هالة الشحات تكتب: الكلمة لها تأثير السحر
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
كثيرا ما تسمع اذنينا كلمات ولكن قليل ما يكون له تأثير السحر والأثر الجميل فهناك كلمات كفيلة ان تزيد ثقتنا بأنفسنا وبمن تربطنا بهم علاقة مختلفة.
فلن أنسي تلك الكلمة التي سمعتها من زوج شقيقتي بعد لحظات من كلمات الطبيب بأن أمي قد تركتنا وذهبت لعالم أخر لا يوجد بيينا وبينها اي نوع من أنواع الإتصال الملموس وقتها أوشكت على الانهيار ولكن اوقف ذالك الانهيار صوت خلفي يقول لي "مش هينفع انتي تنهاري اجمدي علشان تفوقي لأمك وأخواتك" تلك الكلمات التي كانت بمثابة إغتسال من الانهيار وكأن الانهيار أصبح رفاهية لا أمتلكها في ذالك الوقت.
كما لا استطيع أن التغافل عن كلمات في ليلة مسائية وجملة لطيفة في مشهد نهاري مبهج لأبي حينما كان يردد " هالة دي أمي مش بنتي " وكأن الله يشفق على قلبي الذي دائما ما يسعي للبر ما استطاع إليه سبيلا فتلك الكلمة كانت وقود لمحرك العطاء لكل من تربطني بهم علاقة بر وما أكثر مكانتهم في حياتي رغم قلة عددهم .
فالكلمات بالنسبة للروح والقلب كالطعام والشراب لا يمكن الاستغناء عنها ولذلك كان ثوابها صدقة تمحوا الذنوب وتزيد النعم.
كما لا استطيع ان اتحدث عن أثر الكلمة في الحياة دون أن أذكر كلمة من بضع مني وبضع منهم...
ففي مشهد في نهايه يوم دراسي بدء على وجهي أثار التعب والآرهاق وبدء تفكيري يشكوا داخل نفسي لاجد صوت حنون يتحدث وكان صوت يوسف ابني الأكبر والصديق الأقرب يقول لي "ماما انا عارف انك تعبانه بس بكره لما هكبر هعمل معاكي زي ما بتعملي مع تيته وهيما " جملة تبدو طبيعية فكل منا يزرع في والديه ويحصد في أبنائه ولكن تلك الكلمات اللطيفة كانت بمثابة طاقة القوة التي اتذكرها في كل موقف يسيطر عليت فيه التعب والإرهاق وكانها دافع بإنه ما زال هناك أمل ما زال هناك حصاد لتلك الزرعة ها قد بدئت الثمار في الظهور وها قد ربح المزارع.
الكلمة كالماء للزرع يجعلها الله تروي نفوسنا وتداوي الجروح رغم عمقها من منا يستطيع العيش دون كلمة تروي عطش نفسه وتلطف جرح روحه.
وحينما أختم فاقتبس من كلمة ختام كلمة أخت فالأخت هي البداية والنهاية المقدمة والخاتمة فلن أنسي كلمتان ترددهم كلاهن على حدى..
حينما قالت لي شقيقتي الوسطي "كل مرة بحضنك بحس بحضن أمي "
وكان وقتها كانت روح أمي تلمس جسد إحدانا وكانها تقول إن ذهبت أمي وتركتني في عالم خالي منها فإنه ا تركت لي بضع منها يهون بعض الشئ ويذكرني بأنها لم ترحل كليا ولكن الرحيل كان جزئي...
لكي تذكرني شقيقتي الكبري بنفس المعني حينما كنت اجلس معها في المستشفي بعد خضوعها لعملية لتفتح عينيها مع أذان الفجر وتنظر لي وانا ابكي قائلة:"ربنا يخليكي ليا".
كلمات بسيطة تهون على القلب قسوة الأحداث وتراكم الأوجاع... اترك الكلمة في نفس من تحب لعلها المنجيه من فساد علاقة فكل منا يبني علاقته على المواقف والكلمات.
ولكن تبقي الكلمات لها أثر السحر في جميع العلاقات ولكن حينما نتحدث عن الكلمات في العلاقة مع شريك الحياة والروح فإنه ا تكون مختلفة فالشراكة ليست فقد في الحياة بل في الأبناء والتفاصيل والروح فقد خلقها الله منه وخلق منها أبنائه فتلك العلاقة المقدسة والميثاق الغليظ لا بد أن يتغذى على الكلمة الطيبة والأثر الحسن الطيب.
فلن أنسي كلمة زوجي وشريك الدرب حينما قالي لي " أنتي ست من جيل أمي وأمك" رغم أنها تبدو كلمة عادية ولكنها كانت لدي بقوة تدفعني للأفضل فهو دائما ما يري هذا الجيل بنظرة جيدة وإنه جيل ذهبي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: الملك بيبي الأول
فى الحديث عن التاريخ وبالأخص تاريخ مصر الفرعونية القديمة لا يمكن أن تتأكد أبداً بأنك ملم بسرد جميع قصص وحكايات ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة ، حضارة ذات تاريخ حافل بعظمة تبهر وتثير أطماع العالم بأسره لم ولن تندثر أبدا وكلما أنتهينا من الحديث عن ملك يأتي أخر شديد الأهمية ويحمسنا كي نتحدث عنه وهنا أتي الملك بيبي الأول) و هو ملك فرعوني من الأسرة السادسة وأتى خلال الحقبة 2402 ـ 2377 ق.م. .
