للعام العاشر ومعاناة الناس يعمقها العدوان المستمر:

الاسرة/خاص
خلال الساعات القادمة يحل على اليمن وبلدان الأمة العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، وهو العام العاشر الذي يتزامن فيه قدوم هذا الضيف الكريم مع جحيم وآثار العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم، قبل أن يُضاف إليه منذ أسابيع عدوان أمريكي بريطاني جديد على بلاد الحكمة والإيمان.


وهذه الممارسات العدوانية على اليمن كانت وما زالت تنطوي على تداعيات كارثية أثرت بشكل كبير ومباشر على حياة الناس وعلى مستوى الوضع الإنساني والمعيشي وألقت بظلالها السلبية على مظاهر استقبال الشهر الكريم ومستوى الاستعداد لهذه المناسبة بالنسبة للأسر اليمنية التي بات استعدادها للشهر الكريم مقتصرا على اقتناء القليل والممكن من الاحتياجات الأساسية بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة الناجمة عن العدوان والحصار وفي مقدمتها بطبيعة الحال انقطاع المرتبات التي تسبب بها العدوان وما ترتب عليها من معاناة كبيرة لملايين المواطنين.
وتؤكد ربات البيوت أن الاستعداد لشهر رمضان في ظل الظروف الاقتصادية الحالية تحت تأثيرات العدوان والحصار بات شبه منعدم تقريبا وخصوصا على صعيد اقتناء متطلبات الشهر الفضيل من المواد الغذائية.. وتقول أم عمار وهي ربة منزل من سكان العاصمة صنعاء : لم يكن هناك مجال إطلاقا لشراء الكماليات التي كانت ترتبط بشهر رمضان المبارك، وتضيف في حديثها لـ”الاسرة” : اقتصرت الاستعدادات الرمضانية لهذا العام -كما هو الحال خلال السنوات الماضية وخاصة منذ نقل البنك المركزي بقرار من تحالف العدوان وانقطاع المرتبات- على شراء المستلزمات الضرورية كالقمح والسكر وغير ذلك من الأساسيات الضرورية، لأن الوضع المادي المتردي للأسر اليمنية وارتفاع الأسعار الجنوني أجبر ربات البيوت على الحد من الشراء والتسوق والتطلع إلى اقتناء الكماليات التي كانت سائدة في الماضي.
من ناحيتها توضح جميلة العامري انه ورغم غلاء الأسعار وارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء العدوان والحصار إلا أن اليمنيين بصورة عامة يحاولون عيش حياتهم الطبيعية، مشيرة الى ان التداعيات الكارثية للحصار الجائر أجبرت الناس على التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال الشهر الفضيل .
وتضيف العامري وهي معلمة في احدى المدارس الأهلية : كان الناس في مثل هذا التوقيت من كل عام يعدون العدة في إيجاد التموينات الغذائية لكن العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم وكذلك الهجمة الأمريكية البريطانية مؤخرا على اليمن كان لها الأثر الكبير في القضاء على هذه الاستعدادات وجعلها في أدنى مستوياتها.
وكانت ربات الأسر اليمنية يتسابقن في مثل هذه الأيام وبالتحديد في الأسبوع الأخير من شهر شعبان لشراء المقتنيات الغذائية الخاصة بالأكلات والأطعمة المرتبطة بالشهر الكريم لكن الوضع الاقتصادي الذي نجم عن العدوان والحصار جعل ذلك من الماضي ومن الأشياء التي صارت مستحيلة لمعظم الأسر والعائلات اليمنية، وتقول زهراء أحمد وهي ربة بيت وأم لسبعة أطفال بأن العدوان والحصار المتواصل منذ عشر سنوات جعل الأسر اليمنية عاجزة حتى عن اقتناء المستلزمات الغذائية الضرورية حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير ناهيك عن شراء أي كماليات كانت تقوم بشرائها خلال شهر رمضان في السابق .
وعلى الرغم من هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد منذ سنوات إلاّ أن الناس يحاولون التأقلم مع هذا الواقع ومواجهة تداعياته وتقول الدكتورة – ليلى المسعودي – وهي باحثة اجتماعية: أن اليمنيين رجالا ونساء وكبارا وصغارا أثبتوا قدرتهم على مواجهة كل التحديات والمصأعب الناجمة عن العدوان والحصار طوال السنوات الماضية وقادرون على الصمود والتغلب على كافة ألوان المعاناة، ولن تستطيع أي قوة أن تهزم الإرادة الصلبة لشعب عريق اثبت مناعته ضد المحن، ولن يكون رمضان القادم غير محطة جديدة للصمود والتزود بمزيد من القيم والمبادئ الدينية والوطنية والإنسانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدوان والحصار

