هل تحرك الطاقة النووية في تركيا النفوذ الروسي في الشرق؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن اعتزام شركة "روساتوم" الحكومية بناء محطة ثانية للطاقة النووية في تركيا في سينوب، والمشاركة في مناقصة إنشاء محطة ثالثة، وذلك وفقا لما صرح به المدير العام لشركة "روساتوم، أليكسي ليخاتشيف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطات التركية سعيدة بتقدم أشغال بناء أول محطة للطاقة النووية بمشاركة روسية في محافظة مرسين، وقد تم التوقيع على اتفاق حكومي دولي بشأن بناء هذا المرفق في أيار/ مايو من سنة 2010.
وينص المشروع على بناء أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميغاوات وتشغيلها بشكل متسلسل على فترات مدتها سنة واحدة من 2023 إلى 2026.
وتقوم "روساتوم" بتمويل بناء محطة الطاقة النووية التركية مقابل حصة قدرها 51 بالمائة، في حين يمكن توزيع الـ 49 في المائة المتبقية على المستثمرين الأجانب أو المؤسسات المصرفية الدولية.
وفي الوقت نفسه، توفر الشركات الروسية حصة كبيرة من المعدات ومنتجات التكنولوجيا الفائقة بالنسبة لأول مشروع لمحطة طاقة نووية في العالم باستخدام نموذج التشييد والتشغيل ونقل الملكية، بحسب الصحيفة.
وفي المستقبل، سيشارك متخصصون أتراك تم تدريبهم في الجامعة الوطنية للأبحاث النووية في تشغيل المحطة في جميع المراحل.
وحسب الصحيفة، تستطيع محطة "أكويو" توفير 10 بالمئة من استهلاك تركيا من الطاقة وتقليل اعتمادها على النفط والغاز والفحم. وستكون محطة توليد الكهرباء خطوة مهمة في تعزيز أمن الطاقة في تركيا وستسرّع نموها الاقتصادي مع العلم أن تكلفة المشروع تناهز الـ 20 مليار دولار.
وأوردت الصحيفة أن تركيا بدأت الحديث عن الحاجة إلى تطوير الطاقة النووية في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات عملية لتنفيذ الخطة لأكثر من 30 عاما.
في سنة 2007، صدر قانون ينظم بناء محطات الطاقة النووية في تركيا. وبعد توقيع اتفاقية بناء محطة أكويو، تم إنشاء مجموعة أكويو النووية المشتركة لكن "أزمة الطائرات" المأساوية في سنة 2015 بين موسكو وأنقرة في سوريا أدت إلى تباطؤ العملية واستئناف المشروع فقط في سنة 2016.
انطلق إنشاء الكتلة الأولى في سنة 2019 والثانية في سنة 2020 والثالثة في سنة 2021 والرابعة في سنة 2022.
وفي نيسان/ أبريل من السنة الماضية، تم وضع الدفعة الأولى من الوقود النووي. ومن المقرر تشغيل المحطة بأكملها في سنة 2028.
وفي المجمل، ستولد أربع وحدات 35 مليار كيلوواط في الساعة من الكهرباء. وباستخدام سعة المحطة، ستوفر السلطات التركية ما يصل إلى 15 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه، وهو ما يعادل 10 مليارات متر مكعب. وبناء على ذلك، بدأت روسيا تحويل تركيا إلى مركز الغاز الذي يحلم به أردوغان، وفقا لما قالته الصحيفة.
اعتمد الأتراك على حقولهم في البحر الأسود مثل سكاريا. وعلى الغاز الروسي عبر السيل التركي، وعلى خطوط أنابيب الغاز الإيرانية والأذربيجانية. لكن دون أكويو، لن تصبح تركيا مركزًا مثيرا للاهتمام لأوروبا باحتياطيات تبلغ 60 مليار متر مكعب كما تخطط.
أما بالنسبة لموسكو، من المهم أن تحل تركيا محل لاعب آخر معترف به في سوق الطاقة، وهو فرنسا.
في البداية، حاول الأتراك جذب الفرنسيين، لكن لم يتفق الطرفان على الشروط. ومن وجهة نظر المصالح الروسية طويلة المدى في الاتجاه التركي، يبدو التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية واعدا لأن عمر خدمة وحدات الطاقة الحديثة روسية الصنع 60 سنة، وعند تمديد عمر الخدمة تصبح 100 سنة، مما يضمن عدم انقطاع علاقات الطاقة بين الدول خلال هذه الفترة.
