الجزيرة:
2025-04-30@06:09:02 GMT

فولكس فاغن سيارة الشعب التي أوصى هتلر بصُنعها

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

فولكس فاغن سيارة الشعب التي أوصى هتلر بصُنعها

فولكس فاغن "سيارة الشعب" الألمانية تحتل المرتبة الثانية بين كبريات شركات السيارات في العالم، وتعد علامة تجارية عريقة وراسخة في عالم السيارات، ولها إرث غني من الإنتاج، بدءا من أيقونة "الخنفساء" الشهيرة وصولا إلى سياراتها الحديثة المتطورة.

البداية

انبثقت شركة فولكس فاغن من ركام الحرب العالمية الثانية برعاية الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي حلم بسيارة بسيطة بسعر رخيص، وكان سعر نوعها الأول يعادل 140 دولارا أميركيا، وكانت تتسع لشخصين بالغين و3 أطفال.

وُلدت فكرة السيارة عام 1937 في مدينة فولفسبورغ شمالي ألمانيا على يد الحكومة، بهدف إنتاج سيارات بأسعار منخفضة ومناسبة لكافة أفراد الشعب، في وقت كانت أوروبا تكتب تاريخها من جديد، واستحقت هذه السيارة أن تكون رمزا للصمود والإبداع الألماني، وأصبحت الشركة إحدى كبريات شركات السيارات في العالم.

بدايةً كانت تديرها جبهة العمل الألمانية -منظمة نازية- التي تعاقدت مع المهندس النمساوي فرديناند بورشه، مصمم السيارة الأصلية، ليبدأ العمل على إنشاء مصنع جديد في ولاية ساكسونيا السفلى عام 1938.

التسمية

يعبّر اسم السيارة عن فلسفة حكم هتلر في ذلك الوقت، حيث تعني كلمة "فولكس" بالألمانية الشعب، وكلمة "فاغن" سيارة، فسُميت بذلك "سيارة الشعب".

كان هتلر يرى أن إنتاج سيارة بسعر رخيص يستطيع أن يشتريها أي مواطن ألماني هو جزء مهم من الدعاية له ولنظامه، فطلب بنفسه بشكل رسمي عام 1938 من بورشه -الذي أسس شركة "بورشه" بعد ذلك- أن يُعد تصميما للسيارة، وفي 24 مايو/أيار من العام نفسه وضع هتلر حجر الأساس للمصنع الذي سينتجها.

أدولف هتلر في حفل افتتاح مصنع سيارة فولكس فاغن يوم 26 مايو/أيار 1938 (أسوشيتد برس) الحرب العالمية الثانية

بعد اكتمال بناء المصنع عام 1939، اشتعلت الحرب العالمية الثانية ليتحول المصنع إلى إنتاج معدات ومركبات عسكرية، ما تسبب في قصفه من قِبل طائرات الحلفاء، التي دمرته بشكل شبه كامل في نهاية الحرب.

بعد انتهاء الحرب عام 1945 بانتصار الحلفاء وجدت بريطانيا نفسها مسؤولة عن مصنع فولكس فاغن في مدينة فولفسبورغ الخاضعة لسيطرتها.

عرضت بريطانيا المصنع مجانا على شركة فورد الأميركية، لكنها رفضته، وتلاه رفض من شركات سيارات أميركية وفرنسية وبريطانية وأسترالية، إذ اعتبرت أنه لا يساوي شيئا وأنه مجرد "خردة حرب" لا قيمة له.

لكن بريطانيا لم تستسلم وبدأت إعادة بناء المصنع وتطوير سيارة "الخنفساء" الشهيرة، ومع مرور الوقت، تحوّلت "فولكس فاغن" من "خردة حرب" إلى إمبراطورية عالمية، وإحدى كبريات شركات السيارات في العالم.

نُقلت ملكية الشركة عام 1949 إلى حكومة ألمانيا الغربية، وأصبحت تابعة لولاية ساكسونيا السفلى التي أعادت لها الحياة من جديد، وبدأت في تصحيح أوضاعها.

بِيعت أول سيارتين من فولكس فاغن في الولايات المتحدة الأميركية وأُعجبت بها السوق الأميركية بشكل غير عادي، وأصبحت أكثر من نصف سيارات الركاب في البلاد منها.

خرجت فولكس فاغن من حطام الحرب العالمية الثانية بسرعة فائقة وأقوى من ذي قبل، ثم بدأت رحلتها نحو التعافي والتوسع، واستحوذت على جزء كبير من سوق السيارات العالمية، لا سيما في الولايات المتحدة خلال ستينيات القرن العشرين.

الانتشار

افتتحت الشركة مصنعا جديدا عام 1959 بالقرب من ساو باولو في البرازيل، لتكون أول خطوة لها في التصنيع خارج ألمانيا، ومع بداية الستينيات من القرن العشرين تحولت إلى شركة مساهمة.

