الثورة نت:
2024-12-28@03:38:27 GMT

عن (دولة إيران) و (دويلات العرب)..؟!

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

تداعيات الخارطة القومية أبرزها جرائم الصهاينة في فلسطين وحرب الإبادة التي تشن على أشقائنا في قطاع غزة، أكدت وأثبتت هذه الأحداث والتداعيات أن العرب لا (دولة) لديهم، بل (دويلات) مهترئة هي أشبه (ببازارات)، إذ يفتقد المشهد العربي لدولة ذات ثقل ووزن ومكانة وتأثير يمكن أن تكون حاضنة للمسار العربي الكلي وذات قدرة على التأثير بالأحداث الإقليمية والدولية، دولة تحظى بمكانة واحترام وتقدير من المجتمع الدولي والنظام الدولي، قادرة على التعامل الخلاق مع القضايا العربية بحيادية وبعيدا عن التعصب بل وفقا لقوانين والتشريعات الدولية.


دولة عربية ذات قدرة وتأثير، تحظي باحترام دول العالم لم نجدها لا في نطاق الأنظمة ( الملكية برجعيتها) أو في نطاق الأنظمة (الجمهورية بتقدميتها)، ففي النطاقين لم نرى دولة عربية ذات سيادة، بل نرى ونشاهد (دويلات) متناثرة أنظمتها فاقدة للسيادة والكرامة والقرار والموقف ولا تحظى باحترام أو تقدير أنظمة العالم.
فيما نر أن في إيران دولة ذات سيادة وقرار وموقف، ولها أهداف استراتيجية، ولديها مشروعها الحضاري، وتمتلك رؤية مستقبلية وتعمل جاهدة لتحقيقها، على طريق التقدم والنمو وتساهم في تحقيق الاستقرار للإقليم، والإسهام في إيجاد نظام دولي أكثر عدلا، وأكثر توازنا وإنصافا بعيدا عن الغطرسة والهيمنة وسياسة الارتهان والتبعية.
إن ثقافة (شيطنة إيران) واعتبارها ( البعبع) الذي يهدد الوجود العربي، هذه الثقافة هي ثقافة أمريكية _صهيونية استعمارية، تم الترويج لها من قبل أمريكا والصهاينة والعواصم الاستعمارية وتبنتها بعض (الدويلات) العربية، وبعض النخب العربية من مختلف المشارب السياسية والفكرية والإعلامية والاجتماعية ممن يدورن في فلك أمريكا والأنظمة المرتهنة لها، والمؤسف أن هذه الثقافة التي هدفها ( شيطنة إيران) وعزلها عن قضايا المنطقة، تؤكد حقيقة أن العرب ليس لديهم دولة بل (دويلات). لأن مثل هذه الثقافة تنتقص من كل الأنظمة العربية، وتمثل إهانة لهذه الأنظمة وليس انتقاصا من دور ومكانة (دولة إيران)، بل أن هذه الثقافة تعبر عن مدى انحطاط الأنظمة العربية الراهنة التي لا تقوى على العيش والحياة بدون وصاية أمريكا ورعاية الكيان الصهيوني ومساعدة عواصم الاستعمار القديم..؟!
إن أحداث فلسطين وخاصة الجرائم الصهيونية _الأمريكية التي ترتكب بحق أشقائنا في قطاع غزة والتي تثير غضب السماء وتبكي الأشجار والأحجار، لكنها ورغم بشاعتها التي حركت شعوب العالم تنديدا بها وبمن يرتكبها، لم تقو رغم بشاعتها على تحريك المشاعر الإنسانية لدى رموز الأنظمة العربية ومؤسساتهم الكرتونية، ليس لأنهم خونة أو عملاء، وليس لأنهم متآمرون أو إنهم جزءا من العدوان الصهيوني، لا ليس الأمر كذلك، إذ لو كانت أوضاعهم على شاكلة ما سبق وصفه لكانوا أكثر وعيا وإدراكا لتبعات ما يحدث، وكانوا تحركوا بكل قوة لإيقاف المذابح بحق أشقائنا في فلسطين، ولكن لم يفعلوا ذلك، لأن من يتربع على عرش النظام العربي لا يدركون أبجديات العمل السياسي، فما بالكم بإدراك الأبعاد الاستراتيجية التي ستولدها معركة طوفان الأقصى والقضية العربية الفلسطينية التي تنتصر اليوم بدعم ومساندة (دولة إيران) التي أصبحت بفضل رؤيتها الاستراتيجية قوة إقليمية فاعلة وذات حضور دولي وتأثير، ولها مكانة في مفاصل النظام العالمي الأخذ بالتشكل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية غدت إحدى الأطراف الفاعلة والمساهمة بتشكيله، فيما الدويلات العربية (محتاسة) ومرتبكة وعاجزة عن التفاعل مع الأحداث، لأن القائمين عليها لا يتحلون بمواصفات القادة ولا بمهاراتهم وهم بادائهم يشبهون ( مدراء الملاهي الليلية) الذين ينهمكون في خدمة زبائنهم وتقديم كل وسائل الترفيه لهم، وتحقيق المكاسب، بغض النظر عن التبعات القانونية والأخلاقية جراء أفعالهم التي قد تقودهم إلى نهاية مأساوية، وهذا هو حال حكام الأنظمة العربية الذين تهينهم وتلعن عهدهم دماء ودموع أطفال ونساء غزة، وتهينهم حكومة الكيان تسخر منهم ومن وجودهم ودويلاتهم وجيوشهم، وتمعن أمريكا في إذلالهم، فيما دولة جنوب أفريقيا وجهت لهذه الأنظمة صفعة حين أقدمت على ما كان يفترض بهم أن يقدموا عليه ولكنهم عجزوا عن إدخال الأغذية والأدوية والمياه للشعب الفلسطيني، وعجزوا عن توظيف علاقتهم مع العدو ومع أمريكا لإيقاف هذه الحرب الإجرامية التي يشنها مجرمون وقتلة، ويصمت عنها (العاجزون والفشلة)، إيران وحدها كبرت وتألقت في كل مواقفها ويكفي إن المقاومة صامدة وتنازل أعظم الجيوش التي يرتعب منها حكام وجيوش الأنظمة العربية بدعم إيران وسلاح إيران وتقنيات إيران، وإيران هي من حضنت المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي من وقفت إلى جانب سوريا في مواجهة المؤامرات العربية والدولية، وإيران وقفت في وجه العدوان على اليمن وأدانته. وإيران هي الدولة التي لديها مشروعها الحضاري الاستراتيجي، وهي من تقف في وجه الهيمنة الأمريكية _الغربية، وهي من تواجه الكيان الصهيوني وتعتبره عدوها الأول، فيما غالبية أنظمة (العهر العربية) ترتبط بعلاقة مقدسة مع هذا الكيان بصورة سرية وعلنية..؟!
كعربي أجد أن دولة إيران أقرب لي من دول التطبيع العربية، وفي فلسطين ولبنان وسوريا واليمن أرى إيران أكثر عروبة من بعض أنظمة العرب، واري فيها الإسلام أكثر حضورا من إسلام بلاد ( الحرمين) التي حولت الحرمين إلى مزارات سياحية مثلهم مثل ( أهرامات الجيزة)..؟!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة هذه الثقافة دولة إیران فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تحذر إيران من تأجيج الفتن ونشر الفوضى في سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذرت جامعة الدول العربية مما أسمته "إشعال الفتنة في سوريا"، وأكدت رفضها التصريحات الإيرانية "التي تزعزع" السلم الأهلي في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع، بشار الأسد، حليف طهران.

وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان، مساء الخميس: "تتابع الأمانة العامة بقلق الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال فتيل فتنة في البلاد".

وتابعت الأمانة العامة للجامعة العربية: "كما ترفض الأمانة العامة التصريحات الإيرانية الأخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، ونحذرهم من نشر الفوضى في سوريا، ونحملهم مسؤولية تبعات تصريحاتهم الأخيرة".

وشدد البيان على "ضرورة احترام كافة الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل أي تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار"، طبقا لما أورد البيان.

وقال الجامعة العربية إنها "تعيد التأكيد على ما جاء في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سوريا بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام إرادته وخياراته".

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال، في تصريحات تلفزيونية، إن "ما حدث في سوريا يأتي في إطار مشروع ضخم تخطط له أمريكا وإسرائيل للقضاء على أي مقاومة ضد إسرائيل"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

وردا على ذلك، وجه وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني، تحذيرا إلى إيران من "بث الفوضى" في بلاده، وذكر أنه يجب على السلطات الإيرانية "احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد".

مقالات مشابهة

  • المجموعة العربية تثني على اختيار المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة
  • قرار صادم: دولة عربية تمنع استيراد أكثر من سيارة واحدة كل 5 سنوات!
  • احتجاز صحفية إيطالية في إيران منذ أكثر من أسبوع
  • الجامعة العربية تحذر إيران من تأجيج الفتن ونشر الفوضى في سوريا
  • محمد بن راشد: العمارة العربية أثرت الحضارة الإنسانية بتصاميم فريدة
  • الجامعة العربية تدعم سوريا ضد إيران رغم المواقف المتحفظة لبعض الدول   
  • الجامعة العربية تصعد لهجتها مع إيران: تصريحاتكم تؤجج الفتن في سوريا
  • أستاذ إعلام: الدول العربية لعبت دورًا في فضح جرائم الاحتلال
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ شعب فلسطين