بريطانيا والولايات المتحدة تطرحان مقترحًا استراتيجيًا جديدًا لدعم أوكرانيا ضد روسيا
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
في خطوة فريدة وغير مسبوقة، تبرز بريطانيا برفقة الولايات المتحدة بمبادرة استراتيجية جديدة لموازنة القوة في الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ العام الماضي. تقوم المبادرة على فكرة تحويل أصول البنك المركزي الروسي المجمدة إلى سندات قابلة للتداول، مما يفتح آفاقًا جديدة لتأمين التمويل الضروري لأوكرانيا في ظل التصاعد المستمر للحرب.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن جاهزية لندن لإقراض كييف كل أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في المملكة المتحدة، بشرط أن تلتزم موسكو بدفع تعويضات لأوكرانيا بعد النزاع الشامل، حسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأكد كاميرون أن هذه الأصول ستستخدم كضمان لتغطية تكاليف التعويضات المستحقة، مشيرًا إلى إمكانية استخدام "شيء مثل القرض المشترك أو السندات" لهذا الغرض، حيث سيتم استرداد الأموال من قبل حلفاء أوكرانيا بمجرد تحقيق موسكو لالتزاماتها بالتعويض.
وأضاف الوزير البريطاني أن هذه الخطوة قد تكون الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة، مشيرًا إلى رغبة لندن في تعزيز التنسيق مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية. وفي حالة عدم نجاح هذه الجهود، أكد كاميرون أنه سيتعين على بريطانيا المضي قدمًا مع الحلفاء الذين يؤيدون هذا الإجراء.
وأشار وزير الخارجية إلى إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتوقف عند أوكرانيا، قائلًا "إذا سمحنا لروسيا بأي شكل من الأشكال بالفوز في أوكرانيا، فإن مولدافيا وبعض دول البلطيق سيكونان في خطر".
ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، تحتفظ المؤسسات المالية في الولايات المتحدة وأوروبا بما يقدر بنحو ٣٠٠ مليار دولار من أصول الدولة الروسية، التي تم تجميدها في بداية الحرب والاستيلاء عليها.
يُذكر أن الولايات المتحدة تمتلك جزءًا صغيرًا من هذه الأصول يتراوح بين ٤٠ مليار دولار و٦٠ مليار دولار، بينما تكون الأغلبية العظمى منها، كما يقول التقرير، محتجزة في أوروبا. وتعد بلجيكا كأحد أبرز الدول الأوروبية المحتفظة بهذه الأصول، حيث يُقدر نصيبها منها بـ١٩٠ مليار دولار في الغرفة المالية "يوروكلير".
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال: "لقد استمرت الاحتياجات أو إعادة الإعمار في النمو خلال العام الماضي. وأن المصدر الرئيسي لتحقيق التعافي في أوكرانيا لابد أن يتلخص في مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الغرب نحن بحاجة لبدء هذه العملية بالفعل هذا العام".
كما طالب رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المنتجات الزراعية الروسية والبيلاروسية، للتضييق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكشف تقرير عن الأضرار المباشرة التي لحقت بأوكرانيا بلغت ١٥٢ مليار دولار، لكن تكلفت ١٠ سنوات لتجميع البنية التحتية الرئيسية للبلاد مثل الإسكان والطرق والسكك الحديدية ومحطات الطاقة ستكون أعلى بكثير لتصل إلى ٤٨٦ مليار دولار بزيادة قدرها ٧٥ مليار دولار.
