قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن من أهم دعائم المجتمع الصالح الذي ينشده الإسلام، ويدعو إليه، ويحث عليه أن تسود بين أفراده المحبة والإخاء، والصدق والإخلاص، والتعاون على البر والتقوى.

البحوث الإسلامية: أجبنا على أكثر من 5 ملايين فتوى مباشرة في 2023

أضافت لجنة الفتوى، أن المتأمل في الشعائر التي يقوم بها المسلم، ويُطالب بأدائها يجد أنها تؤكد على هذه المعاني، وتُدَرِّب المسلم على التخلق بها، فمثلا العبادات شرعت فيها الجماعات لتأليف القلوب ونبذ الخلافات، وأن يُرى المسلم بين إخوانه على قلب رجل واحد، وفي جانب المعاملات حَرَّمَ الإسلام كل ما يجلب الخلاف، وينشر الأحقاد، ووضع الإسلام مبدأ عامًا في المعاملات: أن كل ما أدى إلى النزاع والخلاف منهي عنه شرعًا.

 

وتابعت: كثيرًا ما نجد الشيطان ينزغ بين بني الإنسان بغية الوقيعة بينهم، وإفساد ذات البين، قال – تعالى -: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال – ﷺ –: {إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ} رواه مسلم، ومعني قوله – ﷺ -: {وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ}: أي أن الشيطان يسعي بين الناس بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، فيحدث الخلاف والنزاع، ويكون الخصام استجابة لفعل الشيطان.

أضافت لجنة الفتوى، أنه طبقا لما يفرضه علينا ديننا أن نسعى بالصلح والتوفيق بين المتخاصمين والإصلاح بينهم، لكي نُفَوِّت على الشيطان غوايته وإفساده بين بنى البشر؛ وذلك استجابة لنداء الرحمن: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، وقوله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]، وقوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].

الإصلاح بين الناس

وأردفت: أباح الإسلام في الإصلاح بين الناس كل كلمة طيبة تثلج الصدور وترفع الضغائن والأحقاد، وإن كانت في أرض الواقع ليس لها وجودًا، فقال – ﷺ -: {لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا} متفق عليه. 
فيجب أن يكون من يقوم بالإصلاح غير مراء أو طالب رياسة، وأن يتحلى بأخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في إصلاحه بين الناس، مذكرًا المتخاصمين عاقبة الظلم، مبينًّا فضل العفو.

فعن أُمِّ سَلَمةَ- رضي اللَّه عنها-: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: {إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 
وقد رتب الشرع الحكيم على الإصلاح بين الناس أجورًا عظيمة، فقال- ﷺ - لأبي أيوب رضي الله عنه: {يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا}. رواه الطبراني (4/ 138). 
وكما رتب الإسلام عظيم الأجر على الإصلاح بين الناس، فقد بيّن عظيم الإثم والوز على الشقاق والنزاع، فقال – ﷺ -: {أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}. رواه الترمذي. 

واختتمت لجنة الفتوى قائلة: وختامًا أيها السائل الكريم: الإصلاح بين الناس له فضل عظيم، وأجر جزيل صاحبه مثاب، ومرفع الدرجات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية لجنة الفتوى المحبة المتخاصمين الإصلاح لجنة الفتوى ن الناس

إقرأ أيضاً:

*المدرسة وليس البيت!!

#المدرسة وليس #البيت!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

في حوار المجتمع الأردني حول توصيف ما حدث في المدرسة، انحاز أصدقاء الوزارة من الإعلاميين، ومن كوادرها إلى إلقاء اللوم على البيت؛ حماية للوزارة. فالبيت هو المسؤول عن التربية، وما أفسده الدهر لا تصلحه المدرسة. بذل إعلاميون
جهودهم لتبرئة الوزارة ومسؤوليها. وانحاز أصدقاء التعليم الحقيقيون إلى توصيف المشكلة بأنها قصور في النظام التعليمي، وأن هذا التوصيف مفيد لإلقاء الضوء على واقع التعليم، حيث تنبه المجتمع، والحكومة إلى ضرورة إصلاح التعليم، وما تخصيص مبلغ ١٠٠ مليون دينار لدعم التعليم والصحة إلا ثمرة لهذا التوصيف،
وإلا كان واجب الرئيس أن يخصص المبلغ لإصلاح البيوت التي لم تُفلح في تربية أبنائها؛ دعمًا أو نيابة عن المدرسة.