إقرأ أيضاً:

من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8)

من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8).
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد

المحرر:
- هناك سؤال من الصديق كمال، وهو: لماذا كان الشباب في عهدكم بهربون من البلد للخرطوم حتي ولو بارجلهم: عبدالرحيم كرار، احمد كرار، وجعفر كرار علي سبيل المثال. ماهي الدوافع؟ ام ان البلد كانت طاردة؟ ام كان لديهم طموح محدد؟ ولماذا كانت العسكرية هي الخيار المفضل؟
- كان الشباب يسافرون لانه لم يكن هناك ما يعملونه في البلد، البلد طاردة، الساقية فيها القمح والتمر، ويستلمهما الاهل، الشباب لم يكن لديهم دخول، الا عائدات القفيز او ما شابه، لكن دخول حقيقية لم تكن عندهم، فكانوا يشردون، ويقال لك ان فلانا قد شرد.
وعندما يشرد احدهم يطارد اهله اخباره لمدة ثم يتركونه لشانه.
والشاب بعد ان يسافر، فان اول ما يفعله هو ان يرسل مصاريف، ومجرد ان تصل المصاريف يصير علما تتغنى له الناس، والامهات لاولادهن، ناس بت نعمي، وناس بت حماد كن ينشدن الشعر. وهو نفسه، بسرعة، يتبوا مركزا جيدا، يعني احدهم يخرج من البلد تربالا ويرجع جاويش، او سائق قطار. كانوا مواقعهم تتغير بسرعة.
فهذا هو السبب، البلد لم يكن فيها مصدر دخل، والاهل لم يكونوا يسمحون لابنائهم بالسفر، فكان لا بد للشباب ان يشرد، ويتابعوا اخباره يومين او ثلاثة ثم ينسوه.
وكان المشوار طويلا من المقل الى كريمة حيث محطة القطار، حوالي 40 كيلومتر، يسيرونها ليلا على الاقدام ليلحقوا بالقطر في الصباح.
وقد احرز اغلبهم مراكز متقدمة، فمنهم من وصل درجة الضابط ومنهم من امتلك عربة تاكسي، اعداد منهم عملوا اشغال جيدة.
اما الاقبال على العسكرية فسببه انه لا يوجد بديل، لم تكن هناك فرص اخرى.
يعني نحن كنا نذهب لجهات فيسالونك عما تستطيع ان تشتغله، فكان ردنا: (اي حاجة!)، لا توجد مهن، ليس هناك تدريب لمهنة معينة، فالعسكرية كانت هي الاقرب.
اضافة الى ذلك: حب الشايقية للسلطة، والعسكرية كانت ملهمة للشعراء والمغنين، فكانوا يتغنوا لها.
وتقريبا معظم الشباب قد عملوا في العسكرية: اما البوليس، اما الجيش، اما الاحتياطي. واحرزوا فيها نجاحات، وعدد منهم وصل الى درجة الضابط: دبابير وكذا.
المحرر:.
- من أشهر من تبقى في البلد ولم يشرد؟
- هناك اناس لم يشردوا، ولم يغادروا البلد اصلاً. كعبد الله ود شيخنا، فضل، عبد اللطيف محمد خير، ناس المقل القدام ( الامامي) حقنا كلهم ظلوا في البلد، ناس ود اب كروق، ناس ود المتوكل، فتح الرحمن، يعني الشردوا قليلين جدا: إبراهيم ود الحسن، فرج ود ست الدار، عدد محدود.
الشراد كان في جهة الكوانتشي وكلحية، كان فيها شراد كثير، اولاد شيخنا عبد الوهاب وجعفر وعثمان ود شيخنا، عبد الرحيم كرار كلهم من الذين شردوا.
وكان هناك يؤيدون الشراد وآخرين ضده.
الشراد كعملية اجتماعية لم تكن مستهجنة، ولم تكن معارضة ولكنها لم تكن مؤيدة من كل الناس.
وتجد اشعار، مثلا:

