سباق بين المساعي الديبلوماسية وانفلات الأوضاع ورصد حركة قطرية - لبنانية لافتة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
انتهى أسبوع مثقل بالتحركات الديبلوماسية الأميركية والدولية ذات الصلة بملفات الاستحقاقات والأزمات اللبنانية الى تفاقم الغموض الذي يحوط خصوصا بمآل الواقع الميداني المتفجر على الحدود الجنوبية للبنان مع اسرائيل ومسار الجهود المبذولة مجددا في شأن وضع حد لأزمة الفراغ الرئاسي. ذلك ان الأسبوع الحالي شهد محطتين أساسيتين علقت عليهما الجهات والأوساط السياسية والديبلوماسية المحلية والخارجية رهانات عريضة علهما يفتحان ثغرات في جدار دورة التصعيد المثير للمخاوف في الجنوب والمنذر باستدراج لبنان الى حرب واسعة كما في جدار الانسداد المتعلق بالأزمة الرئاسية.
وبحسب ما كتبت" النهار":لا تخفي مصادر معنية عملت على رصد مجمل الحركة التي شهدتها بيروت، ان النظرة العامة الى هاتين المحطتين الأساسيتين تفترض ان تعكسا امام اللبنانيين نوعا من الاطمئنان المبدئي لكون لبنان ليس متروكا دوليا بل ان ثمة خطا بيانيا موصولا وتصاعديا يثبت ان استعادة الاستقرار على الحدود الجنوبية كما الدفع نحو تحريك جهود انتخاب رئيس للجمهورية صارا يشكلان أولوية متقدمة لدى الإدارة الأميركية كما لدى المجتمع الدولي.
وتلفت المصادر عبر "النهار" الى انه لم يكن تطورا عاديا ان تتعاقب المحطتان في أسبوع واحد ولا تفصل بينهما سوى أيام، اذ ان المحطة الأولى تمثلت في زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت مطلع الأسبوع فيما تمثلت المحطة الثانية التي تلت زيارته باجتماع سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بملف ازمة رئاسة الجمهورية والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر السفارة القطرية في بيروت. وأشارت الى ان هاتين المحطتين جاءتا في الفترة التي كانت فيها الأنظار الدولية والإقليمية منشدة اكثر فاكثر الى ترقب ورصد المحادثات المحمومة للتوصل الى اعلان هدنة رمضان في غزة، باعتبار ان هذه الهدنة ستكون المفتاح الأساسي لوقف دورة الحرب الشرسة الاجرامية التي دخلت شهرها السادس في غزة مع امال عريضة في انسحاب الهدنة متى أعلنت على جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك فان الإحباط كان مصير المترقبين والمستعجلين لاعلان الهدنة، بعدما انهارت محادثات القاهرة وأرجئت الى الأسبوع المقبل الامر الذي انسحب تلقائيا على مهمة الموفد الأميركي هوكشتاين وتحركه المكوكي بين بيروت وتل ابيب، فكان ان عاد الى واشنطن، وترددت معلومات عن مغادرة مساعد له مكث في بيروت تحسبا لتطورات إيجابية بعد زيارة هوكشتاين لتل ابيب لكنها لم تتحقق. ولذا اعادت الجولة الأخيرة لهوكشتاين تأكيد المؤكد في صعوبة بل استحالة فك الارتباط بين جبهة الجنوب وحرب غزة بما يشكل تعاظما مثيرا لمزيد من القلق حيال ما يمكن ان يواجهه لبنان اذا مضت دورة التعثر في إرساء هدنة في غزة وتاليا استمرار دورة التصعيد الميداني في الجنوب واحتمالاتها مع تصاعد التهويل الإسرائيلي بخطط لعملية برية في لبنان.
واما في الملف الرئاسي فتلفت المصادر نفسها الى انه لا يمكن الحديث عن أي اختراق مرجح او تطور جديد غير ان تأييد سفراء المجموعة الخماسية لتحرك "كتلة الاعتدال الوطني" جاء بمثابة دفع مبدئي غير مفاجئ لان المجموعة لا يمكنها الا ان تشجع أي تحرك او مبادرة من الداخل للبننة الحل والذهاب نحو انتخاب رئيس يحظى بأوسع توافق ممكن. ومع ذلك فان مجرد تأييد المجموعة لهذا التحرك لا يجيز تضخيم الامور وتصويرها كانها قاربت الاختراق بل ان الكرة ستغدو اكثر في مرمى اللاعبين الداخليين في انتظار ما سيؤول اليه تحرك "كتلة الاعتدال".
