سواليف:
2025-02-12@00:25:37 GMT

الثورة المختطفة / مهند أبو فلاح

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

الثورة المختطفة “
مهند أبو فلاح
تحل في هذه الايام الذكرى السنوية الحادية و الستين لثورة الثامن من آذار/ مارس المجيدة في القطر العربي السوري و التي قادها بكل كفاءة و اقتدار حزب البعث العربي الإشتراكي ضد نظام الانفصال الذي قام في سورية في الثامن و العشرين من ايلول / سبتمبر من العام 1961 .

إن هذه الثورة المجيدة في القطر السوري تعرضت للاختطاف على يد طغمة طائفية في الثالث والعشرين من شهر شباط/ فبراير من العام 1966 مما أدى إلى حرف هذه الثورة عن مسارها و تشويهها في أعين العديد من أبناء شعبنا العربي الحر الأبي في هذا القطر الاصيل .


لقد تعرض حزب البعث العربي الإشتراكي منذ نشأته إلى العديد من المؤامرات الهادفة إلى إجهاض و وأد احلام و طموحات الأمة العربية المشروعة في الوحدة و الحرية و الاشتراكية و قد عبر عن ذلك صراحةً مؤسس الحزب الاستاذ أحمد ميشيل عفلق رحمه الله تعالى في العديد من المناسبات و كانت إحداها في تموز / يوليو من العام 1970 .

في تلك المناسبة ألقى الاستاذ عفلق كلمة تاريخية قال في مطلعها
” الملاحظة الأولى التي أريد أن أذكركم بها هي انه توجد مؤامرة تاريخية على حزب البعث لم تبدأ اليوم ولا قبل سنوات وإنما من سنين طويلة، منذ ان اتضح لأعداء الأمة العربية ولذوي المصالح في هذه المنطقة، لذوي المصالح الأجنبية طبعا، وللرجعية العربية مدى واقعية هذا الحزب ومدى تجاوبه مع الحاجات التاريخية للأمة العربية في هذا العصر، منذ ذلك الحين بدأت المؤامرة ثم اتسعت ودخلت فيها عناصر جديدة وكانت تتجدد في مظاهرها وأشكالها ولكنها تبقى واحدة في أساسها وتصميمها وأهدافها الأخيرة، مؤامرة على حزب البعث أي مؤامرة على يقظة الأمة العربية في هذا العصر وعلى ثورتها و انطلاقتها، أي مؤامرة على وجود الأمة العربية “
الحقيقة التي لا مناص من الاقرار بها هي أن جذور المؤامرة التاريخية على حزب البعث ترجع إلى ما قبل تأسيس الحزب في السابع من نيسان/ ابريل من العام 1947 و تعزى بالمقام الاول إلى الجهود النضالية الجبارة التي قام بها مؤسسو البعث من الرعيل الاول و على رأسهم الأستاذ عفلق في مقارعة القوى الاستعمارية الأجنبية الجاثمة على صدر الشعب العربي لاسيما خلال مرحلة الحرب العالمية الثانية و ما تلاها .

هنا لا يمكن تجاهل تأسيس حركة نصرة العراق في العام 1941 في دمشق الفيحاء لحشد الجهود و تعبئة الطاقات لدعم و اسناد ثورة رشيد عالي الكيلاني في بلاد الرافدين المناهضة بقوة و عنف للإمبريالية البريطانية في أوج الحرب الكونية الثانية ناهيك عن معارضة المعاهدة الأردنية البريطانية المبرمة في العام 1946 بعد أن وضعت تلك الحرب الضارية أوزارها عبر برقية مرسلة من قبل الاستاذ عفلق إلى أول امين عام لجامعة الدول العربية في القاهرة المرحوم عبد الرحمن عزام باشا .