(١)

البيت ليس مسؤولّا
قد يكون العنوان صادمًا! ولكن
علينا أن نعرف حقيقتين اثنتين:
الأولى؛ إن المجتمع قد أنشأ المدارس، وأوكل إليها مهام تعليم الأطفال وتربيتهم.
الأخرى؛ ليس البيت موهلّا إلا لتربية عامة حول الأصول، ولا يمتلك الوقت اللازم للتربية والتعليم، أو لتنظيم القيم والسلوكات اليومية .فالوالدان مرهقان مشغولان ، ويعملان في خدمة المجتمع ومؤسساته !!.
وربما علينا أن نعرف أن البيت نفسه هو أحد مخرجات المدرسة، فأي قصور فيه، أو أي نجاح له يُعزى إلى المدارس التي تخرج منها الوالدان!
فالمدرسة هي التي ربّت المجتمع، والمجتمع والبيت هما نتاج للمدرسة، ولا شيء غير المدرسة!!
ومن هنا؛ على الجميع العمل مع المدرسة، ودعم المدرسة وحمايتها!
(٢)
المدرسة مؤسسة مجتمعية
ليس مفاجئًا القول: إن علاقة المدرسة بالمجتمع مرت بمراحل ثلاث:
الأولى؛ رفعت المدرسة شعار:
دعوني أعمل! لا تتدخلوا بعملي!
قبِل المجتمع ذلك، وبنت المدرسة حولها سورًا عاليًا، وأسمت داخل السور بالحرم المدرسي! ومنعت الأهالي من التدخل!

يعني: ممنوع الدخول لغير الأطفال!
والمرحلة الثانية؛ تنازلت المدرسة عن بعض غرورها، ورفعت شعار:
تعالوا ! شاهدوا ماذا عملنا؟!
فأقامت معارض سمحت للأهالي
بزيارتها. ولا يحق لهم سوى المشاهدة!
والمرحلة الثالثة؛ كانت مرحلة التفاعل والشراكة: رفعت المدرسة شعار: تعالوا نعمل معًا! هذه مدرستكم!
يعني المدرسة والأهالي هما شركاء في العمل المدرسي!
ومع ذلك تشكو المدارس ضعف استجابة الأهالي فكيف بشراكتهم؟!

(٣)
من المسؤول؟

مقالات ذات صلة الأم والكرامة…والاردن.. ! 2025/03/22

شكت المدرسة من عدم استجابة الأهالي، بل قال الإعلامي الكبير ماهر أبو طير: إن مدرسة أبلغته بزيارة شخص واحد من الأهالي طيلة عام!! هذا يعني ان المدرسة الحكومية لم تنجح في جذب الأهالي، كما لم تنجح في جذب الذين من قبلهم منَ الطلبة!! ولعلكم تعرفون أن المدارس غير الحكومية تشكو من كثرة اهتمام الأهل بالمدرسة!
فالمشكلة ليست في الأهالي!

المدرسة -حسب مهامها- مسؤولة عن العمل مع الأهالي ومع المجتمع المحلي؛ أفرادًا ومؤسسات! ونجاح العمل مسؤولية المدرسة وحدها!

(٤)

مشروع إصلاح التعليم
طالبًنا أحد كبار الإعلاميين بدعم
مشروع إصلاح التعليم في الأردن!
ليتنا نعرف هذا المشروع!
مثل هذا الكلام يعني أن لدينا مشروعًا، وهذا قد يحرج كثيرا المنادين بإصلاح التعليم الذين لم يروا مثل هذه الخطط!. بل يعيق إصلاح التعليم، حين نقول لدينا خطط!!! فالأمور: كلّه تمام! وعلينا الصمت أو النفاق!!!! فهل هذا يحل المشكلة؟! ومتى نواجه المشكلة الحقيقية دون طبطبة!!!
مشكلتنا غياب رؤية لإصلاح التعليم!!
وستبقى أوضاعنا في ذيل القوائم العالمية ! وستبقى حوادث العنف والتنمر مستمرة، ما دام الأذنة لا يقومون بواجباتهم!!

فهمت عليّ جنابك؟!

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يتابع ميدانيًا أعمال إصلاح ماسورة مياه بباب الخلق وسط العاصمة
  • محافظ القاهرة يتابع عملية إصلاح كسر ماسورة مياه باب الخلق
  • *المدرسة وليس البيت!!
  • ما حكم صلاة المرأة في المسجد؟.. أمين الفتوى يجيب
  • ما الفرق بين زكاتي الفطر والمال؟ الإفتاء توضح
  • شوقي علام: الإسلام اهتم بحقوق الطفل في جميع مراحل حياته
  • المفتي: الشريعة الإسلامية لم تكن يومًا عائقًا أمام التقدم العلمي
  • موعد عيد الفطر.. البحوث الفلكية تكشف التفاصيل
  • البحوث الفلكية تعلن موعد عيد الفطر في مصر والدول العربية
  • عضو مركز الفتوى: الصلاة والتصالح مع الله أساس السعادة والتوازن النفسي