وتابعت" النهار": جرى الحديث عن رصد حركة قطرية - لبنانية لافتة في الساعات الاخيرة، اذ زار سفير قطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، فيما توجه الى قطر المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للاجتماع الى المسؤولين والتشاور في ملفي امن الجنوب ورئاسة الجمهورية.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ل"الديار" ان الدول الخماسية تدفع بشكل واضح باتجاه ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية للبنان متمسكة بالخيار الثالث ومشددة على الفصل بين القرار 1701 وبين الاستحقاق الرئاسي فضلا ان الاجتماع لاعضاء اللجنة الخماسية الذي عقد في السفارة القطرية في بيروت اثنى على مبادرة تكتل الاعتدال الامر الذي يعني ان الخماسية ترفض تعطيل هذه المبادرة وتحذر من تداعيات افشالها.
وكتبت" البناء": أنّ «اجتماع سفراء اللجنة الخماسية، أعلن صراحةً تأييده لمبادرة «الاعتدال» الرّئاسيّة، ودعمه لها».
وشدد مصدر سياسي لـ»البناء» على أن ملف رئاسة الجمهورية بات مرتبطاً بتطورات المشهد العسكري والسياسي في غزة، ولن يفتح الاستحقاق الرئاسي بشكل جدي قبل اتضاح مآل الوضع في القطاع، لا سيما بعد الإعلان عن أجواء سلبية سادت مفاوضات القاهرة أدّى الى تجميدها. ولفت المصدر الى أنه على الرغم من كل الحراك الخارجي والداخلي، لكن الملف الرئاسي لم يبارح مربع التعطيل، ولا رئيس ولا رئاسة قبل نهاية الحرب في غزة، لا سيما أن ثنائي حركة أمل وحزب الله متمسكان برئيس تيار المردة سليمان فرنجية. أما المفاوضات القائمة في قطر حول الرئاسة في لبنان مع وجود النائب خليل فيها، فتهدف الى العمل بالتوازي بين الملفين الرئاسي والوضع الأمني في الجنوب للتوصل الى تسوية تضمن الأمن على جانبي الحدود مع ترتيبات أمنية ودولية، قد تفتح الباب أمام اختراق جدّي في جدار الرئاسة لكي تنتج رئيساً للجمهورية وحكومة لتوقيع أي اتفاق حدودي وضمان تطبيقه بحال توصلت الأطراف المفاوضة الى صفقة لإطلاق النار وتبادل أسرى في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائبة ستيف ويتكوف من بيروت: "لقد ولى عهد إرهاب حزب الله وممتنون لإسرائيل لأنها هزمته"
في أول زيارة لها إلى بيروت، عبّرت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، من داخل القصر الرئاسي، عن امتنانها لإسرائيل "لهزيمتها حزب الله"، متجاهلة الرمزية السياسية للمكان الذي تحدثت منه، والذي يصنف إسرائيل عدوا. كما شددت على موقف واشنطن الرافض لأي دور للحزب في الحكومة المقبلة.
وأضافت خلال مؤتمر صحافي عقب لقائها بالرئيس اللبناني جوزيف عون: "لست خائفة من حزب الله لأنهم هُزموا عسكريًا. لقد وضعنا خطوطًا حمراء واضحة في الولايات المتحدة لمنعهم من ترويع الشعب اللبناني، وهذا يشمل عدم مشاركتهم في الحكومة. لقد بدأت نهاية عهد الإرهاب الذي يمارسه حزب الله في لبنان وحول العالم، وانتهى دوره"، بحسب تعبيرها.
وأشارت أورتاغوس إلى التزام واشنطن بالشراكة مع لبنان، قائلة: "لدينا آمال كبيرة لأننا نعلم أن لدينا رجالًا ذوي مصداقية والتزام، وسيتأكدون أن الفساد سينتهي كما سينتهي نفوذ حزب الله".