مقالات ذات صلة صانعات الاوطان……أمهاتنا وطن لا تغيب شمسه!! 2024/03/08

النشاط المحموم الذي قام به الاستاذ عفلق انطلاقا من القطر السوري ضد القوى الغربية المهيمنة على مقاليد الأمور و زمامها في المشرق العربي اثار قلق تلك الدوائر الاستعمارية المعادية للأمة العربية المجيدة خاصة تلك التي أدركت خطورة هذه الأنشطة التي استندت إلى قاعدة فكرية عقائدية صلبة قائمة على الربط العضوي الوثيق بين العروبة و الاسلام و العلم و الايمان كما اتضح بشكل جلي في محاضرة الرفيق القائد المؤسس التي ألقاها في جامعة دمشق في الخامس من نيسان / ابريل من العام 1943 و التي حملت عنوان ” ذكرى الرسول العربي ” بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف .
حملت كلمة الاستاذ عفلق في طياتها معاني و دلالات عميقة لم تكن لتغفل عنها الأوساط الإمبريالية الغاشمة المناهضة لروح النهضة العربية الوثابة لا سيما في ظل الزلزال العنيف الذي أحدثته في سورية بعامة و دمشق بخاصة حالة الاعجاب و الذهول الذي وصل إلى حد الهوس العاطفي الجنوني بها .
للتدليل على أهمية كلمة الاستاذ عفلق تلك يكفي الإشارة إلى شهادة اثنين من أبرز شهود العيان الذين حضروا هذه المحاضرة و استمعوا إليها عن قرب أما الأول فهو رئيس الوزراء الأردني الأسبق الراحل الدكتور عبد السلام المجالي في كتابه المعنون ” من بيت الشعر الى سدة الحكم ” والصادر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت بطبعته الاولى عام 2003 ميلادي .
أما الشخصية الثانية فهو الراحل جهاد ضاحي وزير المواصلات السوري الأسبق و الذي شغل هذا المنصب مباشرة في أعقاب الثورة المخطوفة في 8 آذار 1963 و أحد أبرز مؤسسي حركة القوميين العرب في مطلع خمسينات القرن الماضي و الذي تحدث بإسهاب عن اعتناقه الاسلام بتأثير مباشر من خطاب الرفيق عفلق في كتاب حمل عنوان ” حركة القوميين العرب النشأة التطور المصائر ” للباحث العربي السوري الحلبي محمد جمال باروت الصادر في طبعته الاولى عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية في بيروت عام 1997 .
على ضوء ما تقدم لم يكن مستغربا على الاطلاق أن تعمد القوى الإمبريالية المجرمة إلى التآمر على البعث و محاولة ضربه في الصميم و اختطاف ثورته المغدورة في القطر السوري و هذا ما أشار إليه الاستاذ عفلق قبيل الردة الشباطية و تحديدا بتاريخ 18 كانون الثاني / يناير من العام 1966 حيث قال بالحرف الواحد ” لقد تبدلت صورة هذا الحزب وتبدلت نفسية أعضائه وإذا كان التعميم غير جائز فان هذا يصح على الكثيرين.. تبدلت معالم هذا الحزب لا بل بُدلت وفق مخططات وتصميم وعمل دائب، حتى يتحول هذا الحزب في عقيدته وفي سياسته وفي تنظيمه وفي أخلاقيته، وزيادة في التضليل وفي الإجرام بحق الأمة العربية احتفظ باسم الحزب.. باسم الحزب الذي هو معروف لدى الشعب العربي منذ ربع قرن بوحدويته وثوريته ونظافته وبتميزه عن كل ما سبقه، حتى تطعن الأمة في أملها، في ثقتها بنفسها، في عقيدتها القومية الاشتراكية، ولكي يعم اليأس ” .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأمة العربیة حزب البعث هذا الحزب من العام

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: القمة العربية الطارئة ستناقش الطرح العربي لمواجهة مقترح أمريكا بشأن غزة

أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية الطارئة المزمع عقدها ستناقش طرحًا عربيًا يواجه المقترح الأمريكي بشأن غزة، وأوضح أبو الغيط في تصريحات إعلامية أن هذا الطرح سيعتمد على التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، مؤكداً أن الهدف منه هو تقديم بديل يتماشى مع حقوق الشعب الفلسطيني ويحافظ على مصالح الأمة العربية.

 

وفي تعليقاته حول المقترح الأمريكي، أشار أبو الغيط إلى أن "لا أحد، سواء كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو أي جهة أخرى، يمكنها شراء غزة أو فرض حلول تضر بالقضية الفلسطينية"، وقال إن المقترح الأمريكي الأخير حول غزة يتطلب الرد العربي الموحد، مؤكدًا أن الهدف من هذا المقترح هو إيجاد طرح عربي مضاد يكون أكثر تماشيًا مع مصلحة الشعب الفلسطيني.

 

وحول موقف الدول العربية، أكد أبو الغيط أن "الموقف السعودي كان تاريخيًا وثابتًا في دعم القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن القيادة السعودية لطالما كانت في صف القضية الفلسطينية ولم تتراجع عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية. 

 

وأضاف أبو الغيط أنه "لا تنازل عربي عن الأراضي الفلسطينية"، مشددًا على أن كل ما يتعلق بالقدس وقطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية يعتبر خطًا أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه تحت أي ظرف من الظروف.

 

وعن التواصل مع حركة حماس، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن "التواصل مع حماس محصور فقط بالسلطة الفلسطينية"، وأنه لا يوجد تواصل مباشر مع الحركة في الوقت الحالي، وقال: "الموقف العربي موحد في دعم السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في تمثيل الشعب الفلسطيني ومفاوضاته السياسية".

