سابقة في تاريخ الحروب والنزاعات المسلحة تحسب لليمن. السفن والبوارج البحرية تُستَهدَف بصواريخ باليستية. مسرح العمليات البحر الأحمر، والهدف المدمرات والبوراج الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، والأسباب دعم وإسناد غزّة ومقاومتها الباسلة، والزمان معركة طوفان الأقصى التاريخية.
التطور العسكري والتكتيك النوعي دشنته القوّة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر لتثبيت معادلة منع الملاحة البحرية الصهيونية من مضيق باب المندب الاستراتيجي وأقر به قادة عسكريون أمريكيون، ما يعطي دول العالم أجمع دروسًا هامة للحروب والصراعات على الصعيدين الإقليمي والدولي.


خلال الحرب المفروضة على اليمن والمستمرّة لما يزيد عن تسع سنوات، اعتمدت القوات المسلّحة اليمنية استراتيجية الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المنشآت النفطية الحيوية في عمق الأراضي السعودية والإماراتية، إلى جانب حرب الاستنزاف على الأرض وهي استراتيجية ناجعة حققت أهدافها لناحية إجبار دول العدوان على التهدئة وخفض منسوب التصعيد والوصول إلى صفر غارات من الطائرات الحربية أو طائرات التجسس بأنواعها وأحجامها المختلفة.
التكنولوجيا الأمريكية، والدعم البريطاني الغربي لوسائط الدفاعات الجوية السعودية والإماراتية، رغم ارتباطها بالأقمار الصناعية لم تكن ذات تأثير فعّال لمنع الضربات اليمنية، والتغلّب على معضلة الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تحلّق بعلو منخفض تعجز الرادارات عن رصدها.
الصواريخ الباليستية بشكل عام هي جزء من القدرات الاستراتيجية لأي بلد وفي الواقع فقد صممت هذه الصواريخ لضرب الأهداف الثابتة كسلاح هجومي خارق يستطيع الوصول إلى هدفه بسرعة خاطفة وبقوة تدميرية هائلة ومسألة التسلّح تخضع لاشتراطات أمريكية لا قبل لكثير من الدول بها.
اليمن كدولة وانطلاقًا من استحقاق ثورته ضدّ الوصاية ومن واقع الحاجة لسلاح رادع يدفع عنه الأخطار والتهديدات والأطماع الأمريكية، أنظم إلى حقل صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية والمجنحة بمدياتها الطويلة ودقة اصابتها، وانتقل بمهام صواريخ «ارض ارض» إلى «ارض بحر»، وهنا يكمن سرّ التفوق بفضل الله وتأييده مع إمكانية ربط التعديل بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وربما تكون هذه المفاجأه التي تسرّ الصديق وتغيظ العدو.
عصر جديد للصواريخ الباليستية، ومعها المجنحة، ينهي حقبة والهيمنة الأمريكية في المنطقة، ويدفع دولًا لها ثقلها في هذا المجال مثل كوريا الشمالية وإيران إلى صدارة المشهد على الصعيد الدولي مما يجعلهما سوقًا مرغوبًا لتصدير السّلاح تقصده دول عديدة بما فيها روسيا رغم ما تحتله الأخيرة من مكانة متقدمة على مستوى العالم في صناعة وتطوير الأسلحة الاستراتجية.
في المواجهة البحرية خلال هذه المرحلة، تضطر أمريكا وتحالفها البحري المزعوم إلى توسيع مساحة الرصد والمراقبة، والجغرافية اليمنية مترامية الأطراف بجبالها ووديانها المتشعبة أعطت قوات اليمن المسلّحة أفضلية عسكرية لناحية المرونة في تجهيز وإطلاق الصواريخ من أي مكان وإلى أي نقطة في البحر الأحمر أو العربي تمخر فيها سفن الأعداء.
وبمشاركة الغواصات المتفجرة والطائرات المسيّرة يزداد المأزق الأمريكي الغربي في البحر، ويزداد معه الإقبال على اقتناء وتطوير صناعة المسيرات الانقضاضية والانتحارية لكلفاتها البسيطة ونجاعتها في تغيير المعادلات العسكرية.
وحول الطيران المسيّر وخطورته العسكرية قال الجنرال البحري الأمريكي كينيث ماكينزي في تصريح سابق، إن انتشار الطائرات الصغيرة زهيدة الثمن يعد أكثر تطوّر تكتيكي مثيراً للقلق لصعوبة رصدها واعتراضها مؤكدًا أن هذه المشكلة حظيت باهتمام «مباشر» من البنتاجون لاعتماد استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التحدي.
المسيّرات التي صممت لأغراض التجسس وضرب الأهداف الثابتة والمتحركة بعد تسليحها بصواريخ هجومية انتقل استخدامها إلى القتال التقليدي على نطاق واسع في البر والبحر وهو ما يؤكده خبراء عسكريون.
هذه الأهمية والقيمة العسكرية تجلت في اليمن بضربات متتالية ومركزة على منشآت أرامكو السعودية أحدث اضطرابًا في أسواق الطاقة العالمية ليتّجه قطبا الصراع في أوكرانيا إلى تعزيز ترسانتهما التسليحية بهذا النوع من القدرات لتتوالى ضرب السفن ومنشآت النفط الروسية بطائرات مسيّرة قدّمها الغرب لكييف. كذلك فعلت روسيا عندما كثفت من استخدامها المسيّرات في ضرب الأهداف الأوكرانية مع البحث عن موردين لهذا السلاح من إيران وغيرها من الدول.
المسيّرات إلى جانب الصواريخ لعبتا دورًا مؤثرًا في ردع دول العدوان وساهمتا اليوم في حصار كيان العدوّ الإسرائيلي.
كثير من الدول وحركات المقاومة المناهضة لأمريكا تمتلك المسيّرات والصواريخ، وهو ما يفرض على الأخيرة البحث عن وسائل جديدة لردم الفجوة التي أحدثتها هذه القدرات، وفي المقابل مفاجآت الطرف الآخر في محور الجهاد والمقاومة لا تتوقف في حرب الأدمغة والعقول.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن.. الأحزاب والقوى السياسية تعتبر العدوان الاسرائيلي الجديد على الحديدة انتهاكاً لسيادة الأراضي اليمنية

