صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-21@20:15:48 GMT

د.عشاري وخارجية ود إبراهيم!

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

د.عشاري وخارجية ود إبراهيم!

صلاح جلال

تحياتى محمد صديقك د.عشاري رأى فيه سلبى من زمان كتاباته مفارقة لأصول المناهج البحثية وقائمة على رغائبية عشوائية منذ ظهور كتابه مذبحة الضعين مع زميله د.بلدو ومافيه من تحامل وغياب منهج وتدليس للحقائق ، متابع كتاباته حول الحرب الراهنة والقوات المسلحة والدعم السريع منهج فاقد للهوية المعرفية وغارق فى الجهوية والإنحياز الإثنى سقط فيه الكثير من المحسوبين على معسكر المثقفين منهم د.

محمد جلال ود.عبدالله على إبراهيم وآخرين ، طففو فيه عالم الفكر بالإنحياز المسبق ، فقد رجحوا رابطة الدم والجغرافيا على رابطة المعرفة و الأمانة العلمية ، إغتنيت كتاب د.عشارى البازنجر أخيرا لكن غلبني إكمال الإطلاع عليه لما فيه من ركاكة وعنصرية ايضاً، وتابعت مقالات كتابه جنجويد الإمبراطورية وكثير من التسجيلات اللزجة حول الحرب كلام فارغ وحشو وقصص خيال غير علمى ، الأستاذ عادل الباز فى إطار بروبقندا الحرب الراهنة ولحس السناكيت بين أعضاء معسكر الحرب (بل بس) إحتفل به فى تعقيب على كتابه جنجويد الإمبراطورية حول السياسة الخارجية الأمريكية مع السودان.
مداخلته التي نشرتها أعلاه حول استقالة السفير جودفرى وتنحى السفيرة فكتوريا نولاند، مؤسسة على نفس الختل والشتارة فى سابق كتاباته تفتقر للمعرفة بكيفية صناعة القرار فى السياسة الخارجية الأمريكية للتوضيح أذكر التالى
السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية هى أكثر سياسة خارجية فى العالم تعقيداً فى صناعتها تتداخل فيها مؤسسات صناعة القرار وشبكات المصالح مثل بيت العنكبوت على المستوى المؤسسى فقط يمكنك أن ترصد تأثير ستة مؤسسات إستراتيجية على السياسة الخارجية وصناعة القرار الأمريكى دون ترتيب كالتالى:-
١- البيت الأبيض والإدارة
٢- البرلمان بمجلسية النواب والشيوخ
٣- وزارة الخارجية
٤- المخابرات العامة ال CIA
5- مراكز الدراسات والبحوث
٦- اللوبيهات وأصحاب المصالح تبدأ من كوكاكولا و ماكدونالدز إلى تجارة السلاح وما بينهم من شركات الأدوية وأصحاب المصالح المختلفة وغيرها
لذلك هناك استحالة فى إختطاف ملف السياسة الخارجية الأمريكية لأى جهة أو مجموعة أسماء هنا وهناك كما يصورها خيال د.عشارى، لأنها سياسة قائمة على المساءلة وال Check And Balance بين هذه الشبكة المعقدة والمتداخلة والمنفصلة من المؤسسات ، لكل مؤسسة إهتماماتها التى تعبر عنها فى السياسة الخارجية الأمريكية.
عشاري كتاباته عن السياسة الخارجية الأمريكية عبارة عن (بزرميط) سمك لبن تمر هندى كلام والسلام هو يعتقد أنها ذات صِلة وشبه بسياسة الإنقاذ الخارجية التى يقطع فيها رئيس الجمهورية ومدير مكتبه دون علم وزير الخارجية علاقات السودان مع دولة اخرى ويدخل البلد فى حرب خارجية وبقية المؤسسات تسمع القرار من التلفزيون بما فيهم الوزير المعنى أمريكا ليست جمهورية موز يا دكتور عشارى مهما أغضبت الأيدلوجيين بيننا فهى سيدة العالم الاول ورمز التمدن الغربى ، لايحتكر القرار فيها بعض أفراد إذا ذهبوا ذهبت خلفهم السياسة الخارجية سياسة الامريكان تقوم على المعرفة Fact base policy والمصالح و التخطيط الإستراتيجي مع إختلاف النكهات وطرائق العمل فقط بين المنفذين.
أعتقد د.عشاري مدعى ومتهجم لا يعتد له بمعرفة فى السياسة الخارجية الأمريكية، أفضل من يمكن الإعتماد عليهم فى حدود معرفتى وظنى لتكييف السياسة الخارجية الأمريكية تجاه السودان من السودانيين فى حدود معرفتى أذكر منهم السفير نصر الدين والى إطلعت على ورقته الرصينة الموسومة بالمعرفة عن السياسة الأمريكية تجاه السودان والسفير نور الدين ساتى الذى أعاد التوازن فى عهده للعلاقات السودانية الأمريكية والصحفى الاستقصائي عبدالرحمن الأمين لديه ورقة رصينة منشورة فى الأسافير والأستاذة رنا آبتر وواصل على والصحفى مصطفى البطل ، وأظن آخرين يمكن إضافة إثنين أو ثلاثة أسماء أخرين ليست بينهم هذا الدكتور عشارى كلام د.عشارى عن السياسة الخارجية الأمريكية معظموا (خارم بارم) ساكت فى تقديرى ، هناك بعض السفراء المقتدرين كانوا فى رئاسة الوزارة حصلت على بعض أوراق بحثية لهم من وزارة الخارجية السودانية فيها تصورات ممتازة ولكنها لم ترى النور كسياسة فى الدولة ، منها أوراق محترمة وجدت مطمورة فى مخزن تابع لمركز بحوث الوزارة يمكن أن يعلمها دكتور غندور @⁨Prof. Ghandour⁩ معنا فى هذا القروب .