وأفادت الصحيفة بأن المتخصصين النوويين الأتراك خضعوا وسيخضعون للتدريب في إحدى الجامعات الروسية، العامل الذي سيخلق بيئة معينة من العلاقات العلمية بين الخبراء يكون من الصعب للغاية على أي طرف، بما في ذلك أي دولة غربية، كسرها. وفي الحقيقة، تستدعي دبلوماسية الطاقة وجود وسائل إعلام ناعمة وقوة تعليمية مثل تنظيم منتديات إعلامية روسية تركية بشكل منتظم.
وخلصت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية النووية أضحت عنصرا مهما في السياسة الخارجية الروسية.
ففي نهاية كانون الثاني/يناير، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بناء وحدة جديدة لمحطة الضبعة للطاقة النووية.
وستشمل المنشأة أربع وحدات طاقة مع وحدات مفاعل القدرة المائي، بالإضافة إلى ذلك، تلقت "روساتوم" العديد من الطلبات من الدول الأفريقية على غرار جنوب أفريقيا.
ومن المرجح أن تصبح القارة الأفريقية الاتجاه الواعد للطاقة النووية السلمية الروسية نظرًا لمواجهة السكان المحليين صعوبات ملحوظة فيما يتعلق بالكهرباء وعيش أكثر من 500 مليون شخص دونها، وحصول 10 بالمئة فقط من إجمالي سكان القارة على الكهرباء.
وذكرت بأن العمل الأساسي الذي تقوم به "روساتوم" في دول شرقية كبيرة ومؤثرة مثل تركيا ومصر يضمن زيادة الاهتمام بهذا المجال بما في ذلك في أفريقيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي النووية تركيا الغاز روسيا تركيا روسيا النووي الغاز المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للطاقة النوویة الطاقة النوویة النوویة فی فی ترکیا فی سنة
إقرأ أيضاً:
أهالى فارس لمحافظ أسوان.. حياة كريمة نفذت 27 خدمي وتنموي لتلبية مطالبنا
قدم أهالي قرية فارس بمركز كوم أمبو شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، لما يتم تقديمه من خدمات جليلة لهم بتنفيذ مشروعات كبرى وغير مسبوقة فى مختلف قطاعات العمل العام من خلال المبادرة الرئاسية " حياة كريمة ".
والتى شملت 27 مشروع تنموى وخدمى يستفيد منها نحو 20 ألف نسمة من أبرزهم محطات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والمجمعات الخدمية والزراعية والحرفية والصناعية، فضلاً عن المشروعات المدرجة بالخطة الإستثمارية.
مشيدين بالجولات الميدانية التى يقوم بها اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان لمختلف المراكز والمدن للوقوف على المطالب والمشاكل الجماهيرية.
جاء ذلك أثناء اللقاء الذى عقده الدكتور إسماعيل كمال مع بعض أهالى قرية على أحد المقاهى الشعبية حيث حرص المحافظ على تناول كوباً من الشاى معهم.
وإستمع لمطالبهم وإحتياجاتهم حيث أعطى توجيهاته للمسئولين لسرعة تلبيتها ووضع الحلول الفورية لها، وعلى رأس هذه المطالب إعتماد تقسيمات الشباب فى الظهير الصحراوى للقرية.
مع دخول المشروعات التى شهدتها القرية ضمن مبادرة " حياة كريمة " للخدمة، وخاصة العمارات السكنية، والبنية التحتية ومجمع الخدمات الصناعية، بالإضافة إلى إستثمار مبانى مدرسة حسن فتحى فى إحياء التراث والمشغولات اليدوية والصناعات الحرفية، والتى من أهمها منتجات التمور.
وفى سياق متصل تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان مشروع محطة الطاقة الشمسية السعودية بقرية فارس التابعة لشركة أكوا باور بطاقة 200 ميجاوات، ورافق المحافظ المهندس عماد محمد مدير المحطة، والمهندس محمد سليم ممثل الشركة، فضلاً عن اللواء ياسر عبد الشافى المشرف على مشروعات حياة كريمة، وشوقى مصطفى رئيس مركز ومدينة كوم أمبو، والقيادات التنفيذية.
وأشار الدكتور إسماعيل كمال إلى أن المحافظة تقدم كل الدعم لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومن بينها محطة الطاقة الشمسية السعودية، والتى تم ربطها بالشبكة القومية منذ 4 أشهر، ليتكامل ذلك مع أكبر مشروع تم إقامته فى قرية بنبان، والذى يضم 32 محطة بطاقة 1460 ميجاوات.
والتى تم إضافتها للشبكة القومية للكهرباء، مؤكداً على أن المحافظة تدعم الإستثمار فى الطاقات الجديدة والمتجددة، وخاصة مع المشروعات التى تراعى البعد الإجتماعى لأبناء المجتمع الأسواني.