في هذا الوقت أصبحت "الخنفساء" من أشهر السيارات في العالم وأكثرها مبيعا، إذ تجاوزت مبيعاتها 21 مليون سيارة، وأصبحت رمزا لألمانيا وثقافتها ونمط حياة لجيل بأكمله.

تألقت فولكس فاغن وتحولت من مجرد شركة إلى إمبراطورية سيارات عالمية، وبدأ هذا التوسع عبر الاستحواذ على شركات السيارات العالمية مثل شركة أوتو يونيون، التي تحولت لاحقا إلى "أودي" عام 1965، كما اشترت 75% من أسهم شركة سيات الإسبانية عام 1986، ثم استحوذت عليها بالكامل بعد 4 سنوات.

ضمت لاحقا تحت مظلتها 12 علامة تجارية، وقد تجاوزت مبيعاتها خلال النصف الأول من عام 2016 شركة تويوتا اليابانية وجنرال موتورز الأميركية، واحتلت المركز الأول عالميا، وحافظت على لقب أكبر مصنع سيارات في العالم من 2016 حتى 2019.

التفكير الإبداعي في الإعلانات

أثار إعلان فولكس فاغن "الخنفساء" عام 1999 انتباه العالم بأسره، وبات رمزا للإبداع والإلهام.

ولم يعتمد الإعلان على المؤثرات الخاصة أو النجوم المشهورين، بل على فكرة بسيطة عبقرية تتلخص في شعار "فكر بشكل مختلف"، وكانت عبارته الشهيرة "فكر بشكل صغير" مع صورة بسيطة لسيارة الخنفساء الصغيرة.

كان وراء هذا الإعلان المبدع الكاتب جوليان كونيغ، الذي أدرك أن "فولكس فاغن الخنفساء" سيارة مختلفة عن السيارات الأخرى في السوق، فهي صغيرة واقتصادية وعملية.

ونجح الإعلان في تغيير نظرة الناس إلى السيارة، وجعلها رمزا للتفكير الذكي والاختيار المدروس.

محاكمة وإدانة

ارتقت فولكس فاغن لفترة وجيزة لتتصدر عرش مصنّعي السيارات عالميا من حيث الحجم، متخطية بذلك "تويوتا"، لكن في منتصف 2015 تأثرت الشركة بعد أن وقعت في أزمة طاحنة، وذلك عندما كشفت وكالة حماية البيئة الأميركية عن احتيال كبير في محركات الديزل التابعة لفولكس فاغن.

إذ عمدت الشركة إلى تثبيت برمجيات في السيارات تتلاعب بنتائج اختبارات الانبعاثات، لتظهر وكأنها مطابقة للمعايير البيئية.

واعترفت فولكس فاغن لاحقا بتثبيت تلك البرمجيات، ما اضطرها إلى سحب أكثر من 10 ملايين سيارة من الأسواق العالمية.

واجهت الشركة غرامات تجاوزت 4 مليارات دولار في الولايات المتحدة وحدها، إضافة إلى محاكمة وإدانة عددٍ من مسؤوليها بتهم جنائية مختلفة، ورغم هول الفضيحة، استطاعت فولكس فاغن أن تتجاوز المأزق وتستعيد ثقة الناس لتواصل فيما بعد مبيعاتها الارتفاع.

تحديات السيارات الكهربائية

واجهت الشركة انخفاضا في مبيعاتها العالمية عام 2022 بنسبة 6.8%، لتصل إلى 4.56 ملايين سيارة، مقارنة بـ 4.88 ملايين عام 2021.

وفي ظل هذا الانخفاض، أشعلت مبيعات السيارات الكهربائية شرارة أمل، إذ شهدت نموا ملحوظا بنسبة 23.6%، لتصل إلى 330 ألف سيارة عام 2022، مقارنة بـ267 ألفا عام 2021.

سجلت الصين أكبر نمو في مبيعات السيارات الكهربائية من فولكس فاغن بنسبة 102.9%، إذ بيعت 14 ألفا و100 سيارة كهربائية عام 2022، مقارنة بـ 7 آلاف و500 سيارة عام 2021.

وتشير هذه الأرقام إلى اتجاه متزايد نحو السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، لذلك استثمرت فولكس فاغن في هذه التكنولوجيا، سعيا منها لمواكبة التطورات في السوق وضمان بقائها على عرش صناعة السيارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحرب العالمیة الثانیة السیارات الکهربائیة السیارات فی العالم سیارات فی العالم شرکات السیارات فولکس فاغن

إقرأ أيضاً:

كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب

حقق مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي الجديد، نصرًا كبيرًا لحزب الليبرالي الحاكم في الانتخابات التي جرت أمس الاثنين، واضعًا نفسه على الساحة العالمية كصوت قوي يدافع عن التعددية في مواجهة السياسات الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب خبراء سياسيين، يتمتع كارني، أول من قاد مصرفين مركزيين في دول مجموعة السبع (بنك كندا وبنك إنجلترا)، بخبرة واسعة تمنحه مصداقية دولية فورية.

