بوسط وشمال سيناء، وبالتوازي أيضًا مع عملية المشروعات التنموية التي تشيهدها الدولة فى سيناء والتي وصلت إجمالي استثمارتها أكثر من 800 مليار جنيه.
خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناءكان من المُخطط أن يتم خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء، ويتم نقل العناصر الإرهابية لها من مغرب الأرض ومشرقها، لكن نجاح قوات الأمن في تدمير البنية التحتية واللوجستية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، ساهم في إحباط ذلك المخطط، وفي ذات الوقت، قامت الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها القوات المسلحة، بعملية تنمية شاملة في جميع سيناء، لتصل للعالم رسالة، أن سيناء جزء من مصر وأساس الأمن القومي المصري.
العمليات العسكرية في سيناء لمواجهة العناصر الإرهابيةوقد نجحت القوات المسلحة في إعادة الإستقرار وتوفير الأمن لأهالي سيناء، كذلك عودة الحياة لطبيعتها وتدمير البنية التحتية للإرهاب من مخابئ وملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعبوات الناسفة والأدوات المستخدمة فى تصنيعها، والقضاء على القيادات الرئيسية للعناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم.
العناصر الإرهابية في شمال سيناءالحفاظ على المعايير الخاصة بحقوق الإنسانالتزمت القوات المسلحة والشرطة المدنية بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء الشعب المصري في جميع المناطق التي شهدت عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا.
كما التزمت القوات بقواعد الاشتباك التي تم وضعها بدقة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد العناصر الإرهابية والمطلوبين جنائيا وإحالتهم إلى المحاكمة وفقا للمعايير والضمانات التي كفلها الدستور، كذلك الإفراج عن العناصر المشتبه بهم بعد استكمال مراجعة موقفهم الأمني.
القوات المسلحةالأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في مكافحة الإرهابأشادت الأمم المتحدة عبر تقريرها رقم 14 والتي تقدمت به إلى مجلس الأمن الدولي خلال النصف الثاني من عام 2021؛ بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب، وقد تضمن تقرير الأمم المتحدة جهود الدولة المصرية والقوات المسلحة في مجابهة الارهاب؛ والذي أشاد بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب؛ بالتوازي مع تحقيق التنمية في سيناء.
وأوضحت الأمم المتحدة في تقريرها أنه في مصر؛ حدث انخفاض في نشاط تنظيم أنصار بيت المقدس ؛ وهذا التنظيم جماعة محلية منتسبة إلى تنظيم داعش تظهر بكثرة في دعايته.
الأمم المتحدةوكشفت الأمم المتحدة في تقريرها أنه يرجع الفضل في ذلك إلى عمليات مكافحة الإرهاب وإلى مبادرة لدعم انشقاق قادة تنظيم أنصار بيت المقدس ؛ فقد أضعف بذلك الروح المعنوية وعزز الإنطباع بأن الجماعة أخذة في الإنحسار، ونوهت الأمم المتحدة أن الاستثمار ات العامة في مجالات البنى التحتية والنقل والإسكان في سيناء زادت من جهة أخرى.
عودة الحياة لطبيعتها إلى شمال ووسط سيناءبعد نجاح كبير للعمليات العسكرية في سيناء نجحت القوات المسلحة في إعادة الحياة إلي طبيعتها مرة أخرى إلى مدن وقرى شمال ووسط سيناء حين انتظمت الدراسة فى المدارس والجامعات كما أن الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد ورفح عادت تنبض بالحياة من جديد، كما دارت عجلة الإنتاج بالمصانع، كما شهدت البنية التحتية طفرة غير مسبوقة خلال السنوات السابقة لم تحدث على مدار عقود.
كما يظهر التواجد الأمني المكثف الذي انعكس بشكل إيجابي على حالة الهدوء والاستقرار، وكذلك تنفيذ خطط التنمية والتطوير، فيما تستقبل القرية الأوليمبية بمدينة العريش، بآلاف الرياضيين الموهوبين من شباب المدارس والجامعات وإقامة العديد من المعارض الفنية والإبداعية والمهرجنات الرياضية والفنية، كما كانت شواطئ شمال سيناء قبلة للمصريين مرة أخرى.