يعني معها ناس وضدها ناس، والسبب الرئيسي انه لم يكن هناك شيء يستحق البقاء فلا توجد دخول، والناس بائسين، والاكل بائس، الانتاجية ذاتها بائسة والعمل شاق، فليس فيها افق ولا مستقبل.
يسافر زول فتران (تعبان) ويجيء بعد فترة وهو يلبس ساعة، ويحمل بطارية، وملابسه نظيفة، ويصين بيوت اهله، هذه اشياء مستمرة حتى الان، يعني الناس الذين لديهم ابناء في الخارج يعيشون في يسر، اما الذين لا اولاد لهم في الخارج فعيشتهم الله يعلم كيف تكون؟
البلد لا تكفي.
- بلدنا شن البلد
يوما طارنو
غزال وادي المحل
جات هاربة منو
ولذلك لم يكن هناك سبب وجيه القعاد (البقاء)، لكن طبعا الناس كانوا يريدون ان يكون اولادهم معهم، فكانت هناك معارضة وكان هناك تاييد، ولكن في النهاية كلهم ذهبوا. الناس الذين غادروا مبكرا استفادوا واشتغلوا: دقدوق، عبد الرحيم كرار، عثمان ود شيخنا، محمد طه، اسحق الشفيع، هؤلاء من غادروا مبكرا. ابتنوا بيوتا، وعلموا اولادهم، اما الذين جاءوا متاخرين، حتى الوظائف التي كانت موجودة ضاقت، الاوائل استفادوا ولذلك كانت هناك هجرة، هناك بعض الناس هاجروا وذهبوا فتعلموا مثل جعفر كرار، طه احمد كرار، محمد نعمان هؤلاء ذهبوا ودرسوا في الازهر. هناك اخرين هاجروا واشتغلوا في البوليس ووصلوا الى اعلى الوظائف، عارف عبد الرحمن محمد احمد عمل عسكريا ونزل من الخدمة عقيد، علي الشفيع ولج الخدمة عسكري وتقاعد مقدم او عقيد. ولكن طبعا هناك اناس ظلوا عساكر طول مدة خدمتهم، والى ان شابوا لم يروا ترقية. وآخرين ترقوا ترقيات سريعة.
وهناك آخرين دخلوا في مجالات خرجوا منها بمهن، احمد ود شيخنا خرج ميكانيكي، كان تقريبا نائب مدير ورشة مارنجان، دقدوق صار كهربائيا وأولاده الان كلهم متخصصين في الكهرباء.
هناك اناس اشتغلوا في وظائف تعلموا منها، وبعضهم برز، وصاروا ضباط وكذا يعني.

amsidahmed@outlook.com  

مقالات مشابهة

  • أمريكا وأدواتها تلجأ لحرب جديدة وصنعاء ترفض تجويع اليمنيين
  • رمضان 2025.. هنا الزاهد تكشف تفاصيل مسلسلها "الزواج سم قاتل"
  • «أتمنى الناس تدعلنا بالسعادة».. جوري بكر تعلن عودتها لزوجها
  • اتهامات بالتواطؤ.. تفاصيل احتجاز طائرات الحجاج اليمنيين في صنعاء
  • للعام الرابع.. السياسة تفرق والأغنية توحد في يوم الأغنية اليمنية
  • من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8)
  • تقرير:التصعيد الأمريكي وعسكرة البحر الأحمر فاقم معاناة الصيادين
  • الحوثيون يُحمّلون السعودية مسؤولية تفويج الحجاج العالقين في المملكة
  • صحيفة دولية: التصعيد الأمريكي وعسكرة البحر الأحمر فاقم معاناة الصيادين اليمنيين
  • ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة اليمنية