وقد حظيت تصريحاته الحادة تجاه ترامب خلال حملته الانتخابية بمتابعة واسعة في أنحاء العالم، ما عزز مكانته كزعيم واعد على المسرح الدولي.

وقال كارني خلال خطاب في أوتاوا في الثالث من أبريل: "كندا مستعدة لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول المتشابهة في القيم والرؤية".

وأضاف: "نؤمن بالتعاون الدولي والتجارة الحرة وتبادل الأفكار، وإذا تخلت الولايات المتحدة عن هذا الدور القيادي، فإن كندا مستعدة لملئه".

انتخابات حاسمة وسط تصاعد التوترات

هزم كارني حزب المحافظين بزعامة بيير بواليفر، الذي أثار شعاره "كندا أولاً" وأسلوبه اللاذع مقارنات مع ترامب، وهو ما يعتقد مراقبون أنه ساهم في خسارته.

وعلى الرغم من أن المحافظين تصدروا استطلاعات الرأي لشهور، إلا أن فرض ترامب لرسوم جمركية على السلع الكندية وتهديده بضم كندا أدى إلى انعكاس المزاج الشعبي ضد السياسات الأميركية، فتراجع الإقبال على المنتجات والرحلات الأميركية بين الكنديين.

مع ذلك، ورغم فوز الحزب الليبرالي، لم يتمكن كارني من تأمين أغلبية مريحة في مجلس العموم، ما سيدفعه إلى البحث عن تحالفات مع أحزاب أصغر لضمان استقرار الحكومة.

مراقبة دولية ودروس انتخابية

يتابع العالم عن كثب صعود كارني، خاصة مع قرب الانتخابات العامة في أستراليا في مايو، حيث لاحظ خبراء استراتيجيون أستراليون أن قلق الناخبين من سياسات ترامب أدى إلى تعزيز فرص حزب العمال المنتمي لليسار الوسطي، على غرار ما حدث في كندا.

وفي هذا السياق، قال كولن روبرتسون، الدبلوماسي الكندي السابق، إن مارك كارني "يُعد من أكثر رؤساء الوزراء الكنديين جاهزية منذ ستينيات القرن الماضي، بفضل خبرته المصرفية الدولية وشبكة اتصالاته الواسعة".

وأضاف أن كارني سيركز على توسيع التجارة مع أوروبا وأستراليا والديمقراطيات الآسيوية، لتخفيف أثر الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الكندي.

أولويات المرحلة: الاقتصاد والدفاع

من المتوقع أن تكون أولويات كارني المباشرة هي تعزيز الاقتصاد المحلي، عبر الاستثمار في مشاريع البنية التحتية وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية، التي تشتري نحو 90 بالمئة من صادرات كندا النفطية.

ويقول رولاند باريس، المستشار السابق لجاستن ترودو وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، إن كارني "سيحتاج إلى بناء تحالف دولي بحذر، دون استعداء ترامب مباشرة"، مضيفًا أن "هدوء كارني وخبرته المالية قد يساعدانه على التعامل مع الرئيس الأميركي بطريقة أكثر نجاحًا مما فعل ترودو سابقًا".

ويتوقع الخبراء أن يحاول كارني تعزيز التعاون مع ترامب خلال قمة قادة مجموعة السبع المقبلة في ألبرتا، وربما يعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس الأميركي ورئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، لمناقشة مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.

كذلك، تعهد كارني بتسريع الإنفاق العسكري لكندا، وخفض الاعتماد على الولايات المتحدة في التسلح، عبر العمل مع صندوق الدفاع الأوروبي البالغ قيمته 800 مليار يورو.

حدود الطموح الدولي

رغم طموحات كارني، إلا أن بعض المحللين، مثل كريس هيرنانديز روي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرون أن قدرته على قيادة العالم الغربي تبقى محدودة.

وأشار هيرنانديز إلى أن "تراجع النفوذ العالمي لكندا ونقص التمويل العسكري وتباطؤ الاقتصاد قد يحد من دور كارني مقارنة بزعماء مثل أنجيلا ميركل أو إيمانويل ماكرون".

مع ذلك، يظل فوز كارني وإدارته المقبلة عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل مواقف الديمقراطيات الغربية، خصوصًا مع تولي كندا رئاسة مجموعة السبع هذا العام، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية.

مقالات مشابهة

  • الحرب العالمية الثالثة «ترامبية»!!
  • حرب الصين على الماركات العالمية
  • كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب
  • شركة صينية تطور سيارة “حاملة للطائرات”!
  • أول مائة يوم من حكم ترامب.. الرئيس الأمريكي يدمر السياسات العالمية
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • سعر سيارة فولكس فاجن جولف 2025 بعد إطلاقها رسميًا
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • وصايا الرسول قبل موته.. أمور مهمة أوصى بها النبي فاغتنمها
  • لن تصدق : أول دولة في العالم تحظر السيارات بالكامل!