تنمية سيناءتولى القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء وتضعها على رأس أولوياتها في خطط التنمية والتطوير، حيث أن هناك العديد من المشروعات القومية والتنموية الزراعية والصناعية وفي مجال البنى التحتية يتم تنفيذها على أرض سيناء وفقًا لمخطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
لقد بدأ خطوات التنمية الحقيقية لسيناء، بافتتاح قناة السويس الجديدة، التي نفذت بأيد ومعدات مصرية شارك أبناء سيناء في تلك الملحمة، كما شملت التنمية، تطوير منطقة شرق بورسعيد، في إطار مشروع تنمية محور منطقة قناة السويس، الذي يقع معظم مشروعاتها في سيناء، ويشمل ميناء ومنطقة صناعية ومنطقة لوجيستية ووحدات مجالات التنمية المختلفة في سيناء.
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في مدينة رفح الجديدةكما تشمل التنمية إنشاء مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة - سلام مصر - رفح الجديدة، بالإضافة إلى تطوير طرق سيناء بالكامل، كما تم إنشاء مطار البردويل ورفع كفاءة مطار العريش، بالإضافة إلي مدن وتجمعات سكنية جديدة في قلب سيناء.
كما تم رفع كفاءة الموانئ والمزارع السمكية واستصلاح الأراضي وبناء مدن صناعية كما تم توصيل وتحديث ورفع كفاءة البنية التحتية والأساسية، بالإضافة إلي إقامة مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لصالح أهالي شمال وجنوب سيناء.
ولربط سيناء بباقي أرض الوطن، والتغلب على مشاكل عبور المواطنين من إلي سيناء، تم إنشاء 5 أنفاق، منهم نفقين في الإسماعيلية ونفقين في بورسعيد أسفل قناة السويس، بمنطقة جنوب بورسعيد وشمال الإسماعيلية، وإقامة العديد من الكباري العائمة على ضفتي القناة، كذلك تطوير ميناء العريش البحري.
اصطفاف معدات التنمية في سيناءالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القوات المسلحة يوم الشهيد الجيش المصري سيناء الامن القومى المصرى العناصر الإرهابیة القوات المسلحة فی الدولة المصریة البنیة التحتیة الأمم المتحدة شمال سیناء العدید من فی سیناء
إقرأ أيضاً:
ندوة "شعر بادية شمال وجنوب سيناء والشرقية" في معرض الكتاب
استضافت قاعة "ديوان الشعر" ندوة "شعر بادية شمال وجنوب سيناء والشرقية"، التي نظمتها قاعة المؤسسات ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المقام بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، والمقرر أن يستمر حتى 5 فبراير الجاري.
شارك في الندوة الشعراء: حماد سليمان الحفيشي، رمضان فؤاد، الطحاوي سعود، يونس أبو صفرة، إبراهيم أبو فايد السواركة، الدكتور أحمد السلمي، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، عطا الله الجداوي، عطية بو مرزقة، عماد البلوي، فتحي زيادة، وأدار الندوة الفنان التشكيلي أبو الفتوح البرعصي.
تناولت الندوة الشعر النبطي في مصر، خاصة شعر جنوب سيناء وشمالها والشرقية.
في البداية، رحب أبو الفتوح البرعصي بالحضور، معبرًا عن سعادته بإقامة أمسية جديدة من أمسيات شعراء البادية في معرض الكتاب. وأشار إلى أن هذه الأمسية هي الثالثة لشعراء البادية ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب، موضحًا أن شعراء البادية لديهم حضور متميز وتراث ثقافي غني، يعبرون من خلال شعرهم عن قيمهم الثقافية لأنهم جزء أصيل من المجتمع المصري.
