عن (دولة إيران) و (دويلات العرب)..؟!
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تداعيات الخارطة القومية أبرزها جرائم الصهاينة في فلسطين وحرب الإبادة التي تشن على أشقائنا في قطاع غزة، أكدت وأثبتت هذه الأحداث والتداعيات أن العرب لا (دولة) لديهم، بل (دويلات) مهترئة هي أشبه (ببازارات)، إذ يفتقد المشهد العربي لدولة ذات ثقل ووزن ومكانة وتأثير يمكن أن تكون حاضنة للمسار العربي الكلي وذات قدرة على التأثير بالأحداث الإقليمية والدولية، دولة تحظى بمكانة واحترام وتقدير من المجتمع الدولي والنظام الدولي، قادرة على التعامل الخلاق مع القضايا العربية بحيادية وبعيدا عن التعصب بل وفقا لقوانين والتشريعات الدولية.
دولة عربية ذات قدرة وتأثير، تحظي باحترام دول العالم لم نجدها لا في نطاق الأنظمة ( الملكية برجعيتها) أو في نطاق الأنظمة (الجمهورية بتقدميتها)، ففي النطاقين لم نرى دولة عربية ذات سيادة، بل نرى ونشاهد (دويلات) متناثرة أنظمتها فاقدة للسيادة والكرامة والقرار والموقف ولا تحظى باحترام أو تقدير أنظمة العالم.
فيما نر أن في إيران دولة ذات سيادة وقرار وموقف، ولها أهداف استراتيجية، ولديها مشروعها الحضاري، وتمتلك رؤية مستقبلية وتعمل جاهدة لتحقيقها، على طريق التقدم والنمو وتساهم في تحقيق الاستقرار للإقليم، والإسهام في إيجاد نظام دولي أكثر عدلا، وأكثر توازنا وإنصافا بعيدا عن الغطرسة والهيمنة وسياسة الارتهان والتبعية.
إن ثقافة (شيطنة إيران) واعتبارها ( البعبع) الذي يهدد الوجود العربي، هذه الثقافة هي ثقافة أمريكية _صهيونية استعمارية، تم الترويج لها من قبل أمريكا والصهاينة والعواصم الاستعمارية وتبنتها بعض (الدويلات) العربية، وبعض النخب العربية من مختلف المشارب السياسية والفكرية والإعلامية والاجتماعية ممن يدورن في فلك أمريكا والأنظمة المرتهنة لها، والمؤسف أن هذه الثقافة التي هدفها ( شيطنة إيران) وعزلها عن قضايا المنطقة، تؤكد حقيقة أن العرب ليس لديهم دولة بل (دويلات). لأن مثل هذه الثقافة تنتقص من كل الأنظمة العربية، وتمثل إهانة لهذه الأنظمة وليس انتقاصا من دور ومكانة (دولة إيران)، بل أن هذه الثقافة تعبر عن مدى انحطاط الأنظمة العربية الراهنة التي لا تقوى على العيش والحياة بدون وصاية أمريكا ورعاية الكيان الصهيوني ومساعدة عواصم الاستعمار القديم..؟!
إن أحداث فلسطين وخاصة الجرائم الصهيونية _الأمريكية التي ترتكب بحق أشقائنا في قطاع غزة والتي تثير غضب السماء وتبكي الأشجار والأحجار، لكنها ورغم بشاعتها التي حركت شعوب العالم تنديدا بها وبمن يرتكبها، لم تقو رغم بشاعتها على تحريك المشاعر الإنسانية لدى رموز الأنظمة العربية ومؤسساتهم الكرتونية، ليس لأنهم خونة أو عملاء، وليس لأنهم متآمرون أو إنهم جزءا من العدوان الصهيوني، لا ليس الأمر كذلك، إذ لو كانت أوضاعهم على شاكلة ما سبق وصفه لكانوا أكثر وعيا وإدراكا لتبعات ما يحدث، وكانوا تحركوا بكل قوة لإيقاف المذابح بحق أشقائنا في فلسطين، ولكن لم يفعلوا ذلك، لأن من يتربع على عرش النظام العربي لا يدركون أبجديات العمل السياسي، فما بالكم بإدراك الأبعاد الاستراتيجية التي ستولدها معركة طوفان الأقصى والقضية العربية الفلسطينية التي تنتصر اليوم بدعم ومساندة (دولة إيران) التي أصبحت بفضل رؤيتها الاستراتيجية قوة إقليمية فاعلة وذات حضور دولي وتأثير، ولها مكانة في مفاصل النظام العالمي الأخذ بالتشكل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية غدت إحدى الأطراف الفاعلة والمساهمة بتشكيله، فيما الدويلات العربية (محتاسة) ومرتبكة وعاجزة عن التفاعل مع الأحداث، لأن القائمين عليها لا يتحلون بمواصفات القادة ولا بمهاراتهم وهم بادائهم يشبهون ( مدراء الملاهي الليلية) الذين ينهمكون في خدمة زبائنهم وتقديم كل وسائل الترفيه لهم، وتحقيق المكاسب، بغض النظر عن التبعات القانونية والأخلاقية جراء أفعالهم التي قد تقودهم إلى نهاية مأساوية، وهذا هو حال حكام الأنظمة العربية الذين تهينهم وتلعن عهدهم دماء ودموع أطفال ونساء غزة، وتهينهم حكومة