أظهرت إحصائيات أممية حديثة أن أسعار الغذاء سارت عكس التحديات العالمية جراء تداعيات التوترات في البحر الأحمر وما خلفته من تكاليف مرتفعة على عمليات الإنتاج والشحن.

 

وانخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء العالمية في فبراير للشهر السابع على التوالي، حيث بدد تراجع أسعار جميع الحبوب الرئيسية أثر ارتفاع أسعار السكر واللحوم.

 

وقالت فاو الجمعة إن مؤشرها، الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، "بلغ في المتوسط 117.3 نقطة في فبراير انخفاضا من 118.2 نقطة في الشهر السابق". وقراءة فبراير هي الأدنى منذ فبراير 2021.

 

ومطلع هذا الأسبوع، قال أوليغ كوبياكوف مدير مكتب الاتصال مع روسيا في منظمة فاو إن "الحصار الذي فرضه الحوثيون على الممرات المائية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر يؤثر سلبا على تجارة الغذاء العالمية، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار".

 

وبعد أسابيع من هجمات الحوثيين على السفن التي تقول الجماعة إنها تدعم إسرائيل، اضطرت أكبر شركات الشحن في العالم لتحويل مسار نقل البضائع من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح جنوب قارة أفريقيا.

 

وأضاف كوبياكوف "لقد أدى ذلك إلى تعطيل سلاسل التوريد القائمة، ويضطر أصحاب البضائع إلى استخدام طرق أطول، حيث تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح للسفر بين آسيا وأوروبا". وتابع أن "هذا الطريق أطول بحوالي 8 آلاف كيلومتر ويستغرق من 10 إلى 14 يوما إضافيا".

 

وتراجع مؤشر الحبوب بواقع 5 في المئة على أساس شهري في فبراير ليهبط بنحو 22.3 في المئة عن مستواه قبل عام بفضل توقعات بمحصول كبير من الذرة في أميركا الجنوبية وأسعار تنافسية من أوكرانيا.

 

كما تقهقرت أسعار الزيوت النباتية 1.3 في المئة في فبراير مقارنة بشهر يناير لتنخفض بنحو 11 في المئة عن مستوياتها قبل عام وسط توقعات بوفرة الإمدادات من أميركا الجنوبية. وانخفضت أسعار زيت بذور اللفت ودوار الشمس بفضل وفرة الصادرات.

 

في المقابل، ارتفع مؤشر فاو للسكر بنحو 3.2 في المئة على أساس شهري في فبراير، مما يعكس استمرار المخاوف بشأن الإنتاج المرتقب للبرازيل، أكبر منتج، وانخفاض الإنتاج المتوقع في تايلاند والهند.

 

وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، رفعت منظمة فاو تقديراتها لإنتاج الحبوب في عام 2023 بنحو 1.1 في المئة عن العام السابق إلى 2840 مليون طن بفضل زيادة إمدادات الذرة في البرازيل والصين والولايات المتحدة.

 

وسجل الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة، أو الحبوب الأخرى بخلاف القمح والأرز، أعلى مستوى له على الإطلاق عند حوالي 1.5 مليار طن، بعد تعديل بزيادة 12 مليون طن في يناير الماضي.

 

وفيما يتعلق بتوقعات عام 2024، رفعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنتاج القمح واحدا في المئة عن العام السابق ليصل إلى 797 مليون طن بفضل الطقس الملائم في أميركا الشمالية وروسيا، أكبر المصدرين، وأيضا في الصين والهند وإيران وباكستان وتركيا.

 

ومنذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل عامين ساور اقتصاديون القلق بشأن إعادة بناء المخزونات بينما يصعب ربط تغير الطقس بنمط مناخي طويل الأجل، كما أن الضبابية التي تلف اتفاق نقل الحبوب من منطقة البحر الأسود لها دور بارز في ذلك.

 

ويحذر المحللون من العبء المتزايد على الإنتاج الزراعي خلال السنوات القادمة نتيجة الاحتباس الحراري، إذ يواجه معظم المنتجين في المناطق الرئيسية منغصات توفر المياه وقلة الدعم من الحكومات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة الغذاء العالمي البحر الأحمر اقتصاد البحر الأحمر فی المئة عن فی فبرایر

إقرأ أيضاً:

كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحية بمصر؟

يُعد البحر الأحمر من أبرز الوجهات السياحية في مصر، حيث يشتهر بشعابه المرجانية الفريدة وتنوعه البحري الغني، مما يجعله محط اهتمام السياح من مختلف أنحاء العالم. 