اعتبر تحالف الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، عدوان الكيان الصهيوني على مدينة الحديدة انتهاكاً جديداً لسيادة الأراضي اليمنية ومخالفة صريحة لكافة القوانين والأعراف الدولية.

 

وأدان تحالف الأحزاب في بيان لها بأشد عبارات الإدانة والاستنكار، مؤكدا تأييده للبيان الرسمي الصادر عن الحكومة، وموقفها الثابت في الدفاع عن سيادة اليمن، وتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات جراء غاراته الجوية الجديدة على الأراضي اليمنية، بما في ذلك مخاطرها في تعميق الازمة الانسانية.

 

وحمل تحالف الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، المليشيات الحوثية المسؤولية فيما يجري على البلاد ومصالح المواطنين جراء التصعيد غير المسؤول في ممرات الملاحة الدولية.

 

وحذر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، من خطورة التصعيد في المنطقة.

 

وجدد دعوته للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية الامن والسلم الدوليين، والضغط على الكيان الصهيوني في إيقاف عدوانه على الشعب الفلسطيني والبلدان العربية، وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من الويلات والمآسي.


مقالات مشابهة

  • اليمن يغير قواعد اللعبة: صواريخ مجنحة تعزز قدرات القوات اليمنية ضد الاحتلال الصهيوني
  • مصدر لـCNN: قواعد عسكرية إسرائيلية تعرضت لضربات الصواريخ الإيرانية
  • البنتاغون: مدمرات البحرية الأمريكية أطلقت نحو 12 صاروخا اعتراضيا لصد الصواريخ الإيرانية على إسرائيل
  • اليمن.. الأحزاب والقوى السياسية تعتبر العدوان الاسرائيلي الجديد على الحديدة انتهاكاً لسيادة الأراضي اليمنية
  • حادثان بحريان بالقرب من الحديدة اليمنية
  • الدفاعات اليمنية تسقط الطائرة الأمريكية رقم 15 والعدو يعترف بتكبده خسائر بنحو نصف مليار دولار
  • قوة الردع اليمنية أعادت السيادة الجيو اقتصادية لليمن على البحر الأحمر وباب المندب
  • اللواء العرادة في كلمة قوية للقوات المسلحة اليمنية: الحروب لم تعد كما كانت
  • شاهد| لحظة إسقاط الطائرة الأمريكية (MQ-9) التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية في محافظة صعدة
  • بالفيديو.. الدفاعات الجوية اليمنية تسقط الطائرة الأمريكية MQ9 في صعدة