أعرب المخرج الدكتور عمرو دوارة، عن سعادته بالعودة مرة أخرى بعد توقف دام 10 سنوات، وذلك بسبب ثورة يناير، ووباء كورونا، ليقدم عرضًا غنائيًا استعراضيًا بعنوان «قمر الغجر»، والذي يُعد العمل الـ67 في مشواره المسرحي، فيضم العرض 30 ممثلًا من جميع الأدوار، إلى جانب 30 راقصا وراقصة.

وأضاف «دوارة» في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه بمجرد قراءته للنص أعجب به للمرة الأولى، وقدم له دراسة وتقديم في مطبوعات نصوص مسرحية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فأجواء النص دفعه لتقديمه في المكان المناسب، ولأن الفرقة الغنائية الاستعراضية في معناها الغناء والاستعراض الهام جدًا في نسيج العرض المسرحي، فعلى الفور تم الاتفاق مع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية لتنفيذ العمل ضمن خطته الإنتاجية.

وأشار «دوارة»، إلى هذا النص يتناول ثلاثة أجواء، الأولى لطلاب الفنون الجميلة أثناء إعدادهم مشروع التخرج، وذلك عبر رحلة ساحلية تضم قريتين الصيادين، والغجر من حيث عاداتهم، وتقاليدهم، وثقافتهم المختلفة، فقد شاهدنا أجواء الصيادين، والغجر، وطلاب الجامعة، فأعدّ الأشعار سعيد شحاته، والألحان أحمد الناصر، والاستعراض محمد زينهم، والديكور للدكتور محمد سعد، والملابس للدكتورة مروة عودة، بالإضافة إلى الفنان ضياء داوود، الذي قدم مجموعة من المشاهد عبر شاشة المسرح.

وأوضح «دوارة»، أنه قام بإعداد وإعادة صياغة النص من جديد، فكان حريصًا على تقديم حياة هؤلاء الصيادين وانطباعاتهم ومعاناتهم، بالإضافة إلى انطباع الغجر وبداية تاريخهم، فهناك بعض الأعمال التي قدمت حياة الغجر قبل سابق، لكن ليس بهذا التقديم والغوص أكثر في حياتهم، وأشغالهم، ومواهبهم.. إلخ.

فمن خلال الغناء والاستعراض وشاشة المسرح قدمنا هذا العمل المتناغم، في حين يُعد هذا العمل الأول الذي يلقي الضوء على أحداث غزة ومعاناة الأشقاء الفلسطينيين إجراء الأعمال اللاإنسانية التي تتم في المنطقة، والانتهاكات الإنسانية للأطفال والشيوخ، والنساء، والمدارس، والمستشفيات، فيضم العمل أيضًا جزءا عن أحداث غزة، إلى جانب إلقاء قصيدة للشاعر سعيد شحاته عن مصر عبر شاشة المسرح من وجهة نظر الصيادين، والغجر، وطلاب الجامعة، فهناك روح وطنية يبثها أبطال العرض من خلال المسرحية.

وأشاد «دوارة» بكل أبطال العمل، فعلى مستوى الغناء هناك الفنان بهجت لطفي، ومحمد حجازي، ونهلة خليل، بالإضافة إلى الفنانة ميرنا وليد التي تجيد الرقص والغناء أيضًا، وبمشاركة الفنان علاء حسني، وأحمد السباعي، بالإضافة إلى الفنان محمد زينهم، الذي يُعد إضافة فنية للعرض سواء في الثنائيات الغنائية أو المجاميع الاستعراضية، فيضم العرض 13 استعراضًا متنوعًا لعدد كبير من فناني الفرقة يخلق حالة من الانسجام والتناغم.

ومنذ افتتاح العرض يلقى قبولًا كبيرًا ويحقق إيرادات جيدة، ومن حيث شاشة المسرح فقد استطاع الفنان ضياء داوود تقديم بعض المشاهد المميزة في صورة بصرية ممتازة تخدم العمل ذاته وتعد جزءًا أصيلا منه، بالإضافة إلى بث جزء مهم عن حياة الغجر في العالم كله من حيث عاداتهم، وتقاليدهم، واحتفالاتهم، إلى جانب أحداث غزة أيضًا.

