الثورة نت:
2025-02-07@14:28:39 GMT

عن (دولة إيران) و (دويلات العرب)..؟!

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

تداعيات الخارطة القومية أبرزها جرائم الصهاينة في فلسطين وحرب الإبادة التي تشن على أشقائنا في قطاع غزة، أكدت وأثبتت هذه الأحداث والتداعيات أن العرب لا (دولة) لديهم، بل (دويلات) مهترئة هي أشبه (ببازارات)، إذ يفتقد المشهد العربي لدولة ذات ثقل ووزن ومكانة وتأثير يمكن أن تكون حاضنة للمسار العربي الكلي وذات قدرة على التأثير بالأحداث الإقليمية والدولية، دولة تحظى بمكانة واحترام وتقدير من المجتمع الدولي والنظام الدولي، قادرة على التعامل الخلاق مع القضايا العربية بحيادية وبعيدا عن التعصب بل وفقا لقوانين والتشريعات الدولية.


دولة عربية ذات قدرة وتأثير، تحظي باحترام دول العالم لم نجدها لا في نطاق الأنظمة ( الملكية برجعيتها) أو في نطاق الأنظمة (الجمهورية بتقدميتها)، ففي النطاقين لم نرى دولة عربية ذات سيادة، بل نرى ونشاهد (دويلات) متناثرة أنظمتها فاقدة للسيادة والكرامة والقرار والموقف ولا تحظى باحترام أو تقدير أنظمة العالم.
فيما نر أن في إيران دولة ذات سيادة وقرار وموقف، ولها أهداف استراتيجية، ولديها مشروعها الحضاري، وتمتلك رؤية مستقبلية وتعمل جاهدة لتحقيقها، على طريق التقدم والنمو وتساهم في تحقيق الاستقرار للإقليم، والإسهام في إيجاد نظام دولي أكثر عدلا، وأكثر توازنا وإنصافا بعيدا عن الغطرسة والهيمنة وسياسة الارتهان والتبعية.
إن ثقافة (شيطنة إيران) واعتبارها ( البعبع) الذي يهدد الوجود العربي، هذه الثقافة هي ثقافة أمريكية _صهيونية استعمارية، تم الترويج لها من قبل أمريكا والصهاينة والعواصم الاستعمارية وتبنتها بعض (الدويلات) العربية، وبعض النخب العربية من مختلف المشارب السياسية والفكرية والإعلامية والاجتماعية ممن يدورن في فلك أمريكا والأنظمة المرتهنة لها، والمؤسف أن هذه الثقافة التي هدفها ( شيطنة إيران) وعزلها عن قضايا المنطقة، تؤكد حقيقة أن العرب ليس لديهم دولة بل (دويلات). لأن مثل هذه الثقافة تنتقص من كل الأنظمة العربية، وتمثل إهانة لهذه الأنظمة وليس انتقاصا من دور ومكانة (دولة إيران)، بل أن هذه الثقافة تعبر عن مدى انحطاط الأنظمة العربية الراهنة التي لا تقوى على العيش والحياة بدون وصاية أمريكا ورعاية الكيان الصهيوني ومساعدة عواصم الاستعمار القديم..؟!
إن أحداث فلسطين وخاصة الجرائم الصهيونية _الأمريكية التي ترتكب بحق أشقائنا في قطاع غزة والتي تثير غضب السماء وتبكي الأشجار والأحجار، لكنها ورغم بشاعتها التي حركت شعوب العالم تنديدا بها وبمن يرتكبها، لم تقو رغم بشاعتها على تحريك المشاعر الإنسانية لدى رموز الأنظمة العربية ومؤسساتهم الكرتونية، ليس لأنهم خونة أو عملاء، وليس لأنهم متآمرون أو إنهم جزءا من العدوان الصهيوني، لا ليس الأمر كذلك، إذ لو كانت أوضاعهم على شاكلة ما سبق وصفه لكانوا أكثر وعيا وإدراكا لتبعات ما يحدث، وكانوا تحركوا بكل قوة لإيقاف المذابح بحق أشقائنا في فلسطين، ولكن لم يفعلوا ذلك، لأن من يتربع على عرش النظام العربي لا يدركون أبجديات العمل السياسي، فما بالكم بإدراك الأبعاد الاستراتيجية التي ستولدها معركة طوفان الأقصى والقضية العربية الفلسطينية التي تنتصر اليوم بدعم ومساندة (دولة إيران) التي أصبحت بفضل رؤيتها الاستراتيجية قوة إقليمية فاعلة وذات حضور دولي وتأثير، ولها مكانة في مفاصل النظام العالمي الأخذ بالتشكل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية غدت إحدى الأطراف الفاعلة والمساهمة بتشكيله، فيما الدويلات العربية (محتاسة) ومرتبكة وعاجزة عن التفاعل مع الأحداث، لأن القائمين عليها لا يتحلون بمواصفات القادة ولا بمهاراتهم وهم بادائهم يشبهون ( مدراء الملاهي الليلية) الذين ينهمكون في خدمة زبائنهم وتقديم كل وسائل الترفيه لهم، وتحقيق المكاسب، بغض النظر عن التبعات القانونية والأخلاقية جراء أفعالهم التي قد تقودهم إلى نهاية مأساوية، وهذا هو حال حكام الأنظمة العربية الذين تهينهم وتلعن عهدهم دماء ودموع أطفال ونساء غزة، وتهينهم حكومة الكيان تسخر منهم ومن وجودهم ودويلاتهم وجيوشهم، وتمعن أمريكا في إذلالهم، فيما دولة جنوب أفريقيا وجهت لهذه الأنظمة صفعة حين أقدمت على ما كان يفترض بهم أن يقدموا عليه ولكنهم عجزوا عن إدخال الأغذية والأدوية والمياه للشعب الفلسطيني، وعجزوا عن توظيف علاقتهم مع العدو ومع أمريكا لإيقاف هذه الحرب الإجرامية التي يشنها مجرمون وقتلة، ويصمت عنها (العاجزون والفشلة)، إيران وحدها كبرت وتألقت في كل مواقفها ويكفي إن المقاومة صامدة وتنازل أعظم الجيوش التي يرتعب منها حكام وجيوش الأنظمة العربية بدعم إيران وسلاح إيران وتقنيات إيران، وإيران هي من حضنت المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي من وقفت إلى جانب سوريا في مواجهة المؤامرات العربية والدولية، وإيران وقفت في وجه العدوان على اليمن وأدانته. وإيران هي الدولة التي لديها مشروعها الحضاري الاستراتيجي، وهي من تقف في وجه الهيمنة الأمريكية _الغربية، وهي من تواجه الكيان الصهيوني وتعتبره عدوها الأول، فيما غالبية أنظمة (العهر العربية) ترتبط بعلاقة مقدسة مع هذا الكيان بصورة سرية وعلنية..؟!
كعربي أجد أن دولة إيران أقرب لي من دول التطبيع العربية، وفي فلسطين ولبنان وسوريا واليمن أرى إيران أكثر عروبة من بعض أنظمة العرب، واري فيها الإسلام أكثر حضورا من إسلام بلاد ( الحرمين) التي حولت الحرمين إلى مزارات سياحية مثلهم مثل ( أهرامات الجيزة)..؟!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة هذه الثقافة دولة إیران فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