ويُعتبر القطاع السياحي أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، إلا أن سلسلة من الحوادث البحرية وهجمات أسماك القرش في الآونة الأخيرة أثارت مخاوف متزايدة، خاصة مع وقوع عدد من الضحايا.  

في هذا السياق، شهدت سواحل البحر الأحمر عدة حوادث متفرقة، من بينها غرق الغواصة السياحية "سندباد" قرب الغردقة في آذار/ مارس 2025، ما أسفر عن مصرع ستة سياح روس، بينما تم إنقاذ 39 آخرين، وفتحت السلطات تحقيقًا في الحادث. 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، انقلب المركب السياحي "سي ستوري" قبالة مرسى علم خلال رحلة غطس، ما أدى إلى غرق أربعة أشخاص وفقدان سبعة آخرين، فيما تم إنقاذ 33 شخصًا أصيبوا بجروح طفيفة. 

كذلك، اندلع حريق على متن المركب "هوريكين" شمالي مرسى علم في حزيران/ يونيو 2023، وأسفر عن وفاة ثلاثة سياح بريطانيين، بينما تم إنقاذ باقي الركاب وأفراد الطاقم.  


إلى جانب الحوادث البحرية، تزايدت هجمات أسماك القرش في المنطقة، حيث لقي سائح إيطالي مصرعه وأصيب آخر في مرسى علم في كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما تعرض مواطن روسي لهجوم قاتل من سمكة قرش قرب الغردقة في حزيران/ يونيو 2023، مما دفع السلطات إلى فرض حظر مؤقت على الأنشطة البحرية في عدة شواطئ. 

وفي تموز/ يوليو 2022، قُتلت امرأتان، نمساوية ورومانية، في هجومين منفصلين لأسماك القرش جنوب الغردقة، كما لقيت سائحة ألمانية مصرعها في هجوم مماثل خلال سباحتها في شرم الشيخ عام 2010.
  
وعلى صعيد آخر، أثرت الهجمات الإرهابية على السياحة في مصر، حيث كان أبرزها تحطم الطائرة الروسية "متروجيت 9268" في سيناء في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصًا. 


وأظهرت التحقيقات لاحقًا أن الحادث نجم عن انفجار عبوة ناسفة، وأعلن تنظيم "الدولة" مسؤوليته عنه، بينما أكدت السلطات المصرية أن الحادث كان يهدف إلى زعزعة السياحة والعلاقات مع روسيا.  

وفي الماضي، أضرت هذه الهجمات على السياحة في مصر، حيث قلّ عدد السائحين الذين يأتون لمشاهدة معالم سياحية خارج منطقة البحر الأحمر أيضا، مثل أهرامات الجيزة أو القيام برحلات بحرية في الأقصر وأسوان.

وبينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، أثارت هذه الحوادث المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية الوافدة من الخارج خصوصاً منتجعات البحر الأحمر.

ورغم هذه التحديات، تقول السلطات، إنها "تواصل جهودها لتعزيز السياحة، من خلال تأمين الوجهات السياحية، وتحسين إجراءات السلامة، وتعزيز الاستثمارات في القطاع، لضمان استمرار جذب السياح إلى معالمها الفريدة".

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي يكشف عدد صواريخ الحوثيين الباليستية
  • محافظ البحر الأحمر يغادر المستشفى بعد تحسن حالته
  • مقرر أممي: إسرائيل مستمرة في استخدام الغذاء سلاحا ضد غزة
  • الصين تحذر الفلبين من تصعيد التوترات في البحر الجنوبي
  • أسوشيتد برس: العملية الأميركية ضد الحوثيين في عهد ترمب أكثر شمولا
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحية بمصر؟
  • البحر الأحمر..الخليج الجديد في لعبة النفوذ
  • السيد القائد: لن يؤثر الأمريكي على عملياتنا العسكرية في البحر أو القصف الصاروخي لعمق الكيان
  • تحذيرات أممية من انعدام الغذاء في غزة بالتزامن مع جرائم الاحتلال الوحشية