 

وتطرق أبو الغيط أيضًا إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث أكد أن "نتنياهو لديه مصلحة كبيرة في انهيار الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن غزة"، معبرًا عن قلقه من محاولات إسرائيل المستمرة لتعقيد الوضع في غزة وتعميق الانقسام الفلسطيني.

 

وفي الختام، شدد أبو الغيط على أن الجامعة العربية ستستمر في دعم فلسطين وشعبها بكل الوسائل الممكنة، وأن القمة العربية الطارئة ستشكل فرصة حقيقية لتنسيق المواقف العربية وتحقيق أكبر دعم ممكن للحقوق الفلسطينية في مواجهة الضغوطات الإقليمية والدولية.

 

عون: الانتماء والولاء يجب أن يكون للدولة في أول جلسة للحكومة الجديدة 

 

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة أن يكون الانتماء والولاء للدولة اللبنانية فقط، وذلك خلال كلمته في أول جلسة للحكومة الجديدة التي ترأسها نواف سلام، وقال عون في خطابه للوزراء: "أنتم خدام الشعب وليس العكس"، مؤكدًا أن الحكومة جاءت لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم.

 

وفي بداية الجلسة، أشار وزير الإعلام بول مرقص إلى أن الرئيس عون طلب الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء العدوان الإسرائيلي، ثم رحب بتشكيل الحكومة الجديدة، معربًا عن شكره لرئيس الحكومة نواف سلام على التعاون الذي أفضى إلى تشكيل "حكومة الإصلاح والإنقاذ".

 

وأكد الرئيس عون، حسبما نقل عنه وزير الإعلام، أن "الطريق إلى الإنقاذ يمر عبر الإصلاحات"، مشددًا على ضرورة أن يعمل لبنان على تنفيذ هذه الإصلاحات التي تعتبر أساسية للنهضة، وأضاف: "لبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكافة مرافق الدولة"، مشيرًا إلى أن وزراء الحكومة يجب أن يكونوا في خدمة الشعب اللبناني.

 

وتطرق عون إلى أهمية استكمال الإصلاحات، وقال إن الحكومة ستعمل على إصلاح وتطوير الوزارات مع الاستفادة من الدعم الدولي المتاح، مشيرًا إلى الفرص الكبيرة التي يمكن استغلالها لتحقيق هذا الهدف، كما أكد أن الحكومة ستعمل على مكافحة الفساد، إجراء التعيينات القضائية والأمنية، إقرار الموازنة، تنظيم الانتخابات البلدية، وتنفيذ القرار 1701، مع التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في 18 فبراير المقبل.

 

واستعرض عون في خطابه أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة، مع التأكيد على ضرورة عدم انتقاد الدول الشقيقة أو الصديقة، وطالب الوزراء برفع التحصينات الأمنية في الشوارع المحيطة بالوزارات لضمان حماية أكبر للمرافق الحكومية.

 

من جانبه، عبر رئيس الحكومة نواف سلام عن شكره للرئيس عون على التعاون في تشكيل الحكومة وفق المعايير التي تم تحديدها، مشيرًا إلى أن "الوقت ليس للتجاذبات السياسية" بل للعمل الجاد والمثمر، كما طلب من الوزراء التحلي بالشفافية التامة في عملهم، مؤكدًا ضرورة التفرغ الكامل للعمل الحكومي وترك العمل الخاص بعيدًا عن مهام الوزارة.

 

وفيما يتعلق بالبيان الوزاري، أعلن وزير الإعلام بول مرقص عن تشكيل لجنة لصياغة البيان، مؤكدًا أن هذا البيان سيكون "مقتضبًا ومباشرًا"، على أن تنتهي اللجنة من عملها في غضون أيام قليلة.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: القمة العربية الطارئة ستناقش الطرح العربي لمواجهة مقترح أمريكا بشأن غزة
  • محلل سياسي فلسطيني: الموقف العربي الموحد مهم والبيانات التي تصدر «ذكية»
  • حزب تونسي معارض يدعو للإفراج عن الغنوشي.. لا للمحاكمات السياسية
  • أمارة العبابدة بالسودان والوطن العربي تحتسب الاستاذ أحمد عبد الرحمن محمد
  • النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية
  • حفل تكريم الجامعات العربية المدرجة على التصنيف العربي للجامعات
  • البحث العلمي تشارك بحفل تكريم الجامعات العربية المدرجة في التصنيف العربي 2024
  • رئيس "النواب الأمريكي" يسعى "لمشروع قانون كبير" لخطط ترامب الضريبية
  • "المصريين الأحرار": مصر لم تتواني في اللحظات الحاسمة.. والقمة العربية أمام تقرير مصير
  • المصريين الأحرار: مصر لم تتوان في اللحظات الحاسمة.. والقمة العربية أمام «تقرير مصير»