من جهته، أكد الرئيس عون على ضرورة وقف "الاعتداءات الإسرائيلية" وقال إن "قتل الأبرياء والعسكريين، وتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها يجب أن يتوقف". وأوضح أن "الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن يتم الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 شباط/ فبراير".
وأضاف عون: "يستمر التعاون مع القوات الدولية بشكلٍ بنّاء لتنفيذ القرار 1701، بهدف تثبيت الاستقرار من جهة، وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة التي تحتاج إلى خطة شاملة وضمان الحد الأدنى من مقومات العيش".
ولم يتأخر رد حزب الله عما قالته المسؤولية الأمريكية، إذ قال النائب محمد رعد رئيس كتلة الحزب في مجلس النواب إن التصريح المذكور "سافر بالحقد وبانعدام المسؤولية وهو يتطاول على مكوّن وطني" وأردف بالقول: إنه تدخل سافر في السيادة اللبنانية وخروج عن كل حدود اللياقة الدبلوماسية".
وقد سبق رد حزب الله، بيانٌ للرئاسة اللبنانية يأنى بنفسه عما تفوّهت به نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وجاءت زيارة أورتاغوس إلى بيروت بعد شهر من انتخاب عون رئيسًا للبنان، في أول زيارة خارجية لها منذ توليها مهامها في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحليف الأقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان الأخير قد أهدى ترامب منذ بضعة أيام جهاز اتصال "بيجر" ذهبي مستحضراً بذلك الهجومَ الذي نفذته إسرائيل على حزب الله باستخدام أجهزة البيجر في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقد وصل الوفد الأمريكي إلى بيروت مساء الخميس، وسط مؤشرات على رغبة واشنطن في التأكيد على أن "الولايات المتحدة لن تسمح لحزب الله وحلفائه بممارسة نفوذ غير مقيّد على تشكيل الحكومة".
عداء مستفحل بين حزب الله وواشنطنصنّفت الولايات المتحدة "حزب الله" كمنظمة إرهابية أجنبية منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 1997، وكمنظمة إرهابية عالمية خاصة منذ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2001. كما فرضت عقوبات متواصلة على الحزب وشبكاته المالية والأفراد والجماعات المرتبطين به.
وتُعد العقوبات الأميركية إحدى الأدوات الأساسية في استراتيجية واشنطن لمحاصرة حزب الله. وشملت إدراج شخصيات ومؤسسات مرتبطة بالحزب على لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية.
Relatedنيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة عن عملية البيجر: كيف استطاعت إسرائيل بجهد سنين التغلغل داخل حزب اللهالموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله"تهادوا تحابّوا".. نتنياهو يقدم لترامب "جهاز بيجر ذهبيا" والمضيف يسحب الكرسي للحليفكما وسّعت الولايات المتحدة نطاق هذه الإجراءات ليشمل حركات تُصنّفها "إرهابية" في دول عدة، مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، إلى جانب سنّ "قانون قيصر" عام 2019، الذي كان يهدف إلى محاصرة اقتصاد دمشق أثناء حكم الرئيس بشار الأسد من خلال فرض العقوبات على أي جهة تقدم له للنظام السوري المخلوع دعمًا ماليًا أو تقنيًا. وأتاح هذا القانون للأميركيين مزيدًا من الضغط على حزب الله.
ولطالما اتسمت العلاقة بين واشنطن وحزب الله بالعداء، إذ تعتبره الولايات المتحدة "التنظيم الأكثر عداءً لها"، فيما ينظر الحزب إلى أميركا على أنها "الشيطان الأكبر".
ويُعيد ذلك، إلى الأذهان التفجير الذي استهدف ثكنات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" في بيروت في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1983، ما أدى إلى مقتل 241 جندياً أميركياً وإصابة 128 آخرين، وهو الحدث الذي وصفته الإدارة الأميركية بأنه "الشرارة التي أطلقت الحرب على الإرهاب".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "تهادوا تحابّوا".. نتنياهو يقدم لترامب "جهاز بيجر ذهبيا" والمضيف يسحب الكرسي للحليف الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات المباني في جنين ونتنياهو في واشنطن وحزب الله يحدد موعدا لتشييع نصرالله "ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاً دونالد ترامبحكومةالولايات المتحدة الأمريكيةحزب اللهبيروتلبنان