رغم وجود مستشارين ومساعدين يحيطون بالرئيس الأميركي، جو بايدن يبدو أنه لا يتخذ أي قرارات هامة إلا بعد استشارة "سياسيين" يثق بهم.

وكشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست سر "المكالمة الهاتفية" والتي تبين أنها عادة ما تكون مع سياسيين آخرين ديمقراطين وجمهوريين يثق برأيهم بايدن.

ويشير التقرير إلى أن هذا لا يعني عدم ثقة بايدن بخبرة موظفيه، ولكن عندما يواجه قرار "معقدا أو متقلبا" لا يرغب الرئيس في اتخاذ القرار النهائي قبل الحديث مع "شخص يعرف الناخب الأميركي عن كثب".

وتنقل الصحيفة عن مصدرين مطلعين تحدثا بشرط عدم الكشف عن اسميهما أنه في ديسمبر الماضي بحث كبار مستشارو بايدن معه صفقة مع الرئيس الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تفضي إلى إطلاق فنزويلا لسراح 30 سجينا بينهم 10 أميركيين.

وقال بايدن للمستشارين والمساعدين حينها "قبل أن اتخذ قرارا نهائيا هنا، أريد أن أحصل على قراءة من الكابيتول".

وأجرى موظفو البيت الأبيض حينها اتصالا بالسيناتور كريس كونز، وهو صديق بايدن، حيث سأله "هل تعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح؟ هل يجب أن نمضي قدما؟".

استمع صديق الرئيس الأميركي للفكرة، ليبدي تأييدها لها، وبعدها بأيام أعلن بايدن عن الصفقة مع فنزويلا.

بايدن يعلم تماما أهمية رأي الناخبين في أي قرارات. أرشيفية

ونقلت الصحيفة عن كونز قوله "إن بايدن يفهم ويحترم أن أحد أهم المبادئ الأساسية للديمقراطية هو أنه يتعين عليك الوقوف أمام ناخبيك، وشرح تصويتك، وأفعالك، ثم محاسبتك في صندوق الاقتراع.. لذلك هو يستمع إلى الأشخاص الذين ترشحوا للانتخابات والذين يفهمون الفرق بين السياسة المجردة وما يحدث في العالم الحقيقي".

وفي يناير الماضي، اتصل بايدن بالسيناتور الجمهوري السابق، تشاك هيغل، والذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، حيث طلب منه المشورة بشأن الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وأكد هيغل للصحيفة إجراء المكالمة حول قرارات السياسة الخارجية التي تواجه بايدن رافضا كشف تفاصيل الاتصال الخاص.

وتشكلت حياة بايدن من خلال الحملات الانتخابية، إذ ترشح لأول مرة لمنصب رسمي في عام 1970 عندما كان عمره 27 عاما، وفاز بمقعد في مجلس مقاطعة نيو كاسل بولاية دويلاوير، ومنذ ذلك الوقت شارك في عشرات السباقات الانتخابية على مدار 50 عاما، وهو أوجد لديه ثقة غريزية في الآخرين الذين اضطروا مثله إلى إقناع الناخبين واسترضاء الحشود ومجادلة المعارضين ومواجهة عواقب القرارات السياسية، بحسب الصحيفة.

بايدن لديه مجموعة كبيرة من المساعدين لكنه يرغب بمعرفة رأي الأشخاص المنتخبين في القرارات. أرشيفية

وتشير الصحيفة إلى أن تقريرها هذا من ضمن سلسلة للتدقيق في قيادة بايدن وكيفية إدارته للحكومة الأكثر تعقيدا حول العالم، في عام يطلب فيه من الناخبين اختياره لولاية ثانية في البيت الأبيض.

وغالبا ما يسأل بايدن في محادثاته السياسية من هذا النوع: "ماذا عن الدعم السياسي لهذا؟".

وتستند الصحيفة في سلسلتها هذه إلى مقابلات أجريت مع أكثر من 100 شخصا من موظفي البيت الأبيض الحاليين والسابقين، وحلفاء وخصوم بايدن السياسيين وأصدقائه المقربين.

ويبدو أن بايدن في مواجهة اتخاذ القرارات الهامة يضغط أولا على موظفيه للحصول على معلومات تفصيلية، ويبحث في التكاليف والجداول الزمنية للتأكد من أن مساعديه يمنحونه كل الخيارات المتاحة.

ووصول القرارات الأميركية للمكتب البيضاوي هي حكما تعتبر الأكثر تعقيدا على مستوى البلاد، ولذلك أحضر بايدن العديد من المستشارين الذين اعتمد عليهم، وعندما يقدم مساعدوه غير السياسيين نصائح سياسية يسارع إلى تذكيرهم "انتظر، لم تترشح أبدا لمنصب".

وأطلق الديمقراطيون شعار "أربع سنوات أخرى!" خلال الخطاب الذي ألقاه بايدن أمام الكونغرس، الخميس، عن حالة الاتحاد، حيث بدا خلاله الرئيس الأميركي الأكبر سنا في أحسن حالاته.

بايدن يؤكد أنه في أحسن حال

ويراقب الأميركيون عن كثب أي تلعثم أو تعثر أو زلة لسان أو لحظة ارتباك للرئيس البالغ 81 عاما والمرشح لإعادة انتخابه. وعلى الفور تسلط عليها الضوء المعارضة الجمهورية التي تستند إلى أمثلة عديدة لاثبات عدم قدرة بايدن على الحكم.