وتتمثل أهمية هذه الخطوة في أنها ستمثل مصدرًا جديدًا للأموال لأوكرانيا، مما سيمكنها من شراء الأسلحة وتمويل عملياتها في ظل العجز في ميزانيتها. وتأتي هذه الخطوة في ظل توقعات بأن كييف ستحتاج إلى ١٠٠ مليار دولار سنويًا لمواجهة التحديات الروسية، مع نصف هذا المبلغ مخصص لأغراض إعادة الإعمار.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تعتمد على فرضية نجاح أوكرانيا في النهاية، وأن روسيا ستضطر إلى دفع تعويضات للخسائر التي سببتها الحرب. ورغم أن هذا السيناريو يبدو صعب التحقق في الوقت الحالي، إلا أنه يمثل محاولة جادة للتصدي للتطورات الراهنة ولوضع حد للصراع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا بريطانيا الولايات المتحدة دعم أوكرانيا ملیار دولار هذه الخطوة أن هذه
إقرأ أيضاً:
على هامش COP29.. الابتكار الزراعي للمناخ تزيد الاستثمارات إلى 29.2 مليار دولار
باكو (الاتحاد)
أعلنت اليوم مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي أكبر تحالف عالمي لتعزيز الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ بقيادة كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، عن زيادة قاربت الضعف في حجم استثماراتها وعدد شركائها وقفزاتها الابتكارية. وجاء الإعلان على هامش الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)، المنعقدة في باكو، أذربيجان تحت شعار "التضامن من أجل عالم أخضر". يعمل شركاء مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" على تحويل الطموحات إلى إجراءات فعلية من خلال حفز الابتكار بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، من أجل معالجة أزمة التغير المناخي، وبناء المرونة المناخية، وتحقيق الفائدة للناس والكوكب في الوقت ذاته. وقد شهدت المبادرة تطوراً كبيراً منذ انعقاد مؤتمر الأطرافCOP28 العام الماضي، حيث ارتفعت قيمة التزاماتها الاستثمارية من 17 مليار دولار إلى 29,2 مليار دولار، وهي قيمة غير مسبوقة مقارنة بعام الأساس 2020. كما سجلت مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" إضافة 52 قفزة ابتكارية جديدة، ليصل مجموعها إلى 129 قفزة ابتكارية، وتوسع عدد شركائها من 600 إلى أكثر من 800 شريك، لتؤكد بذلك تأثيرها التحويلي ومدى أهمية وقوة مهمتها.
وشملت الزيادة في الاستثمارات 16,7 مليار دولار من الشركاء الحكوميين، و12,5 مليار دولار استثمارات من شركاء القفزات الابتكارية الـ 129، وتستهدف هذه الاستثمارات دفع عجلة التغيير بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً. وسيثمر الارتفاع في عدد هذه المشاريع عالية التأثير، والتي تتم بقيادة القطاع الخاص أو بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، عن حلول ناجعة للتحديات المناخية والغذائية التي تواجه العالم اليوم. وتسعى كل قفزة ابتكارية إلى دعم واحد أو أكثر من المجالات المحورية للقفزات الابتكارية، وهي: المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والتكنولوجيات الناشئة، وبحوث الزراعة الإيكولوجية، وخفض انبعاثات غاز الميثان. وتتماشى هذه الأهداف مع أولويات مؤتمر الأطراف COP29 المتمثلة في حشد التمويل المناخي، وخفض الانبعاثات، وتطوير حلول للتكيف مع الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ.
وتم الإعلان عن الاستثمارات والشركاء والقفزات الابتكارية الجديدة من قبل الرئيسين المشاركين لمبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية؛ ومعالي توم فيلساك، وزير الزراعة الأميركي، وذلك يوم الاثنين 18 نوفمبر ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأطراف COP29. وشددت كبرى الشخصيات المشاركة في الحدث على ضرورة اتباع أساليب جريئة ومبتكرة في النظم الزراعية والغذائية لمواجهة أزمة المناخ، مع الإشارة إلى دور "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" في حشد التعاون والاستثمارات الجماعية لتطوير ممارسات زراعية وغذائية مستدامة ومرنة تعالج أزمتي تغير المناخ والجوع في العالم.