فالمخرج الشاطر هو من يُجيد توظيف كل مفردات العرض في حالة من التناغم والانسجام، بمعنى أنه لا يمكن اقتطاع أغنية او استعراض من داخل العمل، فهما جزء أساسي في نسيج الدراما، ويُعد من أهم مواصفات نجاح أي عمل فني.

وعلى مستوى الديكور لقد لاحظنا ذلك في مشهد الجبلين، فقد ساعدت شاشة المسرح في إيصال الصورة البصرية للمتفرج وكأنه يتجول بينهما، وكذلك قهوة الصيادين، وإحدى الفنادق المميزة.

كل ذلك يخلق حالة من التكامل في نسيج العرض، فكان الهدف منها سرعة التغير والتنقل بين الأحداث دون الإخلال بأحداث العمل؛ وجاءت الملابس متنوعة ما بين أزياء الصيادين، والغجر، والمودرن أيضًا، وهذا يحسب لبراعة مصممة الأزياء الدكتورة مروة عودة.

أما موسيقى العرض، فمن حسن الحظ أن الملحن أحمد ناصر هو موزع أيضًا، فقد استطاع اختيار الآلات المناسبة بالنسبة لحياة الغجر، والأغاني الرومانسية وهذا ما لاحظناه في بعض المشاهد التي جمعت بين «قمر» الغجرية، و«أمير» ابن الوزير.

ومن هنا كانت هناك مفارقات كثيرة في العرض أولها أن «أمير» يمثل طبقة اجتماعية عليا، بينما «قمر» الغجرية تمثل الطبقة الفقيرة، ومن أبرز طباع الغجر عدم الزواج من الأغراب، لكن من الجيد في العرض كسر هذه القواعد، والإشارة إلى عدم التعصب، والطائفية.

فالحب لا بُد أن ينتصر في النهاية، والخطاب الدرامي للعرض هو أن الحب ينتصر على أي شيء، وإلغاء الفوارق الطبقية؛ بينما الاستعراضات سواء الجماعية أو الثنائية كانت معبرة جدًا، والصعوبة بها تكمن في التنوع الحركي والخطوات، والذي صممت بشكل استعرضي جيد.

لذلك أعتقد أن حسن اختيار صناع العمل الفني كلا في موقعه يخلق حالة فنية رائعة، بالإضافة إلى حالة الحب والتناغم التي سيطرت على أبطاله وأسهمت بشكل كبير في نجاح العرض وتقديمه بهذه الصورة المميزة، فأدعو كل المسرحيين والنقاد والجمهور المهتمين بفن المسرح مشاهدة هذا العرض الشيّق الذي يليق بعقل وذائقة المشاهد المصري.

«قمر الغجر» تعرض حاليا على مسرح البالون بالعجوزة، ومن إنتاج الفرقة الغنائية الاستعراضية، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ومن بطولة الفنانين: ميرنا وليد، وسيف عبدالرحمن، وآمال رمزي، ونهلة خليل، وسيد عبدالرحمن، وحسان العربي، وفتحي سعد، ووفاء السيد، وعلاء حسني، وبمشاركة أبطال الفرقة الغنائية الاستعراضية، ديكور د. محمد سعد، وأغاني سعيد شحاتة، والحان أحمد الناصر، واستعراضات محمد زينهم، وملابس د. مروة عودة، إضاءة أبو بكر الشريف، والعرض مأخوذ عن «قمر بنت الغجر» للكاتب محمود مكي خليل، كتابة وإخراج د. عمرو دوارة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عمرو دوارة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية المسرح احداث غزة قمر الغجر مسرح البالون بالإضافة إلى أحداث غزة الذی ی

إقرأ أيضاً:

محمد رياض رئيسًا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري

تنطلق فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري في النصف الثاني من شهر يوليو، وهو الحدث الأبرز على خريطة المسرح المصري، والذي يرأسه في هذه الدورة الفنان القدير محمد رياض.

