خلاف مستجد حول الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
كتبت كارولين عاكوم في"الشرق الاوسط": عاد إلى الواجهة الخلاف بين الأفرقاء اللبنانيين حول جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، تحديداً مع مطالبة المعارضة بجلسة مفتوحة بدورات متتالية، وهو ما يعارضه رئيس البرلمان نبيه بري.
يأتي ذلك في موازاة استمرار حراك «اللجنة الخماسية» التي عقد سفراؤها مساء الخميس اجتماعاً في السفارة القطرية، وكتلة «الاعتدال الوطني» عبر مبادرتها الرئاسية التي بحثتها مع الكتل النيابية في الأسبوعين الأخيرين، على أن تلتقي السبت، رئيس البرلمان نبيه بري، حيث تعمل على مبادرتها بالتنسيق معه، لوضعه في نتائج جولتها.
وأفادت السفارة القطرية في بيان لها، بعد اجتماع السفراء، بأنه «تم خلال اللقاء، استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي». ولفتت إلى أن «السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن».
ورغم بعض التجاوب الذي سجّلته مبادرة «الاعتدال الوطني» الرئاسية التي تنص في جزء منها على جلسة مفتوحة بعد التشاور بين الكتل النيابية، شكل الخلاف حول هذه النقطة محوراً أساسياً، لا سيما بعد إعلان المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل رفض هذا الأمر، عادّاً أن إبقاء الجلسة مفتوحة يعني تعطيل عمل البرلمان التشريعي، علماً بأن اعتراض المعارضة منذ اللحظة الأولى للفراغ الرئاسي كان على رفض التشريع خلال الفراغ وعدّ مجلس النواب هيئة ناخبة فقط، لكن رغم ذلك عاد المجلس وعقد جلسات تشريعية عدّة؛ أبرزها تلك التي تم التمديد خلالها لقادة الأجهزة الأمنية وتأجيل الانتخابات البلدية، كما إقرار الموازنة.
ودعت مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، إلى انتظار الاجتماع الذي سيعقد السبت، بين بري وكتلة «الاعتدال» لحسم الموقف تجاه هذه النقطة. وتوضح: «الفرق بين الجلسات المتتالية والجلسة المفتوحة، أي أنه في الخيار الثاني الذي تطالب به المعارضة سيؤدي إلى إقفال البرلمان أمام التشريع، وهو الذي يشكل اليوم آخر سلطة منتخبة وشرعية في هذا الظرف الذي يمر به لبنان، مذكّرة بما قام به البرلمان خلال فترة الفراغ الرئاسي، وبالتالي ضرورة إبقائه مفتوحاً».
في المقابل، تأتي مطالبة المعارضة بإبقاء الجلسة مفتوحة بدورات متتالية، تعويلاً منها على إمكانية إيصال رئيس للجمهورية، منطلقة في ذلك من عدد الأصوات التي حصلت عليها في جلسة الانتخاب التي اتفقت فيها على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور، وحصل حينها على 59 صوتاً.
وتنطلق المعارضة في مقاربتها من المادة 49 من الدستور التي يعدّون أنها تنص أن المجلس يبقى منعقداً من دون رفع الجلسة حتى يتم انتخاب الرئيس. وهو ما تؤكد عليه مصادر حزب «الكتائب اللبنانية»، عادّة أنه إضافة إلى المطالبة الدائمة بضرورة تطبيق الدستور وترك الجلسة مفتوحة بدورات متتالية، فإن ذلك من شأنه أن يحفّز الرماديين أو المترددين لحسم موقفهم، وبالتالي قد يكون الحصول على 6 أصوات إضافية للوصول إلى 65 صوتاً ليس بالأمر الصعب لصالح مرشح المعارضة.
وجهة النظر نفسها تعبّر عنها أيضاً مصادر حزب «القوات اللبنانية»، مؤكدة أن عدم التوافق على اسم مرشّح لا يعني إبقاء منصب الرئاسة شاغراً. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الدستور ينص على جلسة مفتوحة بدورات متتالية ولا يحق عندها للنائب الذي تقع عليه مسؤولية وطنية التغيب»، واصفة ذلك بـ«البدعة»، في إشارة إلى خروج النواب وفقدان نصاب الجلسة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لماذا استقال جواد ظريف من منصب نائب الرئيس الإيراني؟
طهران– للمرة الثانية منذ توليه منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية قبل 7 أشهر قدم محمد جواد ظريف، استقالته إلى الرئيس مسعود بزشكيان، وذلك بعد سويعات من إقالة البرلمان المحافظ، وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي على خلفية تدهور الاقتصاد الوطني في البلاد.
وفي منشور على منصة إكس أكد ظريف، اليوم الاثنين، صحة نبأ استقالته، عازيًا السبب إلى نصيحة من رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، لتجنيب المجلس الوزاري مزيدا من الضغوط على الحكومة.
وأوضح ظريف أن إيجئي أوصاه بالعودة إلى الوسط الأكاديمي ومزاولة مهنة التدريس بالجامعة حيث قبل التوصية فورا آخذا الظروف التي تمر بها البلاد بعين الاعتبار، كما عبر عن أمله بأن تجرِّد استقالته المنافسين من الذرائع التي طالما عرقلوا عبرها تحقيق إرادة الشعب ونجاح الحكومة.
وكشف ظريف في منشوره عن تعرضه وأفراد أسرته إلى شتى الإهانات والافتراءات والتهديدات لكنه صمد أمام الضغوط من أجل خدمة الوطن واصفا الشهور الستة الماضية بأنها الأكثر مرارة عليه طوال العقود الأربعة الأخيرة، مؤكدا أنه التزم الصمت أمام سيل من الأكاذيب والتحريف حفاظا على مصالح البلاد.