وسيعقب حدث الإعلان في الجناح الإماراتي ندوة رفيعة المستوى يستضيفها المركز الأميركي بعنوان "مبادرة مهمة الابتكار الزراعي للمناخ: حشد الابتكار في النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً من أجل مستقبل آمن غذائياً" في 19 نوفمبر بإدارة جيمي آدامز، المستشار الأول بوزارة الزراعة الأميركية. وستجمع الندوة قادة مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" مع قادة القفزات الابتكارية الذين تم الإعلان عنهم مؤخراً، وهم: جون تاوزيل، المدير الأول للميثان الزراعي العالمي في صندوق الدفاع عن البيئة؛ وأسمهان الوافي، المديرة التنفيذية للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية؛ وبيتر أوستبو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أطلس آغرو. وتزامن حدث الإعلان مع يوم الزراعة والغذاء والمياه في مؤتمر الأطراف COP29، ما سلّط الضوء على الترابط الوثيق بين هذه القطاعات في ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ.
ومع اقتراب موعد انتهاء مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" في عام 2025، يتم دعوة شركاء المبادرة على ترسيخ ما حققته من إنجازات من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على التقدم الذي أحرزته من أجل ضمان مستقبل مستدام وآمن غذائياً. وسيستعرض الاجتماع الوزاري الثالث لمبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ"، الذي تستضيفه الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة على هامش مؤتمر الأطراف COP29 في 20 نوفمبر، إنجازات المبادرة والزخم المتواصل الذي حققته، حيث سيشهد الاجتماع إطلاق تقرير "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ": "تنمية الاستثمارات التحويلية في الابتكار في النظم الذكية مناخياً للزراعة والغذاء"، الذي تم إعداده بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة. ويشجع التقرير على مواصلة دعم الشركاء والاستثمار في الابتكارات في مجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، ما يرسم معالم خارطة طريق واضحة للمضي قدماً في تحقيق أهدافنا لعام 2025 وما بعده.
وسيشهد الاجتماع الوزاري تبادلاً للأفكار والرؤى المستنبطة من التقرير، والتي تشمل التحديات التي تواجه الاستثمار، والعديد من دراسات الحالة الناجحة، وأربع توصيات موجهة للشركاء لدعم تقدم مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" في مجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً.
التوصية 1: تعزيز دمج الابتكارات في مجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً في تصميم وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً.
يحث التقرير الحكومات على دمج الابتكارات في مجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً في تصميم وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً، بهدف جعلها جزءاً محورياً من الاستراتيجيات المناخية الوطنية وجهود معالجة تحديات الأمن الغذائي.
التوصية 2: تنظيم وتنسيق الاستثمارات المتزايدة لدعم مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" لتكون بمثابة خطوط أساس لإعداد ميزانية جديدة.
يدعو التقرير إلى إرساء استثمارات مستدامة في الابتكار بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، وجعلها خطوط أساس يتم الارتكاز إليها في إعداد الميزانية لعام 2026 وما بعده لضمان الاستدامة والمرونة في هذا المجال على المدى الطويل.
التوصية 3: إبرام شراكات عالمية للتغلب على التحديات وتوسيع نطاق الابتكار الزراعي.
تعد الشراكات العالمية بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني أمراً ضرورياً للتغلب على الحواجز التكنولوجية والمالية التي تواجه الابتكار الزراعي. وتشكل المبادرات مثل آلية التوسع في الابتكار الزراعي المشتقة عن مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" عنصراً محورياً في توسيع نطاق الابتكارات الذكية مناخياً.
التوصية 4: تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
تعد الشراكات المتينة بين القطاعين العام والخاص ضرورية لحفز استثمارات القطاع الخاص وتوسيع نطاق الابتكارات الزراعية. وينوه التقرير إلى أهمية هذه الشراكات في تحقيق الإمكانات الكاملة لأهداف مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ".
تم إطلاق مبادرة "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26). وتؤمن المبادرة بضرورة إشراك شريحة واسعة من الجهات الفاعلة لتحقيق أهدافها والاستفادة من مختلف المعارف والخبرات والثقافات.