الكيان تسخر منهم ومن وجودهم ودويلاتهم وجيوشهم، وتمعن أمريكا في إذلالهم، فيما دولة جنوب أفريقيا وجهت لهذه الأنظمة صفعة حين أقدمت على ما كان يفترض بهم أن يقدموا عليه ولكنهم عجزوا عن إدخال الأغذية والأدوية والمياه للشعب الفلسطيني، وعجزوا عن توظيف علاقتهم مع العدو ومع أمريكا لإيقاف هذه الحرب الإجرامية التي يشنها مجرمون وقتلة، ويصمت عنها (العاجزون والفشلة)، إيران وحدها كبرت وتألقت في كل مواقفها ويكفي إن المقاومة صامدة وتنازل أعظم الجيوش التي يرتعب منها حكام وجيوش الأنظمة العربية بدعم إيران وسلاح إيران وتقنيات إيران، وإيران هي من حضنت المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي من وقفت إلى جانب سوريا في مواجهة المؤامرات العربية والدولية، وإيران وقفت في وجه العدوان على اليمن وأدانته. وإيران هي الدولة التي لديها مشروعها الحضاري الاستراتيجي، وهي من تقف في وجه الهيمنة الأمريكية _الغربية، وهي من تواجه الكيان الصهيوني وتعتبره عدوها الأول، فيما غالبية أنظمة (العهر العربية) ترتبط بعلاقة مقدسة مع هذا الكيان بصورة سرية وعلنية..؟!
كعربي أجد أن دولة إيران أقرب لي من دول التطبيع العربية، وفي فلسطين ولبنان وسوريا واليمن أرى إيران أكثر عروبة من بعض أنظمة العرب، واري فيها الإسلام أكثر حضورا من إسلام بلاد ( الحرمين) التي حولت الحرمين إلى مزارات سياحية مثلهم مثل ( أهرامات الجيزة)..؟!
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأنظمة العربیة هذه الثقافة دولة إیران فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
أكثر من 600 عنوان لـ «أبوظبي للغة العربية» في «الشارقة للكتاب»
أبوظبي (الاتحاد)
يشارك مركز أبوظبي للغة العربية، في فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 6 حتى 17 نوفمبر 2024، تحت شعار «هكذا نبدأ».ويقدم المركز في جناحه بالمعرض، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة، نحو 65 عنواناً جديداً، من ضمن 600 عنوان من إصدارات «مشروع كلمة»، و«إصدارات»، و«سلسلة البصائر للبحوث والدراسات».
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «إن المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب تعكس التكامل الذي تشهده قطاعات العمل في دولة الإمارات من أجل تعزيز ثقافة القراءة، وتقديم المحتوى المتنوع للجمهور، ما يدعم حضور اللغة العربية، ورسالتها الحضارية في المجتمع»، مشيداً بمستوى تنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يزداد تطوراً عبر دوراته المتعاقبة، ما يرسخ الرسالة الثقافية للدولة، ويعزز مكانتها الرائدة عالمياً في قطاع النشر.
وأكد أن معارض الكتاب في الإمارات تحظى باهتمام المجتمع الثقافي العالمي، لما حققته من مستويات التطور والريادة والكفاءة، والتنوع الثقافي الذي تحتضنه، بفضل الدعم المستدام للقيادة الحكيمة، واهتمامها المتواصل بالفعاليات والمبادرات الثقافية، التي ترسخ الهوية الوطنية والحضارية للمجتمع الإماراتي، لافتاً إلى حرص المركز على المشاركة في جميع الفعاليات الثقافية لعرض إصداراته على الجمهور في أماكن وجوده، وتوسيع انتشار إصدارات المركز، وإضفاء مزيد من التنوع والخيارات أمام الجمهور في الفعاليات الثقافية كافة.
وتعكس المشاركة الفاعلة للمركز في الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، عبر طرح الإصدارات الجديدة، مدى الاهتمام بتوسيع حضور المشاركات الإماراتية، والإضاءة على إصدارات دور النشر المحلية، والتعريف بها أمام الحضور الواسع لمختلف دور النشر العالمية، ومستوى الإقبال الجماهيري، في ظل المكانة الرائدة لإمارة الشارقة في القطاع الثقافي.
ويمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلق في العام 1982، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، فرصة للقاء أشهر أعلام الأدب والفكر والفن، كما يعد منصة لتعزيز التواصل والتعارف بين خبراء النشر وأمناء المكتبات والأكاديميين والكتّاب والمترجمين والوكلاء الأدبيين والمبدعين من جميع أنحاء العالم.