حزب الله يرد على تسريبات التيار: ليعذر أحدنا الآخر إذا لم نستكمل الرحلة السياسية
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
كان لافتًا عدم حضور رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل اللقاء، الذي عُقد بين وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب محمد رعد وبين الرئيس السابق ميشال عون في دارته في الرابية، على أثر الموقف الذي أعلن مؤخرًا من رفض فرضية "وحدة الساحات" وفتح جبهة الجنوب لمساندة فلسطينيي غزة ضد ما يتعرّضون له من مجازر إسرائيلية.
بعض الأصدقاء المشتركين رأوا في خطوة "حزب الله" تجاه الرئيس عون بادرة تنمّ عن حرص "حارة حريك" على إبقاء التواصل مع المكّون المسيحي الحليف، وعدم قطع الجسور معه، خصوصًا أنها تأتي بتوجيهات مباشرة من أمينه العام السيد حسن نصرالله. واعتبروا أن هذه الزيارة تصبّ في خانة "كسر الجليد"، وأن "حارة حريك" تصرّ على أن تبقى علاقتها مع الرئيس عون فوق أي اختلاف في وجهات النظر، تمهيدًا لإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية.
أمّا لماذا لم يحضر باسيل اللقاء فيُرجح أن يكون ذلك قد جاء من باب التمني من قِبل "حزب الله"، الذي يحاول في مقاربته للعلاقة المتوترة بينه وبين رئيس "التيار" أن يفصل بين العلاقة الشخصية مع الرئيس عون وبين العلاقة السياسية مع باسيل، على أمل أن تشكّل هذه الخطوة، وفق ما فُهم، مقدمة لإعادة التواصل بين "حارة حريك" و"ميرنا الشالوحي" في مرحلة لاحقة بعد أن تهدأ النفوس، وبعد وضوح الصورة بالنسبة إلى الوضع الجنوبي.
أوساط سياسيّة متابعة اكدت أنّ اللقاء كان جيّدا، لكنّه ليس كافيّاً لعودة الأمور إلى طبيعتها بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"حزب الله"، وأنّ هناك نقاط خلافٍ كثيرة بين الجانبين لا تُحلّ باجتماع واحدٍ.
وفي السياق وبعد تسريبات على لسان اوساط قيادية في" التيار" امس ان لقاء عون وحزب الله لا يغير في واقع موقف التيار وباسيل، ردت اوساط حزب الله اليوم عبر مصادر صحافية بالقول ان "حزب الله" عندما اوفد رئيس كتلته النيابية وأحد الستة المقررين في مجلس شورى القرار في الحزب الى الرئيس عون شخصيا في الرابية، كان اسقط من كل حساباته فرضية انه ذاهب لاسترداد حليف كان اشهر اضرابا وعصيانا احتجاجيا عليه. والاغلب انه ذهب اليه لاعتبارات اخرى مضمرة تندرج كلها تحت شعار اخلاقي عنوانه العريض: ليعذر أحدنا الآخر إذا لم ننجح في استكمال الرحلة السياسية المثيرة التي بدأناها سويا عن حب ورضا ومصلحة للطرفين.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس عون حزب الله
إقرأ أيضاً:
تفاصيل عن الرحلة المحظورة.. كيف وصل تحذير إسرائيل إلى لبنان؟
منع لبنان الطائرة الإيرانية التي كانت من المقرر أن تقلع الخميس من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلغ السلطات تحذيرا من الجانب الأميركي بأن إسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوط الطائرة، حسبما أفاد مصدر أمني لبناني، السبت.
وأثار منع هذه الرحلة ورحلة أخرى كانت مقررة الجمعة أيضا من طهران، تظاهرات غاضبة لأنصار حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، الذين قطعوا لوقت قصير الطريق المؤدي إلى المطار، واعتدى بعضهم على سيارة تابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ"فرانس برس": "نُقل لحكومة لبنان عبر الأميركيين أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان".
وأضاف: "أبلغ الجانب الأميركي نظيره اللبناني أن إسرائيل جادة في تهديدها، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية منع قدوم الطائرة إلى مطار بيروت، وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".
وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أن "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرض المطار للخطر، مع أن الأمن اللبناني يفرض تفتيشا مشددا على الطيران الإيراني".
وقال المصدر إن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران، ألغيت للأسباب نفسها أيضا.
والسبت اعتبر رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام، أن "سلامة مطار بيروت فوق أي اعتبار، وسلامة المسافرين وأمن اللبنانيين مسألة لن نتسامح فيها".
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان، الخميس، إنه "حرصا على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي فقد اقتضى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتا"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 فبراير.
وأفاد مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت "فرانس برس"، الخميس، أن "المطار تلقى طلبا من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة".
وأضاف: "أُرجئت الرحلتان إلى الأسبوع المقبل"، من دون تحديد السبب.
وجاء منع هبوط الطائرة غداة تحذير الجيش الإسرائيلي، من أن فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني) وحزب الله "يستغلان على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله".
وقال متحدث في منشور على منصة "إكس"، إن الجيش الإسرائيلي "على تواصل مع آلية المراقبة لتطبيق وقف إطلاق النار، وينقل معلومات معينة بشكل متواصل لإحباط أعمال النقل هذه"، مشيرا إلى تقديرات بـ"نجاح بعض المحاولات".