أكدت بعض المصادر القريبة من الحكومة أن محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية قدّم استقالته إلى الرئيس #مسعود_بزشكيان.https://t.co/rzcTgbYkXb pic.twitter.com/1Sm0rums5M
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 3, 2025
إعلان انتقادات لاذعةيأتي ذلك بعد ضغوط شرسة قادها صقور التيار المحافظ ضد ظريف إثر دعمه الرئيس مسعود بزشكيان إبان حملته الانتخابية، حيث تعرض الأخير إلى انتقادات لاذعة بسبب تعيينه ظريف نائبا له للشؤون الإستراتيجية.
وعزف المحافظون طوال الأشهر الماضية على وتر إقالة ظريف بسبب امتلاك أولاده الجنسية الأميركية، والتي تشكل مخالفة دستورية بموجب قانون أقره البرلمان السابق عام 2022 يمنع تولي المناصب الحساسة من قبل الشخصيات التي لدى أولادها جنسية أجنبية.
وكان ظريف المعروف بكثرة استقالاته من مناصبه سبق أن قرر في 11 سبتمبر/أيلول الماضي مغادرة منصبه الأخير وذلك بعد مرور 11 يوما فقط من تنصيب بزشكيان رئيسا لإيران، مبررا ذلك بالإخفاق في تمثيل النساء والشباب والقوميات في التشكيلة الحكومية لكنه تراجع بعد أسبوعين وعاد إلى عمله في الرئاسة الإيرانية تلبية لطلب بزشكيان بمساعدته.
صوت أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (الإيراني)، خلال الجلسة العلنية التي عُقدت اليوم الأحد، بالأغلبية لصالح حجب الثقة عن وزير الاقتصاد والشؤون المالية "عبدالناصر همتي"؛ وبما يعني مغادرة الأخير كابينة الحكومة الرابعة عشرة برئاسة #مسعود_بزشكيان.https://t.co/NLLHoUgkLq pic.twitter.com/CwtIPSJJp1
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 2, 2025
فئة متطرفةمن جانبه، أرجع الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" الإصلاحي، رسول منتجب نيا، سبب استقالة ظريف إلى التنافس السياسي بين المحافظين والإصلاحيين، مضيفا أن "فئة متطرفة" مارست ضغوطا جبارة على الحكومة الحالية لإقالة ظريف وذلك للانتقام من الأخير بسبب دعمه للمرشح الإصلاحي في رئاسيات الصيف الماضي والتي توجت بفوز بزشكيان وفشل المرشح المحافظ سعيد جليلي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يصوب منتجب نيا، سهام الانتقاد إلى حكومة الظل برئاسة سعيد جليلي لكونها تقود الحملة السياسية ضد ظريف بسبب شعبيته لدى المجتمع الإيراني ودوره في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، موضحا أن المحافظين ينتقدون الاتفاق النووي من جهة وقد سبق لهم الانخراط في مفاوضات لإحيائه خلال حقبة الحكومة المحافظة السابقة.
إعلانواعتبر السياسي الإصلاحي أن القانون الذي سنه البرلمان المحافظ السابق ويتذرع به البرلمان الحالي لإقالة ظريف يستهدف المناصب الحساسة وليست المناصب الاستشارية مثل "معاونية الشؤون الإستراتيجية" التي غادرها ظريف يوم أمس، مؤكدا أن الأخير سبق وتقلد مناصب حساسة كوزارة الخارجية والرجل الثاني في بعثة طهران الدائمة في الأمم المتحدة.
وأوضح الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" أن عائلة ظريف تقيم داخل إيران، وأن أولاده حصلوا على الجنسية الأميركية من خلال ولادتهم هناك، مستدركا أن "بزشكيان تجنب اقتراح ظريف لتولي إحدى الوزارات لكي لا يقع في فخ البرلمان الذي يسيطر عليه نواب جبهة الصمود المتطرفة".
خرق قانونيفي المقابل، ينفي السياسي المحافظ نظام الدين موسوي وهو عضو المجلس الرئاسي للبرلمان السابق الذي صادق على مشروع قانوني يمنع تولي المناصب الحساسة على مزدوجي الجنسية هم أو أولادهم، مؤكدا أن انصياع ظريف لنصيحة رئيس السلطة القضائية جاءت بعد أن كشف له بأن استمراره في المنصب يشكل خرقا قانونيا وأنه معزول لا محاله.
وفي حديث للجزيرة نت أوضح موسوي أن ظريف تقلد منصب معاونية الرئاسة للشؤون الإستراتيجية بشكل غير قانوني ولولا استقالته لكان قد يواجه شكاوى قانونية لتجريمه وقد تطال الجهات التي عينته بشكل غير قانوني رغم وجود مادة قانونية واضحة بهذا الشأن.
وخلص إلى أن حث السلطة القضائية ظريف على الاستقالة يمثل تدبيرا لعزله من دون ضجة وذلك احتراما لسجله المهني في المؤسسات الإيرانية.
وفي السياق كتب النائب المحافظ أمير حسين ثابتي -الذي يعتبر من صقور المحافظين ومستشار المرشح الرئاسي الخاسر سعيد جليلي- على قناته بمنصة تيلغرام أن ظريف اضطر إلى الاستقالة بعد أشهر من المتابعة وتذكير النواب للسلطات الثلاث بتوليه منصبه بشكل غير قانوني.
إعلانوأكد النائب الذي سبق أن بذل جهودا جبارة طوال الأشهر الماضية لعزل ظريف أنه فضلًا عن ظريف فإن عددا آخر من المسؤولين يحمل أولادهم جنسيات أجنبية وعليهم إما التخلي عنها أو الإقالة، مضيفا أنه وزملاءه سوف يتابعون تنفيذ هذه المادة القانونية.