لكن مساء الخميس لم يرتكب بايدن أي هفوة. وخلال خطابه، تطرق بايدن أكثر من مرة إلى عمره بروح الدعابة.

وقال مازحا "قد لا يكون الأمر ظاهرا لكنني هنا منذ فترة طويلة"، وأثار ذلك ارتياحا كبيرا في صفوف الديمقراطيين الذين يدركون جيدا أن سن الرئيس سيكون عاملا أساسيا خلال الانتخابات الرئاسية، فقد أثبت الرئيس قدرة نادرة على التحمل متحدثا بنبرة واضحة وحازمة لأكثر من ساعة. وكانت مظاهر الفرح واضحة في معسكره.

وهتف نواب حزبه "أربع سنوات أخرى!".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تسلم تل أبيب 1800 قنبلة ثقيلة منعتها إدارة بايدن

وصلت شحنة قنابل أمريكية ثقيلة إلى الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس السبت، بعد أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أخرّت إرسالها.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصادرها أن "شحنة القنابل الثقيلة، التي تضم 1800 قنبلة من طراز MK-84، والتي تم تأخيرها قرابة العام من قبل إدارة بايدن منذ اجتياح إسرائيل لمدينة رفح في أيار/ مايو 2024، وصلت إلى إسرائيل الليلة الماضية".

قنابل ترمب وصلت إلى نتنياهو ..

شحنة القنابل الثقيلة (1800 قنبلة من طراز MK-84) التي تم تأخيرها لما يقرب من عام من قبل إدارة بايدن (منذ دخول "إسرائيل" إلى رفح في أيار/مايو 2024)، وصلت إلى "إسرائيل" بتوجيه من الرئيس البرتقالي دونالد ترامب.

????القنابل المذكورة هي ذخائر جوية مخصصة… pic.twitter.com/miUUhhSu8D — Dima Halwani (@DimaHalwani) February 16, 2025
وأكد المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون قادوش، أن الشحنة وصلت إلى ميناء أسدود، حيث تم تفريغها عبر عشرات الشاحنات ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.


وأوضح قادوش في منشور في حسابه على منصة "إكس" أن الشحنة وصلت بتوجيه من الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه الذخائر الجوية مخصصة لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ويبلغ وزن كل قنبلة منها طنًا واحدًا.

من جانبه، أشار الصحفي الإسرائيلي ينون ميغال، عبر حسابه على "إكس"، إلى أن سفينة الشحن الأمريكية رست في ميناء أسدود على البحر المتوسط، وتم تفريغ حمولتها ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.

وأضاف أن وزارتي الحرب والجيش الإسرائيليين تواصلان جهودهما لشراء ونقل الذخائر للجيش، حيث وصل أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية حتى الآن عبر 678 رحلة جوية و129 بارجة وسفينة حربية، واصفًا العملية بأنها "الأكبر من نوعها في تاريخ إسرائيل".

يذكر أن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أكدوا في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي أن ترامب رفع الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على إرسال قنابل MK-84 إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت إدارة بايدن قد فرضت الحظر في أيار/ مايو 2024 بعد أن تسببت هذه القنابل في خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين الفلسطينيين ودمرت منشآت طبية، بما في ذلك المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، الذي تعرض لقصف الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 باستخدام قنبلة من هذا الطراز، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 470 شخصًا.


وتُعتبر قنابل MK-84، التي تنتجها شركة جنرال ديناميكس للذخائر والأنظمة التكتيكية لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، من الأسلحة الثقيلة التي يبلغ وزنها طنًا واحدًا وطولها 3.83 متر. تم تطويرها خلال حرب فيتنام، وتُعرف بقدرتها على تدمير الكتل الخرسانية وإلحاق أضرار كبيرة على بعد مئات الأمتار.

وكان تقرير إسرائيلي صدر في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قد كشف عن حاجة دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز قدرات جيشها عبر شراء مكثف للأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدفعية والصواريخ والذخائر المتنوعة.

ومن خلال الدعم الأمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025 عمليات عسكرية واسعة في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تسلم تل أبيب 1800 قنبلة ثقيلة منعتها إدارة بايدن
  • رفض ألماني لتصريحات نائب الرئيس الأميركي
  • برج الميزان .. حظك اليوم الأحد 16 فبراير 2025: اتخاذ قرارات سليمة
  • فرنسا تحذّر: على أوروبا اتخاذ قرارات صعبة لمواجهة التهديدات
  • بين الإصلاح الإداري والصراع السياسي.. قرارات ترامب تُربك الإدارة الأمريكية
  • الريال وأتلتيكو والسيتي.. مواجهات حاسمة في الدوريات الأوروبية
  • بيان رسمي من الهلال بشأن القرارات التحكيمية
  • الزامل: مباراة أمس كشفت خطأ فادحًا من الجهاز الفني للنصر في تقييم اللاعبين
  • نائب الرئيس الأميركي يعرب عن مواساته عقب هجوم ميونخ
  • برج العقرب| حظك اليوم الجمعة 14 فبراير 2025.. اتخاذ قرارات مهمة