الجديد برس:

حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من الخطوة الأمريكية بإنشاء ميناء بحري مؤقت على سواحل غزة لـ”نقل المساعدات إلى القطاع”، مؤكدةً أنها “خطوة مريبة ومشبوهة تتخطى هدف إغاثة الشعب الفلسطيني وتفتح الطريق إلى تنفيذ أهداف أخرى خبيثة كمخططات التهجير تحت مسميات إنسانية وعناوين مختلفة”.

واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان، أن إصدار الرئيس الأمريكي “مجرم الحرب بايدن” تعليمات من أجل إنشاء الميناء محاولة لتبريد الرأي العام الأمريكي، ودعاية انتخابية تأتي في الوقت الذي لم يُمارس فيه ضغطاً حقيقياً لإجبار الاحتلال على وقف حرب التجويع أو جرائمه على الشعب الفلسطيني أو تسهيل دخول القوافل إلى القطاع.

وأكدت الجبهة أنه سيتم التعامل مع الخطوة بحذر وشك، خصوصاً في ظل سلوك ومواقف الإدارة الأمريكية وخطواتها المعادية للفلسطينيين والمنحازة للاحتلال، ورأت أن محاولات تصوير هذه الخطوة كدليل على خلاف بين الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال ليست دقيقة، مشددةً على الشراكة بين الطرفين في العدوان والإبادة والتجويع.

وتساءلت الجبهة الشعبية عن مغزى الخطوة في الوقت الذي يمكن للولايات المتحدة فرض إدخال المساعدات بوسائل أخرى أكثر نجاعة وفرض فتح المعابر، وتقديم المساعدات عبر الطريق البري من خلال المؤسسات الدولية وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

واعتبرت الجبهة أن موافقة كيان الاحتلال على إقامة الرصيف البحري الأمريكي في ظل رفضه دخول المساعدات عبر المعابر الرسمية والطرق البرية يؤكد وجود أهداف خبيثة وراء هذا الرصيف.

وشدّدت الجبهة على أن البديل عن هذه الأفكار المشبوهة، هو الضغط من أجل وقف العدوان وانسحاب الاحتلال بالكامل من القطاع، وعودة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم، وفتح المعابر لإدخال المساعدات من دون قيد أو شرط وتوزيعها على جميع المناطق، معتبرةً أن أي خطوات تتجاوز ذلك عقيمة ومشبوهة ومعادية لشعبنا.

وختمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانها مؤكدةً أن عيون المقاومة ستظل يقظة، وستتصدى للتحركات الأمريكية المريبة وأي تحركات أخرى تدفع الفلسطينيين للهجرة بهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدةً أن “التواجد الأمريكي سيكون أهدافاً مشروعة للمقاومة”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن في خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه، الجمعة، أمام الكونغرس، أنه سيوجه الجيش الأمريكي لقيادة مهمة طارئة تتمثل بإنشاء ميناء مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة، يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة. حد قوله.

وأضاف بايدن: “رغم إنشاء الميناء، على إسرائيل أن تقوم بدورها، وأن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وأن تضمن عدم وقوع العاملين في المجال الإنساني في مرمى النيران”، مشدداً على أنه “لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض”.

وسبق ذلك تصريحات لمسؤول أمريكي نقلتها وسائل إعلام أمريكية، الخميس، تناول فيها موضوع إنشاء الميناء، مؤكداً تعاون الولايات المتحدة مع “إسرائيل” بشكل وثيق في تطوير الخطة، واعتزامها التنسيق معها أيضاً بشأن المتطلبات الأمنية.

وتساءلت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، يوم الجمعة، عن جدوى بناء الميناء، موضحةً أن أهم عيب فيه يتعلق بمن سيوزع المساعدات، بالإضافة إلى وجود مخاوف جدية من أن الإغاثة التي ستجلبها لن تكون كافية ومتأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس السياسة الإنسانية في منظمة “أكشن إيد” الخيرية، زياد عيسى، قوله: “عندما نتحدث عن الطريق البحري، سيستغرق الأمر أسابيع لإنشائه، ونحن نتحدث عن سكان يتضورون جوعاً الآن”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الجبهة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

الإرهاب الأمريكي الصهيوني.. نموذج حيً في فلسطين واليمن

يمانيون/ تقارير لا يتوقف الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي لحظة عن استهداف المدنيين في فلسطين واليمن، مستمراً في ارتكاب أفظع المجازر وحرب الإبادة، في ظل خنوع المجتمع الدولي وصمت أنظمة الخيانة والعمالة العربية والإسلامية.

تصعيد القصف الأمريكي الصهيوني على غزة واليمن، ليس إلا محاولة خسيسة لإخماد المشروع المقاوم للغطرسة الاستعمارية، لكنه يفضح بجلاء الوجه الإجرامي لأمريكا التي تمارس إرهاب الدولة بلا قيود، ساعية لإخضاع الشعوب الحرة وكسر إرادتها بالقوة الوحشية.

تشدّقت أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001 بمحاربة الإرهاب، لكنها قتلت الملايين، ودمرت أوطاناً، واحتلت دولاً، ولم يمض وقت طويل حتى انكشف زيفها في معركة “طوفان الأقصى”، فبدت على حقيقتها كأكبر راعٍ للإرهاب العالمي، وما فعلته في العراق وأفغانستان، وما تمارسه اليوم في فلسطين واليمن، ليس إلا دليلاً واضحاً على طبيعتها الإجرامية.