أمريكا تُعرقل جهود وكالة الأونروا في خدمة أهل فلسطين

أكدت السيدة جوليت توما، مُديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، على الصعوبات الي تُواجه الوكالة بسبب أمريكا. 

اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل

وقالت توما، في تصريحاتٍ صحفية، إن الوكالة تواجه صعوبات متزايدة في دفع رواتب موظفيها بسبب توقف المساعدات الأمريكية.

وذكرت:"نجحنا من دفع الرواتب في شهر يناير، لكن الوضع أصبح أكثر تعقيداً، نحن نواجه أزمة حقيقية، ولا يُمكننا تخطيط أي شيء".

وجاءا الأزمة الأخيرة بسبب قرار ترامب بشأن وقفل التمويل الأمريكي للوكالة الأممية ذات النشاط النبيل في خدمة الفلسطينيين. 

وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت يوم الخميس بأن عدد من المستوطنين الإسرائيليين أقاموا حفلاً استفزازياً لمشاعر الفلسطينيين، وذلك على ضوء قانون إسرائيلي يستهدف وكالة أونروا.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر قانونين يستهدفان عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية، ودخلا بالفعل حيز التنفيذ.

وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن نائب رئيس بلدية الاحتلال المتطرف آرئيل كينج قاد احتفالاً نظمه متطروفون يمينيون على ضوء غلاق الأونروا ومنع نشاطها في القدس المحتلة.

تلعب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دورًا محوريًا في دعم الفلسطينيين، خاصة اللاجئين الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة. تأسست الأونروا عام 1949 لتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، التي تشمل الضفة الغربية، غزة، الأردن، لبنان، وسوريا. تركز الوكالة على توفير التعليم الأساسي لمئات الآلاف من الطلاب الفلسطينيين من خلال مدارسها المنتشرة في المناطق الخمس، مما يساهم في تعزيز فرصهم المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الأونروا خدمات صحية تشمل الرعاية الأولية، التطعيمات، والرعاية للأمهات والأطفال، مما يخفف من الأعباء الصحية على السكان الفلسطينيين.

إلى جانب ذلك، تلعب الأونروا دورًا رئيسيًا في تقديم المساعدات الغذائية والمالية للاجئين الذين يعانون من الفقر والبطالة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة بفعل الاحتلال والحصار. كما تدير برامج دعم اجتماعي تشمل توفير السكن للعائلات الفقيرة، وتقديم القروض الصغيرة لدعم المشاريع الفردية. ورغم أهمية دورها، تواجه الأونروا تحديات كبيرة، أبرزها نقص التمويل بسبب تقليص بعض الدول المانحة لمساهماتها، ما يهدد استمرارية برامجها الأساسية. ومع ذلك، تبقى الأونروا مؤسسة حيوية تدعم الاستقرار الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين، وتسهم في التخفيف من معاناتهم، في ظل غياب حل عادل لقضيتهم.

 

مقالات مشابهة

  • نائب جمهوري يهاجم العرب: خطة ترامب كشفت نفاقكم تجاه فلسطين
  • مصر تكثف اتصالاتها مع الدول العربية بشأن مستجدات القضية الفلسطينية
  • مصر تكثف اتصالاتها لتنسيق المواقف العربية بشأن المستجدات الفلسطينية
  • خامنئي: سنردّ على أمريكا بالمثل إذا ما هدّدت إيران.. لا جدوى من المفاوضات
  • الحرب الناعمة وإلهاء العرب عن المطالبة بتحرير فلسطين
  • ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..
  • سمير راغب: أمريكا ليست على استعداد لخوض حرب في فلسطين
  • احتلال جديد: أمريكا في غزة
  • فلسطين تشارك في أعمال الدورة (٥٥) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في الكويت
  • أمريكا تُعرقل جهود وكالة الأونروا في خدمة أهل فلسطين