معركة الجنسين.. قصة مباراة تاريخية أثرت على مسار رياضة التنس
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
شهد العشرون من ستمبر عام 1973، مباراة تنس استطاعت خلالها اللاعبة بيلي جين كينغ، هزم اللاعب بوبي ريغز، في حدث رياضي شكّل أهمية كبيرة للحركة النسوية التي انطلقت في السبعينيات من القرن الماضي، وأُطلق عليه "معركة الجنسين"، بحسب موسوعة بريتانيكا.
وتم تصنيف هذه المباراة في حينها على أنها الأكثر مشاهدة على الإطلاق، حيث حضرها أكثر من 30 ألف شخص داخل الملعب، وتم بثها عبر شبكات التلفزة ليتابعها أكثر من 90 مليون مشاهدا.
اللاعب ريغز بطل ويمبلدون السابق كان في عمر الـ(55 عاما) حينها، كان قد حقق ثروة من المقامرة في مباريات التنس، واعتبر نفسه أمام فرصة في ذلك العام من أجل كسب المزيد من المال، ليتحدى اللاعبة كينغ التي كانت تبلغ من العمر (29 عاما) واللاعبة مارغريت كورت (31 عاما)، متباهيا بأنه حتى في عمره هذا يمكنه التغلب على أفضل لاعبات التنس، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وكانت الجائزة حينها 100 دولار للفائز. وفي البداية تجاهلته كينغ، وقبلت كورت التحدي ولعبت معه مباراة في كاليفورنيا في مايو 1973، وخسرت في المواجهة، لتدرك كينغ بعدها أهمية الحدث الذي سمي حينها بـ"مذبحة عيد الأم".
وتتذكر كينغ: "قلت لماريغريت إنها ليست مباراة تنس، إنها تتعلق بالتغيير الاجتماعي، إنها تتعلق بالعدالة الاجتماعية، تتعلق بكل الأشياء التي نعمل من أجلها".
وبعد خسارة كورت، غيّرت كينغ رأيها ووافقت على اللعب في سبتمبر في هيوستن أسترودوم. وقالت: "اعتقدت أنه (ريغز) سيعيدنا 50 عاما إلى الخلف إذا لم أفز بتلك المباراة.. من شأنه أن يدمر مسابقات النساء، ويؤثر على احترام الذات لدى جمعهن".
وأطلق المروجون للمباراة اسم "معركة الجنسين"، والتي تم بثها في جميع أنحاء العالم.
دخلت كينغ للمباراة بطريقة مسرحية بأسلوب كليوبترا، بينما دخل ريغز على عربة تجرها عارضات أزياء. وفد تغلبت كينغ على منافسها.
واعتبرت اللاعبة السابقة، أن الفوز الحقيقي "كان شيئا أكبر من ذلك بكثير.. لم يكن التغلب على رجل يبلغ من العمر 55 مثيرا بالنسبة لي.. التشويق كان عرض رياضة التنس على الأشخاص الجدد".
وبنهاية المباراة، تعانق كينغ وريغز وأصبحا صديقان، حتى وفاة ريغز عام 1995.
ومنذ بداياتها في رياضة التنس، سعت كينغ إلى تشكيل اتحاد التنس النسائي في 1973، والتي اعتبرتها لحظة حاسمة في "الكفاح من أجل تكافؤ الفرص في هذه الرياضة".
وقالت في تصريحات سابقة لـ"سي إن إن"، إن الاتحاد "منحهن صوتا واحدا وقوة للتفاوض".
كما استطاع الاتحاد فرض نفسه بأن يتيح لأية "فتاة تولد في هذا العالم، إذا كانت جيدة بما فيه الكفاية، أن يكون لديها مكان للمنافسة" بحسب كينغ.
وتوجت كينغ خلال منافستها برياضة التنس بـ39 لقبا في البطولات الكبرى في مختلف الفئات. وأصبحت مسابقة كأس الاتحاد لمنتخبات كرة المضرب تحمل اسم النجمة الأميركية بيلي جين كينغ منذ 2020.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أستاذ طب نفسي: وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على العلاقات العاطفية
قال الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة الأزهر، أن تزايد الأمراض النفسية في الآونة الأخيرة يعود إلى سببين رئيسيين، مشيرًا إلى أن الأول هو الوعي المتزايد بالأمراض النفسية، وأما السبب الثاني فهو تغير نمط الحياة.
أسباب زيادة الأمراض النفسيةوأوضح أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج «البيت»، المذاع على، اليوم الأربعاء: «مع ارتفاع مستوى الوعي، بدأنا ندرك أن هذه الأمراض كانت موجودة بيننا منذ فترة طويلة، لكننا لم نكن نلاحظها بشكل كافٍ».
وتابع: «في الماضي، كان الناس يقومون بأعمال تتطلب مجهودًا بدنيًا، مثل الزراعة والأعمال اليدوية، مما ساعد في تقليل التوتر والأمراض النفسية، ولكن مع تزايد الاعتماد على المجهود الذهني وانخفاض النشاط البدني، أصبحت الأمراض النفسية أكثر شيوعًا».
أسباب القلق والاكتئابوأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى تقليل الحاجة إلى الحركة، فبدلاً من الذهاب إلى أقربائنا أو إرسال رسائل بالبريد، أصبح بإمكاننا التواصل عبر الإنترنت في ثوانٍ، لافتًا إلى أنه في الماضي، كان على الشخص بذل جهد كبير للدخول في علاقة عاطفية، مما كان يحد من عدد العلاقات، أما الآن، فبفضل السوشيال ميديا، أصبح من السهل التفاعل مع العديد من الأشخاص في الوقت نفسه، مما يؤدي إلى زيادة ظاهرة النرجسية.
وأكد أن هذه التغيرات أثرت سلبًا على العلاقات الأسرية، حيث أصبحت أكثر تعقيدًا وسهولة في الانحراف عن مسارها الصحيح. مشيرًا إلى أن هذا التغير في نمط الحياة وزيادة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير كبير على الصحة النفسية، مما يؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب بين الأفراد.