و اشتهر بتمثاله الضخم المصنوع من النحاس المطروق والموجود حاليا في مدينة هيراكنوپوليس (نخن).
وهو من عصر الأسرة السادسة التي حكمت منذ عام 2420 ق.م.
و كان الملك پپي الأول ابنا للملك "تتى" من الملكة "إبوت الأولى " ، أبعده المغتصب اوسر كا رع عن عرش أبيه بعد وفاته مباشرة.
وأخيرا، وبعد توليه مقاليد الحكم وأعتلي العرش الذي استمر فترة طويلة من 2289 – 2247 ق.م قام بتغيير اسمه الأول من "نفرساحور " إلى "مريرع " .
و تزوج پپي الأول من فتاتين تحملان اسم "عنخ نس مري رع " تنتميان لإحدى عائلات أبيدوس، وكان أخوهما "جاعو " يحمل لقب وزير.
و نجح الملك بيبي الأول في الدفاع عن حدود مصر عامة، وحدودها الشرقية خاصة. فقد جاء في نص نقشه قائد جيشه "وني" على جدران مقبرته في أبيدوس ذكر المعارك التي خاضها ضد قبائل "عامو حريوشع" في فلسطين، إذ يذكر أن الملك جهز جيشاً عظيماً من أنحاء مصر، ثم يذكر الأماكن التي مر بها الجيش، وكلها تقع شرقي مصر على الطريق الذي يربط مصر بفلسطين، وبعد ذلك يصف القائد "وني" ما فعله في فلسطين، إذ دمّر قلاعها المسورة، وقطع تينها وكرومها، وحرق بيوت السكان، وقضى على كثير من الجنود، وأحضر الكثير من الأسرى أحياء. ثم يذكر "وني" أن الملك پپي الأول بعث الجيش خمس مرات إلى فلسطين بقيادته، وقد استخدم المصريون الأسطول في المعركة الأخيرة، إذ واكب الأسطول القوات البرية، وحقق النصر في منطقة جبل الكرمل بفلسطين.
وكان الهدف من هذه المعارك الحفاظ على أمن الطريق التجارية بين مصر وفلسطين خاصة، وبلاد الشام عامة، والقضاء على الفوضى التي كانت تحدثها القبائل الأمورية المهاجرة إلى فلسطين في ذلك الوقت، كي لا تحرم مصر من أرباح تجارتها مع بلاد الشام.
أدرك پپي الأول زيادة نفوذ أمراء الأقاليم، فعمل على توطيد مركزه عن طريق التقرب إليهم، فصاهر إحدى عائلات الصعيد القوية، إذ تزوج من ابنة أمير أبيدوس التي أنجبت له ولده وخليفته على العرش "مري ان رع"، ومن المحتمل أن والدة هذا الأمير توفيت وهو صغير فتزوج والده من شقيقتها، وقد أنجبت هذه ولداً آخر تولى العرش بعد أخيه.
وبقي لنا الكثير من أوجه نشاط هذا الملك في إقامة المنشآت: مثل (ناووس) إلفنتين و(قصر الكا) في كل من أبيدوس وتل بسطة، هذا بخلاف تمثاله الشهير المصنوع من النحاس والذي عثر عليه في "هيراكونبوليس " .
وأصدر الملك پپي الأول أثناء حكمه مرسوما ينص على حصانة وصناعة مدينة هرم الملك سنفرو، مما يوضح لنا خضوعها ورضوخه للضغوط المنادية بالحكم الذاتي والتي كانت تمارسها بعض المناطق والمؤسسات والتي تزايدت وتفاقمت خلال سنوات حكم تلك الأسرة.
ولعل من أهم معالم سياسة پپي الأول الخارجية هي حملاته إلى جبيل ، وشبه جزيرة سيناء والنوبة، وبعض الحملات العسكرية ضد الآسيويين.
و شيد الملك پپي الأول هرمه بسقارة، وزين جدران ممراته بالنصوص الجنزية المعروفة باسم "نصوص الأهرام" وأطلق على هرمه اسم "من نفر"، ولذلك يعتقد بعض الباحثين أن اسم أقدم وأول عاصمة لمصر الموحدة قد اشتق من هذه التسمية "منف"، وقد ارتقت الفنون في عهده ارتقاءً عظيماً، وخير شاهد على هذا الارتقاء تمثاله المصنوع من النحاس، الذي عُثر عليه في هيراكنو بولس (نخن)، ويُعرض في متحف القاهرة، وتماثيله المنحوتة من حجر المرمر في متحف بروكلين بنيويورك.
وجدت مومياؤه سليمة في هرمه الذى دخلوه عام 1880 م وقد عين ونى حاكما مسيطرا على الوجه القبلى من الفنتين جنوب أسوان حتى أطفيح وأرسله الفرعون الى محاجر ابهات ببلاد النوبة ومحاجر الفنتين ثم الى محاجر المرمر في حتنوب في مصر الوسطى . ثم أرسله الملك لعمل خمس ترع في الجنوب .
ومن عظماء الفنتين حرخوف ومقبرته محفوظة على الضفة الغربية من شلال أسوان ويعتبر حرخوف أول كاشف لمجاهل أفريقيا وقد قام بثلاث رحلات في عهد الملك مرن رع.