يأتي تولي الفنان محمد رياض رئاسة المهرجان للمرة الثالثة على التوالي ليؤكد على الثقة الكبيرة التي يوليها له صناع المسرح المصري والقائمون على الشأن الثقافي، تقديرًا لجهوده المخلصة ورؤيته الثاقبة في تطوير وتقديم المهرجان بالصورة اللائقة بتاريخ وعراقة المسرح المصري.

تشهد الأيام الحالية استعدادات مكثفة على قدم وساق من قبل الفنان محمد رياض وفريق عمل المهرجان، وذلك لضمان خروج الدورة الثامنة عشرة في أبهى صورة وتحقيق الأهداف المرجوة منها في دعم وتنشيط الحركة المسرحية في مصر، وإبراز المواهب الشابة والاحتفاء بالرواد.

 

وفي تصريحات خاصة لرئيس المهرجان الفنان محمد رياض، صرح قائلًا:

 

“أتشرف بتجديد الثقة الغالية من قبل وزارة الثقافة وأشكر معالي الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو، وكل المسرحيين المصريين بتكليفي برئاسة الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، وهذه المسؤولية أعتبرها أمانة كبيرة، وأؤكد للجميع أننا نبذل قصارى جهدنا وفريق العمل المخلص لتقديم دورة استثنائية تليق بتاريخ هذا المهرجان العريق وبمكانة المسرح المصري الرائد.”

 

وأضاف الفنان محمد رياض: “الاستعدادات تجري على قدم وساق، ونحن في مراحل متقدمة من وضع اللمسات النهائية للبرنامج الفني والثقافي المصاحب للمهرجان. نهدف إلى تقديم توليفة متنوعة وغنية من العروض المسرحية المتميزة التي تعكس واقع المسرح المصري وتطلعاته المستقبلية، مع إتاحة الفرصة للمواهب الشابة للتعبير عن إبداعاتها جنبًا إلى جنب مع خبرات الرواد.”

وأشار رئيس المهرجان إلى أن الدورة الثامنة عشرة ستشهد العديد من الفعاليات الهامة، من ندوات وورش عمل ولقاءات فكرية، تهدف إلى فتح آفاق الحوار وتبادل الخبرات بين المسرحيين والنقاد والجمهور، بالإضافة إلى تكريم رموز المسرح المصري الذين أثروا الحياة الفنية بإبداعاتهم الخالدة.

 

واختتم الفنان محمد رياض تصريحاته بدعوة كافة المسرحيين والفنانين والإعلاميين والجمهور المصري الشغوف بفن المسرح إلى التكاتف والمشاركة الفعالة في فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، مؤكدًا أن هذا المهرجان هو بيت كل محبي أبي الفنون ونافذة حقيقية تعكس نبض الحياة الثقافية في مصر.

يذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري يمثل منصة هامة للاحتفاء بالإبداع المسرحي المصري وتقدير المبدعين، ويسعى إلى تطوير فن المسرح والارتقاء بمستواه الفني والفكري، وتعزيز دوره في التنوير والتثقيف المجتمعي.

 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل شخصية محمد أنور بفيلم «بيج رامي»
  • محمد رياض رئيسا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري
  • محمد رياض رئيسًا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري
  • أبطال فيلم اتجاه واحد يحتفلون بانتهاء التصوير والعرض قريبا.. صور
  • عرض "بائع الكتب المزورة" في مهرجان نوادي المسرح بالقناطر
  • البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • فرقة الإسماعيلية تعرض "مش زي الأفلام" بمهرجان نوادي المسرح
  • محمد الصاوي: عمري ما فكرت أعتزل الفن لأي سبب مهما حصل وتخرجت من كلية التجارة
  • "المسار".. عرض مسرحي لـ"تعليمية شمال الباطنة" يناقش تعدد تخصصات التعليم
  • محاضرة تسلط الضوء على دور المسرح في بناء الوعي الثقافي