أضاف البرعصي أن الدولة تضع هذه المجتمعات البدوية في عين الاهتمام نظرًا لتأثيرهم الثقافي الكبير، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لموقفه القوي ضد التهجير. وأكد أن شعراء البادية يدعمون أي قرار يتخذه رئيس مصر، ويشاركون بما يملكون من تراث.
من جانبه، قدم الدكتور أحمد السلمي الشكر للفنان التشكيلي البرعصي والضيوف والحضور. وأوضح أن أهمية الشعر البدوي في مصر تكمن في ناحيتين: الأولى هي الشعر المبدع الذي يعبر عن شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع المصري، وله خصوصيات اجتماعية ولغوية وثقافية تميزه وتربطه بالبلاد العربية الأخرى.
وأشار إلى أن الناحية الثانية هي جوهر الإبداع والعناصر المشكلة له مثل العناصر الثقافية واللغوية والبلاغية، مؤكدًا أن دراسة هذا الشعر النبطي لها أهمية وطنية وأدبية وعلمية كبيرة.
أوضح الدكتور السلمي أن اللهجات العربية الحديثة هي امتداد للهجات المصرية القديمة منذ قديم الزمان، مشيرًا إلى تنوع اللهجات. وأضاف أن عنصر الأسلوب والبلاغة في الشعر البدوي يتميز بصفاء الصورة ونقائها، مستمدة من المخزون الثقافي والبيئة البدوية.
أكد الدكتور السلمي أن الشعر البدوي يواكب التطورات في الساحة المصرية والعربية والعالمية، وأنه عند التهجير هب الشعراء لرفض ذلك مضمونًا وتفصيلًا، داعمين لموقف الدولة المصرية.
أوضح الدكتور السلمي أيضًا أن هناك مجموعة من السلبيات الموروثة في البدو، مشيرًا إلى أن هذه السلبيات ليس لها أصل في ديننا. وأكد أن التعصب للأصل بشكل يرفضه الدين ليس مقبولًا، وضرورة أن يفتخر الإنسان بأصله دون أن يصل إلى حد التعصب.
وأشار إلى أن تهميش المرأة وحرمانها من استكمال التعليم موجود بين بعض العرب وليس جميعهم، مضيفًا أن هناك من لا يعترف بالرؤية الشرعية لديننا، موضحًا أن هذه السلبيات يجب أن تُناقَش علميًا.
من جانبه، أوضح الشاعر الطحاوي سعود أن محافظة الشرقية وشبه جزيرة سيناء كانت إقليمًا واحدًا، حيث تحدث عن أرشيف عائلة الطحاوية وما يميزها من الأزياء وتربية الخيول والصيد والصقور، مشيرًا إلى أن فن الشعر كان من أهم فنونهم، حيث تناولت نصوصه هذه المميزات.
كما أوضح سعود أن بعض النصوص كانت تحتوي على شفرات، حيث يُكتب حرف القاف كجيم وحرف الجيم كصاد، وهي شفرة كانت تستخدمها هذه القبائل.
أضاف أن القصائد كانت تعبر عن لغة القبائل في القرن التاسع عشر، وقد استخرجت من القصائد ما قيل عن الغزل، حيث كانت للمرأة النصيب الأكبر في هذا الجانب من القصائد.
وأشار إلى أن القصائد تحاكي الثقافة التونسية والمغربية، وأسماها "الحروف الساكنة"، حيث كانت تصف المرأة بشكل كبير.
خلال الندوة، ألقى شعراء البادية قصائد عن حب الوطن والعلم وقيم الفداء والتضحية، وحب النيل، كما ألقى شعراء البادية بعض القصائد التي تستنكر تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
أضاف الشعراء أن الشعر البدوي كان عبر العصور شاهدًا على الأحداث الكبرى، منبرًا للحفاظ على الهوية والحقوق.
اختتمت الندوة بغناء بعض الأغاني البدوية التي تعبر عن معرض الكتاب والثقافة والشباب والعزوبية والشهامة.