ختامة
أقول لدكتور عشاري الإنسان لا يُؤكل لحمه ولايٌلبس جِلده ماذا تبقى ليُذكر منه إذا أصبح زِفر اللسان ، حلاوة اللسان وإنتقاء المفردات من حٌسن الخصال زى ما بيقولوا شباب الثورة لوصف الأشياء التى لا تتفق مع تصوراتهم د.عشارى (حمامة ميتة) تستدعي الشفقة وليست الإعجاب.

٧ مارس ٢٠٢٤م

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال السیاسة الخارجیة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الفيتو الروسي ضد القرار البريطاني: مصالح استراتيجية أم خداع سياسي؟

عبدالله ديدان

استخدمت روسيا “الفيتو” أو حق النقض لتعطيل مشروع القرار البريطاني، بشأن الحرب السودانية، بعد أن تمّ التصويت بالموافقة عليه من جانب ١٤ دولة، بما في ذلك الصين، وهي من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، من أصل ١٥ دولة يتكوّن منها مجلس الأمن.

علماً بأنّ حق النقض أو الفيتو، هو أحد أقوى الأسلحة في السياسة الدولية، بيد الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ولا يتم استخدامه من جانبها، إلّا لأهداف وأغراض إستراتيجية تتعلّق بأمنها القومي ومصالحها الدولية الكبيرة.

بهذا يعتبر استخدام روسيا للفيتو ضد تمرير مشروع القرار البريطاني بشأن السودان، محل تساؤل كبير، وذلك لأن القرار يتضمن نقاطاً أساسية للوصول لوقف إطلاق النار في السودان: حماية المدنيين، توصيل المساعدات الإنسانية، إيقاف القتال في بعض الأقاليم التي تشهد انتهاكات صارخة، وتمّ تحديدها بالاسم، الفاشر وكل ولاية شمال دارفور، الجزيرة والخرطوم، وهي الولايات التي تشهد مواجهات عسكرية ضارية، يدفع ثمنها المدنيون، إضافة إلى المساءلة والمحاسبة بحق أطراف الحرب جرّاء الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت ضد المدنيين في الحرب.

إذن، مشروع القرار هو في صالح الشعب السوداني تماماً، ويهدف إلى حمايته وإغاثته وإيقاف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية له، فهل يريد الشعب السوداني غير ذلك!

فلماذا استعملت روسيا حق النقض؟ ولماذا أعلنت وزارة الخارجية في بورتسودان ترحيبها به والإشادة بالموقف الروسي؟ هل تريد حكومة بورتسودان استمرار الحرب وعدم حماية المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية عن السودانيين المهدّد نصفهم بالموت جوعاً وإفلات أطراف الحرب من العقاب؟ علما بأن مشروع القرار البريطاني، قد مضى في الاتجاه الذي تتبنّاه حكومة بورتسودان، ألا وهو الامتثال لما تمّ التفاهم عليه في جدة بين طرفي الحرب، فلماذا ترفضه بورتسودان إذن؟

أعتقد أنّ الأمر أشدّ تعقيداً مما يظهر للعيان. واضح أنّ استخدام روسيا لحق النقض والوقوف في وجه كل أعضاء مجلس الأمن، لم يتمّ من فراغ، وإنما نتاج اتفاقات إستراتيجية مع حكومة البرهان والحركة الإسلامية المسيطرة عليها من أجل أهداف محددة، وهي في اعتقادي كالآتي

