نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا تحدثت عن دلالات حلول شهر رمضان في سياق الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة بهدف التوسط في وقف القتال بين إسرائيل وحماس في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين تعثّرت قبل أقل من أسبوع من بداية شهر رمضان المبارك.



وأصبح المسؤولون في واشنطن والمنطقة يعتبرون الهدنة التي من المقرر أن تبدأ يوم الأحد، بمثابة موعد نهائي غير رسمي للتوصل إلى اتفاق وسطَ مخاوف من أن تؤدي الاشتباكات خلال شهر رمضان إلى زيادة تأجيج المنطقة.

وسارع المفاوضون من قطر ومصر والولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح ما يصل إلى 40 رهينة إسرائيلية مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وزيادة شحنات المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، ووقف إطلاق النار - وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.

ذكرت المجلة أن المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة هذا الأسبوع فشلت في التوصل إلى حلّ، حيث تبادلت كل من إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق. وفشلت حماس في الاستجابة لطلبات إسرائيل بشأن قائمة الرهائن الأحياء الذين يمكن إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، بينما قال المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان يوم الثلاثاء إن الحركة تسعى إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وهو ما يمثل توسعًا كبيرًا في معايير الصفقة المقترحة.

نقلت المجلة عن ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري للسياسة الخارجية، متحدثاً عن الأزمة وضرورة وقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان: "نخشى أن نصل إلى نقطة اللاعودة، حيث قد يتوسّع التصعيد إلى حرب شاملة في المنطقة".  وقد ردد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلحاحه، حيث حذر من وضع "خطير للغاية" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان.

تجلب بداية الشهر معها عددا من الأحداث والظروف المحددة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في الحرب بين إسرائيل وحماس، بل أيضًا في التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقال بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، في خطاب ألقاه الشهر الماضي، إن إسرائيل ستبدأ عمليات هجومية في رفح جنوب غزة، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بحلول بداية شهر رمضان. ولجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى المدينة، وحذرت جماعات الإغاثة من "حمام دم" إذا شنت القوات الإسرائيلية هجوما على المدينة.

وذكرت المجلة أن أكثر من 30 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة، التي تعرضت لقصف عقابي من قبل القوات الإسرائيلية التي تسعى إلى القضاء على مقاتلي حماس في أعقاب الهجوم الوحشي الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي خلف حوالي 1200 قتيل إسرائيلي مع احتجاز 253 كرهائن إلى غزة.

وفي ظل القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة. وحذّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الإثنين من أن الأطفال بدأوا يموتون من الجوع. وقالت زها حسن، زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "الوقت ينفد هنا وستصل الأمور إلى ذروتها هذا الأسبوع".

دون وقف إطلاق النار، من المرجح أن تؤثر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان. وقال خالد الجندي، مدير برنامج معهد الشرق الأوسط بشأن فلسطين، إن "ذلك يضيف طبقة من الاشمئزاز والغضب إلى الوضع المروع بالفعل". وأضاف أن "هذا يضيف المزيد من الضغط على الحكومات العربية لتبدو على الأقل وكأنها تفعل شيئًا ما".

وكان المسجد الأقصى منذ فترة طويلة نقطة اشتعال للتوترات في القدس المحتلة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يسعى عشرات الآلاف من المسلمين إلى زيارة المسجد خلال شهر رمضان وصلاة الجمعة. وقال جويل براونولد، المدير الإداري لمركز أبراهام للسلام في الشرق الأوسط، إنه "لا يوجد شيء مثل التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والتي تشعل الشوارع".

ودفعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد سنة 2021 حماس إلى إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، التي ردت بمئات الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني في غزة. وقالت حسن إن حماس تعتبر نفسها حامية الأقصى والقدس. وقد أطلقت حماس، المُدرجة منظمةً إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على جنوب إسرائيل اسم "عملية طوفان الأقصى".

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المحادثات إن المسؤولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من أن حماس قد تتعمد تأخير مفاوضات وقف إطلاق النار لاستغلال شهر رمضان لتأجيج التوترات في المنطقة. وفي الأسبوع الماضي، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة إلى الأقصى مع بداية شهر رمضان، في حين دعا المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إلى "شهر الرعب" في خطاب ألقاه مؤخرا.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، الذي تشمل حقيبته الموقع المقدس، قد دعا إلى فرض قيود صارمة على المصلين المسلمين، بما في ذلك المواطنين العرب في إسرائيل. ولكن في محاولة واضحة للحد من احتمالات الاضطرابات، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء أن عدد المصلين المسموح لهم بالوصول إلى الموقع سيكون مماثلا للسنوات السابقة.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن "رمضان مقدس عند المسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسية العيد هذه السنة كما في كل سنة"، لكنه أضاف أنه سيعيد تقييم الوضع أسبوعيا بناء على الوضع الأمني. وبينما يتطلع المسؤولون في المنطقة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول بداية شهر رمضان في محاولة للسيطرة على التوترات، فإن بداية العطلة لا تعني بالضرورة نهاية الجهود الدبلوماسية لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار. وقال براونولد إنه إذا كان هناك زخم كاف، فلا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال شهر رمضان.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بدایة شهر رمضان خلال شهر رمضان إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

حزب المؤتمر: على المجتمع الدولي القيام بدوره في وقف الحرب الدائرة بالمنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السعيد غنيم النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن انضمام مصر للخطاب الموجه إلى الأمم المتحدة بوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، يأتي في إطار استكمال الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية.

وأوضح النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر في بيان صحفي له ، أن هذه الخطوة تمثل أهمية كبرى، وتأتي في إطار دور مصر التاريخي المنحاز للقضية الفلسطينية ، والمنحاز لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع، في الوقت الذى يقف المجتمع الدولى مكتوف الأيدي أمام ما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر في قطاع غزة، بل وفي المنطقة بالكامل.

وأوضح السعيد غنيم، أن العالم تيقن أن تصدير أى أسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي يؤدي لاستخدامها في جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ومن ثم هذه الخطوة من المرتقب أن تكون من ضمن الخطوات الجادة الداعمة لعملية الاستقرار في المنطقة ووقف الحرب الغاشمة التي يشنها جيش الاحتلال في حق الأبرياء.

وشدد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، على ضرورة أن يكون للمجتمع الدولى دور في وقف الحرب الدائرة في المنطقة، وإعلاء قيم التسامح والسلام، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم حقه في إقامة دولة مستقبله. 

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في لبنان بسبب شراسة المقاومة
  • "فورين بوليسي": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية في غزة
  • حزب المؤتمر: على المجتمع الدولي القيام بدوره في وقف الحرب الدائرة بالمنطقة
  • أمين عام "حزب الله" يحدد شرطين لمفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • وزير الخارجية الهولندي: نقدر دور مصر لوقف إطلاق النار بغزة ونطالب إسرائيل بإدخال المساعدات
  • مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد قرار إقالة وزير الدفاع
  • نيويورك تايمز: الصراع بين إسرائيل وحزب الله يشكل خطرًا كبيرًا على أمريكا
  • ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟
  • إسرائيل: تفعيل صفارات الإنذار في بلدة دلتون ومحيطها بالجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