تحوّلت أمريكا التي تدّعي أنها حامية النظام العالمي إلى دولة مارقة تُمارس الإرهاب بأبشع صوره، من خلال تدخلاتها في إشعال الحروب والنزاعات في المنطقة والعالم، وتسببت خلال العقدين الأخيرين في انهيار المنظومة الأمنية الدولية بزعزعة الاستقرار العالمي، عبر دعم كيان العدو الصهيوني اللقيط لارتكاب المذابح الدموية في فلسطين، وأصبحت أيادي قادة الإدارة الأمريكية مُلطخة بدماء العرب والمسلمين وغيرهم من البشر في كل بقاع الأرض.

اختلقت “أمريكا” ما يُبرر لها غزو العراق، واحتلال أفغانستان، بحجة مكافحة الإرهاب ومارست واشنطن إرهاب الدولة، بقتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين والأفغان، ولعل حكاية التعذيب في سجني أبو غريب وجوانتانامو واحدة من أقبح صور الإرهاب الأمريكي.

مارست أمريكا خلال العقود الماضية أشد أنواع الإرهاب في العالم، لكن في النهاية الإرهاب يفضح نفسه كما يفضح العار من اُبتلي به، وللعار الأمريكي تاريخ أسود ملطخ بالدماء من حرب الأفيون ضد الصين إلى حرب فيتنام، إلى غزو العراق وأفغانستان ومن ثم المجازر في غزة، والعدوان على اليمن الذي وقف بكل شموخ مع فلسطين لمنع الجزار من مواصلة ذبح الأطفال والنساء.

أمريكا راعية “الإرهاب العالمي”، قدّمت وما تزال تقدم إلى جانب بريطانيا الدعم المالي والعسكري والسياسي واللوجستي، للعدو الصهيوني لارتكاب الجرائم في فلسطين منذ سبعة عقود، وتسببت منذ 17 شهراً في قتل وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني وأصبح قطاع غزة مسلخاً بشرياً لأمريكا وإسرائيل، يعبثون فيه كيفما يشاؤون دون أي اكتراث للإنسانية في تناقض عجيب لمعايير الإنسانية في قاموس واشنطن ولندن في قتل الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم وعرضهم وفي مقاومة الصهاينة المحتلين والغاصبين لفلسطين والقدس الشريف.

ما ترتكبه أمريكا وإسرائيل، من جرائم في اليمن وفلسطين، باستهداف المدنيين وتدمير الأعيان المدنية وقصف البنية التحتية، وفرض الحصار الخانق على قطاع غزة ومحاولة تهجير سكانها، إنما يؤكد عين الإرهاب، والسؤال الذي يطرح نفسه إذا لم يكن ما تمارسه أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب من جرائم ومذابح إرهابًا، فما مفهوم الإرهاب الذي تدّعي واشنطن ولندن محاربته؟.

إن القصف الأمريكي العشوائي والهمجي على اليمن، لن يفيد الإدارة الأمريكية بأي شيء، بقدر ما يقتل المدنيين ويُدمر مقدرات البلاد ويُعزّز في الوقت ذاته من تلاحم اليمنيين واصطفافهم في مواجهة رأس الشر والإرهاب العالمي “أمريكا وإسرائيل”.

وكما فشل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في احتلال اليمن خلال العشر السنوات الماضية، ستفشل أمريكا وحلفاؤها، ولن يستطيعوا كسر إرادة اليمنيين الذين يمضون بكل ثبات على موقفهم الإيماني المبدئي المناصر لفلسطين ولن يتراجعوا عن موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية والمساند للمقاومة في غزة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

مهما تمادت أمريكا في طغيانها، وتفننت إسرائيل في إجرامها، لن تستسلم الشعوب الحرة ولن تنكسر إرادة اليمنيين والفلسطينيين الذين يسطرون ملاحم الصمود، فالإرهاب الأمريكي الصهيوني لن يدوم، وسترتد جرائمه عليهما، وستظل فلسطين واليمن رمزين للمقاومة التي لا تهزم، حتى يقتلع الاحتلال، وتتحطم مشاريع الهيمنة، وتكتب نهاية الطغاة إلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية: قنابل وصواريخ أمريكا تحرق أطفال غزة
  • الإرهاب الأمريكي الصهيوني.. نموذج حيً في فلسطين واليمن
  • الشعبية”تدين مجزرة “عيادة الأونروا” في جباليا وتحمل اميركا والمجتمع الدولي المسؤولية
  • حكومة غزة: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك
  • تقرير: تقليص المساعدات الأمريكية لمؤسسات مكافحة الإرهاب يساعد على نمو المنظمات الإرهابية
  • «حكومة غزة»: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك
  • حماس تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة
  • الشعبية: إسرائيل توسع حرب الإبادة في غزة بغطاء أمريكي
  • إسرائيل تقترح هدنة في غزة لتحرير نصف الرهائن
  • أوكرانيا تحيي الذكرى الثالثة لتحرير بوتشا من الاحتلال الروسي