حصول روسيا على قاعدة عسكرية في الساحل السوداني للبحر الأحمر، وهذا يشكّل أحد الأهداف الإستراتيجية لروسيا، لفرض سيطرتها في المنطقة بصناعة طرطوس أخرى، وربط تمدّدها بدول الساحل الإفريقي ونفوذها بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، بما يحقق لها السيطرة على هذا الحزام الغني بالموارد المعدنية، على رأسها الذهب واليورانيوم ومعادن أخرى، إضافة إلى الضغط على أوروبا بهذا التمدد في مناطق نفوذها. كما أن روسيا تتحسّب لاندلاع حرب إقليمية في محيط البحر الأحمر، حيث إيران، حليفتها الرئيسية في الإقليم والمستهدفة بهذه الحرب، مما يمكّنها من التواجد في المنطقة لحماية مصالحها عن طريق السيطرة على السواحل السودانية، وفرض ضغوط عسكرية على حلفاء أمريكا الخليجيين، مقابل أمن إيران..

 

الحركة الإسلامية السودانية وعبر سيطرتها على قيادة الجيش ومركز صناعة القرار في بورتسودان، تسعى إلى استمرار الحرب مع الدعم السريع، ولا تريد إيقافها، وتعمل على صب المزيد من الزيت لاستمرارها، وذلك لأنها تسعى إلى الوصول إلى النموذج الليبي، أي تقسيم السودان إلى دولتين، دولة للدعم السريع في دارفور وكردفان ودولة الحركة الإسلامية، المخطط لها منذ التسعينيات تحت مسمّى “مثلث حمدي”. فروسيا هي أنسب شريك لتحقيق هذه الغاية، خصوصا أن روسيا هي من مهندسي تقسيم ليبيا عبر دعمها الكبير للجنرال حفتر ومعها آخرون، مشروع التقسيم الذي تسعى إليه الحركة الإسلامية، يخدم تماماً الإستراتيجية الروسية من السيطرة على الساحل السوداني في البحر الأحمر، لأنها ستكون هي من صنع دولة الكيزان في هذا الجزء من السودان؛ ومن ثم تكون قد وضعت غرماءها الأوربيين والأمريكيين أمام واقع جديد وأكثر تعقيداً.

تبقى هنالك الكثير من الأسئلة الكبيرة من شاكلة: كيف ستكون ردود أفعال الأوربيين والأمريكيين والخليجيين، تجاه هذه السيناريوهات التي تتولد من بين طيات الفيتو الروسي؟ وكيف ينظر الشعب السوداني لتداعيات هذا الفيتو المستخدم ضده تماماً، ويؤكد الرغبة الروسية الكيزانية في استخدامه كوقود بلا قيمة لتحقيق أهداف ليس من بينها مصلحته بكل الأوجه؟

تهليل حكومة بورتسودان والحركة الإسلامية للفيتو الروسي، يؤكد شيئاً واحداً فقط، هو أن بورتسودان تمارس كذباً وخداعاً وتدليساً كبيراً بحق الشعب السوداني، وتستخدمه كمطية موت وتشريد لتبرير مشروعها الرامي لتقسيم السودان باستمرار الحرب وعدم إيقافها بدعوى القضاء على الدعم السريع، وهي دعوى تبدو بعيدة المنال وغير ممكنة حسب مجريات الواقع.

هنالك جانب آخر، هو أنّ مشروع القرار البريطاني، وفي كل حيثياته، يصب في صالح حكومة بورتسودان، ويعتبر الدعم السريع الخاسر الأكبر منه، حال أن تمّت إجازته يوم أمس بدون فيتو روسي. إذن، لماذا تهلل بورتسودان؟ في حين أن من عليه أن يهلل لهذا الفيتو، حقيقة، هو الدعم السريع الكاسب الأكبر في إطار هذه الحرب من هذا الفيتو العجيب.

الوسومعبدالله ديدان

مقالات مشابهة

  • الخارجية تُجدّد شكرها لليونسكو والدول الأعضاء فيها على دعمهم مطالب لبنان واحتياجاته
  • الخارجية الأمريكية: قدمنا الألغام الفردية لأوكرانيا لأول مرة منذ اندلاع الحرب
  • الفيتو الروسي ضد القرار البريطاني: مصالح استراتيجية أم خداع سياسي؟
  • السودان.. المادة الـ4 من دستور الاتحاد الإفريقي تعود للواجهة
  • الخارجية الأمريكية: هناك تقدم على صعيد اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: هناك تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • البرهان: الحرب بنهايتها ولا هدنة مع أعداء الشعب
  • النصر السوداني والعار الروسي !
  • الفيتو الروسي يمنع القرار الأممي بالدعوة إلى وقف القتال في السودان
  • «الخارجية الأمريكية»: بلينكن» وعبد العاطي ناقشا جهود إنهاء الحرب في غزة ولبنان